الأربعاء، 5 مايو 2021

مَنْظُومَة لَامِيَّةِ الأَفْعَالِ (لِابْنِ مَالِكٍ، رَحِمَهُ اللهُ): شَرَحَها وعَلَّقَ عليها: إسلمو ولد سيدي أحمد محمّاده/ غفر الله له.

 


 بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... وبعد، فمن المعلوم أنّ "لامية الأفعال" قد حَظِيَتْ بالقَبول والانتشار؛ فأشبعها العلماءُ بحثًا وشرحًا وتدريسًا وتأليفًا، ووضع بعضُهم زياداتٍ واستدراكاتٍ عليها.

واستجابةً لرغبة بعض الإخوة والأصدقاء (جعَلني اللهُ عند حُسْن ظنهم بي)، فقد شرحتُ بعض الأحكام الواردة في اللامية، وعلّقتُ على بعضها، راجيًا أن يجدَ القراءُ الكرام (في هذا الجهد المتواضع) ما يُنتفَعُ به.

مَتن اللامية:

المُقَدِّمَةٌ:

الحَمْدُ للهِ لَا أَبْغِي بِهِ بَدَلَا * حَمْدًا يُبَلِّغُ مِنْ رِضْوَانِهِ الأَمَلَا

ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى خَيْرِ الوَرَى وَعَلَى * سَادَاتِنَا آلِهِ وَصَحْبِهِ الفُضَلَا

وَبَعْدُ فَالفِعْلُ مَنْ يُحْكِمْ تَصَرُّفَهُ * يَحُزْ مِنَ اللُّغَةِ الأَبْوَابَ وَالسُّبُلَا

فَهَاكَ نَظْمًا مُحِيطًا بِالمُهِمِّ وَقَدْ * يَحْوِي التَّفَاصِيلَ مَنْ يَسْتَحْضِرِ الجُمَلَا

شَرْحُ المُقَدِّمَةِ:

الحَمْدُ: ثَنَاءٌ مُشْعِرٌ بِالتَّعْظِيمِ. وَالحَمْدُ: الشُّكْرُ، وَالرِّضَى، وَالجَزَاءُ، وَقَضَاءُ الحَقِّ.

 لَمْ يُفَرِّقْ اللحْيَانِي بَيْنَ الحَمْدِ وَالشُّكْرِ. وَقَالَ ثَعْلَبُ: الحَمْدُ يَكُونُ عَنْ يَدٍ وَعَنْ غَيْرِ يَدٍ، وَالشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ يَدٍ. وَقَالَ الأَخْفَشُ: الحَمْدُ لِلهِ: الثَّنَاءُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الشُّكْرُ لَا يَكُونُ إِلَّا ثَنَاءً لِيَدٍ أُولِيتَهَا، وَالحَمْدُ قَدْ يَكُونُ شُكْرًا لِلصَّنِيعَةِ وَيَكُونُ ابْتِدَاءً لِلثَّنَاءِ عَلَى الرَّجُلِ، فَحَمْدُ اللهِ: الثَّنَاءُ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ شُكْرَ النِّعْمَةِ الَّتِي شَمَلَت/ شَمِلَتِ الكُلَّ، وَالحَمْدُ أَعَمُّ مِنَ الشُّكْرِ.

 أَلْ: لِلعَهْدِ (الحَمْد الَّذِي مَدَحَ اللهُ نَفْسَهُ بِهِ) وَللاسْتِغْرَاقِ (اسْتِغْرَاق جَمِيعِ المَحَامِدِ للهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِمَا يَلِيقُ بِهِ).

الصَّلَاةُ: الدُّعَاءُ. وَوَرَدَتْ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ بِمَعْنَى العِبَادَةِ المَفْرُوضَةِ، فِي: صَلَاة (مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الفَجْرِ).

وَتَرَدَّدَتْ أَقْوَالٌ مُتَعَدِّدَةٌ فِي بَيَانِ الأَصْلِ اللُّغَوِيِّ لِمَعْنَى "الصَّلَاةِ"، مِنْهَا:

1-أَنَّهَا مِنَ الدُّعَاءِ، وَهُوَ قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ.

2-أَنَّهَا مِنَ التَعْظِيمِ، كَقَوْلِهِمْ فِي التَّشَهُّدِ: "الصَّلَوَاتُ للهِ".

3-أَنَّهَا مِنَ اللُّزُومِ، يُقَالُ: صَلَّى، إِذَا لَزِمَ الصَّلَاةَ لُزُومَ مَا فَرَضَ اللهُ.

4-أَنَّهَا مِنَ الصِّلَاءِ (الصَّلَى)، وَهُوَ النَّارُ، وَمَعْنَى "صَلَّى": أَزَالَ عَنْ نَفْسِهِ بِهَذِهِ العِبَادَةِ الصِّلَاءَ (أَيْ النَّارَ). وَالفِعْلُ: "صَلَّى"، مُضَعَّفٌ. وَالصَّلَاةُ اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدَرِ، تَقُولُ: صَلَّيْتُ صَلَاةً، وَلَا تَقُلْ: "تَصْلِيَةً" الَّتِي هِيَ مَصْدَرُ المُضَعَّفِ، وَالفَاعِلُ: مُصَلٍّ (المُصَلِّي)، وَالمَكَانً مُصَلًّى (المُصَلَّى). وَفِي القُرْآن الكَرِيمِ: (وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).

5-أَنَّهَا مِنَ الصَّلَا (ج. أَصْلَاءٌ)، وَهُوَ مَا عَنْ يَمِينِ الذَّنَبِ وَشِمَالِهِ فِي الحَيَوَانِ، وَأَوَّلُ مَوْصِلِ الفَخِذَيْنِ مِنَ الإِنْسَانِ، وَهُمَا يَتَحَرَّكَانِ عِنْدَ الانْحِنَاءِ وَالقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ.

6-أَنَّهَا مِنَ الصَّلَا، وَهُوَ وَسَطُ الظَّهْرِ مِنَ الإِنْسَانِ وَمِنْ كُلِّ ذِي أَرْبَعٍ، لِأَنَّ الإِنْسَانَ يَبْسُطُ صَلَاهُ عِنْدَ الصَّلَاةِ.

الوَرَى: الخَلْقُ. عَلَى خَيْرِ الوَرَى: عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ خَيْرُ الخَلْقِ قَطْعًا.

عَلَى سَادَاتِنَا: عَلَى آلِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحْبِهِ الفُضَلَا (الفُضَلَاءُ: جَمْعُ فَاضِلٍ، وَهُوَ المُتَّصِفُ بِالفَضِيلَةِ).

وَبَعْدُ: أَمَّا بَعْدُ، وَتُسْتَعْمَلُ فِي الانْتْقَالِ مِنْ مَوْضُوعٍ إِلَى آخَرَ، وَفِي بِدَايَةِ الرَّسَائِلِ، وَفِي الخِطَابَةِ.

مَنْ يُحْكِمْ (يُتْقِنْ) تَصَرُّفَ/ تَصْرِيفَ الفِعْلِ، يَحُزْ (يَنَلْ، يَحْصُلْ عَلَى، يَهْتَدِي إِلَى) الأَبْوَابَ والسُّبُلَ المُؤَدِّيَةِ إِلَى التَّمَكُّنِ مِنَ نَاصِيَة اللُّغَةِ. بِمَعْنَى أَنَّ الصَّرْفَ/ التَّصْرِيفَ، مِفْتَاحُ اللُّغَةِ.

 يُشَارُ هُنَا إِلَى أَنَّ الصَّرْفَ وَالنَّحْوَ يُكَمِّلُ بَعْضُهُمَا بَعْضًا، فَالصَّرْفُ: عِلْمٌ تُعْرَفُ بِهِ أَبْنِيَةُ الكَلَامِ وَاشْتِقَاقُهُ (يُعْنَى بِتَقْلِيبِ الكَلِمَةِ فِي أَحْوَالٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الاشْتِقَاقَاتِ مِنْ جِهَةِ البِنَاءِ، لَا مِنْ جِهَةِ الإِعْرَابِ). وَالنَّحْوُ: عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ أَحْوَالُ أَوَاخِرِ الكَلَامِ إِعْرَابًا وَبِنَاءً. وَقَدْ قِيلَ، فِي الحَثِّ عَلَى تَعَلُّمِ الصَّرْفِ، إِنَّ اللَّحْنَ فِي الصَّرْفِ أَفْحَشُ (أَقْبَحُ) مِنَ اللَّحْنِ فِي النَّحْوِ.

فَهَاكَ (الفَاءُ هُنَا تُفْصِحُ عَنْ جُمْلَةٍ مَحْذُوفَةٍ): أَيْ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ، فَهَاكَ (خُذْ) نَظْمًا يُحِيطُ بِالمُهِّمِّ مِنْهُ.

بَابُ أَبْنِيَةِ الفِعْلِ المُجَرَّدِ وَتَصَارِيفِهِ:

بِ "فَعْلَلَ" الفِعْلُ ذُو التَّجْرِيدِ أَوْ "فَعَلَا" * يَأْتِي وَمَكْسُورَ عَيْنٍ أَوْ عَلَى "فَعُلَا"

وَالضَّمَّ مِنْ "فَعُلَ" الْزْمْ فِي المُضَارِعِ وَافْ * -تَحْ مَوْضِعَ الكَسْرِ فِي المَبْنِيِّ مِنْ "فَعِلَا"

وَجْهَانِ فِيهِ مِنِ"احْسِبْ" مَعْ"وَغِرْتَ" وَ"حِرْ" * "انْعِمْ" "بَئِسْتَ" "يَئِسْتَ" "اوْلَهْ" "يَبِسْ" وَ"هِلَا".

وَأَفْرِدِ الكَسْرَ فِيمَا مِنْ "وَرِثْ" وَ"وَلِيْ" * "وَرِمْ" "وَرِعْتَ" "وَمِقَتَ" مَعْ "وَفِقْتَ حُلَا"

"وَثِقْتَ" مَعْ "وَرِيَ" المُخُّ احْوِهَا وَأَدِمْ * كَسْرًا لِعَيْنِ مُضَارِعٍ يَلِي فَعَلَا

ذَا الوَاوِ فَاءً أَوِ الْيَا عَيْنًا أَوْ كَ "أَتَى" * كَذَا المُضَاعَفُ لَازِمًا كَ "حَنَّ طَلَا"

وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ وَيَنْدُرُ ذَا * كَسْرٍ كَمَا لَازِمٌ ذَا ضَمٍّ احْتَمَلَا

فَذُو التَّعَدِّي بِكَسْرٍ "حَبَّهُ" وَعِ ذَا * وَجْهَيْنِ "هَرَّ" وَ"شَدَّ" "عَلَّهُ عَلَلَا"

و"بَتَّ" قَطْعًا وَ"نَمَّ" وَاضْمُمَنَّ مَعَ ال * -لُزُومِ فِي "امْرُرْ بِهِ" وَ"جَلَّ" مِثْلُ جَلَا

"هَبَّتْ" وَ"ذَرَّتْ" وَ"أَجَّ" "كَرَّ" "هَمَّ" بِهِ * وَ"عَمَّ" "زَمَّ" وَ"سَحَّ" "مَلَّ" أَيْ ذَمَلَا

وَ"أَلَّ" لَمْعًا وَصَوْتًا "شَكَّ" "أَبَّ" وَشَدْ * -دَ" أَيْ عَدَا "شَقَّ" "خَشَّ" "غَلَّ" أَيْ دَخَلَا

وَ"قَشَّ" قَوْمٌ، عَلَيْهِ اللَّيْلُ "جَنَّ" وَ"رَشْ * -شَ" المُزْنُ "طَشَّ" وَ"ثَلَّ" أَصْلُهُ ثَلَلَا

أَيْ رَاثَ، "طَلَّ" دَمٌ "خَبَّ" الحِصَانُ وَ"نَبْ * -تُ" "كَمَّ" نَخْلٌ وَ"عَسَّتْ" نَاقَةٌ بِخَلَا

"قَسَّتْ"، كَذَا وَعِ وَاجْهَيْ "صَدَّ" "أَثَّ" وَ"خَرْ * -رَ" الصَّلْدُ "حَدَّتْ" وَ"ثَرَّتْ" "جَدَّ" مَنْ عَمِلَا

"تَرَّتْ" وَ"طَرَّتْ" وَ"دَرَّتْ" "جَمَّ" "شَبَّ" حِصَا * -نٌ" "عَنَّ" "فَحَّتْ" وَشَذَّ "شَحَّ" أَيْ بَخِلَا

وَ"شَطَّتِ" الدَّارُ "نَسَّ" الشَّيْءُ "حَرَّ" نَهَا * -رٌ، وَالمُضَارِعُ مِنْ فَعَلْتَ إِنْ جُعِلَا:

عَيْنًا لَهُ الوَاوُ أَوْ لَامًا يُجَاءُ بِهِ * مَضْمُومَ عَيْنٍ وَهَذَا الحُكْمُ قَدْ بُذِلَا:

لِمَا لِبَذِّ مَفَاخِرٍ وَلَيْسَ لَهُ * دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ العَيْنِ نَحْوُ "قَلَا"

وَفَتْحُ مَا حَرْفُ حَلَقٍ غَيْرُ أَوَّلِهِ " عَنِ الكِسَائِيِّ فِي ذَا النَّوْعِ قَدْ حَصَلَا

فِي غَيْرِ هَذَا لِذِي الحَلْقِيِّ فَتْحًا أَشِعْ * بِالاتِّفَاقِ كَآتٍ صِيغَ مِنْ "سَأَلَا"

إِنْ لَمْ يُضَاعَفْ وَلَمْ يُشْهَرْ بِكَسْرَةٍ أَوْ * ضَمٍّ كَ "يَبْغِي" وَمَا صَرَّفْتَ مِنْ "دَخَلَا"

عَيْنَ المُضَارِعِ مِنْ فَعَلْتُ حَيْثُ خَلَا * مِنْ جَالِبِ الفَتْحِ كَالمَبْنِيِّ مِنْ عَتَلَا:

فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ إِذَا تَعْيِينُ بَعْضِهِمَا * لِفَقْدِ شُهْرَةٍ أَوْ دَاعٍ قَدِ اعْتَزَلَا.

شَرْحُ بَعْضِ الأَحْكَامِ الوَارِدَةِ فِي الأَبْيَاتِ (23)، مِنْ:

(بِ "فَعْلَلَ" الفِعْلُ ذُو التَّجْرِيدِ أَوْ "فَعَلَا" * يَأْتِي وَمَكْسُورَ عَيْنٍ أَوْ عَلَى "فَعُلَا"، إِلَى: فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ إِذَا تَعْيِينُ بَعْضِهِمَا * لِفَقْدِ شُهْرَةٍ أَوْ دَاعٍ قَدِ اعْتَزَلَا.

الوَزْنُ الصَّرْفِيُّ (أَوِ الصِّيغَةُ، أَوِ المَحَلُّ، أَوِ البِنَاءُ، أَوِ البِنْيَةُ، أَوِ الهَيْئَةُ): طَرِيقَةٌ يُتَوَصَّلُ بِهَا إِلَى مَعْرِفَةِ الأَصْلِيِّ مِنَ الزَّائِدِ.

يَقُولُ أَحَدُهُمْ: وَزْنٌ مَحَلٌّ صِيغَةٌ بِنَاءُ * وَبِنْيَةٌ وَهَيْئَةٌ سَوَاءُ.

 يتألف الميزان الصرفيُّ من ثلاثة أحرف، هي: (ف.ع. ل). وسمّوا ما يقابل الحرف الأول من أحرف الميزان: فَاء الكلمة، وما يقابل الثاني: عيْن الكلمة، وما يقابل الثالث: لام الكلمة. ففي فِعْل "ذَهَبَ"، عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ: الذال (ذَ): فاء الكلمة. الهاء (هَ): عين الكلمة. الباء (بَ): لام الكلمة.

الفِعْلُ ذُو التَّجْرِيدِ: الفِعْلُ المُجَرَّدُ مِنَ الزَّوَائِدِ (كُلُّ حُرُوفِهِ أُصُولٌ).

حُرُوفُ الزَّوَائِدِ عَشَرَةٌ (10)، ذَكَرَ العُلَمَاءُ تَرَاكِيبَ تَجْمَعُهَا، مِنْهَا قَوْلُهُمْ:

"سألتمونيها"، وَمِنْهَا: "اليوم تنساه"، وَمِنْهَا: "يتساءلون".

وَقَدْ جَمَعَهَا ابْنُ مَالِكٍ، رَحِمَهُ اللهُ، أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي بَيْتٍ وَاحِدِ، هُوَ:

"هناء وتسليم، تلا يوم أنسه * نهاية مسؤول، أمان وتسهيل".

 (هناء وتسليم: 10. تلا يوم أنسه: 10. نهاية مسؤول: 10. أمان وتسهيل: 10= أربع مرات).

 الفِعْلُ المُجَرَّدُ مِنَ الزَّوَائِدِ، يَأْتِي بِ :

 "فَعْلَلَ"، مِثْل: دَحْرَجَ، أَوْ: فَعَلَ، مِثْل: قَرَأَ، أَوْ: فَعِلَ، مِثْل: سَمِعَ، أَوْ: فَعُلُ، مِثْل: شَرُفَ.

أَخَّرَ المُؤَلِّفُ "فَعْلَلَ"، لِيَتَنَاوَلَهُ مَعَ الأَفْعَالِ المَزِيدَةِ، وَبَدَأ بِوَزْنِ "فَعُلَ"، على قاعدة البدْء بالأسْهل، لِأَنَّهُ يَلْزَمُ ضَمَّ العَيْنِ فِي المُضَارِعِ (فَعُلَ يَفْعُلُ)، وَهِيَ قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ (أي أنه أقل تعقيدا من "فَعِلَ، وَفَعَلَ).

 ثُمَّ أَتْبَعَ "فَعُلَ" بِ "فَعِلَ"، لِأَنَّ الشُّذُوذَ فِيهِ عَنِ القَاعِدَةِ العامّةِ،  أَقَلُّ مِنَ الشُّذُوذِ فِي "فَعَلَ" (أي أنّ "فَعِلَ" أقل تعقيدا من "فَعَلَ").

يُلَاحَظُ أَنَّ الفِعْلَ الوَارِدَ عَلَى صِيغَةِ "فَعُلَ"، هُوَ فِعْلٌ لَازِمٌ، لَا نَجِدُهُ مُتَعَدِّيًا إِلَّا نَادِرًا، وَيَكُونُ ذَلِكَ بِالتَّضْمِينِ، بِحَيْثُ نَسْتَعْمِلُهُ اسْتِعْمَالَ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ لَهُ المَعْنَى نَفْسُهُ، نَحْو:

 (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ). صَارَ يَصُورُ صَوْرًا: صَوَّتَ. وَصَارَ يَصُورُ صَوْرًا الشَّيْءَ إِلَيْهِ: أَمَالَهُ وَقَرَّبَهُ. وَبِهِ فَسَّرَ أَكْثَرُ المُفَسِّرِينَ قَوْلَهُ تَعَالَى: (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ).

 ثُمَّ إِنَّهُ (أي "فَعُلَ") يَدُلُّ في الغالب عَلَى السَّجِيَّةِ (شَرُفَ، كَرُمَ، عَظُمَ، إلخ).

 أمثلة على "فَعُلَ، بضم العين:

 شَرُفَ الرَّجُلُ يَشْرُفُ شَرَفًا: عَلَتْ مَنْزِلَتُهُ. فَهُوَ شَرِيفٌ. ج. شُرَفَاءُ، وَأَشْرَافٌ.

كَرُمَ فُلَانٌ يَكْرُمُ كَرَمًا، وَكَرَامَةً: أَعْطَى بِسُهُولَةٍ وَجَادَ. فَهُوَ كَرِيمٌ. ج. كِرَامٌ، وَكُرَمَاءُ.

فَقُهَ فُلَانٌ يَفْقُهُ فَقَاهَةً: صَارَ فَقِيهًا (مَعَ مُلَاحَظَةِ أَنَّ تَغْيِيرَ الوَزْنِ الصَّرْفِيِّ هُنَا، يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ تَغْيِيرُ المَعْنَى؛ فَقِهَ (بكسر القاف) الأَمْرَ فَقَهًا، وَفِقْهًا: أَحْسَنَ إِدْرَاكَهُ. فَهُوَ فَقِهٌ).

كَبُرَ يَكْبُرُ كِبَرًا، وَكُبْرًا، وَكَبَارَةً: عَظُمَ وَجَسُمُ. وَيُقَالُ: كَبُرَ الأَمْرُ. فَهُوَ كَبِيرٌ، وَكُبَارٌ. ج. كِبَارٌ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ كُبَارٌ، وَكُبَّارٌ: كَبِيرٌ (يُلَاحَظُ هُنَا أَيْضًا أَنَّ تَغْيِيرَ الوَزْنِ الصَّرْفِيِّ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ تَغْيِيرُ المَعْنَى)؛ كَبِرَ الرَّجُلُ/ أَوِ الحَيَوَانُ يَكْبَرُ كِبَرًا: طَعَنَ فِي السِّنِّ. فَهُوَ كَبِيرٌ. ج. كِبَارٌ، وَكُبَرَاءُ).

فَعِلَ يَفْعَلُ (تَدُلّ الأفعال الواردة على صيغة "فَعِلَ"، بصفة عامة، على الطبْع واللون والمرض، إلخ).

 يَكْثُرُ اللُّزُومُ فِي "فَعِلَ"، وَيَأْتِي مُتَعَدِّيًا.

 اللزوم: لُزُومُ الفِعْلِ الفاعِل وعدم تجاوزه إلى المفعول، إذْ يقتصِر الفعل على فاعله ولا يحتاج إلى مفعول به لإتمام معنى الجملة، فهو لازمٌ/ أو قاصرٌ/ أو محبوسٌ)، عكس الفعل المتعدي الذي يتجاوز الفاعل إلى مفعول أو أكثر من مفعول (اثنيْن أو ثلاثة مفاعيل) لإتمام معنى الجملة، فهو متعدٍّ/ أو مُجاوزٌ/ أو واقِعٌ (واقع على المفعول به).

أَمْثِلَةٌ:

فَرِحَ يَفْرَحُ فَرَحًا: رَضِيَ. وَيُقَالُ: فَرِحَ بِكَذَا: سُرَّ وَابْتَهَجَ. فَهُوَ فَرِحٌ، وَفَرْحَانُ، وَفَارِحٌ.  وفي القرآن الكريم: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ).

سَمِعَ يَسْمَعُ سَمْعًا، وَسَمَاعًا لِفُلَانٍ/ أَوْ إِلَيْهِ/ أَوْ إِلَى حَدِيثِهِ: أَصْغَى وَأَنْصَتَ. سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ: أَجَابَ حَمْدَهُ وَتَقَبَّلَهُ. سَمِعَ الصَّوْتَ/ وَسَمِعَ بِهِ: أَحَسَّتْهُ أُذُنُهُ. سَمِعَ الكَلَامَ: فَهِمَ مَعْنَاهُ. فَهُوَ سَامِعٌ. ج. سُمَّاعٌ، وَسَمَعَةٌ. وَهُوَ سَمَّاعٌ، وَهِيَ سَامِعَةٌ، وَسَمَّاعَةٌ. وَهُوَ، وَهِيَ سَمِيعٌ، وَسَمُوعٌ.

رَضِيَهُ/ وَبِهِ/ وَعَنْهُ/ وَعَلَيْهِ يَرْضَى رِضًا، وَرِضَاءً، وَرِضْوَانًا، وَمَرْضَاةً: اخْتَارَهُ وَقَبِلَهُ. فَهُوَ رَاضٍ. ج. رُضَاةٌ. وَهُوَ رَضِيٌّ. ج. أَرْضِيَاءُ. وَهُوَ رَضٍ. ج. رَضُونَ. وَهِيَ رَضِيَةٌ. وَالشَّيْءُ مَرْضِيٌّ، وَرَضِيٌّ. مع ملاحظة أنّ "رَضَاهُ يَرْضُوهُ رَضْوًا": كَانَ أَشَدَّ رِضًا مِنْهُ.

ينبغي لطالب العِلْم أن يُكثِر من الرجوع إلى المعاجم أو المصادر المتخصصة، ليكتشف العلاقة بين المعنى والوزن الصرفي (بتغيير الوزن الصرفي، قد يتغير المعنى).

عَلِمَ فُلَانٌ يَعْلَمُ عَلَمًا: انْشَقَّتْ شَفَتُهُ العُلْيَا. فَهُوَ أَعْلَمُ. وَهِيَ عَلْمَاءُ. ج. عُلْمٌ. عَلِمَ الشَّيْءَ عِلْمًا: عَرَفَهُ. وفي القرآن الكريم: (لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ). عَلِمَ الشَّيْءَ/ وَبِهِ: شَعَرَ بِهِ وَدَرَى. وفي القرآن الكريم: (قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي). عَلِمَ الشَّيْءَ حَاصِلًا: أَيْقَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ. تَقُولُ: عَلِمْتُ العِلْمَ نَافِعًا. وفي القرآن الكريم: (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ). فَهُوَ عَالِمٌ. ج. عُلَمَاءُ.

هذه هي القاعدة الرئيسة (فَعِلَ يَفْعَلُ). وبالرجوع إلى المنظومة، نجد شذوذا بوجهيْن (فيه الفتح قياسًا، والكسر شذوذًا)، وشذوذًا خالِصًا أُفْرِد بالكسْر (لا مقيسَ فيه/ أي لا فتحَ).

