تَكْتُبُ: "عَسَى" بِاليَاءِ؛ لِأَنَّكَ تَقُولُ: "عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَاكَ"، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ)، قُرِئَتْ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا.
وَتُكْتَبُ:
"بَلَى"، وَ"مَتَى"، وَ"أَنَّى" بِاليَاءِ؛ لِأَنَّ
الإِمَالَةَ فِيهَا أَحْسَنُ وَأَفْصَحُ مِنَ التَّفْخِيمِ.
فَأَمَّا
"عَلَى"، وَ"إِلَى"، وَ"لَدَى"، فَإِنَّ القِيَاسَ
كَانَ فِيهَا أَنْ يُكْتَبْنَ بِالأَلِفِ؛ لِأَنَّ الإِمَالَةَ لَا تَجُوزُ
فِيهِنَّ، وَإِنَّمَا كُتِبْنَ بِاليَاءِ؛ لِأَنَّكَ تَقُولُ: عَلَيْكَ،
وَإِلَيْكَ، وَلَدَيْكَ.
وَأَمَّا
"كِلَا"، وَ"كِلْتَا"، فَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِمَا، وَالَّذِي
أَسْتَحِبُّ أَنْ يُكْتَبَا إِذَا وَلِيَا حَرْفًا رَافِعًا بِالأَلِفِ؛
فَتَكْتُبُ: "أَتَانِي كِلَا الرَّجُلَيْنِ"، وَ"أَتَانِي كِلْتَا
المَرْأَتَيْنِ"، وَإِذَا وَلِيَا حَرْفًا نَاصِبًا أَوْ خَافِضًا كُتِبَا
بِاليَاءِ، فَتَكْتُبُ: "رَأَيْتُ كِلَى الرَّجُلَيْنِ"،
وَ"مَرَرْتُ بِكِلْتَى المَرْأَتَيْنِ"، وَإِنَّمَا فَرَّقْتَ
بَيْنَهُمَا فِي الكِتَابِ فِي هَاتَيْنِ الحَالَتَيْنِ؛ لِأَنَّ العَرَبَ
فَرَقَتْ بَيْنَهُمَا فِي اللَّفْظِ مَعَ المَكْنِيِّ، فَقَالُوا: "رَأَيْتُ
الرَّجُلَيْنِ كِلَيْهِمَا"، بِاليَاءِ، وَ"مَرَرْتُ بِهِمَا
كِلَيْهِمَا"، وَ"رَأَيْتُ المَرْأَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا"،
وَ"مَرَرْتُ بِهِمَا كِلْتَيْهِمَا"؛ فَلَفَظُوا بِهِمَا مَعَ
النَّاصِبِ وَالخَافِضِ بِاليَاءِ، وَقَالُوا: "جَاءَنِي الرَّجُلَانِ
كِلَاهُمَا"، وَ"المَرْأَتَانِ كِلْتَاهُمَا"؛ فَلَفَظُوا بِهِمَا
مَعَ الرَّافِعِ بِالأَلِفِ.
((المرجع: أدب
الكاتب لابن قتيبة. اعتنى به وراجعه/ د. درويش جويدي. المكتبة العصرية. صيدا.
بيروت).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق