الخميس، 30 يناير 2014

فوائد حول التمييز

ويُقال له " التبيِينُ" و "التفسِيرُ" وهو رَفْعُ الإبهامِ في جُملَةٍ أو مُفْرَدٍ بالنصِّ على أَحَدِ مُحْتَمَلاتِه.

فمثاله في الجملة: طَابَ زَيْدٌ نَفْسًا، وتَصَبَّبَ الفَرَسُ عَرَقًا، وامْتَلَأَ الإِنَاءُ مَاءً، وفي التنزيل العزيز: "وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا"/ مريم: الآية (4). " وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا"/القمر: الآية (12)." وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّن دَعَا إِلَى اللَّهْ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"/ فُصِّلَت: الآية (33) "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا"/النساء: الآية (87).إلخ.

ومثاله في المُفْرَد: عِندي عِشرُون دِرْهَمًا، وثلاثُون ثَوْبًا، ومِلْءُ الإناءِ عَسَلًا. وعلى التمْرَةِ مِثلُها زُبْدًا، إلخ.

(المرجع بتصرف: المُفصَّل في علم العربية للزمخشري).

الأربعاء، 29 يناير 2014

عِلْم اللغة الكَوْنيّ

ذكرتْ بعضُ وسائل الإعلام، في الآونة الأخيرة، أنّ " قِسم اللغة الكَوْنِيّ" بجامعة لندن التي يُسمَّى فيها قِسم اللغة العربية بقِسم " اللغة الأمّ "، يقوم بدراسات حول هذا العِلْم الجديد الذي ظَهَرَ سنة 2003 م. ويدرس " عِلْم اللغة الكَونِيّ " جميع لغات العالَم، بمقارنة النِّظامِ النَّحوِيّ والعلاقة الجِينِيّة بينَ اللغات، لِيعرِفَ أسبابَ مَوْتها وأسبابَ بَقائها واستِمْرارها وقُوُّتها وضَعْفها. وتُفِيدُ الخُلاصات العِلميّة التي تَوصًّلَ إليها الفريق العِلْمِيّ بالقِسم، المُشارِ إليه، بأنّ غالبيّة اللغات تَحمِل في ذاتِها عَوامِلَ مَوتها إلّا اللغة العربية. وحَسَبَ هذه المعلومات، فإنّ نهاية القرن الحالي (الحادي والعشرين) ستشهَدُ مَوتَ العديد من اللغات، ليس من ضمنها: العربية والإنجليزية والصينية. وفي ضوء هذه الدراسات- وغيرها-يتأكد يوما بعد يوم أنّ اللغة العربية ، هي -فِعْلًا- أُمُّ اللغات وأصلها. ولا يُخامِرُنا أيّ شكّ في أنها ستبقى خالدة ، لأنّها لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجَنّة . وهي بذلك محفوظة-بإذن الله-بحفظ القرآن الكريم(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّالَهُ لَحَفِظُونَ).

الثلاثاء، 28 يناير 2014

واو الإشباع

عَلَّق أحد القراء الكرام على كتابة اسمي بالواو(إِسَلّْمُو، بدلا من: إسلم...).
ونظرا إلى أنّ عددا كبيرا من الموريتانيين يحملون هذا الاسم، فقد ارتأيْتُ أن أعلق على الموضوع(أي: تعليق على تعليق). وذلك على النحو الآتي:
لهذه الواو أصل في اللغة العربية، ولعلها تدخل ضمن ما يُعرَف بواو الإشباع، نحو: هُمُو، أَنتُمُو، حَقّهمُو، إلخ.
وقد ذَكَرْتُ في الحلقة(11) من سلسلة "الرقيب اللغويّ" المنشورة في هذه المدونة، ، أنّ الألِف لا تُزادُ في المواضع الآتية:
- واو الإشباع، المشار إليها آنِفًا.
- جمع المذكّر السالم المرفوع المضاف، نحو: مُدِيرُو المؤسسات.
- أُولُو، ذَوُو بمعنى: أصحاب.
- الأسماء الخمسة: أَبُو، أَخُو، حَمُو، فُو، ذُو.
-في مثل: أَرْجُو، أَدْعُو، أَدْنُو، يَعْلُو، يَسْمُو، إلخ. نَرْجُو، نَدْعُو، نَدْنُو(ولو دَلَّت الأفعال الثلاثة الأخيرة على الجمع)، حيث يكون لام الفعل واوا.
وبصفة عامّة، فإنّ هذه الواو قد تكون معينةً- إلى حدّ مّا- على نطق الاسم بكيفية صحيحة، في حالة غياب الضبط بالشكْلِ، نحو: فلان لِحْلُو، بدلا من: فلان لحل. مع ملاحظة أنّ نطق اللام في (إسلّْمُو) يطرح إشكالية لغير الموريتانيين، حيث تُنطَق اللامُ وكأنّها مشدَّدَة وساكنة في الوقتِ نفسِه. وتوجد هذه الظاهرة بكثرة في العامّية الموريتانية(الحسّانيّة)، وقد أشرتُ إلى ذلك في البحث المعنون: "تفصيح العامية"، المنشور جزء منه في هذه المدونة.
ملحوظة:
أقترح أن يقوم كل قُطْر عربيّ بتقنِين/تنمِيط/ تقيِيس/ توحيد نمط (standardisation) كتابة الأسماء، بحيث تكون موحَّدَة داخل كل بلد، وصُولًا إلى توحيد كتابتها عربيًّا ودوليًّا.


الاثنين، 27 يناير 2014

الفرق بين الْمَيْت، والْمَيِّت

المَيْت(بتسكين الياء): الذي فارَق الحياةَ فِعْلا.ج. أموات.
والمَيِّت(بكسر الياء وتشديدها): 1- الذي فارق الحياة فعلا(أي المَيْت). 2- مَن في حكم المَيْت وليس به. أي مَن لم يمت بعدُ، ولكن مآله إلى الموت. ج. أموات، وموتى. وفي التنزيل العزيز: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَمَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)30/29/ الزمر. (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ)27/ آل عمران. المراد بالمَيِّت: مادة الحيّ كالنطفة للإنسان، والبيضة للفروج، والنواة للنخلة(انظر: معجم ألفاظ القرآن).
وقد جمع الشاعر(الميْت والميِّت) في قوله:

لَيْسَ مَن مَّاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ* إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّمَا الْمَيْتُ مَن يَعِيش كئيبًا* كاسِفًا بالُه قلِيلَ الرّجاءِ.
وفي رواية: مَن يعيش شَقِيا...وفي رواية أخرى: من يعيش ذَلِيلًا...