أمثلة على النوع الأول (أيْ الشذوذ بوجهيْن):

حَسِبَ (يَحْسَبُ حِسْبَانًا-قِيَاسًا-وَيَحْسِبُ حِسْبَانًا-شُذُوذًا) الشَّيْءَ كَذَا: ظَنَّهُ.

وَغِرَ يَوْغَرُ، وَيَغِرُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا). وَغِرَ (وَوَغَرَ) فُلَانٌ: امْتَلأَ غَيْظًا وَحِقْدًا. وَغِرَ/ وَوَغَرَ صَدْرُهُ عَلَيْهِ: تَسَعَّرَ عَلَيْهِ حَنَقًا.

وَحِرَ يَوْحَرُ، وَيَحِرُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا) وَحَرًا. وَحِرَ صَدْرُ فُلَانٍ عَلَى فُلَانٍ: وَغِرَ وَاسْتَضْمَرَ الوَحَرَ/ الوَحْرَ (الحِقْدَ). فَهُوَ وَحِرٌ.

نَعِمَ يَنْعَمُ، وَيَنْعِمُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا) نَعَمًا، وَنَعْمَةً، وَنِعْمَةً، وَنَعِيمًا الشَّيْءُ: لَانَ مَلْمَسُهُ. وَنَضُرَ. وَطَابَ وَرَفُهَ. يُقَالُ: نَعِمَ عَيْشُهُ: كَانَ مَيْسُورًا فِي رَغَدٍ. وَنَعِمَ بَالُهُ: هَدَأَ وَاسْتَرَاحَ. نَعِمَ بِهِ: سُرَّ وَاسْتَمْتَعَ.

بَئِسَ يَبْأَسُ، وَيَبْئِسُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا) بَأْسًا، وَبُؤْسًا، وَبَئِيسًا: افْتَقَرَ، وَاشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ. فَهُوَ بَائِسٌ. يقال: عاشَ في بُؤْسٍ. البُؤْسُ: المَشَقَّةُ. وَالفَقْرُ.

يَئِسَ مِنْهُ يَيْأَسُ، وَيَيْئِسُ (بفتح المضارع قياسًا، وكسره شذوذًا) يَأْسًا، وَيَآسَةً: انْقَطَعَ أَمَلُهُ مِنْهُ، وَانْتَفَى طَمَعُهُ فِيهِ. فَهُوَ يَائِسٌ، وَيَئُوسٌ/ يَؤُوسٌ، وَيَئِسٌ. يَئِسَتِ المَرْأَةُ: عَقِمَتْ. فَهِيَ يَائِسَةٌ، وَيَئِسَةٌ. وَيُقَالُ لِلعَقِيمِ مِنَ النِّسَاءِ: يَائِسٌ.

وَلِهَ يَوْلَهُ، وَيَلِهُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا) وَلَهًا، وَوَلَهَانًا: اشْتَدَّ حُزْنُهُ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُهُ (وَلَهَ فُلَانٌ يَلِهُ وَلْهًا/ وَوَلَهًا، بِالمَعْنَى نَفْسِهِ): اشْتَدَّ حُزْنُهُ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُهُ. وَتَحَيَّرَ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ. وَلَهَ مِنْهُ: خَافَ. وَلَهَتِ الأُمُّ إِلَى طِفْلِهَا: حَنَّتْ إِلَيْهِ. وَلَهَ الصَّبِيُّ إِلَى أُمِّهِ: فَزِعَ إِلَيْهَا. فَهُوَ وَالِهٌ، وَوَلْهَانُ. وَهِيَ وَالِهَةٌ، وَوَلْهَى.

يَبِسَ يَيْبَسُ، وَيَيْبِسُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذوذًا) يَبْسًا،  وَيُبْسًا، وَيُبُوسَةً: جَفَّ بَعْدَ رُطُوبَةٍ. يُقَالُ: يَبِسَ الزَّرْعُ. فَهُوَ يَابِسٌ، وَيَبِسٌ، وَيَبِيسٌ، وَيَبُوسٌ. يَبِسَ مَا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ: تَقَاطَعَا.

وَهِلَ الرَّجُلُ يَوْهَلُ، وَيَهِلُ (بفتح المضارع قياسًا، وبكسره شذُوذًا) وَهَلًا: ضَعُفَ. وَجَبُنَ. وَفَزِعَ. وَهِلَ فِيهِ/ وَعَنْهُ: غَلِطَ فِيهِ، وَنَسِيَهُ. فَهُوَ وَهِلٌ، وَهِيَ وَهِلَةٌ.

 وَنَجِدُ في المعاجم: وَهَلَ فُلَانٌ يَهِلُ وَهْلًا: سَهَا. وَهَلَ إِلَى الشَّيْءِ: ذَهَبَ وَهْمُهُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُرِيدُ غَيْرَهُ. وَفَزِعَ إِلَيْهِ؛ وهذا يؤكّد أهمية الرجوع إلى المراجع (المعاجم بصفة خاصة).

أمثلة على النوع الثاني (شذوذ بالكسر فقط، لا مَقِيسَ فيه، لم يُسْمَع فيه الفتحُ الذي هو القياس):

وَأفرد الكسر فيما من:

وَرِثَ فُلَانًا المَالَ/ وَمِنْهُ/ وَعَنْهُ يَرِثُهُ وِرْثًا، وَوَرْثًا، وَإِرْثًا، وَوِرَاثَةً: صَارَ إِلَيْهِ مَالُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ. ويُقال" وَرِثَ المَجْدَ وَغَيْرَهُ. وَوَرِثَ أَبَاهُ مَالَهُ وَمَجْدَهُ: وَرِثَهُ عَنْهُ. فَهُوَ وَارِثٌ. ج. وَرَثَةٌ، وَوُرَّاثٌ.

وَلِيَهُ يَلِيهِ وَلْيًا: وَلَاهُ (دَنَا مِنْهُ وَقَرُبَ). وَلِيَ الشَّيْءَ/ وَوَلِيَ عَلَيْهِ وِلَايَةً: مَلَكَ أَمْرَهُ وَقَامَ بِهِ. وَلِيَ فُلَانًا/ وَوَلِيَ عَلَيْهِ: نَصَرَهُ. وَلِيَ فُلَانًا: أَحَبَّهُ. وَلِيَ البَلَدَ: تَسَلَّطَ عَلَيْهِ. فَهُوَ وَالٍ. ج. وُلَاةٌ. وَالمَفْعُولُ: مَوْلِيٌّ عَلَيْهِ.

وَرِمَ يَرِمُ وَرَمًا: انْتَفَخَ. وَرِمَ أَنْفُهُ: غَضِبَ. وَرِمَ النَّبْتُ: سَمَقَ وَطَالَ. فَهُوَ وَارِمٌ.

وَرِعَ يَرِعُ (بكسر عين المضارع، كما جاء في المنظومة، ولعلّه الأفصح).

 ونجد في بعض المعاجم: وَرِعَ يَرِعُ/ وَيَوْرَعُ وَرَعًا، وَرِعَةً: صَارَ وَرِعًا (ابْتَعَدَ عَنِ الإِثْمِ، كَفَّ عَنِ المَعَاصِي).

وَمِقَهُ يَمِقُهُ وَمْقًا، وَمِقَةً: أَحَبَّهُ. فَهُوَ وَامِقٌ، وَهِيَ وَامِقَةٌ. وَالمَفْعُولُ: مَوْمُوقٌ، وَوَمِيقٌ.

وَفِقَ (يَفِقُ وَفْقًا) الأَمْرُ: كَانَ صَوَابًا مُوَافِقًا لِلمُرَادِ. وَفِقَ الأَمْرَ: صَادَفَهُ مُوَافِقًا لِإِرَادَتِهِ. وَفَهِمَهُ.

وَثِقَ (يَثِقُ ثِقَةً، وَمَوْثِقًا، وَوُثُوقًا، وَوَثَاقَةً) بِفُلَانٍ: ائْتَمَنَهُ. فَهُوَ وَاثِقُ بِهِ، وَهِيَ وَاثِقَةٌ. وَالمَفْعُولُ: مَوْثُوقٌ بِهِ. وَهِيَ مَوْثُوقٌ بِهَا، وَهُمْ مَوْثُوقٌ بِهِمْ.

وَرِيَ (يَرِي وَرْيًا) المُخُّ: اكْتَنَزَ؛ وَهُوَ خَاصٌّ بِوَرْيِ المُخِّ، لِأَنَّ لَدَيْنَا: وَرِيَ (يَوْرَى وَرْيًا، وَوُرِيًّا، وَرِيَةً) الزَّنْدُ: خَرَجَتْ نَارُهُ.

وَأَدِمْ كَسْرًا لِعَيْنِ مُضَارِعٍ يَلِي "فَعَلَ":

فَعَلَ يَفْعِلُ (بكسر العين في المضارع)، هذه هي القاعدة العامة، مَعَ مُلَاحَظَةِ أَنَّ "فَعَلَ" لَيْسَتْ فِيهِ قَاعِدَةٌ مُطَّرِدَةٌ (بسبب كَثرة ما شذ عن القاعدة المذكورة).

 تتحقق القاعدة (أي كسر العين في المضارع) بوجود جوالبَ للكسْر.

 من جوالب الكسر: أن تكون فاء الفعل وَاوًا، أو عينُه ياءً، أو أن يكون الفعلُ مُضَعَّفًا، أَوْ لَامُهُ أَلِفًا (كَأَتَى، ذكَر المثال بدل ذِكْر لام الفعل).

 وللتذكير: المُضَعَّفُ/ أَوِ المُضَاعَفُ مِنَ الفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ: مَا كَانَت عَيْنُهُ وَلَامُهُ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدِ، مِثْل: شَدَّ.

أَمْثِلَةٌ من الأفعال التي تكون فيها فاءُ الفعل واوًا:

وَقَفَ يَقِفُ وُقُوفًا: قَامَ مِنْ جُلُوسٍ. وَقَفَ: سَكَنَ بَعْدَ المَشْيِ. وَقَفَ عَلَى الشَّيْءِ: عَايَنَهُ. وَقَفَ فِي المَسْأَلَةِ: ارْتَابَ فِيهَا. وَقَفَ عَلَى الكَلِمَةِ: نَطَقَ بِهَا مُسَكَّنَةَ الآخِرِ قَاطِعًا لَهَا عَمَّا بَعْدَهَا. وَقَفَ الحَاجُّ بِعَرَفَاتٍ: شَهِدَ وَقْتَهَا. وَقَفَ فُلَانٌ عَلَى مَا عِنْدَ فُلَانٍ: فَهِمَهُ وَتَبَيَّنَهُ. وَقَفَ المَاشِيَ وَالجَالِسَ، وَقْفًا: جَعَلَهُ يَقِفُ (يُقال: وَقَفَ الدَّابَّةَ: جَعَلَهَا تَقِفُ). وَقَفَ فُلَانًا عَنِ الشَّيْءِ: مَنَعَهُ عَنْهُ. وَقَفَ فُلَانًا عَلَى الأَمْرِ: أَطْلَعَهُ عَلَيْهِ. وَقَفَ الأَمْرَ عَلَى حُضُورِ فُلَانٍ: عَلَّقَ الحُكْمَ فِيهِ بِحُضُورِهِ. وَقَفَ الدَّارَ وَنَحْوَهَا: حَبَسَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ (وَيُقَالُ وَقَفَهَا عَلَى فُلَانٍ/ وَوَقَفَهَا لَهُ).

وَعَدَهُ (يَعِدُهُ وَعْدًا، وَعِدَةً، وَمَوْعِدًا، وَمَوْعِدَةً، وَمَوْعُودًا) الأَمْرَ/ وَوَعَدَهُ بِهِ: مَنَّاهُ بِهِ. وَعَدَ (يَعِدُ وَعِيدًا) فُلَانًا الشَّرَّ/ وَوَعَدَهُ بِالشَّرِّ: هَدَّدَهُ بِهِ. وَعَدَ فُلَانًا: كَانَ أَكْثَرَ عِدَةً مِنْهُ (يُقَالُ: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ).

وَجَدَ فُلَانٌ يَجِدُ وَجْدًا: حَزِنَ. وَجَدَ عَلَيْهِ مَوْجِدَةً: غَضِبَ. وَجَدَ بِهِ، وَجْدًا: أَحَبَّهُ. وَجَدَ فُلَانٌ، وُجْدًا، وَجِدَةً: صَارَ ذَا مَالٍ. وَجَدَ مَطْلُوبَهُ، وَجْدًا، وَوُجْدًا، وَجِدَةً، وَوُجُودًا، وَوِجْدَانًا: أَدْرَكَهُ.

وَعَدَهُ الأَمْرَ/ وَوَعَدَهُ بِالأَمْرِ يَعِدُهُ وَعْدًا، وَعِدَةً، وَمَوْعِدًا، وَمَوْعِدَةً، وَمَوْعُودًا: مَنَّاهُ بِهِ. وَعَدَ فُلَانًا الشَّرَّ/ وَوَعَدَ فُلَانًا بِالشَّرِّ وَعِيدًا: هَدَّدَهُ بِهِ. وَعَدَ فُلَانًا: كَانَ أَكْثَرَ عِدَةً مِنْهُ. يُقَالُ: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ.

أَمْثِلَةٌ مِنَ الأَفْعَالِ الَّتِي تَكُونُ فِيهَا عَيْنُ الفِعْلِ يَاءً:

بَاعَهُ الشَّيْءَ/ وَبَاعَ الشَّيْءَ مِنْهُ/ وَبَاعَ الشَّيْءَ لَهُ يَبِيعُهُ بَيْعًا، وَمَبِيعًا: أَعْطَاهُ إِيَّاهُ بِثَمَنٍ. وَيُقَالُ: بَاعَ عَلَيْهِ القَاضِي ضَيْعَتَهُ: بَاعَهَا عَلَى غَيْرِ رِضَاهُ. وَبَاعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ: تَدَخَّلَ بَيْنَ المُتَبَايِعَيْنِ لِإِفْسَادِ العَقْدِ لِيَشْتَرِيَ هُوَ أَوْ يَبِيعَ. وَبَاعَهُ: اشْتَرَاهُ. فَهُوَ بَائِعٌ. ج. بَاعَةٌ. وَهُوَ بَيَّاعٌ.

جَاءَ يَجِيءُ جَيْئًا، وَمَجِيئًا، وَجَيْئَةً: أَتَى. وَيُقَالُ: جَاءَهُ، وَجَاءَ إِلَيْهِ. جَاءَ بِالشَّيْءِ: أَتَى بِهِ. جَاءَ الغَيْثُ: نَزَلَ. جَاءَ الأَمْرُ: حَدَثَ وَتَحَقَّقَ. فَهُوَ جَاءٍ، وَجَيَّاءٌ. جَاءَ الأَمْرَ: فَعَلَهُ. وَيُقَالُ: جَايَأَ فُلَانًا فَجَاءَهُ: غَلَبَهُ فِي المَجِيءِ.

زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا، وَزِيَادَةً: نَمَا وَكَثُرَ. زَادَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ يَزِيدُ. زَادَ فُلَانًا خَيْرًا، أَوْ غَيْرَهُ: أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.

أَمْثِلَةٌ مِنَ الأَفْعَالِ، المعبر عنها في المنظومة: "أو ك "أتَى":

أَتَى يَأْتِي أَتْيًا، وَإِتْيَانًا، وَإِتِيًّا، وَمَأْتًى، وَمَأْتَاةً: جَاءَ. يُقَالُ: أَتَيْتُ الأَمْرَ مِنْ مَأْتَاهُ: مِنْ وَجْهِهِ. أَتَى: قَرُبَ وَدَنَا. أَتَى عَلَيْهِ كَذَا: مَرَّ بِهِ. أَتَى عَلَيْهِ: أَنْفَدَهُ. أَتَى عَلَيْهِ الدَّهْرُ: أَهْلَكَهُ. أَتَى المَكَانَ، وَأَتَى الرَّجُلَ: جَاءَهُ. أَتَى الأَمْرَ: فَعَلَهُ. أَتَى المَرْأَةَ: بَاشَرَهَا. أَتَى القَوْمَ: انْتَسَبَ إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ. فَهُوَ أَتِيٌّ.

رَمَى الشَّيْءُ يَرْمِي رَمَاءً: رَبَا وَزَادَ. يُقَالُ: رَمَى المَالُ، وَرَمَى عَلَى الخَمْسِينَ مِنْ عُمْرِهِ/ عُمُرِهِ: زَادَ. وَهُوَ يَرْمِي عَلَى صَاحِبِهِ: يَزِيدُ. رَمَى الشَّيْءَ/ وَرَمَى بِالشَّيْءِ مِنْ يَدِهِ رَمْيًا، وَرِمَايَةً: أَلْقَاهُ وَقَذَفَهُ. وَيُقَالُ: رَمَى اللهُ لَهُ: نَصَرَهُ وَصَنَعَ لَهُ. رَمَى اللهُ فِي يَدِهِ وَغَيْرِهَا مِنَ الأَعْضَاءِ: دُعَاءٌ عَلَيْهِ. رَمَى فُلَانًا بِأَمْرٍ قَبِيحٍ: قَذَفَهُ وَنَسَبَهُ إِلَى الفَاحِشَةِ. رَمَى بِحَبْلِهِ عَلَى غَارِبِهِ: تَرَكَهُ وَخَلَّاهُ. رَمَى بِهِ عَلَى البَلَدِ: سَلَّطَهُ وَوَلَّاهُ. رَمَى البَلَدَ: قَصَدَهُ. رَمَى الصَّيْدَ، رَمْيًا، وَرَمْيَةً: أَطْلَقَ عَلَيْهِ مَا يَصِيدُهُ بِهِ. وَيُقَالُ: رَمَى عَنِ القَوْسِ، وَرَمَى عَلَيْهَا رَمْيًا، وَرِمَايَةً: أَطْلَقَ سَهْمَهَا.

مَشَى يَمْشِي مَشْيًا: انْتَقَلَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ بِإِرَادَةٍ. وَيُقَالُ: مَشَى بِالنَّمِيمَةِ: نَمَّ. مَشَى مَشَاءً: كَثُرَتْ مَاشِيَتُهُ. وَيُقَالُ: مَشَتْ إِبِلُهُ: كَثُرَتْ. مَشَتِ المَرْأَةُ أَوِ المَاشِيَةُ: كَثُرَتْ أَوْلَادُهَا.

 وَمَعَ وُجُودِ جَالِبِ الكَسْرِ، فَقَدْ شَذَّ "أَبَا يَأْبَى". وَسُمِعَ مَقِيسًا عَلَى نُدْرَةٍ. وَالشَّاذُّ عَنِ القَاعِدَةِ هُنَا، أَفْصَحُ مِنَ المَقِيسِ (السَّمَاعُ مُقَدَّمٌ عَلَى القِيَاسِ).

كَذَا المُضَعَّفُ لَازِمًا (أَيْ مُتَمَاثِلَ العَيْنِ وَاللَّامِ)، كَ "حَنَّ طَلًا":

الطَّلَا: الصَّغِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَالوَلَدُ مِنَ النَّاسِ وَالبَهَائِمِ وَالوَحْشِ مِنْ حِين يُولَدُ إِلَى أَنْ يَتَشَدَّدَ. وَوَلَدُ الظَّبْيَةِ. . ج. أَطْلَاءٌ، وَطِلَاءٌ.

 حَنَّ (أصله: حَنَنَ) يَحِنُّ حَنِينًا: صَوَّتَ. يُقَالُ: حَنَّتِ النَّاقَةُ: مَدَّتْ صَوْتَهَا شَوْقًا إِلَى وَلَدِهَا. حَنَّتِ الرِّيَاحُ: صَوَّتَتْ صَوْتًا يُشْبِهُ حَنِينَ الإِبِلِ. حَنَّ إِلَيْهِ: اشْتَاقَ. حَنَّ عَلَيْهِ، حَنَانًا: عَطَفَ.

وَضُمَّ عَيْنَ مُعَدَّاهُ (أَيْ مُعَدَّى المُضَعَّفِ) وَيَنْدُرُ ذَا * كَسْرٍ كَمَا لَازِمٌ ذَا ضَمٍّ احْتَمَلَا:

يُضَمُّ عَيْنُ المُضَارِعِ مِنَ المُضَعَّفِ المُتَعَدِّي (هذا هو الغالب؛ أي أنّ تعدية المضعف، تُعَدّ جالبَ ضَمٍّ)، وَيَنْدُرُ كَسْرُهُ، ويحتمَل ضم اللازم منه (مع ملاحظة أنّ النُّدرة: أقل القليل، والاحتمال أكثر من النُّدرة).

فَذُو التَّعَدِّي بِكَسْرٍ "حَبَّهُ" وَعِ ذَا * وَجْهَيْنِ "هَرَّ" وَ"شَدَّ" "عَلَّهُ عَلَلَا":

حَبَّهُ يَحِبُّهُ (وَهُوَ نَادِرٌ، كَمَا أَسْلَفْنَا، لم يُسمَع غيرُه).

ومن الأفعال الثلاثية المضعَّفة المتعديَة التي جاءَ فيها عينُ المضارع بوجهيْن (الضم قِيَاسًا، والكسر شُذُوذًا):

هَرَّ/ أصله: هَرَرَ (يَهُرُّ، وَيَهِرُّ) الشَّيْءَ: كَرِهَهُ. وَيُقَالُ: هَرَّ النَّاسُ فُلَانًا: كَرِهُوا نَاحِيَتَهُ. وَهَرَّ البَرْدُ الكَلْبَ: جَعَلَهُ يُصَوِّتُ.

شَدَّ (يَشُدُّ، وَيَشِدُّ) فُلَانًا: أَوْثَقَهُ. وَيُقَالُ: شَدَّ عَضُدَهُ، وَشَدَّ عَلَى يَدِهِ: قَوَّاهُ وَأَعَانَهُ. شَدَّ العُقْدَةَ: أَحْكَمَهَا وَأَوْثَقَهَا. وَيُقَالُ: شَدَّ رِحَالَهُ: تَهَيَّأَ لِلسَّفَرِ. شَدَّ مِئْزَرَهُ: جَدَّ وَاجْتَهَدَ فِي العَمَلِ. شَدَّ الحَبْلَ وَنَحْوَهُ: جَذَبَهُ وَمَدَّهُ.

عَلَّ (يَعُلُّ، وَيَعِلُّ عَلًّا) فُلَانًا: سَقَاهُ السَّقْيَةَ الثَّانِيَةَ، أَوْ تِبَاعًا (النهَل، والعلَل، يقال: شَرِبَ عَلَلًا بَعْدَ نَهَلٍ). عَلَّ فُلَانًا ضَرْبًا: تَابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ. عَلَّ اللهُ فُلَانًا: أَمْرَضَهُ.

بَتَّ (يَبُتُّ، وَيَبِتُّ بَتًّا، وَبَتَّةً، وَبَتَاتًا) الشَّيْءَ: قَطَعَهُ مُسْتَأْصِلًا. بَتَّ السَّفَرُ فُلَانًا: جَهَدَهُ. يُقَالُ: سَاقَ دَابَّتَهُ حَتَّى بَتَّهَا. بَتَّ طَلَاقَ امْرَأَتِهِ: جَعَلَهُ بَاتًّا لَا رَجْعَةَ فِيهِ. بَتَّ الحُكْمَ: أَصْدَرَهُ بِلَا تَرَدُّدٍ. بَتَّ الأَمْرَ: نَوَاهُ وَجَزَمَ بِهِ.

نَمَّ (يَنُمُّ، وَنِمُّ) الحَدِيثَ: سَعَى بِهِ لِيُوقِعَ فِتْنَةً بَيْنَ النَّاسِ. فَهُوَ نَامٌّ، وَنَمٌّ، وَلِلمُبَالَغَةِ: نَمَّامٌ، وَمِنَمٌّ. نَمَّ الكَلَامَ: زَيَّنَهُ بِالكَذِبِ.

(وزاد الحضرمي أربعة أفعال، فيها الضم المقيس والكسر الشاذ: نَثَّ الحَدِيثَ: أَفشاه. شَجَّهُ: جَرحَه في الوجه. أَضَّهَ إلى كذا: ألجأه إليه. رَمَّ الشَّيْءَ: أَصْلَحَهُ/ وَرَمَّمَهُ).

... وَاضْمُمَنَّ مَعَ ال * -لُزُومِ فِي "امْرُرْ بِهِ" وَ"جَلَّ" مِثْلُ جَلَا:

يُضَمُّ عَيْنُ المُضَارِعِ مِنَ الفِعْلِ الثُّلَاثِيِّ المُضَعَّفِ اللَّازِمِ، فِي:

مَرَّ بِالدَّارِ، يَمُرُّ بِهَا. مَرَّ فُلَانٌ بِالشَّارِعِ الرَّئِيسِ: جَازَ عَلَيْهِ، يَمُرُّ بِهِ.

جَلَّ (بِمَعْنَى "جَلَا"؛ احترازا من "جَلَّ بمعنًى آخرَ) يَجُلُّ جُلُولًا، عَنِ المَكَانِ: تَرَكَهُ، خَرَجَ مِنْهُ. يُقَالُ: جَلَّ عَنْ وَطَنِهِ: جَلَا عَنْهُ/ وَمِنْهُ، خَرَجَ مِنْهُ.

