الاثنين، 11 سبتمبر 2023

سؤال وجواب:

 

 

السؤال:

ما معنى كلمة "ترند"؟

وما رأيكم في إدخالها بلفظها الأجنبيّ إلى اللغة العربية؟

يبدو لي أن السائل الكريم يريد-في السؤال الأول- أن يعرف معنى "ترند" في وسائل التواصل الاجتماعي، بصرف النظر عن معناها العام في المعاجم.

 ولعله-في السؤال الثاني-يريد أن يعرف وجهة نظري في موقف مجمع اللغة العربية بالقاهرة، المتعلق بقراره إدخال هذه الكلمة الإنجليزية بلفظها إلى اللغة العربية (حسَب ما يروج في بعض وسائل التواصل).

ولمّا كنتُ من المهتمين بقضايا اللغة العربية والتعريب والترجمة والمصطلح وصناعة المعاجم...، فقد اطلعتُ على العديد من أعمال المجامع العلمية واللغوية العربية، في مجال خدمة اللسان العربي. ولا يفوتني، بهذه المناسبة، أن أنوه بهذه الجهود المباركة.

لعلنا متفقون على أن هذه المجامع، مؤتمَنة على سلامة لغتنا العربية الجميلة. ولا يعني ذلك عدم إبداء الرأي-سَلْبًا أَوْ إِيجَابًا- في قراراتها؛ فالهدف واحد، وإن تعددت وجهات النظر.

الجواب عن السؤال الأول، والله أعلم:

يختلف معنى كلمة "ترند"، باختلاف السياقات التي ترد فيها. ومن معانيها (التي اطلعتُ عليها):

نَزْعَةٌ، صَيْحَةٌ، مَوْضَةٌ، تَوَجُّهٌ، اتِّجَاهٌ، تَيَّارٌ، مَسَارٌ، مَسَاقٌ، مَيْلٌ، جِهَةٌ، مَجْرًى، خَطُّ عَامٌّ، إلخ.

الجواب عن السؤال الثاني، والله أعلم:

إنّ كلمة تحتمل هذا العدد الكبير من المعاني، لا يمكن-بجرة قلم- أن نقترح لها بديلا في اللغة العربية (اللغة الهدف)، يُفهم منه بوضوح ما تدل عليه في اللغة الإنجليزية (اللغة المصدر). معنى ذلك أن هذه الكلمة (الواسعة الانتشار)، يُستحسَن تعريبُها (بعد صبغها بصبغة عربية)، أو إدخالها بلفظها (دون تغيير؛ وهو ما يعرَف بالدَّخِيلِ). وذلك في حالة تعذر وجود البديل العربي المناسب.

يَشار إلى  أنّ اللغة العربية، في عهد العولمة وتفجُّر المعلومات والمصطلحات ينبغي لها-أكثر من أيّ وقت مضى- أن تستفيد من المحدَث، وهو: اللفظ الذي استعمله المُحدَثون، في العصر الحديث وشاع في لغة الحياة العامّة.

ومن المُولَّد، وهو:  اللفظ الذي استعمله الناس قديما بعد عصر الرواية.

ومن المعَرَّب، وهو: اللفظ الأجنبيّ الذي غَيَّرَه العرَب بالنقص، أو الزيادة، أو القلب.

ومن الدخيل، وهو:  اللفظ الأجنبيّ الذي دخل العربية دون تغيير، كالأكسجين مثلا.

فاللغة العربية تفتح صدرَها لكل ذلك (في إطار الأخذ والعطاء)؛ بمعنى أنّ حرصنا على سلامة اللغة العربية ونقائها، لا يعني أن نجعلها تنغلق على نفسها؛ فاللغة التي لا تتطور وتتجدد وتأخذ وتعطي محكوم عليها بالفناء.

وعلى كل حال، فإنّني أقترح الحرص التام على عدم الإكثار من إدخال الكلمات الأجنبية بلفظها إلى اللسان العربي المبين، لغير ضرورة (والضرورة تقدر بقدرها). والمَجمعيون يدركون ذلك جيدا (فأهل مكة أدرى بشعابها).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2425):

  25711- مُسْتَنْقَذٌ/ نَاجٍ مِنْ خَطَرٍ (صِفَةٌ): rescapé . مُسْتَنْقَذٌ مِنْ غَرَقِ سَفِينَةٍ: rescapé d’un naufrage . مُسْتَنْقَذٌ مِنْ ك...