ويقول أحدهم: 
ياسائلِي تفسير مَيْتٍ ومَيِّتٍ* فدونك قد فسرتُ ما عنه تسألُ. فما كان ذا روح فذلك ميِّتٌ* وما الميْتُ إلّا مَن إلى القَبْرِ يُحْمَلُ.
الخلاصة:
الميْت: مَن مات فعلًا. والميِّت: تقال في من مات فعلا، وفي مَن لم يمت بعدُ، لكنه سيموت لا محالة(أي مآله إلى الموت، عاجلًا أم آجلًا).

الأحد، 26 يناير 2014

"الْگژْرَهْ"


في عالَمِنا العربيّ، و في غيره من البلدان السائرة في طريق النمو والتَّمَدُّن، تُوجَد ظاهرة انتشار " الأحياء العَشْوَائِيَّة " في أطراف المُدُن . و بما أنّ سكان هذه الأحياء يكونون عادةً من الفقراء ، فقد برزت - في هذه الأحياء - ظاهرة ما أصبح يُعرَف ب " مُدُن الصَّفِيح " .
و الذي يهمني في الموضوع ، هو المُصْطَلَح - المشار إليه في العُنوان- الذي نُعَبِّر به ، في موريتانيا ، عن ظاهرة الاستيلاء على الأرض بطرق غير قانونية .
و أُشِير - في البداية - إلى أنّ " الگژْرَهْ " تُنطَقُ الكافُ فيها نُطْقَ الجيم القاهرية ، و الموريتانيون يضعون ثلاثَ نُقَط (نِقَاط ) على الكاف من أجل نطقها بهذه الطريقة التي تختلف عن نطق الكاف العادية، والشَّرْطة على الكاف تنوب عن النقط . كَمَا تُنطَقُ الزَّايُ مُفَخَّمَةً، والنقط الثلاث عليها تدل على نطقها بالطريقة المذكورة .
و في المعاجم اللغوية ، تُوجَدُ كلمةٌ قد تُعَبِّرُ عن مفهوم " الگژْرَهْ "، و هي: الْإخَاذَةُ ، وتعريفها : أَرْضٌ يَحُوزُهَا الإنسَانُ لِنَفْسِهِ .ج. إِخَاذٌ و إخَاذَات .

السبت، 25 يناير 2014

أضف إلى معلوماتك


- أُمُّ القُرَى ( بضمّ القاف ) : من أسماء مَكَّةَ المكرَّمةِ .
- أُمُّ القِرَى ( بكسر القاف ) : النَّارُ ، لأنّها ضرورية لتهيئة القِرَى للضَّيْفِ .( الْقِرَى : الضِّيَّافَةُ ) .
- أمُّ الفَضائل : كُنْيَةُ العِلْمِ .
- أمّ الرذائل : كنْيَةُ الجَهْلِ .
- أم النَّدَامَةِ : كنية العَجَلَةِ ( السُّرْعَةُ ) .
- أم الحَرْبِ : الرَّايَةُ .
- أم الطَّعَامِ : الْحِنْطةُ ( القَمْحُ ) ، لأنَّ لَها فَضْلًا على سائر الحُبُوبِ .
- بَنَاتُ البُطُونِ : الأَمْعَاءُ .
- بنات الخُدُورِ : الْعَذَارَى . و يُقَالُ لَهُنَّ أيضًا : بنات الْحِجَالِ .
- بنات الدَّهْرِ : حَوادِثُهُ و مَصائبُهُ و نَوَائبُهُ .
- بنات الصَّدْرِ : ما يَضْمُرُهُ الإنسانُ من الخيْر و الشَّرّ .
- بنات الْعَيْن : الدُّمُوعُ .
- بنات الْفَلَا : الإِبِلُ .
- بنات الْقَفْر : الوُحُوشُ .
- بانت اللَّهْوِ : الأَوْتَارُ .
- بنات اللَّيْلِ : الأَحْلَامُ .
- بنات الماء : ما يَأْلَفُ الماءَ من السَّمَكِ و الطَّيْر و الضَّفَادِع .
- بنات المَنَايَا : السِّهَامُ .
- بِنْتُ الْمَنِيَّةِ : الْحُمَّى .
- بُنَيَّاتُ الطَّرِيقِ : الصِّعَابُ والتَّعَاسِيفُ. يُقَالُ : هو يَرْكَبُ التَّعَاسِيفَ : إذا لمْ يسلك الطريقَ المُستقِيمَ . و يُقَالُ للرَّجُلِ إذَا وُعِظَ : الْزَمْ الْجَادَّةَ ، وَدَعْ بُنَيَّاتِ الطريق .
- بَنُو الأَيَّامِ : أَهْلُ الْعَصْر .
بَنُو الدُّنْيَا : النَّاسُ .
( المرجع : المتقن العمليّ، بتصرف .إعداد ، غريد الشيخ ) .
ملاحظة :
يُضاف إلى ما تَقَدَّمَ ، أنّ عثمان بن عَفَّان - رضي الله عنه - قالَ : "اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ ، فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائثِ ".

الجمعة، 24 يناير 2014

الطريق إلى تعلُّمِ الكتابةِ:



إنّ الطريقَ إلى تعلُّمِ الكِتابةِ على ثلاثِ شُعَبٍ: الأولى: أن يتصفَّحَ الكاتبُ كتابة المتقدِّمِينَ ويطّلعَ على أوضاعهمْ في استعمالِ الألفاظِ والمعانِي ثمَّ يحذوَ حذْوَهم، وهذه أدنى الطبقاتِ عندي.

والثانية: أن يمزجَ كتابةَ المتقدمين بما يستجيدهُ لنفسهِ مِنْ زيادة حسنهِ إمّا في تحسينِ ألفاظ أو في تحسينِ معانٍ، وهذه هي الطبقة الوسطى وهي أعلى من التي قبلها.