هَبَّتِ الرِّيحُ (تَهُبُّ هَبًّا، وَهُبُوبًا، وَهَبِيبًا): هَاجَتْ.

ذَرَّتِ الشَّمْسُ تَذُرُّ ذُرُورًا: ظَهَرَتْ أَوَّلَ شُرُوقِهَا.

أَجَّ (يَؤُجُّ أَجًّا، وَأَجِيجًا، وَأُجَّةً) فِي سَيْرِهِ: إِذَا كَانَ لَهُ حَفِيفٌ كَحَفِيفِ اللَّهَبِ. يُقَالُ: مَرَّ يَؤُجُّ فِي سَيْرِهِ.

كَرَّ (يَكُرُّ كُرُورًا) فُلَانٌ: رَجَعَ. يُقَالُ: كَرَّ الفَارِسُ. فَهُوَ كَرَّارٌ، وَمِكَرٌّ.

هَمَّ (يَهُمُّ هَمًّا) بِالأَمْرِ: عَزَمَ عَلَى القِيَامِ بِهِ وَلَمْ يَفْعَلْهُ. يُقَالُ: هَمَّ بِالسَّفَرِ. هَمُّ بِالحَجِّ.

عَمَّ (يَعُمُّ عُمُومًا) النَّبَاتُ: طَالَ. يُقَالُ: عَمَّتِ النَّخْلَةُ.

زَمَّ (يَزُمُّ زَمًّا) الرَّجُلُ بِأَنْفِهِ/ أَوْ بِرَأْسِهِ: رَفَعَهُ كِبْرِيَاءً وَتَكَبُّرًا (مَعَ مُلَاحَظَةِ أَنَّنَا نَجِدُ أَيْضًا فِي المَعَاجِمِ: زَمَّ "يَزِمُّ زَمًّا" بِأَنْفِهِ: تَكَبَّرَ).

سَحَّ (يَسُحُّ سَحًّا، وَسُحُوحًا) المَاءُ: انْصَبَّ مِنْ أَعْلَى مَارًّا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.

مَلَّ (يَمُلُّ مَلًّا) فِي مَشْيِهِ: أَسْرَعَ (أَيْ "مَلَّ"، بِمَعْنَى "ذَمَلَ". ذَمَلَ الجَمَلُ: سَارَ سَيْرًا سَرِيعًا وَلِيِّنًا).

أَلَّ  (يَؤُلُّ أَلًّا) فِي سَيْرِهِ: أَسْرَعَ. أَلَّ اللَّوْنُ يَؤُلُّ: بَرَقَ وَلَمَعَ. أَلَّ المَرِيضُ يَؤُلُّ: صَرَخَ مِنَ الأَلَمِ (وَنَجِدُ "أَلَّ" أَيْضًا فِي بعض المَعَاجِمِ بِكَسْرِ عَيْنِ المُضَارِعِ: أَلَّ (يَئِلُّ أَلًّا، وَأَلَلًا، وَأَلِيلًا) فُلَانٌ: أَنَّ. وَرَفَعَ صَوْتَهُ بِالدُّعَاءِ. وَصَرَخَ مِنَ الأَلَمِ. أَلَّ الفَرَسُ: نَصَبَ أُذُنَيْهِ وَحَدَّدَهُمَا. أَلَّ الصَّقْرُ: أَبَى أَنْ يَصِيدَ).

شَكَّ (يَشُكُّ شَكًّا) فِي الأَمْرِ وَغَيْرِهِ: ارْتَابَ.

أَبَّ (يَؤُبُّ أَبًّا، وَأَبَابًا) لِلسَّيْرِ: تَهَيَّأَ وَتَجَهَّزَ. أَبَّ إِلَيْهِ: اشْتَاقَ وَنَزَعَ.

شَدَّ (بِمَعْنَى: عَدَا). شَدَّ (يَشُدُّ شَدًّا) فُلَانٌ: عَدَا.

شَقَّ (يَشُقُّ شَقًّا) الأَمْرُ: صَعُبَ. شَقَّ عَلَى فُلَانٍ: أَوْقَعَهُ فِي المَشَقَّةِ. وفي القرآن الكريم: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ).

 وَنَجِدُ فِي بعض المَعَاجِمِ أيضًا: شَقَّ (يَشَقُّ-بفتح عين المضارع- شَقَقًا) الفَرَسُ: مَالَ فِي جَرْيِهِ إِلَى جَانِبٍ. فَهُوَ أَشَقُّ، وَهِيَ شَقَّاءُ.

خَشَّ (يَخُشُّ خَشًّا) فِي الشَّيْءِ: دَخَلَ فِيهِ. وَيُقَالُ: خَشَّ فِي القَوْمِ، وَخَشَّ فِي الدَّارِ.

غَلَّ (يَغُلُّ غَلًّا) فِي الشَّيْءِ: دَخَلَ فِيهِ  . وقوله: أي دَخَلَا (يعني: خَشَّ، وَغَلَّ، بمعنى دَخل).

قَشَّ القَوْمُ يَقُشُّونَ قُشُوشًا: حَسُنَتْ حَالُهُمْ بَعْدَ بُؤْسٍ. قَشَّ (يَقُشُّ قَشَّا، وَقُشُوشًا) الرَّجُلُ مِنْ مَرَضِهِ: انْتَعَشَ، شُفِيَ. قَشَّ السَّائِرُ: مَشَى مِشْيَةَ المَهْزُولِ الضَّعِيفِ. قَشَّ الحَيَوَانُ: سَمِنَ بَعْدَ هُزَالٍ.

 (نَجِدُ فِي بعض المَعَاجِمِ أَيْضًا: قَشَّ النَّبَاتُ يَقُشُّ/ وَيَقِشُّ قَشًّا: يَبِسَ. قَشَّ الرَّجُلُ: جَمَعَ مِنْ هُنَا وَهَاهُنَا. قَشَّ النَّاسُ: انْطَلَقُوا، أَسْرَعُوا).

جَنَّ (يَجُنُّ جَنًّا، وَجِنًّا، وَجُنُونًا، وَجِنَانًا) اللَّيْلُ: أَظْلَمَ، اشْتَدَّ ظَلَامُهُ (جَنَّ يَجِنُّ، بكسر عين المضارع: اسْتَتَرَ، اخْتَفَى عَنِ الأَنْظَارِ). وفي القرآن الكريم: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا). مع ملاحظة أنّ الفعل "جَنَّ"، يأتي لازمًا (وهو الذي يعنينا هنا)، وقد يأتي متعديًا (جَنَّهُ الليلُ: سَتَرَهُ). ويأتي أيضًا متعديًا، إذا كان مَزيدًا بالهمزة (أَجَنَّهُ). يقول ابن المرحل:

وَنَحْنُ قَدْ جَنَّ عَلَيْنَا اللَّيْلُ * وَاللَّيْلُ قَدْ أَجَنَّنَا يَا خَيْلُ.

 ولعل الأفصح في اللازم: جَنَّ، وفي المتعدي: أَجَنَّ (على قاعدة: إذا زادَ المَبنَى، زادَ المَعنَى).

رَشَّ (يَرُشُّ رَشًّا) المُزْنُ: أَمْطَرَ. رَشَّتِ السَّمَاءُ (تَرُشُّ رَشًّا): أَمْطَرَتْ، أَوْ جَاءَتْ بِالرَّشِّ.

طَشَّتِ (تَطُشُّ طَشًّا، وَطَشِيشًا) السَّمَاءُ: رَشَّتْ، أَرَشَّتْ.

 (نَجِدُ أَيْضًا فِي بعض المَعَاجِمِ، طَشَّتِ السَّمَاءُ تَطِشُّ- بكسر عين المضارع- بِالمَعْنَى نَفْسِهِ).

 ثَلَّتِ الدَّابَّةُ تَثُلُّ: رَاثَتْ.

تَلَّ (يَتُلُّ تَلًّا) السَّائِلُ: جَرَى. تَلَّ المَاءُ: قَطَرَ، رَشَحَ. تَلَّ الحَجَرُ: سَقَطَ.

طَلَّ دَمُ القَتِيلِ (يَطُلُّ طَلًّا، وَطُلُولًا): بَطَلَ، لَمْ يُثْأَرْ بِهِ وَلَمْ تُؤْخَذْ دِيَتُهُ.

 (نَجِدُ أَيْضًا فِي بعض المَعَاجِمِ: طَلَّ دَمُهُ يَطِلُّ، بكسر عين المضارع). طُلَّ دَمُهُ: طَلَّ. وهذا أكثر استعمالا من بنائه للمعلوم.

خَبَّ (يَخُبُّ خَبًّا، وَخَبَبًا، وَخَبِيبًا): الحِصَانُ/ الفَرَسُ: أَسْرَعَ (نَقَلَ أَيَامِنَهُ وَأَيَاسِرَهُ جَمِيعًا فِي العَدْوِ). خَبَّ النَّبْتُ يَخُبُّ: أَسْرَعَ فِي نُمُوِّهِ.

كَمَّ النَّبْتُ  يَكُمُّ: أَخْرَجَ كِمَامَهُ. كَمَّتِ النَّخْلَةُ/ وَأَكَمَّتْ/ وَكَمَّمَتْ: أَخْرَجَتْ كِمَامَهَا.

 الكِمُّ (ويأتي بالضم: الكُم. والأشهر، استعمال الكُم في مدخل اليد. ج. أكمام): وِعَاءُ النَّخْلَةِ قَبْلَ أَن يَتَفَتَّقَ.

عَسَّتِ النَّاقَةُ تَعُسُّ عَسًّا: رَعَتْ وَحْدَهَا لَيْلًا.

 (نَجِدُ أَيْضًا فِي بعض المَعَاجِمِ: عَسَّ (يَعُسُّ عَسًّا) فُلَانٌ: طَافَ بِاللَّيْلِ يَكْشِفُ عَنْ أَهْلِ الرِّيبَةِ. فَهُوَ عَاسٌّ).

قَسَّتِ النَّاقَةُ تَقُسُّ: رَعَتْ وَحْدَهَا لَيْلًا (وَقِيلَ، فِي التَّفْرِيقِ بَيْنَ "عَسَّتْ وَقَسَّتْ"، عَسَّتْ: رَعَتْ لَيْلًا، وَقَسَّتْ: رَعَتْ نَهَارًا).

... وَعِ وَاجْهَيْ "صَدَّ" "أَثَّ" وَ"خَرْ * -رَ" الصَّلْدُ "حَدَّتْ" وَ"ثَرَّتْ" "جَدَّ" مَنْ عَمِلَا..

نجد وجهيْن (الضم، شذوذا. والكسر، قياسا) في عين المضارع من الأفعال الثلاثية اللازمة المضعَّفة الآتية:  

صَدَّ عَنْهُ (يَصُدُّ، وَيَصِدُّ صَدًّا، وَصُدُودًا): أَعْرَضَ. وفي القرآن الكريم: (فَمِنْهُمْ مَن آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ). صَدَّ مِنْهُ (يَصُدُّ، وَيَصِدُّ صَدًّا): ضَجَّ وَأَعْرَضَ. وفي القرآن الكريم: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).

أَثَّ يَؤُثُّ/ وَيَئِثُّ أَثًّا، وَأُثُوثًا، وَأَثَاثًا، وَأَثَاثَةً: كَثُرَ وَعَظُمَ. أَثَّ النَّبَاتٌ: تَكَاثَفَ وَالْتَفَّ. أَثَّ الشَّعْرُ/ الشَّعَرُ: غَزُرَ وَطَالَ. فَهُوَ أَثٌّ، وَأَثِيثٌ. ج. إِثَاثٌ.

خَرَّ (يَخِرُّ، وَيَخُرٌّ- والكسر أفصح- ولذلك، فقد أجمع عليه القراء- خَرًّا، وَخَرِيرًا، وَخُرُورًا) المَاءُ/ وَالرِّيحُ: أَحْدَثَ صَوْتًا. وَيُقَالُ: خَرَّ النَّائِمُ، وَخَرَّتِ العُقَابُ، وَخَرَّ النَّمِرُ، وَخَرَّتِ الهِرَّةُ. خَرَّ الشَّيْءُ: سَقَطَ. خَرَّ فُلَانٌ: تَنَعَّمَ. وَمَرَّ. وَمَاتَ. خَرَّ عَلَى فُلَانٍ: هَجَمَ عَلَيْهِ مِنْ مَكَانٍ لَا يَعْرِفُهُ. فَهُوَ خَارٌّ، وَخَرُورٌ، وَخَرَّارٌ. خَرَّ القَوْمُ: انْتَقَلُوا مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ.

حَدَّتِ (تَحِدُّ، وَتَحُدُّ حِدَادًا) المَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا: تَرَكَتِ الزِّينَةَ وَلَبِسَتِ الحِدَادَ (وَمِنَ الرُّبَاعِيِّ: أَحَدَّتْ. فَهِيَ مُحِدٌّ).

ثَرَّتِ (تَثُرُّ، وَتَثِرُّ ثَرًّا، وَثُرُورًا) العَيْنُ: غَزُرَ دَمْعُهَا، تَهَاطَلَ دَمْعُهَا. ثَرَّتْ عَيْنُ المَاءِ: غَزُرَ/ كَثُرَ مَاؤُهَا. ثَرَّتِ الشَّاةُ وَنَحْوُهَا: كَثُرَ لَبَنُهَا. فَهِيَ ثَارَّةٌ، وَثَرَّةٌ، وَثَرُورٌ، وَثَرَّارَةٌ.

جَدَّ (يَجِدُّ، وَيَجُدُّ جِدًّا) فُلَانٌ: لَمْ يَهْزِلْ. جَدَّ فِي الأَمْرِ: اجْتَهَدَ.

تَرَّتْ (تَتِرُّ، وَتَتُرُّ تَرًّا، وَتُرُورًا): بَانَتْ وَانْقَطَعَتْ. تَرَّتِ النَّوَاةُ وَنَحْوُهَا عِنْدَ دَقِّهَا: وَثَبَتْ.

طَرَّتْ (تَطِرُّ، وَتَطُرُّ طَرًّا، وَطُرُورًا) يَدُهُ: قُطِعَتْ وَسَقَطَتْ. طَرَّتِ النُّجُومُ: أَشْرَقَتْ وَأَضَاءَتْ.

دَرَّتْ (تَدِرُّ، وَتَدُرُّ دَرًّا) كُلُّ حَلُوبٍ بِاللَّبَنِ: أَدَرَّتْهُ. وَيُقَالُ: دَرَّتْ حَلُوبَةُ البَلَدِ: كَثُرَ خَرَاجُهُمْ. دَرَّتِ السَّمَاءُ بِالمَطَرِ: صَبَّتْهُ كَثِيرًا.

جَمَّ (يَجِمُّ، وَيَجُمُّ جُمُومًا) مَاؤُهُ: كَثُرَ وَاجْتَمَعَ. فَهُوَ جَمٌّ. يُقَالُ: جَمَّتِ البِئْرُ: كَثُرَ مَاؤُهَا. وَجَمَّتِ البِئْرُ: تَرَاجَعَ مَاؤُهَا بَعْدَ الأَخْذِ مِنْهَا.

شَبَّ (يَشِبُّ، وَيَشُبُّ شِبَابًا، وَشُبُوبًا) الحِصَانُ/ الفَرَسُ: نَشِطَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ.

عَنَّ (يَعُنُّ، وَيَعِنُّ عَنًّا، وَعَنَنًا، وَعُنُونًا) لَهُ الأَمْرُ: بَدَا وَظَهَرَ. وَيُقَالُ: عَنَّ لِي الأَمْرُ، أَوْ عَنَّ بِفِكْرِي الأَمْرُ: عَرَضَ. عَنَّ عَنِ الشَّيْءِ: أَعْرَضَ عَنْهُ.

فَحَّتِ (تَفُحُّ، وَتَفِحُّ فَحًّا، وَفَحِيحًا) الأَفْعَى: صَوَّتَتْ مِنْ فِيهَا/ صَوَّتَتْ بِفِيهَا.

شَذَّ (يَشِذُ، وَيَشُذُّ شَذًّا، وَشُذُوذًا) فُلَانٌ عَنِ الجَمَاعَةِ: انْفَرَدَ عَنْهَا وَخَالَفَهَا. شَذَّ القَوْلُ: خَرَجَ عَنِ القَاعِدَةِ وَخَالَفَ القِيَاسَ. شَذَّ عَنِ الأُصُولِ: خَالَفَ قَوَاعِدَهَا.

شَحَّ (يَشِحُّ، وَيَشُحُّ شَحًّا، وَشُحًّا) فُلَانٌ بِالشَّيْءِ: بَخِلَ (بل  اجتمع فيه اللؤم والبخل). وَشَحَّ عَلَيْهِ: حَرَصَ. فَهُوَ شَحِيحٌ، وَشَحَاحٌ.

شَطَّتِ (تَشُطُّ، وَتَشِطُّ شُطُوطًا، وَشَطَطَا) الدَّارُ: بَعُدَتْ.

نَسَّ (يَنُسُّ، وَيَنِسُّ نُسُوسًا، وَنَسِيسًا) الشَّيْءُ: يَبِسَ. يُقَالُ: نَسَّ الخُبْزُ فِي التَّنُّورِ، وَنَضِجَ اللَّحْمُ حَتَّى نَسَّ.

حَرَّ (يَحُرُّ، وَيَحِرُّ حَرَارَةً)النَّهَارُ: اشْتَدَّتْ حَرَارَتُهُ. فَهُوَ يَوْمٌ حَرٌّ. حَرَّ المَاءُ وَالهَوَاءُ وَغَيْرُهُمَا: سَخُنَ. فَهُوَ حَارٌّ. وَيُقَالُ: حَرَّ القَتْلُ: اشْتَدَّ.

.................................. وَالمُضَارِعُ مِنْ فَعَلْتَ إِنْ جُعِلَا:

عَيْنًا لَهُ الوَاوُ أَوْ لَامًا يُجَاءُ بِهِ * مَضْمُومَ عَيْنٍ وَهَذَا الحُكْمُ قَدْ بُذِلَا:

إِنْ جُعِلَ الوَاوُ عَيْنًا لَهُ، مِثْل: نَاءَ يَنُوءُ، وَبَاءَ يَبُوءُ. نَاءَ (يَنُوءُ نَوْئًا، وَتَنْوَاءً) الرَّجُلُ بِالحِمْلِ: نَهَضَ بِهِ مُثْقَلًا. نَاءَ بِهِ الحِمْلُ: أَثْقَلَهُ وَأَمَالَهُ. وفي القرآن الكريم: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ).

 بَاءَ (يَبُوءُ بَوْئًا، وَبَوَاءً) بِذَنْبِهِ: أَقَرَّ بِهِ، اعْتَرَفَ بِهِ. وفي القرآن الكريم: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ). وفي الحديث: "أُبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي". وَيُقَالُ: بَاءَ بِالخَيْبَةِ: رَجَعَ بِهَا. بَاعَ مَسْعَاهُ بِالفَشَلِ: أَخْفَقَ، لَمْ يُحَالِفْهُ النَّجَاحُ.

أَوْ جُعِلَ الوَاوُ لَامًا لَهُ، مِثْل: دَعَا يَدْعُو، وَرَغَا (يَرْغُو رَغْوًا، وَرُغَاءً): الطِّفْلُ: بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا. رَغَا الجَمَلُ: صَوَّتَ، ضَجَّ. رَغَا الرَّعْدُ: اشْتَدَّ صَوْتُهُ.

يجري هذا الحكم (أي ضم عين المضارع)، بِشُرُوطٍ:

لِمَا لِبَذِّ مَفَاخِرٍ وَلَيْسَ لَهُ * دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ العَيْنِ نَحْوُ "قَلَا"

لِمَا لِبَذِّ مَفَاخِرٍ، بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ العَيْن.

 بَذُّ المفاخر (وهو جالب معنويّ)، أَيْ: المُغالَبَة. بَاذَّ يُبَاذُّ مُبَاذَّةً، وَبِذَاذًا. بَاذَّ خَصْمَهُ: غَالَبَهُ، أَوْ فَاخرَهُ. بَاذَّهُ: غَالَبَهُ، وَسَابَقَهُ. تقول: شَاعَرَنِي، فَشَعَرْتُهُ، أَشْعُرُهُ (أغلِبه في الشعر).

 يُشار بهذا الخصوص إلى أنه في حالة تزاحُم الجوالب (أي وجود جالب ضم، وجالب كسر، وجالب فتح)، يكون الكسر أقواها (يليه الضم، وأضعفها جالب الفتح).

من أمثلة ذلك، طَوَى (واويّ العين) وهو جالب ضم، ويائي اللام وهو جالب كسر. وَأَتَى (يائيّ اللام) وهو جالب كسر، لو وضعناهما مع بذ الفخر، فإنّ الكسر يَغلِب. تقول: طَوَى يَطْوِي، وَأَتَى يَأْتِي.

طَوَى (يَطْوِي طَيًّا) الشَّيْءَ: ضَمَّ بعضَه على بعضٍ، أو لفَّ بعضَه فوقَ بعضٍ. وفي القرآن الكريم: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ).

أَتَى يَأْتِي أَتْيًا، وَإِتْيَانًا، وَإِتِيًّا، وَمَأْتًى، وَمَأْتَاةً: جَاءَ. يقال: أَتَيْتُ الأمرَ مِن مأتاه ومأتاته: من وجهه.

صَرَعَ (حلقيّ اللام) وهو جالب فتح. لو أدخلناه في المفاخرة (وهي جالب ضم)، نحو: صَارَعَنِي فَصَرَعْتُهُ، فيغلب الضم، تقول: أصرُعُهُ.

صَرَعَهُ (يَصْرَعُهُ) صَرْعًا، وَمَصْرَعًا: طَرحَه على الأرض. فهو مَصروعٌ، وصَرِيع. صَارَعَهُ مُصَارَعَةً، وَصِرَاعًا: غالبَه في المصارعة.

وَفَتْحُ مَا حَرْفُ حَلَقٍ غَيْرُ أَوَّلِهِ " عَنِ الكِسَائِيِّ فِي ذَا النَّوْعِ (أي بذ الفخر) قَدْ حَصَلَا

عند الكسائي، تقول: شاعرني فشعرته أشعَرُهُ. والجمهور، يعد ذلك شاذا.

شَاعَرَهُ: بَارَاه في الشِّعر.

إِنْ لَمْ يُضَاعَفْ وَلَمْ يُشْهَرْ بِكَسْرَةٍ أَوْ * ضَمٍّ كَ "يَبْغِي" وَمَا صَرَّفْتَ مِنْ "دَخَلَا"

لِمَا لِبَذِّ مَفَاخِرٍ وَلَيْسَ لَهُ * دَاعِي لُزُومِ انْكِسَارِ العَيْنِ نَحْوُ "قَلَا"

تَقُولُ: قَالَاني فَقَلَيْتُهُ أَقْلِيهِ (غلب جالب الكسر على جالب الضم المترتب على المفاخرة).

فِي غَيْرِ هَذَا لِذِي الحَلْقِيِّ فَتْحًا أَشِعْ * بِالاتِّفَاقِ كَآتٍ صِيغَ مِنْ "سَأَلَا"

يُفْتَح حرف عين المضارع في هذا النوع من الأفعال، عند الجمهور وعند الكسائي، إذا كان الفعل حلقيَّ العين أو اللام، بِشرط ألّا يكون بذَّ فخر، ولا مضاعفًا/ مضعّفا (نحو: دَعَّ يَدُعُّ: فيه جانبان للفتح "حلقي العين واللام/ د ع ع"، لكن غلب الضم "تضعيف مع التعدي").

دَعَّ يَدُعُّ دَعًّا. دَعَّ فُلانًا: دَفَعَهُ دَفْعًا شَدِيدًا. وفي القرآن الكريم: (فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ).

عَيْنَ المُضَارِعِ مِنْ فَعَلْتُ حَيْثُ خَلَا * مِنْ جَالِبِ الفَتْحِ كَالمَبْنِيِّ مِنْ عَتَلَا:

فَاكْسِرْ أَوِ اضْمُمْ إِذَا تَعْيِينُ بَعْضِهِمَا * لِفَقْدِ شُهْرَةٍ أَوْ دَاعٍ قَدِ اعْتَزَلَا.

حيث خلا عينُ المضارع من "فعلت/ أي فَعَلَ"، من جالبٍ، ومن شُهْرَةٍ بكسْر أو بضَم، فلك فيه  الخيار بين الضم والكسر (أي، أنتَ مُخَيَّرٌ، اضمُمْ أو اكْسِرْ)، مثل: عَتَلَ يَعْتُلُ/ وَيَعْتِلُ (لا جالبَ فيه، ولا شهرةَ بضم أو بكسر).

عَتَلَ فُلَانًا: جَرَّهُ جَرًّا عَنِيفًا وجَذبَه فحمَله. وفي القرآن الكريم: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الجَحِيمِ). ويقال: عَتَلَه إلى السِّجْنِ.

فَصْلٌ فِي اتِّصَالِ تَاءِ الضَّمِيرِ أَوْ نُونِهِ بِالفِعْلِ:

وَانْقُلْ لِفَاءِ الثُّلَاثِي شَكْلَ عَيْنٍ إِذَا اعْ * -تَلَّتْ وَكَانَ بِتَا الإِضْمَارِ مُتَّصِلَا

أَوْ نُونِهِ وَإِذَا فَتْحًا يَكُونُ فَعَنْ *-هُ اعْتَضْ مُجَانِسَ تِلْكَ العَيْنِ مُنْتَقِلَا.

