2-الجزم بالأدوات الجازمة، وهيَ: لَمْ، لَمَّا،
لَامُ الأَمْرِ، لَا النَّاهِيَةُ.
"لَمْ"، وَ"لَمَّا":
حَرْفَا نَفْيٍ وَجَزْمٍ وَقَلْبٍ، أي
يقلبانِ زمانَ المضارع الحاضرِ أو المستقبَل إلى الماضي، نحو: لَمْ يَحْضُرْ خَالِدٌ،
لَمَّا يُقْبِلْ زَيْدٌ. ويجوز دخول همزة الاستفهام عليهما ، نحو قوله تعالى: (أَلَمْ
نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ). وقول الشاعر:
على حين عاتبتُ المشيبَ على الصبا *وقلتُ أَلَمَّا
أصحُ والشيب وازعُ.
وتنفرد "لَمْ":
1-بمصاحبةِ أداة الشرط، نحو: إن لم تجتهد فلن
تنجح.
2-يستمر النفيُ مع "لَمَّا" إلى
زمنِ التكلُّمِ ولا يشترَط ذلك في "لَمْ".
3-المنفيُ بِ "لَمَّا" متوقع
الحصول، بخلاف "لَمْ".
4-مجزوم "لَمَّا" جائزُ الحذفِ،
نحو: قاربت المدينةَ ولَمَّا. أي ولما أدخلها. ولا يحذف مجزومُ "لَمْ"
إلّا شذوذًا، نحو قول/ إبراهيم بن هرمة:
احفظ وديعتك التي استودعتها *يومَ الأعازبِ
إن وُصِلْتَ وإن لَمِ.
(يوم الأعازب: يوم مشهور، وُصِلت: أعْطِيتَ
الصِّلةَ).
لام الأمر:
وتسمّى اللامَ الطلبيةَ، نحو: لِيُنْفِقْ ذو
سَعَةٍ، لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ...وأكثر دخولها على الغائب، فتكون له بمثابة
الأمر، نحو: ليذهبْ أخوك إلى المدرسة...ويقل دخولها على المتكلم مع غيره، نحو:
فلنعملْ خيرًا... أو المتكلم وحده، نحو: فلأذهبْ إلى الحديقة...ويندر دخولها على
المخاطَب، نحو: فلتذهبْ إلى المنزل، إذ يكتفى معه بصيغة الأمر التي إنما وُضعت له
(اذْهبْ إلى المدرسة).
"لَا" الناهية:
يُطلَب بها الامتناع عن الفعل، نحو: لَا
تُشْرِكْ بِاللَّهِ، رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا...وأكثر دخولها على فعل المخاطَب،
ثمّ على فعل المتكلِّم المبنيِّ للمجهول، نحو: لَا أُغْلَبْ...ودخولها على فعل
المتكلِّم المبنيّ للمعلوم نادرٌ، كقول/ الوليد بن عقبة:
إذا ما خرجنا من دمشقَ فَلَا نَعُدْ *لها
أبدًا مادام فيها الجُراضِمُ.
(الجُراضِم: الأكُول الواسع البطن، وأراد به:
شخصا معينا).
وتستعمل "لا" في الأكثر للمخاطَب،
ويقل استعمالها للمتكلم-كما سبق-أو للغائب، نحو: فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ.
وقوله تعالى: لَا يَتَّخِذ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ.
(جوازم الفعلين، في درس يتبع هذا، إن شاء
الله).
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ علي رضا.
دار الفكر).