والثالثة: أن لا يتصفّحَ كتابةَ المتقدمين ولا يطّلع على شيء منها، بل يصرفَ همَّه إلى حفظ القرآنِ الكريم وعدّةٍ من دواوين فحول الشُّعراءِ ممنْ غلبَ على شِعْره الإجادَةُ في المعاني والألفاظِ، ثم يأخذَ في الاقتباسِ فيقومُ ويقعُ ويخطئ ويصيبُ ويضلُّ ويهتدي حتى يستقيمَ على طريقةٍ يفتتحُها لنفسهِ. وأخلق بتلك الطريق أن تكون مبتدعةً غريبةً لا شركةَ لأحد من المتقدمين فيها. وهذه الطريقُ هي طريقُ الاجتهادِ وصاحبُها يُعَدُّ إمامًا في فنّ الكِتابةِ إلّا أنها مستوْعِرةٌ جِدًّا ولا يستطيعُها إلّا مَن رزقَهُ اللَّهُ لِسانًا هَجَّامًا وخاطرًا رَقَّامًا. ولا أريدُ بهذه الطريقِ أن يكونَ الكاتبُ مرتبِطًا في كِتابتهِ بما يستخرِجُهُ مِن القرآنِ الكريم والشّعْرِ بحيْثُ إنّه لا يُنشِئُ كتابًا إلّا من ذلك بَلْ أريدُ أنّهُ إذا حفِظَ القرآنَ وأكْثَرَ مِنْ حِفْظِ الأشعارِ ثم نَقَّبَ عن ذلك تنْقِيبَ مُطَّلِعٍ على معانِيهِ مفتشٍ عن دفائنِهِ وقلَّبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ عرفَ حينئذٍ مِنْ أينَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ فيما يُنشِئُهُ مِنْ ذاتِ نفسِهِ واستعانَ بالمحفوظِ على الغريزة الطبيعيَّةِ.

(المرجع: جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب" عن المثل السائر باختصار".تأليف/ السيِّد أحمد الهاشميّ. دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع.بيروت).

الخميس، 23 يناير 2014

سؤال وجواب

بعث إلي أحد القراء بما يأتي:
إنني أسمع خطباء ومتحدثين يكثرون التفوه بالعبارات التالية.
- تأملوا يا رَعاكُم اللهُ.
- اسمعوا ياحفِظكم اللهُ.
- يامَرْحَبًا.
- يا أهْلًا وسَهْلًا. وغير ذلك من مثل هذه التراكيب.
وسؤالي هو:
هل هذه العبارات صحيحة أم أنها أخطاء لغوية يرتكبها هؤلاء الخطباءُ والمتحدثون؟
وإذاكانت هذه التراكيب واردةً في لغتنا العربية، فما وجه صحتها في قواعد النحو ؟
وهل تدخل ياءُ النداء على الفعل كقولهم: يارعاكم الله ونحو ذلك ؟

الجواب:
هذه التراكيب (تأمَّلوا يا رعاكم الله، اسمعوا يا حفظكم الله، إلخ) صحيحة، ولإلقاء الضوء على وجه صحتها في قواعد النحو، أشير إلى الآتي:
المنادى هو الاسمُ الظاهرُ الذي يطلب إقباله والتفاته إليك بواسطة حرف من أحرف النداء. وأحرف النداء هي: يا، أيا، هيا، أي، آيْ،آ ، وينادى بها للبعيد. و(أ) ينادى بها القريب،و (وَا) وهي للندبة. وأعمُّ هذه الأدوات(يَا).
ودون الدخول في التفاصيل المتعلقة بالمنادى، أشير إلى أنه لا يجوز حذفُ المنادى إلا بعد(يا) فقط، وحينئذ يقع بعدها الفعل والحرف والجملة الاسمية نحو: يا رَحِمَ اللّه مَن رَّحِم، وياليتني كنتُ عالمًا، والتقدير: يارجلُ رَحِمَ الله من رحم، ويارجل ليتني كنت عالما.
وبعضهم يجعل (يا) هذه للتنبيه وهو أفضل من تكلف تقدير المنادى كما هو الواقع إلا إذا سبقت (يا) بحرف تنبيه، ومنه قول الشاعر ذي الرُّمة:
ألا يا اسلمي يا دار ميَّ على البلى*ولا زال منهلًّا بجرعائك القطر. (ألا) استفتاحية للتنبيه، (يا) أداة نداء( وكره هنا أن تكون للتنبيه لئلا يجتمع منبهان، والمنادى محذوف تقديره: يادارُ اسلمي).
ويشترط عدد من النحاة أن لا يحذف المنادى قبل الفعل الذي دخل عليه حرف النداء إلا إذا كان الفعل للأمر أو الدعاء أو صيغة حبّذا. فإن لم يتحقق الشرط يكون الحرف المذكور للتنبيه.
وفي حالتنا هذه وجهان:
1- المنادى محذوف، وتقديره: يا هؤلاء رَعاكُم اللهُ.
2-الياء للتنبيه وليست للنداء. بمعنى أنه يجوز حذف المنادى بعد ياء النداء الواقعة قبل الأمر والدعاء. وفي غير الأمر والدعاء، تكون الياء للتنبيه. وإذا كانت الياء للتنبيه، لا تؤثر في إعراب ما بعدها.
ويمكن تطبيق هذه القاعدة على: يا أهلا وسهلا. فإذا كانت الياء للنداء، يكون تقديرها: يا هؤلاء أهلا بكم وسهلا، أي: لَقِيتم أهلا وحللتم سهلا. وإلا فهي للتنبيه.

السبت، 18 يناير 2014

تفصيح العامية(34)



*"عَايِرْ"(براء مرققة): مَزَحَ(plaisanter, blaguer). "عَايِرْ" فلانا/ أو "اتْعَايِرْ " معه(faire une blague à qn.): مَزَحَ مَزْحَةً مع فلان. "الْمُعَايَرَه": المَزْحُ(la plaisanterie). وفي العامية المغربية، فلان عَايِرْ فلانا: عَابَهُ. ويقال، في الحسانية: فلان "مَانِ امْعَيّرُه": لا أريد أن أذكر سوءَ حاله، خوفًا مِن أنْ يحدُثَ لي ما حَدَثَ له. وهو تعبير فصيح. عَيَّرَ فلانا: نَسَبَهُ إلى العارِ وقَبَّحَ عليهِ فِعلَه. يقال: عَيَّرَه الجَهْلَ/ وعَيَّرَه بالجهلِ. وتَعَايَرُوا: تَعَايَبُوا. وعَيَّرَ بَعضُهم بَعْضًا. وهذا قريب من مفهوم "التْعَايِيرْ" في العاميتيْن، الموريتانية والمغربية. ولعَلَّ المَزْحَ الذي هو: "الْمُعَايَرَهْ" أو "التْعَايِيرْ"، في الحسانية، نوعٌ من القدْحِ غيرِ المباشرِ. وكأنّ الشخص الذي "يُعَايِرْ" آخَرَ، يريد أن ينسبَ إليه العارَ ويُقبِّحَ عليه فِعلَه، بصيغة مبطَّنَةٍ مغلَّفة بالمزْحِ، ليوهمه بأنه غيرُ جادٍّ في قوله.