إذا اتصلتْ تاءُ الضمير أو نونُه بالفعل، نقلت  حرَكة العيْن (في حالتي الضم والكسر من الثلاثي الأجوف) إلى فاء الفعل. مثل:

 قال (الأصل قَوَلَ، قلبت ألفا لمناسبة الفتحة. تقول: قُلْتُ.

مع ملاحظة أنّ ابن مالك، إذا قال الاعتلال فهو يعني الإعلال. الاعتلال: وجود حرف علة (ا و ي) بالكلمة. الإعلال: تغيير أحد أحرُف العلة (ا و ي) حَذفًا أو قَلْبًا أو تسكِينًا (مثل بَيَعَ: بَاعَ).

 خاف (أصله خَوِف)، تقول: خِيفْتُ، التقى ساكنان، تحذف الياء فتقول: خِفْتُ.

 بالنسبة إلى الفتح، لا تنقل الحركة (إذْ لا فائدة من نقل فتحة إلى فتحة)، ولكن انقل الحركة المجانسة، مثل:

 بَاع (الأصل بَيَعَ) فتقول: بِيعْتُ، تحذف الياء، فتقول: بِعْتُ.

مِنْ أَبْنِيَةِ الفِعْلِ المَزِيدِ فِيهِ:

كَ "أَعْلَمَ" الفِعْلُ يَأْتِي بِالزِّيَادَةِ مَعْ * "وَالَى" وَ"وَلَّى" "اسْتَقَامَ" "احْرَنْجَمَ" "انْفَصَلَا"

وَ"افْعَلَّ" ذَا أَلِفٍ فِي الحَشْوِ رَابِعَةٍ * وَعَارِيًا وَكَذَاكَ "اهْبَيَّخَ" "اعْتَدَلَا"

"تَدَحْرَجَتْ" "عَذْيَطَ" "احْلَوْلَى" "اسْبَطَرَّ" تَوَا * -لَى" مَعْ "تَوَلَّى" وَ"خَلْبَسْ" "سَنْبَسَ" اتَّصَلَا

وَ"احَبَنْطَأَ" "احْوَنْصَلَ" "اسْلَنْقَى" "تَمَسْكَنَ" "سَلْ * -قَى" "قَلْنَسَتْ" "جَوْرَبَتْ" "هَرْوَلْتُ" مُرْتَحِلَا

"زَهْزَقْتُ" "هَلْقَمْتُ" "رَهْمَسْتُ" "اكْوَأَلَّ" تَرَهْ * -شَفْتُ" "اجْفَأَظَّ" "اسْلَهَمَّ" "قَطْرَنَ" الجَمَلَا

"تَرْمَسْتُ" "كَلْتَبْتُ" "جَلْمَطْتُ" وَ"غَلْصَمَ" ثُمْ * -مَّ" "اوْلَمَّسَ" "اهْرَمَّعَتْ" و"اعْلَنْكَسَ" انْتُخِلَا

وَ"اعْلَوَّطَ" "اعْثَوْجَجَتْ" "بَيْطَرْتُ" "سَنْبَلَ" زَمْ * -لَقَ" اضْمُمَنَّ "تَسَلْقَى" وَاجْتَنِبْ خَلَلَا

لكل وزن، دلالة معينة. من معاني "أَفْعَلَ"، على سبيل المثال:

 الاستغناء بالمزيد عن المجرد، لتأدية معنى معين، نحو: أَفْلَحَ، أَغْنَى عن "فَلَحَ".

 وَالمُطاوَعة (أي: قَبُول الأَثَر)، نحو: شَتَر اللهُ عينَ فلان، فَشَتِرَتْ عَيْنُه.

 والوِجدان، نحو: أَكْذَبْتُ فلانًا: وجدتُه كاذبًا. أجبنتُ فلانًا: وجدتُه جَبَانًا.

يشار إلى أن في أبنية الفعل المزيد فيه، تُوجَد زيادة أصالة وزيادة إلحاق. ينبغي مراعاة ذلك، في وزن الفعل. على سبيل المثال: تَرْمَسَ: هو الفعل الرباعي الوحيد الذي يبدأ بالتاء (والتاء نائبة عن همزة الوصل).

ولعل طالب العلم يغني ثروته اللغوية بمعرفة معاني هذه الأفعال، مع أنّ بعضها لم يَعُدْ متداوَلًا بكثرة.

معاني بعض الأفعال الواردة في الأبيات السبعة:

أَعْلَمَ (ع ل م، الهمزة زائدة) يُعْلِمُ إعْلَامًا. أَعْلَمَ نَفْسَهُ: جَعَلَ لَهُ عَلَامَةً فِي الحَرْبِ. أَعْلَمَ الثَّوْبَ: جَعَلَ لَهُ عَلَمًا مِنْ طِرَازٍ وَغَيْرِهِ. أَعْلَمَ فُلَانًا الخَبَرَ/ وَبِهِ: أَخْبَرَهُ بِهِ. أَعْلَمَ عَلَى كَذَا مِنْ كِتَابٍ وَغَيْرِهِ: جَعَلَ عَلَيْهِ عَلَامَةً. الفَاعِلُ: مُعْلِمٌ، وَالمَفْعُولُ: مُعْلَمٌ. أَعْلَمَ فُلَانًا الأَمْرَ حَاصِلًا: جَعَلَهُ يَعْلَمُهُ.

وَالَى (و ل ي، الألف زائدة) يُوَالِي مُوَالَاةً، وَوِلَاءً. وَالَى بَيْنَ الأَمْرَيْنِ: تَابَعَ. وَالَى الشَّيْءَ: تَابَعَهُ. وَالَى فُلَانًا: أَحَبَّهُ. وَنَاصَرَهُ. وَحَابَاهُ.

وَلَّى (و ل ي) يُوَلِّي تَوْلِيَةً. وَلَّى الرَّطْبُ: أَخَذَ فِي الهَيْجِ. وَلَّى الشَّيْءُ: أَدْبَرَ. وَيُقَالُ: وَلَّى فُلَانٌ هَارِبًا. وَلَّى الشَّيْءَ/ وَعَنِ الشَّيْءِ: أَدْبَرَ عَنْهُ وَنَأَى. وَلَّى عَنْ فُلَانٍ بِوُدِّهِ: تَغَيَّرَ عَلَيْهِ. وَلَّى فُلَانًا: نَصَرَهُ. وَاسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ. وَلَّى فُلَانًا الأَمْرَ: جَعَلَهُ وَالِيًا عَلَيْهِ.

اسْتَقَامَ (ق و م) يَسْتَقِيمُ اسْتِقَامَةً. اسْتَقَامَ الشَّيْءُ: اعْتَدَلَ وَاسْتَوَى. اسْتَقَامَ القَضِيبُ: صَارَ مُسْتَقِيمًا. اسْتَقَامَ الأَمْرُ: اسْتَقَرَّ. اسْتَقَامَ الشِّعْرُ: اتَّزَنَ.

احْرَنْجَمَ (أصله: حرجم) فُلَانٌ: أَرَادَ أَمْرًا ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. احْرَنْجَمَ القَوْمُ: اجْتَمَعَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَازْدَحَمُوا. احْرَنْجَمَتِ الدَّوَابُّ: اجْتَمَعَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَازْدَحَمَتْ. حَرْجَمَ الدَّوَابَّ: رَدَّ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَجَمَعَهَا. المُحْرَنْجِمُ: العَدَدُ الكَبِيرُ.

"افْعَلَّ ذا ألف في الحشو رابعةٍ/ أو رابعةً": أي، افْعَالَّ. نحو:

اهْبَيَّخَ (: تَبَخْتَرَ. الهَبَيَّخَى: مِشْيَةٌ فِي تَبَخْتُرٍ. الهَبَيَّخُ: الأَحْمَقُ المُرْتَخِي. وَالغُلَامُ النَّاعِمُ. وَالوَادِي العَظِيمُ. وَالنَّهْرُ الكَبِيرُ. وَمَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ. الهَبَيَّخَةُ: الجَارِيَةُ. وَالنَّاعِمَةُ التَّارَّةُ المُمْتَلِئَةُ.

اعْتَدَلَ (ع د ل) يَعْتَدِلُ اعْتِدَالًا: تَوَسَّطَ بَيْنَ حَالَيْنِ فِي كَمٍّ، أَوْ كَيْفٍ، أَوْ تَنَاسُبٍ. يُقَالُ: مَاءٌ مُعْتَدِلٌ، بَيْنَ الحَارِّ وَالبَارِدِ. جَوٌّ مُعْتَدِلٌ: بَيْنَ الحَرَارَةِ وَالبُرُودَةِ. جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ: بَيْنَ الطُّولِ وَالقِصَرِ، أَوْ بَيْنَ البَدَانَةِ وَالنَّحَافَةِ. اعْتَدَلَ: اسْتَقَامَ. وَيُقَالُ: هِيَ حَسَنَةُ الاعْتِدَالِ: حَسَنَةُ القَوَامِ (قَوَامُ الإِنْسَانِ: قَامَتُهُ وَحُسْنُ طُولِهِ).

تَدَحْرَجَ (د ح ر ج، زيدت فيه التاء وهي التاء المعتادة) يَتَدَحْرَجُ تَدَحْرُجًا: مُطَاوِعُ دَحْرَجَهُ. دَحْرَجَهُ يُدَحْرِجُهُ دَحْرَجَةً، وَدِحْرَاجًا: حَرَّكَهُ فَانْدَفَعَ مُنْحَدِرًا. وَأَدَارَهُ عَلَى نَفْسِهِ مُتَتَابِعًا فِي حُدُورٍ.

عَذْيَطَ. عِذْيَوْطٌ، وَعُذْيُوطٌ، وَعِذْوَطٌ: التَّيْتَاءُ. ج. عِذْيَوْطُونَ، وَعَذَايِيطُ، وَعَذَاوِيطُ. الاسْمُ: العَذْطَ. الفِعْلُ: عَذْيَطَ، أَوْ لَا يُشْتَقُّ مِنْهُ فِعْلٌ لِأَنَّهُ خِلْقَةٌ. التَّيْتَاءُ: قال الأزهري: هُوَ الزَّمَلِّقُ (يُنْزِلُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَ)، وَالزَّلِقُ، وَالثَّمُوتُ، وَالثَّتُّ.

احْلَوْلَى (ح ل و) يَحْلَوْلِي احْلِيلَاءً الشَّيْءُ: حَلَا وَحَسُنَ. احْلَوْلَى الطَّعَامُ: صَارَ حُلْوًا. احْلَوْلَى هَذَا المَنْظَرُ فِي عَيْنَيْهِ: صَارَ رَائِعًا حُلْوًا.

 يقول/ أبو العتاهية:

طَالَمَا احْلَوْلَى مَعَاشِي وَطَابَا * طَالَمَا سَحَّبْتُ خَلْفِي الثِّيَابَا.

 احْلَوْلَى الشَّيْءَ: اسْتَحْلَاهُ.

اسْبَطَرَّ (س ب ط ر، مزيد بالألف في أوله وبالتضعيف ) يَسْبَطِرُّ اسْبِطْرَارًا الرَّجُلُ: اضْطَجَعَ، امْتَدَّ. يُقَالُ: اسْبَطَرَّتِ الذَّبِيحَةُ: امْتَدَّتْ لِلمَوْتِ بَعْدَ الذَّبْحِ.

يقول/ البحتري:

فِي مَوْضِعٍ ضَنِكٍ تُمْسِي مَعَاقِلَهُ * إِذَا اسْبَطَرَّ شِهَابُ المَوْتِ كَالعُقُلِ.

اسْبَطَرَّ فِي سَيْرِهِ: أَسْرَعَ. اسْبَطَرَّتِ البِلَادُ: اسْتَقَامَتْ.

تَوَالَى (و ل ي) يَتَوَالَى تَوَالِيًا الشَّيْءُ: تَتَابَعَ (الوَزْنُ: تَفَاعَلَ). يُقَالُ: تَوَالَتِ الأَحْدَاثُ: تَتَابَعَتْ، تَلَاحَقَتْ، تَتَالَتْ. تَوَالَتِ الغَنَمُ عَنِ المَعْزِ: تَمَيَّزَتْ.

تَوَلَّى (و ل ي) يَتَوَلَّى تَوَلِّيًا (الوَزْنُ: تَفَعَّلَ). تَوَلَّى الشَّيْءُ: أَدْبَرَ. وَيُقَالُ: تَوَلَّى فُلَانٌ هَارِبًا. تَوَلَّى عَنْهُ: أَعْرَضَ وَتَرَكَهُ. تَوَلَّى الشَّيْءَ: لَزِمَهُ. تَوَلَّى فُلَانًا: نَصَرَهُ. وَأَحَبَّهُ. وَاتَّخَذَهُ وَلِيًّا. تَوَلَّى الأَمْرَ: تَقَلَّدَهُ وَقَامَ بِهِ.

خَلْبَسَهُ (وزنه: فَعْلَسَ)- زيدت فيه السين، والزائد يكتب بلفظه عند وضع وزن الفعل- يُخَلْبِسُهُ خَلْبَسَةً: فَتَنَ قَلْبَهُ وَذَهَبَ بِهِ. وَيُقَالُ: خَلْبَسَ قَلْبَهُ: فَتَنَهُ وَذَهَبَ بِهِ. الخُلَابِسُ: الحَدِيثُ الرَّقِيقُ. وَالكَذِبُ. حَدِيثٌ خُلَابِسٌ: رَقِيقٌ مُسْتَمْلَحٌ. كَلَامٌ خُلَابِسٌ: مَمْلُوءٌ بِالكَذِبِ. يقول/ الكميت:

بِمَا قَدْ أَرَى فِيهَا أَوَانِسَ كَالدُّمَى * وَأَشْهَدُ مِنْهُنَّ الحَدِيثَ الخُلَابِسَا.

 الخَلَابِيسُ: الأَبَاطِيلُ. أَمْرٌ خَلَابِيسُ: عَلَى غَيْرِ اسْتِقَامَةٍ. خَلَابِيسُ النَّاسِ: لِئَامٌ، أَشْرَارٌ.

سَنْبَسَ (وزنه: سَفْعَلَ، لأنّ السين زائدة في أوله): أَسْرَعَ. فَهُوَ سِنْبِسٌ، وَسَنَبُوسٌ. الوَزْنُ: تَفْعَلَ. نَبَسَ يَنْبِسُ نَبْسًا، وَنُبْسَةً: تَكَلَّمَ فَأَسْرَعَ، وَتَحَرَّكَتْ شَفَتَاهُ بِشَيْءٍ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْيِ. يُقَالُ: مَا نَبَسَ بِكَلِمَةٍ، وَمَا نَبَسَ بِبِنْتِ شَفَةٍ. فَهُوَ نَابِسٌ. ج. نُبُسٌ. وَهُوَ أَنْبَسُ الوَجْهِ: عَابِسُهُ. النُّبُسُ: النَّاطِقُونَ. وَالمُسْرِعُونَ.

اتَّصَلَ (و ص ل) يَتَّصِلُ اتِّصَالًا فُلَانٌ: دَعَا دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ (وَهُوَ أَنْ يَقُولَ: يَالَفُلَانٍ). اتَّصَلَ إِلَى بَنِي فُلَانٍ: أنْتَمَى وَانْتَسَبَ. اتَّصَلَ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ: مُطَاوِعُ وَصَلَهُ بِهِ (ضَمَّهُ بِهِ وَجَمَعَهُ وَلَأَمَهُ).

احْبَنْطَأَ ( الأصل: حبط، وَزْنُهُ: افْعَنْلَأَ): انْتَفَخَ جَوْفُهُ، أَوِ امْتَلَأَ غَيْظًا. رَجُلٌ حَبَنْطَأٌ، وَحَبَنْطَأَةٌ، وَحَبَنْطَى، وَمُحْبَنْطِئٌ: قَصِيرٌ، سَمِينٌ، بَطِينٌ.

احْوَنْصَلَ (ح ص ل): ثَنَى عُنُقَهُ، وَأَخْرَجَ حَوْصَلَتَهُ. (وَزْنُهُ: افْوَنْعَلَ). الحَوْصَلُ، وَالحَوْصَلَاءُ، وَالحَوْصَلَةُ مِنَ الطَّيْرِ: كَالمَعِدَةِ لِلإِنْسَانِ.

اسْلَنْقَى (س ل ق): نَامَ عَلَى ظَهْرِهِ. وزنه: افْعَنْلَى (السِّينُ أَصْلِيَّةٌ فِي الفِعْلِ).

تَمَسْكَنَ (أصله: سَكَنَ، وزنه: تَمَفْعَلَ) يَتَمَسْكَنُ تَمَسْكُنًا (تَسَكَّنَ): صَارَ مِسْكِينًا. وَتَشَبَّهَ بِالمَسَاكِينِ. وَاطْمَأَنَّ وَوَقُرَ.

سَلْقَى (أصله: س ل ق، وزنه: فَعْلَى) يُسَلْقِي سَلْقَاءً فُلَانًا: صَرَعَهُ عَلَى قَفَاهُ. سَلْقَى خَصْمَهُ بِرُمْحٍ: طَعَنَهُ بِهِ.

قَلْنَسَ (أصله: ق ل س، وزنه: فَعْلَلَ) يُقَلْنِسُ قَلْنَسَةً فُلَانًا: أَلْبَسَهُ القَلَنْسُوَةَ. تَقُولُ: قَلْسَيْتُهُ/ وَقَلْنَسْتُهُ، فَتَقَلْسَى/ وَتَقَلْنَسَ: أَلْبَسْتُهُ إِيَّاهَا فَلَبِسَ. القَلَنْسُوَةُ/ وَالقُلَنْسِيَةُ: طَاقِيَّةٌ تُلْبَسُ فِي الرَّأْسِ. ج. قَلَانِسُ، وَقَلَانِيسُ، وَقَلَنْسٍ.

جَوْرَبَ (أصله: ج ر ب، وزنه: فَوْعَلَ) يُجَوْرِبُ جَوْرَبَةً فُلَانًا: أَلْبَسَهُ الجَوْرَبَ. تَجَوْرَبَ يَتَجَوْرَبُ تَجَوْرُبًا: لَبِسَ الجَوْرَبَ. الجَوْرَبُ: لِبَاسُ الرِّجْلِ. ج. جَوَارِبُ، وَجَوَارِبَةٌ.

هَرْوَلَ (أصله: ه ر ل، وزنه: فَعْوَلَ) يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً: أَسْرَعَ بَيْنَ العَدْوِ وَالمَشْيِ. وَيُقَالُ: هَرْوَلَ السَّرَابُ. الهَرْوَلَةٌ: بَيْنَ العَدْوِ وَالمَشْيِ، أَوْ بَعْدَ العَنَقِ (العَنَقُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ فَسِيحٌ سَرِيعٌ، لِلإِبِلِ وَالخَيْلِ)، وَالإِسْرَاعُ فِي المَشْيِ.

زَهْزَقَ (أصله: ه ز ق، وزنه: عَفْعَلَ) يُزَهْزِقُ زَهْزَقَةً: أَكْثَرَ الضَّحِكَ. أَزْهَقَ/ وَهَزِقَ فِي الضَّحِكِ: أَكْثَرَ مِنْهُ. المِزْهَاقُ مِنَ النَّاسِ: الضَّحَّاكُ الخَفِيفُ غَيْرُ الرَّزِينِ. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ مِزْهَاقٌ.

هَلْقَمَ (أصله: لقِم، وَزْنُهُ: هَفْعَلَ، الهاء زائدة) يُهَلْقِمُ هَلْقَمَةً الشَّيْءَ: ابْتَلَعَهُ. الهِلْقَامُ: الوَاسِعُ الشِّدْقَيْنِ. وَالأَكُولُ. وَالضَّخْمُ. وَالطَّوِيلُ. وَالسَّيِّدُ العَظِيمُ الَّذِي يَكْفُلُ قَوْمَهُ وَيَدْفَعُ الدِّيَاتِ وَالغَرَامَاتِ بِالنِّيَابَةِ عَنْهُمْ.

رَهْمَسَ (أصله: رمس، وزنه: فَهْعَلَ) يُرَهْمِسُ رَهْمَسَةً فُلَانٌ: عَرَّضَ بِالشَّرِّ. رَهْمَسَ الأَمْرَ: سَتَرَهُ. رَهْمَسَ الخَبَرَ: أَتَى مِنْهُ بِطَرَفٍ وَلَمْ يُفْصِحْ بِجَمِيعِهِ. رَهْمَسَ فُلَانًا: سَارَّهُ. الرَّهْمَسَةُ: السِّرَارُ. وَالتَّعْرِيضُ بِالشَّرِّ. أَمْرٌ مُرَهْمَسٌ وَمُدَهْمَسٌ: مَسْتُورٌ.

اكْوَأَلَّ (وزنه: افْوَعَلَّ، لأنّ الهمزة أصلية) يَكْوَئِلُ اكْوِئْلَالًا: قَصُرَ. الكَوَأْلَلُ، وَالمُكْوَئِلُّ: القَصِيرُ، أَوْ مَعَ غِلَظٍ، أَوْ مَعَ فَحَجٍ. تَكَوَّلُوا: تَجَمَّعُوا. تَكَوَّلُوا/ وَانْكَالُوا عَلَيْهِ: أَقْبَلُوا بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ فَلَمْ يُقْلِعُوا.

رَهْشَفَ (تَرَهْشَفَ: أصله: رشف،: الوزن: تَفَهْعَلَ. الهاء زائدة) الرِّيقَ: رَشَفَهُ. تَرَشَّفَ يَتَرَشَّفُ تَرَشُّفًا العَصِيرَ: مَصَّهُ، رَشَفَهُ.

اجْفَأَظَّ: أَصْبَحَ عَلَى شَفَا المَوْتِ مِنْ مَرَضٍ أَوْ شَرٍّ أَصَابَهُ. فَهُوَ مُجْفَئِظٌّ. اجْفَأَظَّتِ/ وَاجْفَاظَّتِ الجِيفَةُ: انْتَفَخَتْ. جَفَظَهُ يَجْفُظُهُ جَفْظًا: مَلَأَهُ. الجَفِيظُ: المَقْتُولُ المُنْتَفِخُ. افْعَلَّ.

اسْلَهَمَّ (أصله: سَهم، وزنه: افْتَعَلَّ، اللام زائدة): ذَبُلَ وَيَبِسَ مِنْ مَرَضٍ وَغَيْرِهِ، أَوْ ضَمُرَ أَوِ اضْطَرَبَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ. وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ أَوْ جِسْمُهُ أَوْ رِيحُهُ. اسْلَهَمَّ المَرِيضُ: عُرِفَ أَثَرُ مَرَضِهِ فِي بَدَنِهِ. السَّلْهَمُ: الضَّامِرُ. وَالنَّاقِهُ مِنَ المَرَضِ. ج. سَلَاهِمُ.

قَطْرَنَ البَعِيرَ: طَلَاهُ بِالقَطِرَانِ. فَهُوَ مُقَطْرَنٌ. قَطِرَانٌ/ قَطْرَانٌ/ قِطْرَانٌ: إِفْرَازَاتُ شَجَرِ الصَّنَوْبَرِ وَالأَرْزِ وَنَحْوِهِمَا (تُطْبَخُ ثُمَّ تُطْلَى بِهَا الإِبِلُ). وَسَائِلٌ لَزِجٌ أَسْوَدُ يُسْتَخْرَجُ مِنَ الخَشَبِ وَالفَحْمِ الحَجَرِيِّ بِالتَّقْطِيرِ. القَطْرَانُ المَعْدِنِيُّ: نَوْعٌ مِنَ الزِّفْتِ يُسْتَعْمَلُ لِتَعْبِيدِ الطُّرُقِ. الوزن: فَعْلَمَ.

تَرْمَسَ (زيدت التاء، مع ملاحظة أن هذا الفعل لازم) يُتَرْمِسُ تَرْمَسَةً، وَتِرْمَاسًا: تَغَيَّبَ عَنْ حَرْبٍ أَوْ شَغْبٍ/ شَغَبٍ.

كَلْتَبَ (الأصل: كلب، وزنه: فَعْتَلَ. التاء زائدة) يُكَلْتِبُ كَلْتَبَةً. الكَلْتَبُ/ وَالكُلْتُبُ: المُدَاهَنَةُ فِي الأُمُورِ.

جَلْمَطَ (أصله: جلط، وزنه: فَعْمَلَ. الميم زائدة) يُجَلْمِطُ جَلْمَطَةً رَأْسَهُ: حَلَقَهُ.

غَلْصَمَهُ (الأصل: غلص، وزنه: فَعْلَمَ. الميم زائدة) يُغْلْصِمُهُ غَلْصَمَةً: قَطَعَ غَلْصَمَتَهُ. غَلْصَمَ فُلَانًا: أَخَذَ بِحَلْقِهِ. الغَلْصَمَةُ: اللَّحْمُ بَيْنَ الرَّأْسِ وَالعُنُقِ، أَوِ العُجْرَةُ عَلَى مُلْتَقَى اللَّهَاةِ وَالمَرِيءِ، أَوْ رَأْسُ الحُلْقُومِ بِشَوَارِبِهِ وَحَرْقَدَتِهِ، أَوْ أَصْلُ اللِّسَانِ. وَالسَّادَةُ. وَالجَمَاعَةُ. وَقَطْعُ الغَلْصَمَةِ، وَالأَخْذُ بِهَا. ج. غَلَاصِمُ.

