الأحد، 25 أكتوبر 2020

بَابُ الأَمْرِ بِالمُعْتَلِّ مِنَ الفِعْلِ:

 


تَقُولُ: "قُلْ"، وَ"بِعْ"، وَ"خَفْ"، ذَهَبَتِ الوَاوُ وَاليَاءُ وَالأَلِفُ لِاجْتِمَاعِ السَّاكِنَيْنِ؛ فَإِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ: "قُولَا"، وَ"بِيعَا"، وَ"، وَكَذَلِكَ فِي الجَمِيعِ: "قُولُوا"، وَ"بِيعُوا"، وَ"خَافُوا" تُظْهِرُ مَا ذَهَبَ فِي الوَاحِدِ؛ لِتَحَرُّكِ الحَرْفِ الآخِرِ، وَتَقُولُ لِلمَرْأَةِ: "قُولِي"، وَ"بِيعِي"، وَ"خَافِي"، فَلَا تُسْقِطُ حَرْفَ المَدِّ لِتَحَرُّكِ الحَرْفِ الَّذِي يَلِيهِ.

فَإِذَا أَمَرْتَ بِالمَهْمُوزِ مِنَ الأَفْعَالِ مِثْل: "أَمَرَ يَأْمُرُ"، وَ"أَكَلَ يَأْكُلُ"، وَ"سَأَلَ يَسْأَلُ"، وَ"جَاءَ يَجِيءُ"، فَالمُسْتَمَلُ فِي أَمَرَ يَأْمُرُ أَنْ تَقُولَ: "مُرْ فُلَانًا بِكَذَا"، فَإِذَا اتَّصَلَ بِوَاوٍ أَوْ فَاءٍ قَبْلَهُ قُلْتَ: "وَأْمُرْ فُلَانًا، فَأْمُرْهُ"، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)، وَيَجُوزُ: اومُرْ فُلَانًا" بِلَا وَاوٍ وَلَا فَاءٍ قَبْلَهُ، وَلَيْسَ بِمُسْتَعْمَلٍ، وَالمُسْتَعْمَلُ فِي "كُلْ" الحَذْفُ فِي كُلِّ حَالٍ: اتَّصَلَ بِوَاوٍ أَوْ فَاءٍ أَوْ لَمْ يَتَّصِلْ، وَلَمْ يُسْمَعْ غَيْرُ ذَلِكَ، وَالمُسْتَعْمَلُ فِي مِثْلِ: "أَجَرَهُ اللهُ يَأْجُرُهُ" الإِتْمَامُ، فِي الانْفِرَادِ وَالاتِّصَالِ، تَقُولُ: "اللَّهُمَّ اؤْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي"؛ فَأَمَّا "سَأَلَ يَسْأَلُ"، فَإِنْ شِئْتَ ابْتَدَأْتَ فَقُلْتَ: "اسْأَلْ فُلَانًا عَنْ كَذَا"، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: "سَلْ فُلَانًا" وَهُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ؛ لِأَنَّهَا كَذَلِكُ كُتِبَتْ فِي المُصْحَفِ إِذَا لَمْ تَتَّصِلْ بِأَلِفٍ قَبْلَهَا (وَرَدَ فِي نُسْخَةٍ أُخْرَى "إذا لم تتصل بواو قبلها ولا فاء قبلها")، وَإِنِ اتَّصَلَتْ بِوَاوٍ أَوْ فَاءٍ؛ فَإِنْ شِئْتَ أَلْحَقْتَ فِيهَا أَلِفًا فِي أَوَّلِهَا وَهَمَزْتَ فَقُلْتَ: "وَاسْأَلِ اللهَ، فَاسْأَلِ اللهَ"، وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ الأَلِفَ وَحَذَفْتَ الهَمْزَةَ فَقُلْتَ: "وَسَلِ اللهَ، فَاسْأَلِ اللهَ"، وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْ جَاءَ يَجِيءُ قُلْتَ: "جِئْ إِلَيْنَا"، وَكَذَلِكَ إِنِ اتَّصَلَ، وَإِنْ ثَنَّيْتَ قُلْتَ: "جِيئَا"، وَ"جِيئُوا" فِي الجَمْعِ، مِثْل جِيعَا وَجِيعُوا.

وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْ مِثْلِ: "وَعَيْتُ الحَدِيثَ"، وَ"وَقَيْتُكَ بِنَفْسِي"، وَ"وَشَيْتُ الثَّوْبَ" زِدْتَ هَاءً فِي اللَّفْظِ إِذَا وَقَفْتَ، وَهَاءً فِي الكِتَابِ؛ فَتَكْتُبُ: "عِهْ كَلَامِي"، وَ"قِهْ زَيْدًا بِنَفْسِكَ"، وَ"شِهْ ثَوْبَكَ" لِأَنَّهُ لَا تَكُونُ كَلِمَةٌ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدِ؛ فَإِنْ وَصَلْتَ ذَلِكَ بِفَاءٍ أَوْ وَاوٍ؛ فَإِنْ شِئْتَ أَقْرَرْتَ الهَاءَ، وَإِنْ شِئْتَ حَذَفْتَهَا، وَالحَذْفُ أَحَبُّ إِلَيَّ، تَقُولُ: "قَمْ فَقِ زَيْدًا بِنَفْسِكَ"، وَ"اذْهَبْ فَلِ عَمَلَكَ"، وَ"اذْهَبْ فَشِ ثَوْبَكَ"، وَإِنْ وَصَلْتَ ذَلِكَ بِثُمَّ أَلْحَقْتَ الهَاءَ؛ لِأَنَّ ثُمَّ حَرْفٌ مُنْفَصِلٌ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ لَايَتَّصِلُ بِمَا بَعْدَهُ اتِّصَالَ الوَاوِ وَالفَاءِ.

وَتَقُولُ: "رُدَّ وَارْدُدْ، وَشُدَّ وَاشْدُدْ"؛ فَإِذَا ثَنَّيْتَ قُلْتَ: "رُدَّا، وَشُدَّا"، وَلَا تَقُولُ: "ارْدُدَا، وَاشْدُدَا "، وَكَذَلِكَ الجَمْعُ، إِلَّا فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكَ تَقُولُ: "ارْدُدْنَهُ".

(المرجع: أدب الكاتب لابن قتيبة. اعتنى به وراجعه/ د. درويش جويدي. المكتبة العصرية. صيدا. بيروت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2404):

  25501- مُسَاوَمَةٌ (أَخْذٌ وَعَطَاءٌ): tractation . مُسَاوَمَةٌ (أَوْ مُقَاوَلَةٌ مِنَ البَاطِنِ): marchandage . انْصَرَفَ إِلَى مُسَاوَ...