*فلان"الدَّقَّسْ" في الرمل/ أو الوحل(الطين): دَقَسَ: أوغلت قدماه فيه. وهي كلمة فصيحة. دَقَسَ الوَتِدُ في الأرض يَدْقُسُ دَقْسًا، ودُقوسًا: مَضَى/ نَفَذَ/ دَخَلَ. ويقال: دَقَسَ فلان في الأرض: أَوْغَلَ فيها. و"التِّدْقَاسْ": الدَّقْسُ/ والدُّقُوسُ.

*"التُّرَاخْ" (بضم التاء وبراء مرققة): نوع من التدلُّلِ والتّمنُّع تقوم به المرأة تِجاهَ الرّجُلِ لتتأكدَ من استعداده لتلبية رغباتها. يقال: فلانة "تِتْوَرَّخْ"/"تَنْعَتْ اغْلَاهَ". وفي المَثَلِ الحساني: "تُرَاخْ الْمَعْيُوفَه"، يُضرَب للزوجة يعزف عنها زوجها ويعتري علاقتهما نوع من الفتور، وتظل تتمنع وتُكْثِر من الطلبات ومن وضْع الشروط عليه ، وكأنها لا تدري ما يجول في خاطره. وفي الفصحى: وَرِخَ العَجِينُ يَوْرَخ ورَخًا: استرخى لكثرة مائه. وورِخَ المكانُ: الْتَفَّ عُشبُه، فهو وَرِخٌ. وتَوَرَّخَت/ واستورخت الأرضُ: ابتلَّتْ.

*فلان "مُكَلَّبْلُه گيْدُه": مَثَلٌ حسانيّ، يُضرَب للشخص المتحرّر، نوعا مّا،ِ من العادات والتقاليد الاجتماعية وبعض الآداب المَرْعِية، يفعل ما يريد، ويقول ما يشاء"مَاشِ اعْلَ غَرْظُه"، دون أن يشعر بالحَرَجِ. وفي الفصحَى، كَلَّبَ الأَسِيرَ: قَيَّدَه بالكَلْبِ. الْكَلْبُ، بهذا المعنى: كُلُّ مَا وُثِّقَ بِه شيْءٌ، كالحَبْلِ. والكَلْبُ(le (chien، كما هو معروف: حيوان أهليّ من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم، فيه سُلالاتٌ كثيرة، تُرَبّى للحِراسةِ، أو للصيْدِ، أو للجَرِّ.

*"عَوِيصْ": يقال، في الحسانية: هذا شيءٌ/ أو أمْرٌ "عَوِيصْ": صَعْب/ عَسِير. وهو تعبير فصيح. عَاصَ الكَلامُ يَعَصُ عَوْصًا: خَفِيَ معناهُ وصَعُبَ فَهْمُه. فهو عَوِيصٌ(difficile à comprendre). وعَوِصَ الأمْرُ والكلامُ يَعَصُ عوصًا: عَاصَ. فهو أَعْوَصُ، وهي عوصاءُ.ج. عُوصٌ. وأعْوَصَ فلان في الكلامِ"گسَّاهْ": أَتَى بالعَوِيصِ منه.

*"امْعَيَّلْ": يقال، في الحسانية: فلان "امْعَيَّلْ": ذو عِيال كثير. وهو تعبير فصيح. عَيَّلَ: كَثُرَ عِيالُه(avoir une nombreuse famille). ورجُل مُعَيَّلٌ: ذو عيالٍ. وعَيِّلُ(ج. عِيال)/ وعِيالُ/ وعَالَةُ الرجُلِ: أهلُ بيتِه الذين يكفلهم(ceux qui sont à la charge d'un homme). وعَيْلَةُ الرجُلِ وعائلته(la famille d'un homme): أُسْرَته. والعَيْلَة(la pauvreté): الفَقْرُ والحاجة. وعَالَ الرجُل يَعِيلُ: افتَقرَ. وأمّا إذا كَثُرَ عيالُه، فيقال فيه: أَعَالَ يَعُولُ. وقد ورد(العائل، والعيلة( في القرآن الكريم: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى) 8/ الضحى. (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً)28/ التوبة.

*"بَوَّهْ": اعْتَانَ. اعْتَانَ القوْمَ/ واعْتَانَ للقومِ: أتَاهم بالخَبَرِ. ويقال: اعْتَانَ لهم منزلا خِصْبًا: ارْتادَه، وهو المعنى المقصود في الحسانية. والرائد(l'explorateur) الذي يَعْتانُ المنزل الخِصبَ، هو:"الْبَوَّاهْ". و"بَوَّاهَانِ"، للتثنية. و"بَوَّاهَ"، للجمع. ومن الألغاز والأحاجي(énigmes)، في الشِّعر الحسانيّ(لِغْنَ)، التي يُختبَر بها الشخص لمعرفة ما إذا كان يقرض الشعر، هذا "الگافْ" "آحْوَيْوِيصْ"(أربع متحركين في كل تافلويت): "مَذْكُورَ بَوَّاهَ لَاهِ تَمْشِ وِاتْبَوَّهْ بِجَاهِ"، حيث يُطلَبُ منه أن يقطّعه"إفَلْوِيهْ" إلى أربع"تِيفِلْوَاتِنْ"، أَيْ: "مَذْكُورَ بَوْ*آهَ لَاهِ* تِمْشِ وِتْبَوْ*وَهْ بِجَاهِ". ومن هذا النوع: "احْلَالَكْ اتَفَلْوِيلِ تِيفِلْوَاتِنْ مِنْتْ أَحْمَدْ كِنْتِ". الحل: "احْلَالَكْ اتْ* فَلْوِيلِ تِ*فِلْوَاتِنْ مِنْتْ* أحْمَدْ كِنْتِ".

*"مِتْقَشْمِ": غَشِيمٌ(inexpérimenté, ignorant): جاهِل بالأمور، كأنه مثل الغاشم، وهو الحاطب بالليل يقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر( من المحدَث: اللفظ الذي استعمله المحدَثون في العصر الحديث، وشاع في لغة الحياة العامة).

*"لِغْشَ": الغِشاءُ. ج. أغشية./ الغِطاءُ. والغَشاوَة: الغِشاءُ. والغَاشية: الغطاء. وغِلاف القلبِ. والقِيامة.