 

فَصْلٌ فِي المُضَارِعِ:

بِبَعْضِ "نَأْتِي" المُضَارِعَ افْتَتِحْ وَلَهَ * ضَمٌّ إِذَا بِالرُّبَاعِي مُطْلَقًا وُصِلَا

وَافْتَحْهُ مُتَّصِلًا بِغَيْرِهِ وَلِغَيْ * -رِ اليَاءِ كَسْرًا أَجِزْ فِي الآتِي مِنْ فَعِلَا

أَوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوَصْلِ فِيهِ أَوِ ال * -تَّا زَائِدًا كَ "تَزَكَّى" وَهْوَ قَدْ نُقِلَا

فِي اليَا وَفِي غَيْرِهَا إِنْ أُلْحِقَا بِ "أَبَى" * أَوْ مَا لَهُ الوَاوُ فَاءٌ نَحْوُ قَدْ وَجِلَا

وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ المُضَارِعِ مِنْ * ذَا البَابِ يَلْزَمُ إِنْ مَاضِيهِ قَدْ حُظِلَا:

زِيَادَةُ التَّاءِ أَوَّلًا وَإِنْ حَصَلَتْ * لَهُ فَمَا قَبْلَ الآخِرِ افْتَحَنْ بِوِلَا.

 " بِبَعْضِ "نَأْتِي" المُضَارِعَ افْتَتِحْ":

حروف المضارعة: "نَأْتِي"، وَجَمعَها أحدُهم في "أَنَيْتُ"، وجمعها آخرُ في "نَأَيْتُ".

  يُفتَح حرف المضارَعة الموصول بالفعل الثلاثيّ، مثل:

خَرَجَ يَخْرُجُ، أَخْرُجُ، تَخْرُجُ، نَخْرُجُ، إلخ. من الخماسي، مثل: انْطَلَقَ يَنْطَلِق، أَنطلِق، تَنطلِق، نَنطلِق، إلخ.

 من السداسي: اسْتغفر يَستغفر، أَستغفر، تَستغفر، نَستغفر، إلخ.

"وَلَهُ ضَمٌّ إِذَا بِالرُّبَاعِيّ مُطْلَقً وُصِلَا..":

 يُضَمُّ حرفُ المضارعة، ولَهُ حَالَان:

أولا (الحَالُ الأولى): أن يكون حرف المضارعة موصولًا بفعل رباعيٍّ مطلَقًا، نحو: دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، أَدَحْرِجُ، تُدَحْرِجُ، نُدَحْرِجُ، إلخ. أَعْلَمَ، يُعْلِمُ، أُعْلِمُ، تُعْلِمُ، نُعْلِمُ، إلخ.

ثَانيا (الحال الثانية): لَهُ فتْح (فَتْحٌ لازم وفتح جائز)، وهذا الفتح فيه لغتان:

 لغة تلزم الفتح؛ وهي لغة الحجازيين (من قريش وكنانة) الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم.

 "وَلِغَيْرِ اليَاءِ كَسْرًا أَجِزْ فِي الآتِ مِنْ فَعِلَا":

لغة تميم وقيس وربيعة (وهم سكان نجد)؛ يَزيدون الكسرَ (مع الفتح)؛ فقد يكسرون جميع حروف المضارعة، وقد يكسرون بعض حروف المضارعة في بعض الحالات فقط (باستثناء الياء). يقولون مثلًا، في "فَرِحَ" إِفْرَحُ"، بدلا من: أَفْرَحُ، إلخ.

"أَوْ مَا تَصَدَّرَ هَمْزُ الوَصْلِ فِيهِ.."؛ أي: الخماسي والسداسي؛ إِذْ لا يوجد فعل يتصدره همز الوصل إلا إذا كان خماسيا أو سداسيا. مثال ذلك: نِسْتَعِينُ، بدلا من: نَسْتَعِين. وَتِبْيَضُّ، بدلا من: تَبْيَضُّ، إلخ.

"أَوِ ال * -تَّا زَائِدًا كَ "تَزَكَّى"؛ أيْ: ما تصدرته التاء المعتادة (أيْ الفعل الخماسي؛ سميت التاء المعتادة لأنها اعْتِيدَ دخولها على الخماسي، ولا تكون لا في ثلاثي ولا في رباعي ولا في سداسي)، مثل: تَعَلَّمَ، تَجَاهَلَ، تَدَارَكَ، إلخ. تقول: أَنَا إِتَعَلَّمُ، بدلا من: أَتَعَلَّمُ. أَنْتَ تِتَعَلَّمُ، نَحْنُ نِتَعَلَّمُ، بدلا من: نَتَعَلَّمَ، إلخ. إِتجاهل، إتدارك، إلخ. بدلا من: أَتجاهل، أتدارك.

 مع ملاحظة أنّ فعل "تَرْمَسَ"، لا يدخل في الأفعال التي تصدرتها التاء المعتادة؛ لأنّ هذه التاء بمنزلة همزة الوصل (وقد تقدم شرحُ ذلك).

" وَهْوَ قَدْ نُقِلَا فِي اليَا وَفِي غَيْرِهَا إِنْ أُلْحِقَا بِ "أَبَى":

1-إذا اتصل بفعل "أبَى"، قلت: أَنَا إِيبَى، هُوَ يِيبَى، أَنْتَ تِيبَى، نَحْنُ نِيبَى.

2-" أَوْ مَا لَهُ الوَاوُ فَاءٌ نَحْوُ قَدْ وَجِلَا": يَجُوزُ وَحَتَّى لَوْ كَانَ يَاءً.

" وَكَسْرُ مَا قَبْلَ آخِرِ المُضَارِعِ مِنْ * ذَا البَابِ يَلْزَمُ إِنْ مَاضِيهِ قَدْ حُظِلَا: زِيَادَةُ التَّاءِ أَوَّلًا وَإِنْ حَصَلَتْ * لَهُ فَمَا قَبْلَ الآخِرِ افْتَحَنْ بِوِلَا":

يعني هذا أنّ ما قبل الآخِر؛ إِمَّا أَنْ يُكْسَرَ، وَإِمَّا أَنْ يُفْتَحَ.

يُكْسَرُ إِذَا حُظِلَ (أَيْ مُنِعَ أَوَّلُهُ مِنَ التَّاءِ المُعْتَادَةِ). ويشمل ذلك: الرباعيَّ، مثل: دَحْرَجَ، أَعْلَمَ، إلخ. والخماسيَّ الذي لم تتصدره تاء، اعْتَدَلَ، انْفَصَلَ، إلخ. ويشمل السداسيَّ، مثل: اسْتَغْفَرَ، اسْتَقَامَ، إلخ؛ إِنْ حَصَلَتْ لَهُ (أَيْ كانت التاء المعتادة في أوله)، تفتح ما قبل آخره، نحو: تَعَلَّمَ، يَتَعَلَّمُ، تَدَارَكَ يَتَدَارَكُ، إلخ.

فَصْلٌ فِي فِعْلِ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ:

إِنْ تُسْنِدِ الفِعْلَ لِلمَفْعُولِ فَأْتِ بِهِ * مَضْمُومَ الَاوَّلِ وَاكْسِرْهُ إِذَا اتَّصَلَا:

بِعَيْنٍ اعْتَلَّ وَاجْعَلْ قَبْلَ الَاخِرِ فِي ال * -مُضِيِّ كَسْرًا وَفَتْحًا فِي سِوَاهُ تَلَا

ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ وَمَعْ * تَاءِ المُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلَا

وَمَا لِفَا نَحْوِ "بَاعَ" اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْ * -وِ "اخْتَارَ" وَ"انْقَادَ" كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضَلَا.

القاعدة العامة:

 كل فعل (مجردا أو مزيدا، ثلاثيا أو رباعيا كانَ..) تسنده لغير فاعله، تضم أولَه. تقول، على سبيل المثال: شُرِبَ اللبَنُ.

 ويُكسَر أول الفعل (استثناء من القاعدة العامة)، "إذا اتصل بعينٍ اعتلَّ"، مثل: بَاعَ، قَالَ، إلخ. تقول: بِيعَ، قِيلَ، إلخ. فالأصل (حسب القاعدة العامة) أن نقول: بُيِعَ، قُوِلَ، لكن هذا مستثقَل؛ تُسْلَبُ حَرَكَتُهُ ويُكسَرُ، فيقال: بِيعَ، قِيلَ، إلخ.

ومن الشواهد على هذا، قول الشاعر:

 لَيْتَ وَهَلْ يَنْفَعُ شَيْئًا لَيْتُ * لَيْتَ شَبَابًا بُوعَ فَاشْتَرَيْتُ.

مع ملاحظة أنّ "بَاعَ"، فيه الكسْر الخالص "بِيعَ" (وهو لغة جمهور العرب، كما سبقت الإشارة إلى ذلك).

 وفيه لغتان أخريان:

الأولى: الإشمام؛ وهو أن تأتي الحركة ما بين الضم والكسر. تشم هذه بهذه؛ ويظهر الإشمام في اللفظ، ولا يظهر في الخط (مثل نطق كثيرٍ من قيسٍ وبني أسد لأمثال "قِيلَ وبِيعَ" بإمالة نحو واو المد).

الثانية: الضم الخالص: بُوعَ (كما ذُكِرَ آنفًا، مع شاهد شعريّ).

" وَاجْعَلْ قَبْلَ الَاخِرِ فِي ال * -مُضِيِّ كَسْرًا وَفَتْحًا فِي سِوَاهُ تَلَا":

بخصوص حركة ما قبل آخر الفعل:

يُكْسَرُ مَا قَبْلَ آخر الفعل إن كان ماضيا، ويُفتَح ما قبل آخره إنْ كان مضارعًا؛ مثال ذلك: فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ). تُقٌبِّلَ: في الماضي. يُتَقَبَّل: في المضارع.

" ثَالِثَ ذِي هَمْزِ وَصْلٍ ضُمَّ مَعْهُ وَمَعْ * تَاءِ المُطَاوَعَةِ اضْمُمْ تِلْوَهَا بِوِلَا":

إذا كان الفعل مصدرًا بهمز وصل، تقول: اسْتُخْرِجَ، انْطُلِقَ بِفُلَانِ، إلخ.

ومع تاء المطاوعة (أيْ التاء المعتادة؛ وهي التاء التي اعتِيدَ دخولها على الخماسي)، تضم التاء وتاليها؛ نحو: تُعُلِّمُ، تُجُوهِلَ، إلخ.

" وَمَا لِفَا نَحْوِ "بَاعَ" اجْعَلْ لِثَالِثِ نَحْ * -وِ "اخْتَارَ" وَ"انْقَادَ" كَاخْتِيرَ الَّذِي فَضَلَا":

 يُلاحَظ أنَّ "اخْتَارَ" أَصْلُهُ: اخْتَيَرَ (وقع فيه إعلال).

أَيُّ فعل على وزن "افْتَعَلَ"، أَوِ انْفَعَلَ"؛ وهما وزنان خماسيان، الحكم فيهما مستثنى من حكم همز الوصل. وهو الحكم نفسه الذي رأيناه في عين "بَاعَ"؛ أيْ أنّ فيها ثلاثَ لغات:

1-    الكسر الخالص؛ اخْتِيرَ، انْقِيدَ.

2-    الإشمام، وسبق شرحه.

3-    الضم الخالص؛ اخْتُورَ، أنْقُودَ.

فَصْلٌ فِي فِعْلِ الأَمْرِ:

مِنْ "أَفْعَلَ" الأَمْرُ "أَفْعِلْ" وَاعْزُهُ لِسِوَا * -هُ كَالمُضَارِعِ ذِي الجَزْمِ الَّذِي اخْتُزِلَا:

أَوَّلُهُ، وَبِهَمْزِ الوَصْلِ مُنْكَسِرًا * صِلْ سَاكِنًا كَانَ بِالمَحْذُوفِ مُتَّصِلَا

وَالهَمْزَ قَبْلَ لُزُومِ الضَّمِّ ضُمَّ، وَنَحْ * -وُ اغْزِي بِكَسْرٍ مُشَمَّ الضَّمِّ قَدْ قُبِلَا

وَشَذَّ بِالحَذْفِ "مُرْ" وَ"خُذْ" وَ"كُلْ" وَفَشَا * "وَأْمُرْ" وَمُسْتَنْدَرٌ تَتْمِيمُ "خُذْ" وَ"كُلَا"

"مِنْ "أَفْعَلَ"، الأمرُ: "أَفْعِلْ": مثل؛ أَكْرَمَ: أَكْرِمْ.

"واعْزُهُ لِسِوَاهُ...

الأمرُ لسوى "أَفْعَلَ"، فالطريقة أن تأتيَ بالمضارع مجزومًا وتختزل أولَه (وهذا يشمل الثلاثي والرباعي الذي لم يبتدئ بهمز، ويشمل الخماسي والسداسي).

أمثلة:

 خَافَ؛ تقول: لَمْ يَخَفْ. الأمر: خَفْ (اختزلنا/ حذفنا أولَه).

 قَالَ: لَمْ يَقُلْ. الأمر: قُلْ.

 بَاعَ. لَمْ يَبِعْ. الأمر: بِعْ.

عَلَّمَ، لَمْ يَتَعَلَّمْ. الأمر: تَعَلَّمْ.

إذا كان أول الفعل ساكنًا؛ مثل المفتتح بهمزة وصل، مثل: انْطَلَقَ. لَمْ يَنْطَلِقْ. إذا اختزلنا أوله، يُصبِح: "نْطَلِقْ"، نجتلب له همزة وصل للتوصل إلى الساكن (لأنّ العرب لا تبتدئ بساكن)، فنقول: انْطَلِقْ (بكسر همزة الوصل)؛ وهنا أدركنا أنّ الأصل في همز الوصل أن يكون مكسورًا، ويُستثنى منه إذا كان ثالث الفعل مضموما.

 إذا أردنا أن نطبق القاعدة على فعل: خَرَجَ، على سبيل المثال؛ نقول: لَمْ يَخْرُجْ. الأمر: اخْرُجْ (بضم همزة الوصل؛ لئلا يقع تنافر في النطق)؛ لأن ثالث الفعل مضموم ضمة لازمة (تُوجَد ضمة لازمة، وضمة عارضة).

مَشَى، على سبيل المثال: لَمْ يَمْشِ. الأمر: امْشِ. إذا قلنا: امْشُوا؛ نُبْقي الهمزة على الكسر (مع أنّ ثالث الفعل مضموم)؛ لأنّ الضمة هنا لواو الجماعة، عارضة.

وفي فعل: غَزَا ونحوه، نجد العكس؛ بحيث يكون الضم لازما وعرض له الكسر. تَقُولُ:

غَزَا. لَمْ يَغْزُ. الأمر: اغْزُ (بضم همزة الوصل)، فإذا أمرت المخاطَبة؛ يكون فيه إشمام، اعتبارا للأصل والحال (الإشمام: واسطة بين الكسر والضم)؛ الأصل: الكسر. والحال: مناسبة الياء. ويفهَم من قوله: "قد قُبِلا"، أنه مقبول، وأنّ الأصل الكسر، ولهذا نقول: اغْزِي (بكسر همزة الوصل).

 وفي الكافية، يُلاحَظ أنه اختار الضمَّ؛ أي: اغْزِي (بضم همزة الوصل). وقد ارتضى/ بحرق، أنّ الضمَّ هو الأحسن.

انتهى هنا من الجزء الخاص بالمَقِيسِ.

  وأمّا الشاذ؛ فهو الأمر من: أَمَرَ، أَخَذَ، أَكَلَ، تقول: مُرْ، خُذْ، كُلْ. حيث قال: "وَشَذَّ بِالحَذْفِ "مُرْ" وَ"خُذْ" وَ"كُلْ".

 "وفشا "وَأْمُرْ" وَمُسْتَنْدَرٌ تَتْمِيمُ "خُذْ" وَ"كُلَا": أي؛ شَاعَ وعُرِف في الاستعمال.

 وهذا الأمر خاص بفعل "أَمَرَ" مع العاطف؛ أي حكم زائد مجيئه متمما (أي الإبقاء على همز الوصل).

 أمّا التتميم (الإبقاء على همز الوصل)، في: "أَخَذَ، وَأَكَلَ"؛ فنادِرٌ.

بَابُ أَبْنِيَةِ أَسْمَاءِ الفَاعِلِينَ وَالمَفْعُولِينَ:

كَوَزْنِ "فَاعِلٍ" اسْمُ فَاعِلٍ جُعِلَا * مِنَ الثُّلَاثِي الَّذِي مَا وَزْنُهُ فَعَلَا

وَمِنْهُ صِيغَ كَ "سَهْلٍ" وَ"الظَّرِيفِ" وَقَدْ * يَكُونُ "أَفْعَلَ" أَوْ "فَعَالًا" أَوْ "فَعَلَا"

وَكَ "الفُرَاتِ" وَ"عِفْرٍ" وَ"الحَصُورِ" وَغُمْ * -رٍ" "عَاقِرٍ" "جُنُبٍ" وَمُشْبِهٍ "ثَمِلَا"

وَصِيغَ مِنْ لَازِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلًا * بِوَزْنِهِ كَ "شَجٍ" وَمُشْبِهٍ "عَجِلَا"

وَ"الشَّأْزِ" وَ"الأَشْنَبِ" "الجَزْلَانِ" ثُمَّتَ قَدْ * يَأْتِي كَ "فَانٍ" وَشِبْهِ وَاحِدِ البُخَلَا

حَمْلًا عَلَى غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ كَ "خَفِي * -فٍ" "طَيِّبٍ" "أَشْيَبٍ" فِي الصَّوْغِ مِنْ فَعَلَا

وَ"فَاعِلٌ" صَالِحٌ فِي كُلٍّ إِنْ قُصِدَ ال * -حُدُوثُ نَحْوَ "غَدًا ذَا جَاذِلٌ جَذَلَا"

وَبِاسْمِ فَاعِلِ غَيْرِ ذِي الثَّلَاثَةِ جِي * وَزْنُ المُضَارِعِ لَكِنْ أَوَّلًا جُعِلَا:

مِيمٌ تُضَمُّ وَإِنْ مَا قَبْلَ آخِرِهِ * فَتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ وَقَدْ حَصَلَا:

مِنْ ذِي الثَّلَاثَةِ بِالمَفْعُولِ مُتَّزِنًا * وَمَا أَتَى كَ "فَعِيلٍ" فَهْوَ قَدْ عُدِلَا:

بِهِ عَنِ الأَصْلِ وَاسْتَغْنَوْا بِنَحْوِ "نَجًا" * وَ"النِّسْيِ" عَنْ وَزْنِ مَفْعُولٍ، وَمَا عَمِلَا.

"كَوَزْنِ "فَاعِلٍ" اسْمُ فَاعِلٍ جُعِلَا * مِنَ الثُّلَاثِي الَّذِي مَا وَزْنُهُ فَعَلَا":

 اسْم الفاعل من الثلاثيّ الذي على وزن " فَعَلَ": "فَاعِل"؛ مثل: ضَرَبَ: ضَارِبٌ، إلخ.

وأمّا "فَعُلَ"؛ فله أوزان أخرى؛ "وَمِنْهُ صِيغَ كَ "سَهْلٍ" وَ"الظَّرِيفِ"...": أي: وصيغ من الثلاثي (مضموم العين)، على وزن "فَعْلٍ"، مثل: سَهُلَ فَهُوَ سَهْلٌ. صَعُبَ فَهُوَ صَعْبٌ.

 أو على وزن "فَعِيل"، مثل: كَبُرَ فَهُوَ كَبِيرٌ. صَغُرَ فَهُوَ صَغِيرٌ. ظرُفَ فَهُوَ ظَرِيفٌ. شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ.

" وَقَدْ * يَكُونُ "أَفْعَلَ" أو "فعالا" أو "فعلا":

 وقد يكون على وزن أَفْعَلَ"، مثل: حَمُقَ فَهُوَ أَحْمَقُ. رَعُنَ فَهُوَ أَرْعَنُ.

 أو "فَعَالًا"، مثل: جَبُنَ فَهُوَ جَبَانٌ. حَصُنَتِ المَرْأَةُ فَهِيَ حَصَانٌ، وَرَزُنَتْ فَهِيَ رَزَانٌ.

 أَوْ "فَعَلًا"، مثل: بَطُلَ فُلَان (أَيْ أَصْبَحَ بَطَلًا) فَهُوَ بَطَلٌ. حَسُنَ فَهُوَ حَسَنٌ.

" وَكَ "الفُرَاتِ" وَ"عِفْرٍ" وَ"الحَصُورِ" وَغُمْ * -رٍ" "عَاقِرٍ" "جُنُبٍ" وَمُشْبِهٍ "ثَمِلَا":

 أيْ ما جاء على وزن "فُعَال"، مثل: شَجُعَ فُلَانٌ فَهُوَ شُجَاعٌ.

أو على وزن "فِعْلٍ"، مثل: بَدُعَ فَهُوَ بِدْعٌ (أيْ غايَةً فيما يُوصَف به. أو البِدْع: الحادِث على غير مِثال سابق). حَرُمَ فَهُوَ حِرْمٌ (أَيْ حَرَامٌ). عَفُرَ فُلَانٌ فَهُوَ عِفْرٌ (أَوْ عِفْرِيتٌ).

 أو على وزن "فَعُول"، مثلّ: حَصُرَ فَهُوَ حَصُورٌ؛ لا رغبةَ له في إتيان النساء (أو الحصور: المتنزه/ الممتنع عن الرذائل وسفاسف الأمور. والحَصور: الناقة التي لا تُخرج اللبنَ إلّا بمقدار).

 أو على وزن "فُعُل"، مثل: غَمُرَ فُلَانٌ فَهُوَ غُمُرٌ (لا تجرِبةَ له).

 أو على وزن "فَاعِل"، مثل: عَقُرَتِ المَرأةُ فَهِي عَاقِرٌ (أي لا تَلِدُ).

أو على وزن "فُعُل"، مثل: جَنُبَ فُلَانٌ فَهُوَ جُنُبٌ.

 أو على وزن "فَعِل"؛ "مشبه ثَمِل"، مثل: بَهُجَ فلان فهو بَهِجٌ. سَمُجَ فلان فهو سَمِجٌ.

" وَصِيغَ مِنْ لَازِمٍ مُوَازِنٍ فَعِلًا * بِوَزْنِهِ كَ "شَجٍ" وَمُشْبِهٍ "عَجِلَا":

وصِيغَ (أيْ اسم الفاعل) من لازم موازن "فعِل". تقول: فَعِلَ فَهُوَ فَعِلٌ، مثل: فَرِحَ فَهُوَ فَرِحَ. جَذِلَ فَهُوَ جَذِلٌ.

ويأتي على وزن "فَعْلٍ" (الشَّأْز: وزن "فَعْلٍ").

 ويأتي على وزن "أَفْعَل" (الأشنب: وزن "أَفْعَل)، مثل: شَنِبَ فَهُوَ أَشْنَبُ (الشَّنَبُ: زينة ورقة وعذوبة في الأسنان).

مع ملاحظة أن وزن "أَفْعَل"، يأتي غالبًا في ما دل على عيب أو لون. ممّا دل على عيب: حَوِلَ فهو أَحْوَلُ. وممّا دل على اللون: حَمِرَ فهو أحمَرُ.

 ويأتي على وزن "الفَعْلَان (في قوله "الجذلان)، مثل: جَذِلَ فَهُوَ جَذْلَان.

" ثُمَّتَ قَدْ * يَأْتِي كَ "فَانٍ" وَشِبْهِ وَاحِدِ البُخَلَا" حَمْلًا عَلَى غَيْرِهِ لِنِسْبَةٍ كَ "خَفِي * -فٍ" "طَيِّبٍ" "أَشْيَبٍ" فِي الصَّوْغِ مِنْ فَعَلَا:

يتحدث هنا عن الأوزان المسموعة لِ "فَعِلَ" اللازم (فَانٍ: وزن: "فَاعِل"). مثل: فَنِيَ فَهُوَ فَانٍ؛ حَمْلَا على: ذَهَبَ فَهُوَ ذاهِبٌ.

خَفِيف وطيّب: على وزن "فَعِيل": محمولان على: ثَقِيلٍ وَخَبِيثٍ. ثَقُلَ فَهُوَ ثَقِيلٌ: حَمَلْنَا عَلَيْهَا: خَفَّ فَهُوَ خَفِيفٌ (لِما بينهما من عَلاقة تَضَاد). وكذلك: خَبُثَ فَهُوَ خَبِيثٌ؛ لأنّ الخبيث ضدّ الطيّب.

" وَ"فَاعِلٌ" صَالِحٌ فِي كُلٍّ إِنْ قُصِدَ ال * -حُدُوثُ نَحْوَ "غَدًا ذَا جَاذِلٌ جَذَلَا":

كنا سابقا نتحدث عن الصفات الثابتة/ اللازمة. وننتقل الآن إلى الصفات العارضة/ غير اللازمة.

