الخميس، 29 أكتوبر 2020

بَابُ مَا يَجْرِي عَلَيْهِ العَدَدُ فِي تَذْكِيرِهِ وَتَأْنِيثِهِ:

 


العَدَدُ يَجْرِي فِي تَذْكِيرِهِ وَتَأْنِيثِهِ عَلَى اللَّفْظِ لَا عَلَى المَعْنَى، تَقُولُ: "لِفُلَانٍ ثَلَاثُ بَطَّاتٍ ذُكُورٌ"، وَ"ثَلَاثُ حَمَامَاتٍ ذُكُورٌ، وَ"رَأْيْتُ ثَلَاثَ حَيَّاتٍ ذُكُورًا"، وَ"كَتَبْتُ لِفُلَانٍ ثَلَاثَ سِجِلَّاتٍ فَتُؤَنِّثُ عَلَى اللَّفْظِ؛ وَالوَاحِدُ سِجِلٌّ مُذَكَّرٌ، وَ"مَرَرْتُ عَلَى ثَلَاثِ حَمَّامَاتٍ" فَتُؤَنَّثُ وَالوَاحِدُ حَمَّامٌ، وَتَقُولُ: "لَهُ خَمْسٌ مِنَ الغَنَمِ ذُكُورٌ"، وَ"لَهُ ثَلَاثٌ مِنَ الإِبِلِ فُحُولٌ" فَتُؤَنِّثُ العَدَدَ إِذَا كَانَ الَّذِي يَلِيهِ الإِبِلَ وَالغَنَمَ؛ لِأَنَّهُمَا لَفْظَانِ مُؤَنَّثَانِ مَوْضُوعَانِ لِلجَمْعِ، وَلَا وَاحِدَ لِشَيْءٍ مِنْهُمَا مِنْ لَفْظِهِ، وَهُمَا يَقَعَانِ عَلَى الذُّكُورِ، وَعَلَى الإِنَاثِ، وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا، وَتَقُولُ: "لَهُ ثَلَاثَةُ ذُكُورٍ مِنَ الإِبِلِ" ذَكَّرْتَ لَمَّا فَرَّقْتَ بَيْنَ ثَلَاثَةٍ وَبَيْنَ الإِبِلِ، وَتَقُولُ: "سَارَ فُلَانُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ": العَدَدُ يَقَعُ عَلَى اللَّيَالِي، وَالعِلْمٌ مُحِيطٌ بِأَنَّ الأَيَّامَ قَدْ دَخَلَتْ مَعَهَا، قَالَ الجعدِيُّ يَصِفُ بَقَرَةً:

فَطَافَتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ * وَكَانَ النَّكِيرُ أَنْ تُضِيفَ وَتَجْأَرَا.

يُرِيدُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ، وَلَا يُغَلَّبُ المُؤَنَّثُ عَلَى المُذَكَّرِ إِلَّا فِي اللَّيَالِي خَاصَّةً، وَتَقُولُ: "سِرْنَا عَشْرًا" فَيُعْلَمُ أَنَّ مَعَ كُلِّ لَيْلَةٍ يَوْمًا.

(المرجع: أدب الكاتب لابن قتيبة. اعتنى به وراجعه/ د. درويش جويدي. المكتبة العصرية. صيدا. بيروت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2405):

  25511- مَسَبَّةٌ (شَتِيمَةٌ، إِهَانَةٌ): une injure, une insulte . سُبَابٌ (شَتِيمَةٌ): un blasphème . نَكَبَاتُ الزَّمَنِ (أَضْرَارُ السّ...