*"اقْطَصْ" أو "اغْطَصْ": غَطَسَ(plonger). غَطَسَ في الماءِ يَغْطِسُ غَطْسًا: انْغَمَسَ فيهِ. والغَطَّاسُ(le plongeur): مَن حِرفته الغطسُ في الماء ليُخرِجَ منه ما يريد، وهو الغَوَّاصُ. والمَغْطِسُ: موضع الغطسِ في الحمام ونحوه. ج. مَغَاطِسُ. وانْغَطَّ في الماء: انْغَمَس وغَاصَ فيه. وغَطَّ شيئا في الماء(plonger qc. dans l'eau) يَغُطُّه غَطًّا: غَمَسَه فيه(غَمَرَه فيه).

*"غَاوْلْ"، في الحسانية: أَسْرَعَ(se hâter). وعَجَّلَ(accélérer). وهي كلمة فصيحة. غَاوَلَ: بَادَرَ في السير وغيره. وغَاوَلَ الأعْداءَ: بادرهم بالغارة والشَّرِّ.

*"بَاطْنْ الْمَرْفَگْ": الْفَتْخُ: باطِنُ ما بين العَضُدِ والذِّراعِ. ج. فُتُوخٌ. "الْمَرْفَگْ": المَرْفِقُ: مَوْصِلُ الذراع في العضد. ج. مَرافِق.

*"الشِّبْرْ"، في الحسانية، هو: الْفِتْرُ(l'empan) في الفصحى: ما بين طَرَفِ الإبهامِ(le pouce) وطَرَفِ السَّبَّابَةِ(l'index) إذا فتحْتَهُما.ج. أَفْتَارٌ. والشِّبْرُ، في الفصحَى: ما بين طَرَفَي الخِنْصَرِ(l'auriculaire) والإبهام بالتَّفْرِيجِ المُعْتادِ. مذَكَّر. ج. أَشْبَار. وينبغي لنا أن ننتبهَ جيدا لهذا الاختلاف في المعنى، بين العامية(الحسانية) والفصحَى. وشَبَرَ الثوبَ وغيرَه يَشْبُر شَبْرًا: قاسَه بِشِبْره. وشَبَّرَ الثوبَ وغيرَه: شَبَرَه. ويستعمل هذا التعبير نفسُه"شَبَّرْ"(براء مرققة) في الحسانية. وتأتي "شَبَّرْ"، في الحسانية، بمعنى: جَرَّبَ/ وقَاسَ/ واخْتَبَرَ. يقال: "شَبِّرْ" هذه الملابس وخذ منها ما هو على مَقاسك. أو "شَبِّرْ" هذا الحِذاءَ، إلخ.

*"اتْفَاتْنُ": يقال، في الحسانية: فلان "اتْفَاتِنْ" مع فلان، أو الفلانيون "اتْفَاتْنُ". والتعبيران فصيحان. تَفَاتَنَ الرِّجالُ: تَحَارَبوا ووقعوا في فِتنَة.

*"الزَّدَّحْ": فَجْفَجَ: فَخَرَ بما ليسَ عنده. فهو فَجْفَاجٌ، وفُجَافِجٌ"زَدَّاحْ".

*"أَفْجَحْ": أَفْحَجُ. فَحِجَ يَفْحَجُ فَحَجًا: تَدَانَتْ صدور قدميْهِ وتَباعَدت عَقِباه. فهو أَفَحَجُ، وهي فَحْجَاءُ. ج. فُحْجٌ. وأَفْحَجَ حَلُوبَتَهُ: وسَّعَ ما بين رٍجْلَيْها لِيَحْلُبَها. وفَحَّجَ رِجْلَيْهِ: وسَّعَ ما بينهما. وانْفَحَجَتْ سَاقاهُ: انْفَرَجَتَا.

*"لِحْمُومْ": الْحُمَمُ: الفَحْمُ. وكل ما احترق من النار. واحِدَته: حُمَمَة"احْمُومَه". والفَحْم/ والفَحَم: مادة سوداءُ ذات مسام تَتَخَلَّف من إحراق الخشب والعِظامِ ونحوِهما إحْراقًا جُزئيًّا. ج. فِحَامُ، وفُحُومٌ. والفحم النباتيّ: ما تخلَّف من إحراق النبات خاصة. والفحم الحَجَرِيّ: معدن أسود بَرَّاق أو ضارِب إلى السواد تَكَوَّنَ مِن مَوَادَّ نباتيةٍ في جوف الأرض خِلالَ عصور متطاولة.

*"الْفَيْشْ"، في الحسانية: التّفاخُر بأشياء غير حقيقية في الغالب. يقال: فلان"يِتْفَايِشْ" مع فلان: يدعي/ يزعُم كل منهما أنه يملك ما لا يملكه الآخَر، أو أنّ ما عنده أفضل ممّا عند الآخَر. وفي الفصحَى: فَاشَ الرجُل يَفِيش فَيْشًا: افتخرَ وتَكَبَّرَ ولا شيْءَ عنده. وفَايَشَ فلانا: فَاخَرَه بغير حق. وتَفَايَشَ القوْمُ: تفاخروا وتكاثروا ادِّعاءً. والفيَّاش: المُكاثِرُ بما ليس عنده.

*"الْفَخْظْ": الفَخْذ/ الفَخِذ(la cuisse): ما فوق الرُّكبة إلى الوَرِك(مؤنَّثة). وفي العَشِيرة/ القبيلة: إحدَى فصائل البطن(مذكَّر). ج. أفخاذ.

*"الْفَخْفَخَه": أو "التْفَخْفِيخْ"، في الحسانية: الفَخْر المُتجسِّد في نوع من الإسراف في المصروفات،والمبالغة في ذلك، بطريقة غير متوازنة، وغير متناسقة مع ظروف الشخص المادية. والفَخْفَخَة، في الفصحَى: الفَخْرُ بغيرِ حقّ. وصوت القِرْطَاسِ أو الثوب الجديد حين الحركة"التْفَرْكِيكْ".

*"فَدْفَدْ"(بفاء مفخمة): يقال، في الحسانية: "فَدْفَدْ" بثوبه: مَدَّه في كل اتجاه، بحيث يبدو الشخص أكبر من حجمه الطبيعيّ، ويسهل ذلك إذا كان الثوب جديدا. وفَدْفَدَ، في الفصحى: عَلَا صوتُه. واشتدّ وطؤُه فوق الأرض مَرَحًا ونَشاطًا. والفَدْفَدَة" التْفَرْكِيكْ": صوت كالحفِيفِ. وهذا المعنى قريب من نظِيرِه في الحسانية، ممّا يعني أنّ التعبير الحسانيّ تعبير عربيّ فصيح.