يأتي على وزن "فَاعِل" لكل فعل من الأفعال المذكورة، إذا أردنا طُرُوءَ الصفة وحدوثها وتجددها، مثل: فُلَانٌ جَابِنٌ (أيْ طَرَأَ عليه الجُبْن)، فإنْ قلنا: فلان جَبَانٌ (فمعنى ذلك أنّ الجْبْنَ أصْلٌ فيه ملازم له). ومِثل ذلك: ثَاقِلٌ: طَرَأَ عليه الثِّقَلُ. بَاخِلٌ: طَرَأَ عليه البُخْل. فَارِحٌ: طرأ عليه الفرَح. جَازِعٌ: طرأ عليه الجَزَعُ/ الخَوْف.

" وَبِاسْمِ فَاعِلِ غَيْرِ ذِي الثَّلَاثَةِ جِي * وَزْنُ المُضَارِعِ لَكِنْ أَوَّلًا جُعِلَا:

مِيمٌ تُضَمُّ وَإِنْ مَا قَبْلَ آخِرِهِ * فَتَحْتَ صَارَ اسْمَ مَفْعُولٍ وَقَدْ حَصَلَا":

ونتحدث هنا عن اسم الفاعل المَصُوغ من جملة أنواع المَزيد. "وباسم فاعلِ غير ذي الثلاثة (أي الرباعي، الخماسي، السداسي)، نأتي بوزن المضارع، ونجعل في أوله ميما مضموما، مثل: اسْتَغْفَرَ، المُضَارِعُ: يَسْتَغْفِرُ. نَقُولُ: مُسْتَغْفِرٌ. انْطَلَقَ، المُضَارِعُ: يَنْطَلِقُ، نَقُولُ: مُنْطَلِقٌ.

 وإذا أردنا اسْمَ المفعول، جعلنا ما قبل الأخير مكسورًا؛ مُسْتَغْفَرٌ. مُنْطَلَقٌ، إلخ.

"وقد حصل من ذي الثلاثة بالمفعول متزنا...":

مثل: أَكَلَ، اسم المفعول: مَأْكُولٌ. ضَرَبَ، اسم المفعول: مَضْرُوبٌ. فَهِمَ، اسْم المفعول: مَفْهُومٌ.

ومنه مَقِيسٌ، ومنه مَسْمُوعٌ. المَقِيسُ: هو ما ذُكِرَ على وزن "مَفْعُولٍ"؛ وهو مُطَّرِدٌ.

 المَسْمُوعُ، فيه شِقَّانِ: فيه مسموع شائع، وفيه مسموع نادر (قليل).

الشائع: وزن "فَعِيلٍ"، بمعنى "مَفْعُولٍ" مثل: جَرِيح، وقَتِيل. وهو من الأوزان التي يستوي فيها المذكَّر والمؤنَّث. تقول: رجل جريح/ أو قتيل، وامرأة جريح/ أو قتيل (أي لا تلحقه التاء؛ لا تقول: جريحة أو قتيلة).

 واستثنوا من ذلك أشياءَ قليلة. بعضهم جعل ذلك مطّرِدًا، وبعضهم قيَّدَه بأن لا يكون لفعل يكون فيه "فَعِيلٌ" بمعنى "فَاعِل"؛ مثل: قَدِير، بمعنى: قَادِر. وسَمِيع، بمعنى: سَامِع. أيْ: لا نقول: رَجُلٌ قدِير، بمعنى: مَقْدُورٌ عليه؛ لأنّ "قدير" هنا بمعنى: قادر. اللهم إذا قلتَ: لَحْمٌ قَدِيرٌ؛ أيْ لَحْمٌ مَجْعُولٌ في القِدْرِ.

وهناك وزنان ينوبان عن صِيغة "مَفْعُول"، وهما مقصوران على السَّمَاعِ. وزن "فِعْل"، و"فَعَلٍ؛ محركة". وذلك في قوله: "واستغنوا عن نحو نَجًا... (نَجًا: وزن فَعَلٍ). وزن "فَعَلٍ"، مثل: نَقَصٌ؛ أيْ مَنقُوص. نَفَضٌ؛ أيْ مَنفوضٌ. طَيْرٌ قَنَصٌ؛ أيْ مُقْنُوصٌ. وزن "فِعْل"، مثل: ذِبْحٌ، بِمعنى: مَذْبُوح. وَطِحْن، بمعنى مطحون.

 ولكن لماذا يعدلون عن وزن "مَفْعُول" إلى وزن "فِعْل"؟ فلا يقولون مثلا: مَطْحُون، ويقولون: طِحْن. ولا يقولون: مذبوح، ويقولون: ذِبْح؟ ولا يقولون: مَنْسِيٌّ، ويقولون: نِسْيٌ؟

يبدو أنهم يستعملون وزن "فِعْل"؛ للدلالة على ما يمكن أن يقع عليه الحدث ولَمَّا يقع عليه.

في قول العرب، مَثَلًا: "أرَى جَعْجَعَةً وَلَا أَرَى طِحْنًا": معناه أنه لا يوجد طِحْن. وفي قوله عز وجلّ: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)؛ لم ينزل الكبش من الجنة مذبوحا، وإنما سيدنا إبراهيم عليه السلام هو الذي ذبحه. فقوله: بِذِبْحٍ؛ أيْ بكبْش مُعَدِّ للذبح (وليس مذبوحا). وفي قول الله عز وجل، على لسان مريم: (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًا)؛ فهذا الأمر لم يقع، ولكنها تتمناه.

يُستخلَص من ذلك، أنّ العرب لا يعدلون عن وزن إلى آخَرَ إلّا لِمَقْصِدٍ مُعيَّنٍ.

وفي قوله: "وَمَا عَمِلَا": يُحتمَل أن يقصد به: صِيغَتا "فِعْل"، وَ"فَعَلٍ"، أَوْ نَوْعَا "السَّمَاع" (وهذا هو الأرجح). والله أعلم.

ونتحدث الآن عن قضية العَمَل؛ فكلمة مفعول، تعمل. إذا قلتَ مثلًا: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَضْرُوبٍ أُخُوهُ: أَخُوهُ: نَائِبُ فَاعِلٍ؛ فالمفعول عمِل عمَل الفعل المبنيّ لفاعله.

بَابُ أَبْنِيَةِ المَصَادِرِ:

وَلِلمَصَادِرِ أَوْزَانٌ أُبَيِّنُهَا * فَلِلثُّلَاثِيِّ مَا أُبْدِيهِ مُنْتَخَلَا

"فَعْلٌ" وَ"فِعْلٌ" وَ"فُعْلٌ" أَوْ بِتَاءِ مُؤَنْ * -نَثٍ أَوِ الأَلَفِ المَقْصُورِ مُتَّصِلَا

"فَعْلَانُ" "فِعْلَانُ" "فُعْلَانٌ" وَنَحْوُ "جَلًا" * رِضًى" "هُدًى" وَ"صَلَاحٍ" ثُمَّ زِدْ "فَعِلَا"

مُجَرَّدًا وَبِتَا التَّأْنِيثِ ثُمَّ فَعَا * -لَةً" وَبِالقَصْرِ وَ"الفَعْلَاءُ" قَدْ قُبِلَا

"فِعَالَةٌ" وَ"فُعَالَةٌ" وَجِئْ بِهِمَا * مُجَرَّدَيْنِ مِنَ التَّا وَ"الفُعُولَ" صِلَا

ثُمَّ "الفَعِيلَ" وَبِالتَّا ذَانِ وَ"الفَعَلَا * -نُ" أَوْ كَ "بَيْنُونَةٍ" وَمُشْبِهٍ شُغُلَا

وَ"فُعْلَلٍ" وَ"فَعُولٍ" مَعْ "فَعَالِيَةٍ" * كَذَا "فُعَيْلِيَةٌ" "فُعُلَّةٌ" "فَعَلَى"

مَعْ "فَعَلُوتٍ" "فُعُلَّى" مَعْ "فُعَلْنِيَةٍ" * كَذَا "فُعُولِيَّةٌ" وَالفَتْحُ قَدْ نُقِلَا

وَ"مَفْعَلٌ" "مَفْعِلٌ" وَ"مَفْعُلٌ" وَبِتَا التْ * -تَأْنِيثِ فِيهَا وَضَمٌّ قَلَّمَا حُمِلَا

"فَعْلٌ" مَقِيسُ المُعَدَّى وَ"الفُعُولُ" لِغَيْ * -رِهِ سِوَى فِعْلِ صَوْتٍ ذَا "الفُعَالُ" جَلَا

وَمَا عَلَى "فَعِلَ" اسْتَحَقَّ مَصْدَرُهُ * إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَا تَعَدٍّ كَوْنَهُ فَعَلَا

وَقِسْ "فَعَالَةً" أَوْ "فُعُولَةً" لِ "فَعُلْ * -تُ" كَالشَّجَاعَةِ وَالجَارِي عَلَى سَهُلَا

وَمَا سِوَى ذَاكَ مَسْمُوعٌ وَقَدْ كَثُرَ "الْ * -فَعِيلُ" فِي الصَّوْتِ، وَالدَّاءُ المُمِضُّ جَلَا:

مَعْنَاهُ وَزْنُ "فُعَالٍ" فَلْيُقَسْ، وَلِذِي * فِرَارٍ أَوْ كَفِرَارٍ بِ "الفِعَالَ" جَلَا

"فَعَالَةٌ" لِخِصَالٍ وَ"الفِعَالَةَ" دَعْ * لِحِرْفَةٍ أَوْ وِلَايَةٍ وَلَا تَهِلَا

لِمرَّةٍ "فَعْلَةٌ" وَ"فِعْلَةً" وَضَعُوا * لِهَيْئَةٍ غَالِبًا كَمِشْيَةِ الخُيَلَا

قسَّمَ ابنُ مالك، رحِمه الله، أبنية المصادر إلى قسميْن رئيسيْن:

1-مصادر الثلاثي.

2- مصادر ما زاد على الثلاثي (بما في ذلك: الرباعي مجرَّدًا كان أو مَزيدًا، والخماسي والسداسي ولا يكونان إلّا مزيديْن).

 يذكر المصادر دون تمييز كل فعل بالمصدر الذي يصاغ منه، أو على اعتبار أنّ المصدر هو الأصل لم ينسبه إلى الفعل الذي أخذ منه (لأنّ في الأمر خلافًا).

 نَثر المصادر، واختار منها جملة كبيرة، أراد أن يحفظها طلاب العلم، وبعد الانتهاء من سرد هذه المجموعة من المصادر، رجع إليها واحدًا بعد واحدٍ ليبين كل مصدر وما ألحق به من الأفعال.

المصادر، ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ما لا خلاف في القياس عليه؛ ومنه: فَعْلَلَ، وَأَفْعَلَ. يقاس أيّ فعل جاء على الوزنيْن؛  فَعْلَلَ فَعْلَلَةً، مثل: دَحْرَجَ دَحْرَجَةً. وأفْعَلَ إِفْعَالًا، مثل: أَكْرَمَ إِكْرَامًا. ومُفَاعَلَة، لِفَاعَلَ، مثل: شَارَكَ مُشَارَكَةً، وَشَاوَرَ مُشَاوَرَةً، وَضَارَبَ مُضَارَبَةً، وَقَاتَلَ مُقَاتَلَةً.

النوع الثاني: ما لا خلاف في قصره على السماع؛ يُحفَظ منه ما يحفظ ولا يُقاسُ.

 ومنه مصادرُ سماعية قليلة جدا (إنْ لم تكن نادرة جدا)، منها: "فِعَّال"، مثل: كَذَّبَ كِذَّابًا. وهذا لا يُسَوِّغ طبعًا أنّ كلَّ فعل جاء على وزن "فَعَّلَ"، تقول فيه فِعَّالًا؛ فلا تقول، على سبيل المثال: "شَرَّفَ شِرَّافًا"، ولا "كَبَّرَ كِبَّارًا".

 ومنها، وزن "فِعِّيلَا"، نحو: حَثَثْتُهُ عَلى العمل حِثِّيثَا. وَحَسَسْتُ به حِسِّيسَا. وَشَمِمْتُ الأمرَ شِمِّيمَا. فهذه المصادر، تحفظ ولا يقاس عليها؛ لأنها سُمِعت في أفعال مخصوصة.

 ومنها وزن: "الفَعَلَا"، مثل: الجَمَدَا؛ وهو ضرْب من أضرُب السير.

النوع الثالث: ما جرى فيه خلاف (هل يُمنَع القياس عليه أو يجوز). ويتعلق بطائفة من مصادر الثلاثي؛ بعض العلماء منع القياس عليها بالكلية، فقالوا: يقتصَر فيها على السماع (وهو مذهب جمهور النحاة). وذهبت طائفة إلى جواز القياس عليها. والقائلون بالقياس، ليسوا على وتيرة واحدة؛ بعضهم من قال: يُقاس عليها الفعل الثلاثي الذي لم يُسمَع له مصدَر معيَّن؛ حتى لا يبقى غُفْلًا؛ بدون مصدَر (وهو مذهب سيبويهِ والأخفش). وقد وسَّعَ آخَرون الدائرة؛ فقالوا: إذا كان له مصدَر مسموع، فإنّ ذلك لا يمنع من أن يقاس له مصدر آخَرُ؛ لأنه إذا جيء به، يكون على الوتيرة نفسِها. وبذلك، يكون للفعل مصدران؛ مصدَر ثابت من جهة السماع، ومصدر ثابت من جهة القياس. ولعلَّ أعدلَ الأقوال، ما كان عليه سيبويهِ والأخفش؛ أنه يُقاس لكن بحسَب الحاجة: أيْ إنْ لم يوجد سَماع (لأنّ القواعد وُضِعت لحِفظ اللغة؛ لا للإحداث والابتداع فيها)، بمعنى أنه يحتاج إليها بقد الحاجة إلى المِلح في الطعام، فإذا زاد عن الحاجة أفسَدَ.

 وكما رأينا، فإنّ الأصل في مصادر الثلاثي السماع، والقياس فرع فيها.

 أمّا باب المزيد، فإنه لا يكاد يتخلف عن القياس؛ بمعنى أنّ القياسَ أصلٌ فيه والسماعَ فرعٌ.

"وَلِلمَصَادِرِ أَوْزَانٌ أُبَيِّنُهَا * فَلِلثُّلَاثِيِّ مَا أُبْدِيهِ مُنْتَخَلَا":

منتخلا، يَصِحُ فيها: مُنْتَخَلًا (بصيغة اسم المفعول): مُنْتَخَبًا لَكَ، أو، مُنْتَخِلًا (بصيغة اسم الفاعل): مُنْتَخِبًا لَكَ.

 يذكر لنا هنا 48 (ثمانية وأربعين) وزنًا؛ انْتَخَلَهَا/ انْتَخَبَهَا/ اخْتَارَهَا، لِكَثْرَةِ دَوَرَانِهَا وَالحَاجَةِ إِلَيْهَا.

""فَعْلٌ" وَ"فِعْلٌ" وَ"فُعْلٌ" أَوْ بِتَاءِ مُؤَنْ * -نَثٍ أَوِ الأَلَفِ المَقْصُورِ مُتَّصِلَا":

فَعْلٌ (بفتح الفاء)، مثل: ضَرَبَ ضَرْبًا، وَقَتَلَ قَتْلًا، وَصَبَرَ صَبْرًا، إلخ.

فِعْلٌ (بكسر الفاء)، مثل: عِلْم، وَحِلْم، وَفِقْه، إلخ.

فُعْلٌ (بضم الفاء)، مثل: شُكْرٌ، وَكُفْر، إلخ.

أو بتاء مؤنث: أيْ اجعل التاء في أواخر، فَعْل/ وفِعْل/ وفُعْل؛ يُصبح الوزن: فَعْلَة/ وفِعْلَة/ وفُعْلَة. فَعْلَةٌ، مثل: رَحْمَة، وَرَغْبَة، إلخ. فِعْلَةٌ، مثل: حِمْيَة، وَنِشْدَة (النِّشْدَة: السؤال عن الضالة). وفُعْلَة، مثل: قُدْرَة، وَكُدْرَة، إلخ.

" أَوِ الأَلَفِ المَقْصُورِ مُتَّصِلَا":

احذف التاء واجعل في آخر: فَعْلَة/ وفِعْلَة/ وفُعْلَة، الألف المقصورة؛ تصبح: فَعْلَى، وَفِعْلَى، وَفُعْلَى. فَعْلَى، مثل: دَعْوَى. فِعْلَى، مثل: ذِكْرَى. فُعْلَى، مثل: رُجْعَى.

ثم قال: "فَعْلَانُ" "فِعْلَانُ" "فُعْلَانٌ":

فَعْلَانُ، مثل: شَنْآنُ/ بسكون النون (بمعنى الشَّنَآن/ بفتح النون)، ولَيَّانُ (أَيْ المَطْلُ/ المُمَاطَلَة). وذكر بعضهم، أنه لم يرد من وزن "فَعْلَان" (بسكون العين) غير هذين المثالين (مع أنّ الحصْرَ في اللغة العربية صَعْبٌ)؛ يقولون: "ادِّعَاءُ الحَصْرِ مَكْذَبَةٌ". أمّا بفتح العين، فقد وردت مصادِرُ كثيرة، مثل: الهَيَمَان، والرَّجَفَان، والطَّوَفَان، والجَوَلَان، وغيرها.

" وَنَحْوُ "جَلًا" * رِضًى" "هُدًى" وَ"صَلَاحٍ":

مثل: جَلَى/ أو جَلِيَ جَلًا. فَرِحَ فَرَحًا. غَلَبَ عَلَيه غَلَبًا. طَلَبَهُ طَلَبًا.

وكذلك وزن ""فَعَلٍ" محركة (أيْ أنّ فاء الفعل وعينه محركتان؛ وهذا الاصطلاح يعني تتابع فتحتيْن. وإذا قلنا بالفتح: أي بفتح وسكون)، مثل: رَضِيَ رِضًى (أصلها رِضَوٌ، ولكن يكره النطق على حرف العلة).

 أو على وزن "فُعَلٍ"، مثل: هُدًى، وَتُقًى، وَسُرًى، وَبُكًى (ويقال إنه لم يرد على هذا الوزن غير هذه الكلمات الأربع). وزاد الفيروز آبادي في القاموس المحيط: زَيْدَانًا، على أنها مصدر (زَادَ زَيْدًا، وَزِيَادَةً، وَزَيْدَانًا).

أو على وزن "فَعَالِ"، مثل: صَلَحَ صَلَاحًا. وَنَجَحَ نَجَاحًا. وَفَسَدَ الأَمْرُ فَسَادًا. وَنَفِدَ الزادُ نَفَادًا. وَنَفَذَ إلى الأمرِ نَفَاذًا.

"" ثُمَّ زِدْ "فَعِلَا" مُجَرَّدًا": (أَيْ مجردا من التاء)؛ مثل: كَذَبَ كَذِبًا. وضَحِكَ ضَحِكًا.

"وَبِتَا التَّأْنِيثِ"؛ ربما لحقته تاء التأنيث، فيصبح وزنه: "فَعِلَة"، مثل: سَرَقَ سَرِقَةً.

" ثُمَّ فَعَا * -لَةً" وَبِالقَصْرِ وَ"الفَعْلَاءُ" قَدْ قُبِلَا":

مثل: نَظَافَة. وظَرَافَة. وَرَجَاحَة (رجاحة العقل).

"وبالقصر": أي على وزن "فَعَلَة"؛ وليس على وزن "فَعَالَة" الممدودة. مثل: غَلَبَهُ غَلَبَةً. "والفعلاء قد قبِلا": أيْ أنّ هذا الوزن معروف ومقبول. مثل: سَمْرَاءُ. وحَمْرَاءُ. ولَمْيَاءُ. ومنه: رَغْبَاءُ؛ تقول: رَغِبْتُ رَغْبَةً، وَرَغْبَاءَ. وَرَهِبَ اللهَ رَهْبَاءَ، وَرَهْبَةً، وَرَهَبُوتًا. وَهَلَكَ هَلَكَةً، وَهَلْكَاءَ. فهذه كلها مصادرُ، نُقِلت عن العرب.

ثم قال: "فِعَالَة"، وفُعَالَة". فِعالَة، مثل: تِجَارَة، وإِمَارَة، ودِرَايَة، ووِلَايَة، إلخ. فُعَالَة، مثل: دُعَابَة، وخُفَارَة (بمعنى الإجارة).

"وجِئْ بهما مجرديْن من التا...": أيْ يصبحان: "فِعَال، وفُعَال". فِعَال، مثل: شِرَاد، وجِمَاح. فُعَال، مثل: دُعَاء، بُكَاء، صُرَاخ، إلخ.

ثم قال: "والفُعُول صِلا". مثل: خُرُوج، وشُيُوع.

"ثم الفَعِيل". مثل: صَهِيل. "وبالتا ذان"؛ يعني هذين الوزنيْن الأخيريْن ( أي الفُعُولَة، والفَعِيلَة). فُعُولَة، مثل: سُهُولَة، وَصُعُوبَة. فَعِيلَة، مثل: نَصِيحَة، وَفَضِيحَة.

وَ"الفَعَلَا * -نُ": مثل: جَوَلَان، وَطَوَفَان، وَهَيَمَان، وَدَوَرَان، وشَنَآن .

ثم قال: " أَوْ كَ "بَيْنُونَةٍ"؛ لأن وزن "بَيْنُونَة" فيه خلاف (وعند البصريين: فَيْعَلُولَة"، ولعله الأرجح).

 وكذلك: "فُعُل"، مثل: حُلُم، ونُسُك، وشُغُل.

 ومن الأوزان أيضًا: "فُعْلَل"، مثل: سُؤْدَد.

 و"فَعُول"، مثل: قَبُول. مع ملاحظة أنّ وزن "فَعُول"، يجوز فيه الضم؛ فنقول: فُعُول (قُبُول)، لكن الفتح (قَبُول) أفصح (والضم مسموع).

ثم قال: " مَعْ "فَعَالِيَةٍ"، مخففة (لا تقل: فعاليَّة)، مثل: الطَّوَاعِيَة، والطَّمَاعِيَة، والعَبَاقِيَة (من عَبَق العطر أو العُود أو المِسْك)، وكَرِهَهُ كَرَاهِيَةً.

ثم قال: " كَذَا "فُعَيْلِيَةٌ"، مخففة (لا تقل: فُعَيْلِيَّة)، مثل: وُلَيْدِيَة (مصدر من كلمة الولد أو الوليد، وهو من مصادر النسبة؛ وقيل الصواب (أيْ فيه خِلاف): الفَعِيلَة؛ لأن المصدر: الوَلِيدِيَّة؛ وحينئذ تكون مشددة (غير مخففة).

ثم قال: "فُعُلَّةٌ" "فَعَلَى":

ومن المصادر، فُعُلَّةٌ، مثل: غُلُبَّةٌ (أيْ مُغَالَبَةً، قَسْرًا؛ غير طواعية).

و"فَعَلَى"، مثل: الجَمَزَى، والمَرَطَى، والبَشَكَى (وهي أضْرُب من أضرُب السير).

ثم قال: " مَعْ "فَعَلُوتٍ"، مثل: رَغَبُوتٍ، ورَهَبُوتِ (ويُقْصَرَانِ: رَغْبَة، ورَهْبَة)، ومَلَكُوتِ، ورَحَمُوتٍ.

ثم قال: " فُعُلَّى" مَعْ "فُعَلْنِيَةٍ":

فُعُلَّى، مثل: غُلُبَّى.

فُعَلْنِيَة، مثل: سَحَفَ الرَّجُلُ رأسَه سُحَفْنِيَةً (بمعنى: حَلَقَهُ). ورجلٌ سُحَفْنِيَةُ الرأسِ؛ أيْ محلوق الرأس.

ثم قال: " كَذَا "فُعُولِيَّةٌ" وَالفَتْحُ قَدْ نُقِلَا":

مثل: خَصَّهُ خُصُوصِيَّةً. "والفتْح قد نُقِلا"؛ أيْ فتح الخاء (خَصُوصِيَّة). ومثل: اللُّصُوصِيَّة، والحَرُورِيَّة.

ثم قال: " وَ"مَفْعَلٌ" "مَفْعِلٌ" وَ"مَفْعُلٌ" وَبِتَا التْ * -تَأْنِيثِ فِيهَا وَضَمٌّ قَلَّمَا حُمِلَا":

مَفْعَلٌ، مثل: مَدْخَلٌ (أيْ دُخُولٌ؛ وليس مدخل المكان).

 مَفْعِلٌ، مثل: مَكْبِر (أيْ الكِبَر في السن).

مَفْعُل، مثل: مَهْلُك. هَلَكَ فلان هَلَاكًا، وهَلَكَةً، ومَهْلُكًا.

 وبتا التأنيث فيها؛ أيْ مَفْعَلَة، مثل: مَرْضَاة.

ومَفْعِلَة، مثل: مَحْمِدَة.

 ومَفْعُلَة، مثل: مَهْلُكَة. "وضَمٌّ قَلَّمَا حُمِلَا"؛ أيْ أنّ الضمَّ قليلٌ عند العرب.

والآن سيأتي تفصيل هذه الأوزان:

"فَعْلٌ" مَقِيسُ المُعَدَّى": وهو فَعَلَ، وَفَعِلَ؛ كل فعل متعد، قياسه "فَعْلٌ"، مثل: ضَرَبَ ضَرْبًا (من فَعَلَ)، ولَثِمَ لَثْمًا (من فَعِلَ). وهو قياس مُطَّرِدٌ.

ثم قال: وَ"الفُعُولُ" لِغَيْ * -رِهِ سِوَى فِعْلِ صَوْتٍ ذَا "الفُعَالُ" جَلَا":

والفُعُولُ لغيره: خَرَجَ فَعُل؛ لأنه لا يكون إلّا لازمًا. وخرج فَعِلَ اللازمُ. وخرج فَعَلَ اللازمُ (أيْ ثلاثة أنواع).

"سِوَى فِعْلِ صَوْتٍ ذَا الفُعَالُ جَلَا": استثنى فَعَلَ يدل على صوت؛ فوزنه: فُعَال، مثل: صُيَاح، بُكَاء، بُغَام، صُرَاخ، إلخ.

ثم قال: "وَمَا عَلَى "فَعِلَ" اسْتَحَقَّ مَصْدَرُهُ * إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَا تَعَدٍّ كَوْنَهُ فَعَلَا":

مثل: خَرَجَ خُرُوجًا، وَدَخَلَ دُخُولًا.

 أَمَّا "فَعِلَ" اللَّازِمُ، وَهُوَ أَيْضًا مِنَ المُسْتَثْنَيَاتِ، فوزنه: "فَعَل"؛ بِشَرْطِ أَن لَا يَكُونَ مُتَعَدِّيًا. مثل: فَرِحَ فَرَحًا، وَعَوِرَ عَوَرًا، إلخ.

ثم قال: " وَقِسْ "فَعَالَةً" أَوْ "فُعُولَةً" لِ "فَعُلْ * -تُ" كَالشَّجَاعَةِ وَالجَارِي عَلَى سَهُلَا":

"فَعَالَةٌ"، وَ"فُعُولَةٌ": وَزْنَانِ مَقِيسَانِ مِنْ "فَعُلَ".

 فَعَالَة، مثل: شَجُعَ شَجَاعَةً، وَظَرُفَ ظَرَافَةً.

 فُعُولَة، مثل: سَهُلَ الأَمْرُ سُهُولَةً، وَصَعُبَ صُعُوبَةً.

ثم قال: " وَمَا سِوَى ذَاكَ مَسْمُوعٌ وَقَدْ كَثُرَ "الْ * -فَعِيلُ" فِي الصَّوْتِ، وَالدَّاءُ المُمِضُّ جَلَا" مَعْنَاهُ وَزْنُ "فُعَالٍ" فَلْيُقَسْ":

فرق بين "فُعَال" و"فَعِيل"؛ فَجَعَلَ "الفُعَالَ" مَقِيسًا، والفَعِيلَ مَسْمُوعًا؛ لأنّ الفُعَالَ سُمِعَ كَثِيرًا، وَالفَعِيل أَقلّ منه سَمَاعًا.

 وينبغي لنا أن نفرق بين القياس المطلَق، والقياس المقيَّد؛ القاعدة الأصلية: القياس المطلَق. والمستثنيات: القياس المقيَّد؛ أيْ المرتبط بدلالة معيَّنة (الفُعَال-كما أسلفنا- سُمِعَ كثيرا، والفَعِيل أقل منه سماعا).

الدَّاءُ المُمِضُّ (المُؤْلِمُ)؛ أيْ أنَّ ما دلَّ على مَرَضٍ وَأَلَمٍ، يُصَاغُ له وزن "فُعَال"، مثل: زُكَام، ضُنَاك (أيْ زُكَام).

ثم قال: " وَلِذِي * فِرَارٍ أَوْ كَفِرَارٍ بِ "الفِعَالَ" جَلَا":

تَأْتِي بوزن "فِعَالٍ" لما دَلَّ عَلى فِرَارٍ، أوْ كَفِرَارٍ (كا امْتِنَاع)، مثل: شِرَاد، وَنِفَار، وَجِمَاح، وَإِبَاء، إلخ.

ثم قال: ""فَعَالَةٌ" لِخِصَالٍ": مثل: ظَرَافَة، وَشَجَاعَة، إلخ.

ثم قال: " وَ"الفِعَالَةَ" دَعْ * لِحِرْفَةٍ أَوْ وِلَايَةٍ وَلَا تَهِلَا":

الحِرْفَة، مثل: حِدَادَة، نِجَارَة، صِبَاغَة، إلخ.

 الوِلايَة، مثل: إِمَارَة، وِزَارَة، إلخ.

"وَلَا تَهِلَا"؛ أيْ لا تَخْلِطَنَّ المَفْتُوحَ بِالمَكْسُورِ.

ثم قال: " لِمرَّةٍ "فَعْلَةٌ" وَ"فِعْلَةً" وَضَعُوا * لِهَيْئَةٍ غَالِبًا كَمِشْيَةِ الخُيَلَا":

المَرَّة؛ أيْ التَّلَبُّسُ بالفِعْل مرةً واحدةً.

 والهيئة؛ أيْ الحال التي كان عليها الإنسان وقتَ تلبسه بالفعل.

 المرة، مثل: ضَرَبْته ضَرْبَةً (إذا قلت: ضربته ضَرْبًا؛ فهذا مبهَم. أمّا إذا قلت: ضربته مرة، فقد حددت).

 والهيئة، مثل: مِشْيَة (مِشْيَة الخُيَلا، على سبيل المثال)، جِلْسَة (تقول-مَثَلًا-جلسَ جِلْسَة البدوي؛ أيْ على طريقة البدويّ)، مِيتَة (مِيتة الجاهلية مثلًا). لِبْسَة (لِبْسَة المتفضل مثلا، وهي هيئة من هيئات اللباس؛ أيْ ما يلبسه الإنسان في خاصة نفسه إذا كان يستعد للنوم مَثَلًا).

ويمكن أن نضيف "فُعْلَة"، مع أنّ ابن مالك لم يذكره. مثل: هُزْءَة (أيْ مَهْزُوءٌ بِهِ كَثِيرًا)، وَضُحْكَة (مَضْحُوك منه كثيرا)، وَلُعْنَة (يُلْعَنُ كثيرا). وهو وزن من أوزان المعول، لم نذكره في باب اسم المفعول؛ لأنه لا يدل على المفعولية فحسْب، وإنما يدل عليها بتأكيد وتَكرار وكَثرة.

إذا حركتَ العين، فقلتَ: هُزَأَةٌ؛ فهذا يحدث منه هذا الفعل كثيرا. مثل: رَجُلٌ هُزَأَةٌ: يَهْزَأُ كَثِيرًا بِالنَّاسِ. ضُحَكَة: يُكْثِرُ الضَّحِكَ. لُعَنَة: يُكْثِر اللَّعْنَ. وفي القرآن الكريم: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)؛ أيْ كثير اللمز وكثير الهمز.

فَصْلٌ فِي مَصَادِرِ مَا زَادَ عَلَى الثُّلَاثِيِّ:

بِكَسْرِ ثَالِثِ هَمْزِ الوَصْلِ مَصْدَرُ فِعْ * -لٍ حَازَهُ مَعَ مَدِّ مَا الأَخْيرُ تَلَا

وَاضْمُمْهُ مِنْ فِعْلٍ التَّا زِيدَ أَوَّلَهُ * وَاكْسِرْهُ سَابِقَ حَرْفٍ يَقْبَلُ العِلَلَا

لِ "فَعْلَلَ" ائْتِ بِ "فِعْلَالٍ" وَ"فَعْلَلَةٍ" * وَ"فَعَّلَ" اجْعَلْ لَهُ "التَّفْعِيلَ" حَيْثُ خَلَا:

مِنْ لَامٍ اعْتَلَّ لِلحَاوِيهِ "تَفْعِلَةً" * أَلْزِمْ وَلِلعَارِي مِنْهُ رُبَّمَا بُذِلَا

وَمَنْ يَصِلْ بِ "تِفِعَّالٍ" "تَفَعَّلَ" وَ"الْ * -فِعَّالِ" "فَعَّلَ" فَاحْمَدْهُ بِمَا فَعَلَا

وَقَدْ يُجَاءُ بِ "تَفْعَالٍ" لِ "فَعَّلَ" فِي * تَكْثِيرِ فِعْلٍ كَ "تَسْيَارٍ"، وَقَدْ جُعِلَا:

مَا لِلثُّلَاثِيِّ "فِعِّيلَى" مُبَالَغَةً * وَمِنْ "تَفَاعَلَ" أَيْضًا قَدْ يُرَى بَدَلَا

وَبِ "الفُعَلِّيلَةِ" "افْعَلَلَّ" قَدْ جَعَلُوا * مُسْتَغْنِيًا لَا لُزُومًا فَاعْرِفِ المُثُلَا

لِ "فَاعَلَ" اجْعَلْ "فِعَالًا" أَوْ "مُفَاعَلَةً" * وَ"فِعْلَةٌ" عَنْهُمَا قَدْ نَابَ فَاحْتُمِلَا

مَا عَيْنُهُ اعْتَلَّتِ "الإِفْعَالُ" مِنْهُ وَ"الِاسْ *-تِفْعَالُ" بِالتَّا وَتَعْوِيضٌ بِهَا حَصَلَا:

مِنَ المُزَالِ، وَإِنْ تَلْحَقْ بِغَيْرِهِمَا * يَبِنْ بِهَا مَرَّةٌ مِنَ الَّذِي عُمِلَا

وَمَرَّةُ المَصْدَرِ الَّذِي تُلَازِمُهُ * بِذِكْرِ وَاحِدَةٍ تَبْدُو لِمَنْ عَقَلَا.

قبل الدخول في الموضوع، لا بد من الإشارة إلى أنّ القياسَ في مصادر هذا الباب (أي باب مصادر ما زاد على الثلاثي)، هو الأصْل، والسماع فرع فيها (خلافا لما جاء في باب مصادر الفعل الثلاثي؛ إذ السماع فيها هو الأصل، والقياس فرع).

 مع الإشارة إلى أنّ ما زاد على الثلاثي أنواع؛ الرباعي، والخماسي، والسداسي.

أولا: الرباعي، له أربعة أوزان.

1-فَعْلَلَ المجرَّد، مثل: دَحْرَجَ، بَعْثَرَ، هَلْهَلَ، إلخ.

 مع الإشارة إلى أنّ  مصدر "فَعْلَلَ"، يُشتَق لملحقاتها، مثل: حَوْقَل (أو حولق)، المصدر: حَوْقَلَةٌ ( لأن "حوقل"، يشبه "فَعْلَلَ" في الحركات والسكنات، لكنَّ فيه واوًا زائدةً).

 مع العِلم أنّ الملحقَ يتبع الملحق به في مصدَره المَقيس، لا في مَصدَره السماعيّ.

2-أَفْعَلَ المَزيد (مزيد الثلاثي بهمزة في أوله)، مثل: أَشْرَفَ، أَكْرَمَ، أَعْظَمَ، أَكْبَرَ، أَحْضَرَ، إلخ.

3-مُضَعَّفُ العيْن (أيْ مَزيد بالتضعيفِ)، مثل: عَلَّمَ، كَرَّمَ، شَرَّفَ، كَبَّرَ، ذَكَّرَ، سَبَّحَ، هَلَّلَ، إلخ.

4-ما كان على وزن "فَاعَلَ"، مثل: قَاتَلَ، ضَارَبَ، شَاوَرَ، خَاصَمَ، إلخ.

ثانيا: الخماسيّ، له وزنان؛ إمّا أن يُفتتح بهمز وصل يُتَوصَّل به إلى الساكن، مثل: اعْتَدَلَ، انْفَصَلَ، وإمّا أن يفتتح بالتاء المعتادة (وقد سبق الحديث عن هذه التاء)، مثل: تَعَلَّمَ، تَدَارَكَ، تَغَافَلَ، إلخ.

ثالثا: السداسيّ، ويُفْتَتَحُ دائمًا بهمزة وصل، سواء كان من مزيد الثلاثيّ، مثل: اسْتَخْرَجَ (مَزيد خَرَجَ)، أوْ من مَزيد الرباعيّ، مثل: احْرَنْجَمَ (مَزيد حَرْجَمَ الرباعيِّ).

يقول ابن مالِك، رحمه الله تعالى:

"بِكَسْرِ ثَالِثِ هَمْزِ الوَصْلِ مَصْدَرُ فِعْ * -لٍ حَازَهُ مَعَ مَدِّ مَا الأَخْيرُ تَلَا":

أيْ كل فعل مُصَدَّر بهمز وصل، يكون مصدرُه بكسر ثالث همز الوصل، مع مدِّ ما قبل الأخير (مَا الأخِيرُ تَلَا؛ أي الحرف ما قبل الأخير).

 في الخماسي، مَثَلًا: اعْتَدَلَ، المصدر: اعْتِدالٌ. اخْتَارَ، المَصدر: اخْتِيارٌ. انْطَوَى، المصدر: انْطِوَاءٌ، إلخ.

والشيء نفسُه، بالنسبة إلى السداسي؛ احْرَنْجَمَ، المصدر: احْرِنجامٌ. اسْتَغْفَرَ، المصدر: اسْتِغفارٌ. ابْتَهَلَ، المصدر: ابْتِهالٌ، إلخ.

ثم قال: " وَاضْمُمْهُ (ضمير هنا يعود إلى الحرف ما قبل الأخير) مِنْ فِعْلٍ التَّا زِيدَ أَوَّلَهُ":

أيْ في كل فعل زيدت التاء المعتادة في أوله، اضمُمْ الحرف ما قبل الأخير منه (بدل مده في الفعل المُصَدَّر بهمز وصل). تَعَلَّمَ، المصدر: تَعَلُّمٌ. تَدَارَكَ، المصدر: تَدَارُكٌ. تَشَاوَرَ، المصدر: تَشَاوُرٌ، إلخ.

مع ملاحظة أنّ القاعدة هنا خاصة بالفعل الصحيح الآخر (غير المعتل الآخر). ولهذا استثناه، بقوله: " وَاكْسِرْهُ (أي الحرف ما قبل الأخير) سَابِقَ حَرْفٍ يَقْبَلُ العِلَلَا":

مثل: تَوَلَّى، المصدر: تَوَلِّ (التَّوَلِّي). تَوَانَى، المصدر: تَوَانٍ. تَوَانَى تَوَانِيًا. هذا على القياس، وقد تأتي مصادرُ سماعية تُحفَظ ولا يقاس عليها (مثل: تَحَمَّلَ تِحِمَّالًا؛ المصدر المَقيس: تَحَمُّلٌ، وسُمِع فيه: تِحِمَّالٌ ).

في قوله: لِ "فَعْلَلَ" ائْتِ بِ "فِعْلَالٍ" وَ"فَعْلَلَةٍ": أيْ، ولِ "فَعْلَلَ"، وزن ثانٍ لا يرد كثيرا، وهو: "فِعْلَال"، تقول: دَحْرَجَ دَحْرَجَةً، وَدِحْرَاجًا.

ثم قال: وَ"فَعَّلَ" اجْعَلْ لَهُ "التَّفْعِيلَ" حَيْثُ خَلَا: مِنْ لَامٍ اعْتَلَّ لِلحَاوِيهِ "تَفْعِلَةً" * أَلْزِمْ وَلِلعَارِي مِنْهُ رُبَّمَا بُذِلَا":

أيْ أنّ قياسَ "فَعَّلَ" المضعَّف، هو: التَّفْعِيل"، مثل: كَبَّرَ، عَلَّمَ، ذَكَّر، سَبَّحَ، هَلَّلَ إلخ.

 تقول: كَبَّرَ تَكْبِيرًا، عَلَّمَ تَعْلِيمًا، ذَكَّرَ تَذْكِيرًا، سَبَّحَ تَسْبِيحًا، هَلَّلَ تَهْلِيلًا، إلخ.

 هذه قاعدة عامة، وقد استثنى منها ما داخله حرف علة، حيث قال: " وَ"فَعَّلَ" اجْعَلْ لَهُ "التَّفْعِيلَ" حَيْثُ خَلَا: مِنْ لَامٍ اعْتَلَّ (أَيْ بشرط أن يكون صحيحَ اللام) لِلحَاوِيهِ "تَفْعِلَةً":

أيْ أنّ وزنه، في حال احتوائه لام علة، يكون "تَفْعِلَة"، مثل: تَغْطِية، وتَنْمية، وتَنْزِيَة. تقول: غَطَّى تَغْطِية، ونَمَّى تَنْمِية، ونَزَّى تَنْزِيَة،  إلخ.

وفي قوله: "تَفْعِلَةً" * أَلْزِمْ وَلِلعَارِي مِنْهُ رُبَّمَا بُذِلَا":

أي أن "تفعلة"، قد تكون وزنا لِ "فَعَّلَ" صحيح اللام، مثل: تَوْطِئَة، وتَهْنِئَة.

 تقول: وطَّأَ تَوْطِيئًا، وتَوْطِئَةً، وهَنَّأَ تَهْنِيئًا، وَتَهْنِئَةً.

 مع ملاحظة أن "التفعيل"، هو الأصل، و"التفعلة"، فرع .

 وقد يحدث العكس، بالنسبة إلى "فَعَّلَ" المعتل اللام، فقد سُمِع: نَزَّى تَنْزِيًا، إضافة إلى: نَزَّى تَنْزِيَةَ.

 ويلاحظ هنا أن" الأصل: "التفعلة"، و"التفعيل"، فرع.

ثم قال: " وَمَنْ يَصِلْ (أَيْ سَمَاعًا) بِ "تِفِعَّالٍ" "تَفَعَّلَ" وَ"الْ * -فِعَّالِ" "فَعَّلَ" فَاحْمَدْهُ بِمَا فَعَلَا":

أيْ مَنْ يَصِلُ "تَفَعَّلَ ب "تِفِعَّالٍ"، و"فَعَّلَ بِ "فِعَّالٍ"، فلا تلمه؛ فذلك مسموع عند العرب.

 تَفَعَّلَ تِفِعَّالًا، مثل: تَمَلَّقَ تِمِلَّاقًا (الوزن المقيس: تَمَلَّقَ تَمَلُّقًا).

 فَعَّلَ فِعَّالًا، مثل: كَذَّبَ كِذَّابًا (الوزن المَقيس: كَذَّبَ تَكْذِيبًا). وفي القرآن الكريم: (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا).

ثم قال: " وَقَدْ يُجَاءُ بِ "تَفْعَالٍ" لِ "فَعَّلَ" فِي * تَكْثِيرِ فِعْلٍ كَ "تَسْيَارٍ":

وهو سماعي للدلالة على التكثير (أيْ كَثرة التلبُّس بالفعل)، مثل: التَّكرار (بفتح التاء)، والتَّعداد، والتَّجوال، إلخ.

 مع ملاحظة أنّ المصادر على هذا الوزن تأتي كلُّها بالفتح. والحديث هنا عن المصادر، وليس عن الأسماء (مثل: تِمساح، تِمْثال، إلخ).

ويستثنى من هذه القاعدة، ثلاثة مصادر (جاءت التاء فيها بالكسر): التِّبْيَان، والتِّلْقَاء؛ وقد وردا في القرآن الكريم: (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ. وَتِلْقَاءَ مَدْيَنَ). والمصدر الثالث (ولم يرد في القرآن الكريم): التِّنْضَالُ (بمعنى المناضَلة).

 ويرى سيبويه أنّ هذه المصادر لا تأتي إلّا بالفتح. أمّا ما سُمِع بالكسر؛ فهو اسْم مصدر، وليس مصدرًا (أيْ: تِبيان، وتلقاء، وتنضال).

 يشار إلى أنّ البصريين والكوفيين مختلفون حول "التفعال"، هل هو لتكثير الرباعي أم هو لتكثير الثلاثي؛ فالكوفيون يرون أنّ "التَّفْعَال"، مصدر لِ "فَعَّلَ" المضعف. التَّطواف مثلا، تكثير لِ "طَوَّفَ"، على عكس البصرين الذين يرون أنّ التَطواف، تكثير وتكرار للمخفف؛ أيْ لِلثلاثي "طَافَ"، وليس تكثيرا وتكَرارا لِ "طوَّف" المثقَّل؛ أيْ الرباعي.

ثم قال: ""، وَقَدْ جُعِلَا: مَا لِلثُّلَاثِيِّ "فِعِّيلَى" مُبَالَغَةً ":

  مثل، شِمِّيمَا (مصدر: شَمَّ). شَمِمْتُهُ شِمِّيمَا. حِسِّيسَا (مصدر: حَسَّ). تقول: حَسَسْتُ بِهِ حِسِّيسَا. وَرِدِّيدَا؛ يقال: لَا رِدِّيدَا فِي الصَّدَقَةِ (أَيْ لَا رَدَّ).

 فهذه مصادرُ مسموعة تدل على التكثير في الفعل، أتى بها ابن مالك هنا عند الحديث عن المصادر الدالة على التكثير فيما زاد على الثلاثيّ.

ثم قال: " وَمِنْ "تَفَاعَلَ" أَيْضًا قَدْ يُرَى بَدَلَا":

أيْ أنّ هذا المصدر "فِعِّيلَا"، ربما استُعمِل/ ناب عن "التَّفَاعُل"، تقول: تَرَامَى القومُ تَرَامِيًا (قِيَاسًا)، وَرِمِّيَّا (سَمَاعًا).

 وفي الأثَر: لَمْ يَكُنْ بينهم إلّا الرِّمِيَّا بالنَّبْلِ (أيْ إلا التَّرَامِي بالنبل).

ثم قال: " وَبِ "الفُعَلِّيلَةِ" "افْعَلَلَّ" قَدْ جَعَلُوا * مُسْتَغْنِيًا" لَا لُزُومًا فَاعْرِفِ المُثُلَا:

أَيْ من المصادر المسموعة أيضًا (لَا لُزُومًا فاعرف المثلا: أَيْ سَمَاعًا لَا قِيَاسًا؛ فميز بين المقيس والسماعي): "فُعَلِّيلَة"، مثل: قُشَعْرِيرَة. وَطُمَأْنِينَة (على اعتبار الهمزة أصلية). تَقُول: اقْشَعَرَّ (ارْتَعَدَ، ارْتَعَشَ) اقْشِعْرَارًا (قِيَاسًا)، وَقُشَعْرِيرَةً (سَمَاعًا). واطْمَأَنَّ اطْمِئْنَانًا (قِيَاسًا)، وَطُمَأْنِينَةً (سَمَاعًا).

ثم قال: " لِ "فَاعَلَ" اجْعَلْ "فِعَالًا" أَوْ "مُفَاعَلَةً":

أَيْ أَنَّ "فَاعَلَ"، مثل: ضَارَبَ، وَشَارَكَ، وقَاتَلَ: لَهُ وَزْنَانٍ (فِعالا، ومُفاعَلة) تقول: قَاتَلَ زَيْدٌ عَمْرًا قِتَالًا، وَمُقَاتَلَةً.

مع التذكير بأنّ المصدر يجب أن يحافظ على حروف فعله، فالمفروض أن تقول: قَاتَلَ قِيتَالًا، لكن المَدَّ (أيْ الياء في قيتالا) سقط لكثرة الاستعمال.

ثم قال: "وَ"فِعْلَةٌ" عَنْهُمَا قَدْ نَابَ فَاحْتُمِلَا":

أيْ أنّ وزن "فِعْلَة"، ينوب (سَمَاعًا) عن الوزنيْن القياسييْن المذكوريْن.

 بمعنى أنك قد تجد فعلا له مصدران قياسيان، ومصدر ثالث سَمَاعِيٌّ؛ مثل: مَارَاهُ مِرَاءً (قِيَاسٌ)، ومُمَارَاةً (قِيَاسٌ ثَانٍ)، وَمِرْيَةً (فَرْعٌ سَمَاعِيٌّ).

ثم قال: "مَا عَيْنُهُ اعْتَلَّتِ "الإِفْعَالُ" مِنْهُ وَ"الِاسْ *-تِفْعَالُ" بِالتَّا وَتَعْوِيضٌ بِهَا حَصَلَا":

أيْ ما جاء معتل العين من وزن "الإِفْعَال"، والاسْتِفْعَال".

 نلاحظ أن إِفْعَال"، مصدر "أَفْعَلَ"، تقول: أَفْعَلَ إِفْعَالًا، مثل: أَكْرَمَ إِكْرَامًا. ولكن لوقلتَ: أَقَامَ (وهو على وزن "أَفْعَلَ") فمن المفروض أن تَقول: أقامَ إِقْوَامًا، وهنا تجد الواو عليها حركة (وحرف العلة لا يستطيع حمل الحركة)، فالعرب حذفت الواو وعوضت عنها بالتاء (في قوله: "وتعويض بها حصلا؛ أيْ تعويض بالتاء")، فقالت: أَقَامَ الصلاة إِقَامَةً.

وكذلك، اسْتَقَامَ؛ الأصل: اسْتِقْوَام، حذفت الواو وعوض عنها بالتاء (في قوله: "وتعويض بها حصلا" عن المزال؛ أيْ الواو")، فقلنا: اسْتَقَامَ اسْتِقَامَةً.

ثم قال: " وَإِنْ تَلْحَقْ بِغَيْرِهِمَا"؛ أيْ إنْ أُلحقت هذه التاء بغيرهما (بغير الإفعال، والاستفعال)، مما لا يحتاج إلى حذف وتعويض: "يَبِنْ بِهَا مَرَّةٌ مِنَ الَّذِي عُمِلَا": فاعلمْ أنّ ذلك للدلالة على المرة؛ كأن تقول، مَثَلًا: إِضْرَابَة، أوِ اسْتِغْفَارَةٌ.