*"فَرْتَكْ" و "اتْفَرْتَكْ"(بفاء مفخمة وراء مرققة): فَرْتَكَ: مَشَى مُتَقارِبَ الخُطَا. وفَرْتَكَ الشيْءَ: فَتَّتَه مثل الذّرّ. وفَرْتَكَ النسِيجَ ونحَوَه: نَقَضَه وأَفْسَده. وفَرْتَنَ: مَشَى متقارِبَ الخُطَا. وفَرْتَنَ في كلامه: شَقَّقَه وأكْثَرَ منه، ولعلّ "الْفَرْتُونَه"(براء مرققة)، في الحسانية"أي "الدَّيْگهْ" مأخوذة من مادة(فرتن)، لما يرافقها(أي الفرتونه) من كلام كثير ومتشعّب ومرتفع في غالب الأحيان.

*"الْفَرَاصَه": الفِرَاسَة(perspicacité): المهارة في تعرُّف بواطن الأمور من ظواهرها. وفي الحديث الشريف: (اتقوا فِراسة المؤمن فإنَّه ينظر بنور الله). والرأي المبنيّ على التَّفَرُّسِ: يقال: فِراسَتِي في فلان الصَّلَاحُ.

الجمعة، 17 يناير 2014

قل و لا تقل

قل: فِي الْغُرْفَةِ ثَلَاثَةُ سُرُرٍ، أو: ثلاثة أَسِرَّةٍ(الواحد: سَرِيرٌ). وقد ورد الجمع الأول في القرآن الكريم: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) 47/الحجر. وورد الجمع الثاني في المُعْجَمَات (المعاجم) اللغوية، وغيرها من المراجع المتخصصة.

لا تقل: في الغرفة ثلاثة سَرَائِرَ، فهذه جمع(سَرِيرَةٍ)، والسريرة: ما أُسِرَّ في القلوب من النيات والعقائد وغيرها، وما أُخفِي من الأعمال. وقد ورد جمعها في القرآن الكريم: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)9/ الطارق.                                             
قل: الحُضُور الكِرَام(أي: السّادَة الحاضِرُون).
لا تقل: الحضور الكرِيم. الحُضُور=الحَاضِرون(ج.الحاضِر). وإن شئت قل: الجَمْع الكريم.

قل: عِيد مُبَارَك(أي: مبارك عليك/ أو عليكم، إن شاء الله).
لا تقل: عِيد مَبْرُوك/ أو مَبْرُوك العيد/ أو مبروك، إلخ.

قل: شُكْرًا عَلى الضِّيافة (إذا ضَيَّفَك/ أو أَضَافَكَ شخص وقَدَّمَ لَكَ القِرَى، أو هيئة-في برنامج حِوَارِي- مَثَلًا.

لا تقل: شكرا على الاستضافة. اسْتَضَافَ فلانا(استضافة): استجار به، أو سأله الضيافة.

قل: لَا يَخْفَى عَلَيْكَ/ أو عليكم، إلخ.
لا تقل: لا يَخْفَاكَ(إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)5/ آل عمران.

الخميس، 16 يناير 2014

قل ولا تقل

قُلْ: شَيْءٌ مَصُونٌ، عِرْضٌ مَصُونٌ، حَقٌّ مَصُونٌ، إلخ.

لا تَقُلْ: شيْءٌ مُصَانٌ، عِرْضٌ مُصَانٌ، حَق مُصان، إلخ.

صَانَ عِرْضَهُ: وَقَاهُ مِمَّا يَعِيبُهُ. فهو (أي العِرْضُ) مَصُونٌ. وصَانَ الشيْءَ يَصُونُهُ صَوْنًا، وصِيانَةً: حَفِظَهُ فِي مَكَانٍ آمِنٍ. فهو ( أي الشيْءُ) مَصُونٌ.

قُلْ: الطُّمَأْنِينَة (بضم الطاء): الاِطْمِئْنَان والثِّقَة وعَدَم القَلَق.

لا تَقُلْ: الطَّمَأْنِينَة أو الطِّمأنينة (بفتح الطاء أو بكسرها).

قل: العُمْرَان(بضم العين): البُنْيَان. وما يُعَمَّرُ بِه البلَدُ ويُحَسَّنُ حَالُهُ، مِن فِلاحَة، وصِنَاعَة، وتِجارَة، وتَمَدُّن، إلخ.

لا تقل: العِمْرَان أو العَمران(بكسر العين أو بفتحها).

مَلْحُوظَة: العُمران، عند ابن خَلَدُون: عِلْمُ الاِجْتِمَاعِ.

الأربعاء، 15 يناير 2014

قل ولا تقل

قل: السِّلَع المَعْرُوضَة/ أو: المَوْجُودَة/ أو: المُتَوَافِرَة في السُّوق.
لا تقل: السلع المُتَوَاجِدَة في السوق، إلخ.

قل: صَحَفِيّ، بفتح الصاد والحاء(نسبة إلى صَحِيفَة)، وصِحَافيّ، بكسر الصاد(نسبة إلى صِحَافَة)، وصُحُفِيّ، بضم الصاد والحاء(نسبة إلى صُحُف).
لا تقل: صَحَافِيّ، بفتح الصاد(نسبة إلى الصِّحَافة).
قل: الصِّحَافَة(بكسر الصاد): مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة أو مجلة. لا تقل: الصًّحَافَة(بفتح الصاد). مع ملاحظة أنّ البصريين يشترطون النسبة إلى المفرد، بينما الكوفيون يُجِيزون النسبة إلى جمع التكسير. وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة النسبة إلى الجمع مطلقًا، وحَسَنًا فعلَ.

قل: زرت انواكشوط وسائر المدن الموريتانية، بمعنى أنك زرت جميع المدن الموريتانية.
لا تقل: زرت سائر المدن الموريتانية، بمعنى أنك زرت جميع المدن الموريتانية، فهذا التعبير يعني أنك زرت بقية المدن الموريتانية. (سائر=بقية).
قل: خُطبة(بضم الخاء) الجُمُعة-على سبيل المثال-أي الكلام الذي يلقيه الخطيب.
لا تقل: خِطبة (بكسر الخاء) الجُمُعة. الخِطبة(بكسر الخاء): أنْ يطلب رجل امرأة للزواج.

المَرْأَب/ أو المِرْآب

الفرق بين: المَرْأَب/ أو المِرْآب من جهة، والمَوْقِف/ أو موقِف السيارات من جهة أخرى:

المرأب(ج. مَرَائِبُ)/ أو المرآب(ج.مَرَائِيبُ): le garage: مكان/ أو بناء خاص لإصلاح السيارات أو إيوائها. وصاحب المرأب: le garagiste.

والموقِف/ أو موقف السيارات( parking, lieu de stationnement): مكان/ أو باحَة مخصَّصَة لوقوف السيارات. بمعنى أنّ المصطلحَ الأولَ، مُرتبِطٌ أساسًا بالإصلاح، ويمكن من باب التجاوُز/ أو التجَوُّز أن يُستخدَمَ للوقوف كذلك. بينما المصطلحُ الثاني مُرتبِطٌ بالوقوف، ولاعلاقة له بالإصلاح. ويتضح ذلك من خلال معنى/ أو مدلول/ أو دلالة مادة(رأب). رَأَبَ الإناءَ: لَأَمَهُ وأصلحَه. ورَأَبَ بين القوم: أصلَحَ. فهو رَائِبٌ، ورَآبٌ، ومِرْآب. والرِّئَابَة: حِرْفة الرَّآبِ لِلصُّدُوعِ.

الثلاثاء، 14 يناير 2014

قل ولا تقل:


قل: مَسؤول/ أو مسئول عن كذا...(باستخدام حرف الجر: عن).
لا تقل: مسئول/ أو مسؤول على كذا(باستخدام حرف الجر: على).ومسؤول: أقرب إلى القواعد الإملائية من: مسئول.
في التنزيل العزيز: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) 36/ الإسراء. أي مسؤولًا صاحبه عنه ومحاسَبًا عليه.

"وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ) 24/ الصافات. أي مُحاسَبون.
وفي الحديث الشريف:(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رَعِيته
)  

    .قل: فلان لَا يَكَادُ يُبْصِرُ(أي ضعيف البَصَرِ).
لا تقل: فلان يَكَادُ لَا يُبْصِرُ.

قل: نَبَّهَ عَلَى الشيْءِ (أو على الأمر)، ونَبَّهَ لَهُ.
لا تقل: نبه إلى الشيء، أو إلى الأمر، إلخ.

قل: التقينا مُصَادَفَةً. ومن قَبِيل المُصَادَفَةِ، إلخ.
لا تقل: الْتَقَيْنَا صُدْفَةً. ومِن قبيل الصُّدْفَةِ، إلخ.
 


قل: الدولتان العُظمَيان، والدولتيْن العظميَيْن،
الأولى في حالة الرفع، والثانية في حالة النصب والجر(مثنى: الدولة العُظْمَى).

لا تقل: الدولتان العُظْمَيَتَانِ/ أو العُظْمَيَتَيْنِ.

قل: الدولتان الأُخْرَيَانِ/ أو الدولتَيْن الأخريَيْن، الأولى في حالة الرفع، والثانية في حالة النصب والجر(مثنى: الدولة الأخرى).

لا تقل: الدولتان الأخْرَيَتَانِ/ أو الأُخرَيَتَيْنِ.

قل: العِشْرِينيات، أو سنوات العِشْرِين(1921 إلى 1929)، والثلاثينيات، والأربعينيات، والخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات، والتسعينيات.

لا تقل: العشرينات، والثلاثينات، والأربعينات، والْخَمْسِينَات، والستينات، والسبعينات، والثمانينات، والتسعينات.

فوائد حول لَامِ الأَمْرِ:



هي إحدَى الأدوات الجازمة للفعل المضارع، وتُسَمّى اللامَ الطَّلَبِيَةَ، نحو: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ)، ويَكْثُرُ دُخولُها على الغائبِ، وهنا تكون بمنزلة الأمر لذلك الغائب، نحو: لِيَذْهَبْ ابنُكَ إلى المدرسة، لِيَحْتَرِمْ ابنُكَ المُدَرِّسَ، إلخ. ويَقِلُّ دُخولُها على المتكلِّمِ مع غيره، نحو: فَلْنَعْمَلْ خَيْرًا، فَلْنَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا، فَلْنَذْهَبْ إِلَى المسجد، إلخ. ويقل دخولُها على المتكلم وحده، نحو: فَلأذهبْ إلى العمل. ويندرُ دخولها على المخاطَبِ، نحو: فَلْتَذهبْ إلى العمل، لأننا نكتفي غالبا بصيغة الأمر، وهي: اذْهَبْ إلى العمل. وأشير إلى أنّ (لام الأمر) تكون مكسورَةً، وتسكينها بعد(الفاء والواو) أكثر من تحريكها(وهو أمر جائز).

الاثنين، 13 يناير 2014

قل ولا تقل:



قل: اتَّقِ اللهَ. لا تقل: اتقي(بالياء) الله. اتق شرَّ مَن أحسنتَ إليه. اتق الشبُهاتِ. اتق البرْدَ القارسَ والحرَّ الشديدَ. إلخ.

قل: فلان لَمْ يَتَّقِ البردَ. لا تقل: فلان لم يتقي البردَ، إلخ.

قل: صَلِّ على النبيّ الحبيب. لا تقل: صَلِّي(بالياء)...صَلِّ في أول الوقت. ولا تصلِّ الفريضة قبل دخول وقت الصلاة، إلخ.

قل: فلان لم يُصَلِّ في المسجدِ. لا تقل: لم يصلِّي في المسجد، إلخ.

قل: فلان لم يَنْسَ أصدقاءَه. لا تقل: لم ينسَى أصدقاءَه، إلخ.

قل: انْسَ الهمومَ وتفاءَلْ واتكلْ على اللهِ.. لا تقل: انْسَى الهمومَ. قل: لا تَنْسَ واجباتِك . لا تقل: لا تنسَى، إلخ.

قل: فلان لم يَشْتَرِ البضاعة. لاتقل: لَمْ يشتري(بالياء)، إلخ.

قل: اشْتَرِ البضاعة. لا تقل: اشْتَرِي البضاعة، إلخ.

ملاحظة: ينتشر هذا النوع من الأخطاء بكثرة في بعض وسائل الإعام المكتوبة، وفي الإعلام الإلكترونيّ بصفة خاصة. ولعل ذلك راجع إلى عدم معرفة القواعد المتعلقة بالموضوع. وفي الأمثلة المذكورة، أشير إلى أنّ الموضوع يتعلق في بعض الأحيان-كما رأينا- بفعل مضارع مجزوم ب(لَمْ) وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وفي أحيانٍ أخرى، بفعل أمر مبني على ما يُجزَم به مضارعه(أي حذف حرف العلة كذلك).

الأحد، 12 يناير 2014

قل ولا تقل:



قل: البَحْثُ جَارٍ(بكسرتين تحت الراء)/ أو: جَارٍ البحثُ/ أو: يَجْرِي البحثُ/ أو البحثُ يَجري.

لا تقل: جَارِي(بالياء) البحثُ. ويقاس على ذلك: التحْمِيلُ جارٍ/ أو: جارٍ التحميلُ. التشغِيلُ جارٍ/ أو: جارٍ التشغيلُ، إلخ. والمقصود هنا أن العملية تجري بسرعة/ تُنَفَّذُ/ يجري تنفيذها.

جَرَى يَجْرِي جَرْيًا: اندفعَ في السير(الفرس ونحوه). وجرت السفينةُ والشمسُ والنجومُ جَرْيًا: سَارَتْ. والجَرْيُ: المَرُّ السريعُ. يقال: جرى الماءُ يجري جَرْيًا فهو جَارٍ، وجرت السفينة فهي جارية.
وجَارٍ: اسمٌ مَنقُوصٌ، إذا نُوِّنَ حُذِفَت ياؤُه رَفْعًا وجَرًّا، وإذا كان معرَّفًا بأل أو بالإضافةِ بقيت ياؤه، نحو: حِسَابٌ جَارٍ، الحسابُ الجاري(معرف بأل)، جاري النفقة(معرف بالإضافة)، إلخ. وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة إبقاء الياء، بحيث نقول: مُحَامِي، بدلا من: مُحَامٍ. رَاعِي، بدلا من: رَاعٍ. وجاري، بدلا من: جارٍ. والأفصح ما أشرتُ إليه. وفي الحديث الشريف:(كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته).

السبت، 11 يناير 2014

الحاجة إلى سياسة لغوية عربية:


تابعتُ برنامَجا،على إحدى الفضائيات، اُعِدَّ بمناسبة اليوم العالميّ للغة العربية(18 كانون الأول/ديسمبر). و قد فُوجِئتُ بأنّ أحد المتحدِّثين ، من تونس الشقيقة، يقول إنّ 95 في المائة من مواطني هذا البلد العربيّ الأصيل، يعَبِّئون الصُّكُوكَ(الشيكات)المصرفية باللغة الفرنسية.
لا أدري-في الحقيقة-مدى دقّة هذه النسبة. و على افتراض أنّ هذه المعلومة صادرة عن مصدر موثوق به، فإنّ الأمر يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر، وإجراء دراسات وإحصاءات مشابهة في البلدان العربية كافّةً، و في مختلِف القطاعات، لمعرفة مدى استخدام المواطن العربيّ للغته في حياته اليومية.
و في ضوء هذه الإحصاءات، يمكن رسم سياسة لغوية عربية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي توحي بعدم الثقة في اللغة العربية. و لا شكّ في أنّ ضعف استعمال اللغة العربية في هذه القطاعات الحيوية، هو أصل الداء.
و نظرا إلى أنّ اللغة تعيش بالاستعمال، فإنّ من واجبنا جميعا أن نعيد النظر في سياسة التعريب في الوطن العربيّ، هذه السياسة التي لن تقوم لها قائمة، قبل اتخاذ قرار سياسيّ ، عاجل وحاسم وملزم، باستعمال اللغة العربية في التعليم الجامعيّ، وفي الادارة، وفي سائر المرافق الحيوية.

الثلاثاء، 7 يناير 2014

شَلَّ و أَشَلَّ

شَلَّ الْعُضْوُ (بفتح الشين): أُصِيبَ بالشَّلَلِ(paralysie). يُقَالُ، في الدعاءِ للشخص: لَاشَلَّتْ يَمِينُك(بفتح الشين). وفي الدعاءِ عليه: شَلَّتْ يَمِينُك(بفتح الشين). وأَشَلَّ الشخصُ: أَصَابَهُ الشلَلُ، وأَشَلَّ اللهُ يَدَ فلان: أصابَها بالشلَلِ. فهو(المذكَّر): أَشَلُّ(paralysé)، وهي(المؤنث): شَلَّاءُ(paralysée)، والجمع: شُلٌّ ، للمذكر والمؤنث في اللغة العربية. وفي اللغة الفرنسية:(paralysés,paralysées)، حسب القاعدة التي تقول إن المذكر يغلب على المؤنث(le masculin domine le féminin)، أي أن الجمع الأول، في اللغة الفرنسية: للرجال دون النساء/ أو للرجال مع النساء، حتى في حالة جمع رجل واحد مع مجموعة من النساء. والجمع الثاني: لجمع النساء دون أن يكون معهم أيّ رجل. وتنطبق هذه القاعدة على اللغة العربية. وقد يوجد للقاعدة شذوذ. وشُلت يَدُه(بضم الشين): se dessécher: يبست/ قَسِطَتْ(s'ankyloser): أُصِيبَتْ بالقَسَطِ/ القُسُوط. يقال: قَسِطَت العُنُقُ: يبست. وقَسِطَت الركبة: يبست وغلظت حتى لا تكاد تنقبض. ويُقال، مَجَازًا: شُلت(بضم الشين) حركة المرور: تعطل سير المواصلات. وانطلاقا من الاشتراك اللفظي لمادة (شل)، يبدو أنّ الفتح أقرب إلى الشلل، والضم أقرب إلى التيبّس، وفي هذه الحال يكون هناك فارق دقيق(une nuance)بين المعنيَيْنِ. ولعل الطبيب المتخصص يدرك الفرق-إن وُجِدَ- بين المفهومين. والله أعلم.

الأربعاء، 1 يناير 2014

"صُدَاع لُغَويّ"

تعاني اللغة العربية، في الوقت الراهن، من "صُداعٍ" حَادٍّ، يُخشَى مِن أن يصبح مزمنا، يتجسد في كثرة الأخطاء اللغوية، من كل نوع وصنف (أخطاء إملائية، نحوية، صرفية، بلاغية، أسلوبية...). وبما أنّ الصداع قد يكون مؤشرا لوجود مرض خطير-لا قدر الله- فلا بد من إجراء الفحوص اللازمة لتشخيص هذه الحالة. وعلينا جميعا-كل من موقعه-أن نبحث، بعد التشخيص، عن العلاج الناجع لهذا "الصداع" الذي لا تنفع فيه مسكنات الصداع المعروفة. ولعلنا نبدأ بإصلاح التعليم، المفضي إلى إصلاح اللغة، واستعمالها، وإعادة الاعتبار إليها.
كان الله في عون لغتنا العربية الجميلة وحفظها بما حفظ به الذكر الحكيم، ممّا وراء هذا "الصداع" !

دليل المترجم (2395):

  25411- مَسٌّ (جَسٌّ، لَمْسٌ): un maniement . مَسَّ (جَسَّ): manier . عَالَجَ الأُمُورَ: manier les affaires . 25412- مَسٌّ (لَمْسٌ، مُ...