ثم ختم بقوله: " وَمَرَّةُ المَصْدَرِ الَّذِي تُلَازِمُهُ * بِذِكْرِ وَاحِدَةٍ تَبْدُو لِمَنْ عَقَلَا":

مر بنا من قبلُ، أن "َفَعْلَة" تَدُلُّ على المرة (مثل: ضربَ ضَرْبَةً)، و"فِعْلَة" تدل على الهيئة (جَلَسَ جِلْسَة البدويّ مثلا)، لكن هناك مصادر، تلازمها التاء، مثل: رحِمنا الله رَحْمَةً (المصدر هنا لا يدل على المرة)؛ هنا نضيف (واحدة)، تقول: رحِمته رحمة واحدة.

وإن أردتَ الهيئة، قلت: رحمته رحمة الوالد بولده.

بَابُ المَفْعَلِ وَالمَفْعِلِ وَمَعَانِيهِمَا:

مِنْ ذِي الثَّلَاثَةِ (لَا "يَفْعِلْ") لَهُ ائْتِ بِ "مَفْ * -عَلٍ" لِمَصْدَرٍ أَوْ مَا فِيهِ قَدْ عَمِلَا

كَذَاكَ مُعْتَلُّ لَامٍ مُطْلَقًا وَإِذَا الْ *-فَا كَانَ وَاوًا بِكَسْرٍ مُطْلَقًا حَصَلَا

وَلَا يُؤَثِّرُ كَوْنُ الوَاوِ فَاءً إِذَا * مَا اعْتَلَّ لَامٌ كَمَوْلًى، فَارْعَ صِدْقَ وَلَا

فِي غَيْرِ ذَا عَيْنَهُ افْتَحْ مَصْدَرًا وَسِوَا * -هُ اكْسِرْ وَشَذّ الَّذِي عَنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَا

"مَظْلَمَةٌ/ مَظْلِمَةٌ" "مَطْلَعٌ/ مَطْلِعٌ" "المَجْمَعُ/ المَجْمِعُ" "مَحْمَدَةٌ/ مَحْمِدَةٌ" * "مَذَمَّةٌ/ مَذِمَّةٌ" "مَنْسَكٌ/ مَنْسِكٌ" "مَضَنَّةٌ/ مَضِنَّةٌ" البُخَلَا

"مَزَلَّةٌ/ مَزِلَّةٌ" مَفْرَقٌ/ مَفْرِقٌ" "مَضَلَّةٌ/ مَضِلَّةٌ" وَ"مَدَبْ/ مَدِبْ * -بٌ" "مَحْشَرٌ/ مَحْشِرٌ" "مَسْكَنٌ/ مَسْكِنٌ" "مَحَلُّ/ مَحِلُّ" مَنْ نَزَلَا

وَ"مَعْجَرٌ/ مَعْجِرٌ" وَبِتَاءٍ ثُمَّ "مَهْلَكَةٌ/ مَهْلِكَةٌ" * "مَعْتَبَةٌ/ مَعْتِبَةٌ" مَفْعَلٌ/ مَفْعِلٌ مِنْ "ضَعْ" وَمِنْ "وَجِلَا"

مَعْهَا مِنْ "احْسِبْ" وَ"ضَرْبٍ" وَزْنُ مَفْعَلَةٍ/ مَفْعِلَةِ * "مَوْقَعَةٌ/ مَوْقِعَةٌ" كُلُّ ذَا وَجْهَاهُ قَدْ حُمِلَا

وَالكَسْرَ أَفْرِدْ لِ "مَرْفِقٍ" وَ"مَعْصِيَةٍ" * وَ"مَسْجِدٍ" "مَكْبِرٍ" "مَأْوٍ" حَوَى الإِبِلَا

مِنِ "ايْوِ" وَ"اغْفِرْ" وَ"عُذْرٍ" وَ"احْمِ" مَفْعِلَةٌ * وَمِنْ "رَزَا" وَ"اعْرِفِ" "اظْنُنْ" "مَنْبِتٌ" وَصِلَا

بِمَفْعِلَ "اشْرُقْ" مَعَ "اغْرُبْ" وَ"اسْقُطَنْ" "رَجَعَ" "احْ * -زُرْ" ثُمَّ "مَفْعِلَةَ" "اقْدُرْ" و"اشْرُقَنْ" بِخَلَا

و"اقْبُرْ" وَمِنْ "أَرَبٍ" وَثَلْثَ ارْبَعَهَا * كَذَا لِ "مَهْلِكٍ" التَّثْلِيثُ قَدْ بُذِلَا

وَكَالصَّحِيحِ الَّذِي الْيَا عَيْنُهُ، وَعَلَى * رَأْيٍ تَوَقَّفْ وَلَا تَعْدُو الَّذِي نُقِلَا

وَكَاسْمِ مَفْعُولِ غَيْرِ ذِي الثَّلَاثَةِ صُغْ * مِنْهُ لِمَا مَفْعَلٌ وَمَفْعِلٌ جُعِلَا.

باب المَفْعَل والمَفْعِل؛ هو أيضا من أبواب المصادر، لكنه يكون للمصدر، ولغير المصدر (إذْ إضَافَةً إلى مجيئه مَصدَرًا، يأتي كذلك لظرف الزمان، ولظرف المكان).

 لذلك، استحق أن يُفْرَدَ ببابٍ خاصٍّ.

يقول ابن مالك، رحمه الله تعالى: " مِنْ ذِي الثَّلَاثَةِ (لَا "يَفْعِلْ") لَهُ ائْتِ بِ "مَفْ * -عَلٍ" لِمَصْدَرٍ أَوْ مَا فِيهِ قَدْ عَمِلَا":

أيْ أنّ "المَفْعَل" من الثلاثي، تفتح عينُه في المصدر، وفي غير المصدر، بشرط أن يكون فعلا ثلاثيا، وليست له "يَفْعِل" بكسر العين في المضارع.

"أو ما فيه قد عملا"؛ أي المصدر الذي عُمِل فيه ظرف الزمان أو ظرف المكان.

مثال، على الوضع الأول: ذَهَبَ يذهَب مَذهَبًا. المصدر: المَذْهَب.

ويكون مفتوحا أيضا، إذا قصدتَ ظرف المكان (مكان الذهاب)؛ لأنّه مصوغ من فعل ثلاثيّ، وليس له "يفعِل" في المضارع (أيْ اكتمل فيه الشرطان).

وكذلك: لَجَأَ يَلْجَأُ مَلْجَأً (توفر فيه الشرطان؛ أيْ أنه فعل ثلاثيّ وليس فيه "يَفْعِل" في المضارع). المصدر: المَلْجَأُ.

 وإنْ قصد المكان الذي وقع فيه الفعل، فتحتَ أيضًا. وفي القرآن الكريم: (وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ).

وكذلك: قَعَدَ (اكتمل فيه الشرطان). وفي القرآن الكريم: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ).

ثم قال: " كَذَاكَ مُعْتَلُّ لَامٍ مُطْلَقًا وَإِذَا الْ *-فَا كَانَ وَاوًا بِكَسْرٍ مُطْلَقًا حَصَلَا:

أي أن القاعدة المذكورة (فتح المفعَل) تنطبق على كل فعل ثلاثي، معتل اللام، وحتى لوكان في مضارعه "يَفْعِل" (بكسر العين). سواء قصدتَ به المصدَر، أو قصدت به غير المصدر.

مثال، على الوضع الثاني (أَيْ الثلاثيّ معتل العين): أَوَى يَأْوِي مَأْوًى. المصدر: المَأْوَى. والظرف: المَأْوَى أيضًا (ولا عبرة بكون مضارعه: يَفْعِل"؛ لأنه معتل العيْن). وفي القرآن الكريم: (عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى).

 وكذلك: ثَوَى يَثْوِي مَثْوًى. المصدر: المَثْوَى. والظرف: المَثْوَى أَيْضًا. وفي القرآن الكريم: (يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ).

 

ثم قال: " وَإِذَا الْ *-فَا كَانَ وَاوًا بِكَسْرٍ مُطْلَقًا حَصَلَا":

أيْ إذا كان فاء الفعل واوًا، فالكسر مطلقًا (أيْ سواء أردتَ به المصدر، أوْ أردتَ به الظرف). مثل: وَجِلَ؛ تَقُول: "مَوْجِل" بالكسر، مصدرا كان أو ظرفًا. وفي القرآن الكريم مثالان على هذا (وَعَدَ، وأَلَ): (بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلَا). وَثِقَ بِهِ يَثِقُ مَوْثِقًا (الموثِق هنا: مصدر). وفي القرآن الكريم: (حَتَّى تَأْتُونِي مَوْثِقًا مِنَ اللهِ).

ثم قال: " وَلَا يُؤَثِّرُ كَوْنُ الوَاوِ فَاءً إِذَا * مَا اعْتَلَّ لَامٌ كَمَوْلًى، فَارْعَ صِدْقَ وَلَا":

قلنا من قبلُ إنّ واويَ الفاء يقتضي كسرَ العيْن مطلقًا.

إذا جاءَنا فعل واويُّ الفاء، لكنه-في الوقت نفسِه- معتلُّ اللام، فإنّ ذلك لا يُؤثِّر؛ إذْ يعطى معتل اللام دائما الفتحَ لمصدره وظرفه.

ثم قال: " فِي غَيْرِ ذَا عَيْنَهُ افْتَحْ مَصْدَرًا وَسِوَا * -هُ اكْسِرْ":

أيْ في كل فعل غير ما ذُكِر (ليست فيه الأوصاف المذكورة)، تُفتَح عينُه في المصدر، وتُكسَر في الظرف؛ أيْ كل فعل ثلاثي ليست له "يَفْعِل"، ليس واويَ الفاء ولا معتلَّ اللام (أيْ صحيح اللام). تقول، على سبيل المثال: فَرَّ يَفِرُّ فِرَارًا، ومَفَرًّا (فَرَّ، تتوفر فيه الشروط: فهو فعل ثلاثيّ، مضارعه مكسور العين، ليس واويَّ الفاء، ولا معتلَّ اللام). المَصدر: المَفَرُّ. الظرف (أيْ الموقع الذي يُفَرُّ إليه): المَفِرُّ. حَبَّ. المصدر المَحَبَّة. الظرف: المِحَبَّة. صَرَفَ يَصْرِفُ مَصْرَفَا. المصدر: المَصْرَف. الظرف (أيْ موضع ومحل الصرف): المَصْرِف.

ثم قال: "وَشَذّ الَّذِي عَنْ ذَلِكَ اعْتَزَلَا":

أيْ شذ (بوجهين) عن القياس المذكور، ما يأتي:

"مَظْلَمَةٌ/ مَظْلِمَةٌ" "مَطْلَعٌ/ مَطْلِعٌ" "المَجْمَعُ/ المَجْمِعُ" "مَحْمَدَةٌ/ مَحْمِدَةٌ" * "مَذَمَّةٌ/ مَذِمَّةٌ" "مَنْسَكٌ/ مَنْسِكٌ" "مَضَنَّةٌ/ مَضِنَّةٌ" البُخَلَا

"مَزَلَّةٌ/ مَزِلَّةٌ" مَفْرَقٌ/ مَفْرِقٌ" "مَضَلَّةٌ/ مَضِلَّةٌ" وَ"مَدَبْ/ مَدِبْ * -بٌ" "مَحْشَرٌ/ مَحْشِرٌ" "مَسْكَنٌ/ مَسْكِنٌ" "مَحَلُّ/ مَحِلُّ" مَنْ نَزَلَا

وَ"مَعْجَرٌ/ مَعْجِرٌ" وَبِتَاءٍ ثُمَّ "مَهْلَكَةٌ/ مَهْلِكَةٌ" * "مَعْتَبَةٌ/ مَعْتِبَةٌ" مَفْعَلٌ/ مَفْعِلٌ مِنْ "ضَعْ" وَمِنْ "وَجِلَا"

مَعْهَا مِنْ "احْسِبْ" وَ"ضَرْبٍ" وَزْنُ مَفْعَلَةٍ/ مَفْعِلَةِ * "مَوْقَعَةٌ/ مَوْقِعَةٌ" كُلُّ ذَا وَجْهَاهُ قَدْ حُمِلَا".

فعل ظَلَمَ مثلَا (القاعدة فتح مصدره، لكن مصدره شَذَّ بالكسر). تقول: ظَلَمَ يَظْلِمُ مَظْلِمَة.

مثال آخر، حَمِدَ يَحْمَدُ (القياس أن يكون المصدر مفتوحا، لكنه شذ بالكسر). المصدر: مَحْمِدَة.

مثال آخر، عتَبَ على فلا يَعْتِب مَعْتَبَةً، وَمَعْتِبَة (الشذوذ هنا من جهة الكسر).

نأتي الآن بأمثلة من الشاذ من الظرف:

سَكَنَ، على سبيل المثال. تقول: سَكَنَ يَسْكُنُ مَسْكَنًا (هذا هو القياس؛ أيْ فتح المصدر)، لكنه شذ بالكسر (مَسْكِنًا).

وَجِلَ (القياس فيه كسر المصدر والظرف معًا؛ لأنه واويُّ الفاء)، لكن مصدره شذ بالفتح (المَوْجَلُ).

وَقَعَ، القاعدة أن يكون المصدر (المَوْقِعَة)، ولكنه شذّ بالفتح: المَوْقَعَة (المكان الذي يقع عليه الطائر، مثلًا).

ثم قال: " وَالكَسْرَ أَفْرِدْ لِ "مَرْفِقٍ" وَ"مَعْصِيَةٍ" * وَ"مَسْجِدٍ" "مَكْبِرٍ" "مَأْوٍ" حَوَى الإِبِلَا

مِنِ "ايْوِ" وَ"اغْفِرْ" وَ"عُذْرٍ" وَ"احْمِ" مَفْعِلَةٌ * وَمِنْ "رَزَا" وَ"اعْرِفِ" "اظْنُنْ" "مَنْبِتٌ" وَصِلَا

بِمَفْعِلَ "اشْرُقْ" مَعَ "اغْرُبْ" وَ"اسْقُطَنْ" "رَجَعَ" "احْ * -زُرْ" ثُمَّ "مَفْعِلَةَ" "اقْدُرْ" و"اشْرُقَنْ" بِخَلَا

و"اقْبُرْ" وَمِنْ "أَرَبٍ" وَثَلْثَ ارْبَعَهَا * كَذَا لِ "مَهْلِكٍ" التَّثْلِيثُ قَدْ بُذِلَا".

فهذه المفاعل، شذتْ كلها بوجه الكسر. ولكن علينا أن نميز محل الشذوذ.

ثم قال:

وَكَالصَّحِيحِ الَّذِي الْيَا عَيْنُهُ":

يرى ابن مالك، رحمه الله، أن نعامل الفعل اليائيَّ العين معاملة الفعل الصحيح. مثل: باع يبيع، عَابَ يَعِيبُ، جَاءَ يَجِيءُ، حَاضَتِ المَرْأَةُ تَحِيضُ، إلخ. أيْ كسر العين في المصدر: المَبِيع، المَعِيب، المَجِيء، المَحِيض.

وهناك قول ثانٍ، يرى أنّك مُخيَّرٌ/ بِالخِيار بين أن تفتح أو أن تكسر. ويستدل أصحاب هذا الرأي بما جاء في قوله تعالى: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًّا). وقوله في آية أخرى: (وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا).

وفيه قول ثالث، وهو ما أشار إليه ابن مالك بقوله: "وعلى رأيٍ توقف ولا تعدو الذي نُقلا"؛ أيْ توقف عند ما سُمِع منه، ولا تتجاوز ذلك إلى القياس.

وفيه قول رابع، ذكره بَحْرَق، رحِمه الله، في شرحه "فتح الأقفال وحل الإشكال في شرح لامية الأفعال"، وهو أنه إنْ كان فيه قياس، يكون الكسر؛ وذلك لكَثرة ورود هذا النوع بالكسر، إذْ يرد وحده ويرد مع الفتح (ولا عكس). مثال ورود الفتح والكسر معًا: مَعَاشٌ، وَمَعِيشَة (كما رأينا  في المثال السابق)، ومَعَاب، وَمَعِيب. ومثال وروده منفردا بالكسر: بَاتَ يبِيتُ مَبِيتًا (وليس فيه المَبَات)، وَقَالَ يَقِيلُ مَقِيلًا (وليس فيه المَقال)، وَقَاسَ يقِيسُ مَقِيسًا (وليس فيه المقاس)، وَصَارَ يَصِيرُ مَصِيرًا (وليس فيه المَصَار)؛ فكأنّ الكسر هو الأصل (حسَب هذا المذهب الرابع).

 بمعنى أنك إذا وجدتَ "المَفْعَل" بالفتح، يمكن أن تقيس الكسر "المَفْعِل"؛ وإن وجدتَ الفتحَ، فإنّ ذلك لا يُسوِّغ لك أن تقيس الفتح.

ثم قال: " وَكَاسْمِ مَفْعُولِ غَيْرِ ذِي الثَّلَاثَةِ صُغْ * مِنْهُ لِمَا مَفْعَلٌ وَمَفْعِلٌ جُعِلَا":

بعد الانتهاء من صيغة المصدر الميميّ من الثلاثيّ، بيَّن لنا ابن مالك أنّ صِيغة المفعول من غير الثلاثيّ؛ هي نفسها صيغة المفعول من الفعل المزيد. أيْ أننا نأتي بميم مضمومة في أوله ونفتح ما قبل الآخِر، مثل: أَسْنَدَ: اسم المفعول: مُسْنَدٌ.

وللحصول على اسم الفاعل، نكسر ما قبل الآخر. اسم الفاعل من، أَسْنَدَ: مُسْنِدٌ.

فَصْلٌ فِي بِنَاءِ المَفْعَلَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الكَثْرَةِ:

مِنِ اسْمِ مَا كَثُرَ اسْمُ الأَرْضِ "مَفْعَلَةٌ * كَمِثْلِ "مَسْبَعَةٍ" وَالزَّائِدَ، اخْتَزِلَا:

مِنْ ذِي المَزِيدِ كَ "مَفْعَاةٍ"، وَ"مُفْعِلَةٌ * وَ"أَفْعَلَتْ" عَنْهُمُ فِي ذَلِكَ احْتُمِلَا

غَيْرُ الثُّلَاثِيِّ مِنْ ذَا الوَضْعِ مُمْتَنِعٌ * وَرُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ نَادِرٌ قُبِلَا.

يشبه هذا البابُ البابَ الذي قبله، في زيادة الميم في أوله وبنائه على وزن "مفعلة"، لكنه غير داخل في أوزان المصادر والظروف؛ لأن له مهمة أخرى (الدلالة على كثرة أسماء بعض الأعيان في مكان معيَّن من الأرض).

أول هذه الأوزان، وزن: "مَفْعَلَة"، مثل: أرض مَسْبَعَةٌ: كَثيرة السِّباع. أرضٌ مَأْسَدَةُ: كثيرة الأُسُودِ. أرض مَذْأَبَة: كثيرة الذِّئَابِ. هذا إذا كان اسم العيْن ثلاثيا (ليسَ مَزِيدًا).

 نلاحظ في أسماء الأعيان السابقة، أنها ثلاثية كلها: سَبُعٌ، أَسَدٌ، ذِئْبٌ.

إذا جاءك اسم عين زائدا على الثلاثي، فإنك تختزل الزائد (تحذفه)، مثل: أَفْعَى (الهمزة فيها زائدة)، تقول: أَرْضٌ مَفْعَاةٌ (كثيرة الأفاعي). أرض مِقْثَاةٌ: كثيرة القِثَّاءِ)، تحذف التضعيف، فتقول: مَقْثَاةٌ. بِطِّيخٌ: تحذف التضعيف، فتقول: أرض مَبْطَخَةٌ (كثيرة البِطّيخ).

ولدينا أيضا وزن "مُفْعِلَةِ" للدلالة على هذا المعنى. أَفعلتِ الأرضُ فهي مُفْعِلَةٌ. تقول: أبقَلتِ الأرض فهي مُبْقِلَة (كثيرة البَقْل). أعشبت الأرض، فهي مُعْشِبَةٌ (كثيرة العُشْب). أبطخت الأرض، فهي مُبْطِخَة (كَثُرَ بِطِّيخها).

وفي قوله: "غَيْرُ الثُّلَاثِيِّ مِنْ ذَا الوَضْعِ مُمْتَنِعٌ * وَرُبَّمَا جَاءَ مِنْهُ نَادِرٌ قُبِلَا":

يعني أنه لا يصح لك أن تصوغ منه: مَفْعَلَة أو مُفْعِلَة أو أَفْعَلتْ. وربما جاء منه نادر فَقُبِلَ (أيْ سُمِع عند العرب)؛ مثل: أرض مُعَقْرِبَة (كَثيرة العقارب)، وأرض مُثَعْلِبَة (كثيرة الثعالب).

 

فَصْلٌ فِي بِنَاءِ الآلَةِ:

كَ "مِفْعَلٍ" وَكَ "مِفْعَالٍ" وَ"مِفْعَلَةٍ" * مِنَ الثُّلَاثِي صُغِ اسْمَ مَا بِهِ عُمِلَا

شَذَّ "المُدُقُّ" وَ"مُسْعُطٌ" وَ"مُكْحُلَةٌ" * وَ"مُدْهُنٌ" "مُنْصُلٌ" والآتي مِنْ نَخَلَا

وَمَنْ نَوَى عَمَلًا بِهِنَّ جَازَ لَهُ * فِيهِنَّ كَسْرٌ وَلَمْ يَعْبَأْ بِمَنْ عَذَلَا.

يصاغ اسم الآلة، من الفعل الثلاثي، على أحد الأوزان الثلاثة الآتية:

مِفْعَلٌ، مِفْعَالٌ، مِفْعَلَةٌ. نقول، على سبيل المثال: مِخْيَطٌ: آلَة الخِياطة. مِحْجَمٌ: آلة الحَجْمِ/ الحِجامة). مِشْعَبٌ: آلة الشَّعْب. مِسْوَاكٌ (آلة السِّواك). مِقَمَّةٌ: آلة القَمِّ، إلخ.

وقد شذَّ (بِوَجْه الضم):

المُدُقٌّ، المُسْعُطُ، المُكْحُلَةُ، المُدْهُنُ، المُنْصُلُ، المُنْخُلُ (ما أشار إليه المؤلف بقوله: والآتي من نَخَلَ).

شرح الكلمات:

مُدُقٌّ/ مِدَقٌّ: مَا يُدَقُّ بِهِ. ج. مَدَاقُّ. مُسْعُطٌ/ مِسْعَطٌ: وِعَاءُ السَّعُوطِ. ج. مَسَاعِطُ. مُكْحُلَةٌ: الوِعَاءُ الَّذِي فِيهِ الكُحْلُ. ج. مَكَاحِلُ. المِكْحَلُ/ وَالمِكْحَالُ: المِرْوَدُ. مُدْهُنٌ: آلَةُ الدَّهْنِ. وَقَارُورَةُ الدُّهْنِ. مُدْهُنَةٌ: مَا يُجْعَلُ فِيهِ الدُّهْنُ. ونُقْرَةٌ فِي الجَبَلِ يَسْتَنْقِعُ فِيهَا المَاءُ. وَكُلُّ مَوْضِعٍ حَفَرَهُ سَيْلٌ. ج. مَدَاهِنُ. مُنْصُلٌ: سَيْفٌ. ج. مَنَاصِلُ. مِنْصَالٌ: حَجَرٌ طَوِيلٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ يُدَقُّ بِهِ. مُنْخُلٌ: أَدَاةُ النَّخْلِ (نَخَلَ الشَّيْءَ نَخْلًا: غَرْبَلَهُ وَصَفَّاهُ). ج. مَنَاخِلُ.

ويجوز لك العودة إلى الكسر (أيْ إلى القياس)، إذا نويتَ العملَ بهذه الآلات؛ كأن تقول: ناوِلْنِي المِدَقَّ، ناولني المِسْعَطَ، ناولني المِكْحَلَةَ، ناولني المِدْهَنَ، ناولني المِنْصَلَ، ناولني المِنْخَلَ.

خَاتِمَةٌ:

وَقَدْ وَفَيْتُ بِمَا قَدْ رُمْتُ مُنْتَهِيًا * وَالحَمْدُ للهِ إِذْ مَا رُمْتُهُ كَمُلَا

ثُمَّ الصَّلَاةُ وَتَسْلِيمٌ يُقَارِنُهَا * عَلَى الرَّسُولِ الكَرِيمِ الخَاتِمِ الرُّسُلَا

وَآلِهِ الغُرِّ وَالصَّحْبِ الكِرَامِ وَمَنْ * إِيَّاهُمُ فِي سَبِيلِ المَكْرُمَاتِ تَلَا

وَأَسْأَلُ اللهَ مِنْ أَثْوَابِ رَحْمَتِهِ * سِتْرًا جَمِيلًا عَلَى الزَّلَّاتِ مُشْتَمِلَا

وَأَنْ يُيَسِّرَ لِي سَعْيًا أَكُونُ بِهِ * مُسْتَبْشِرًا آمِنًا/ " بَاسِرًا وَجِلَا.

تنويه:

لا يفوتني، في ختام شرح بعض الأحكام الواردة في متن لامية الأفعال، والتعليق على بعضها، أن أنوِّهَ بجودة محاضرات حول الموضوع، لفضيلة الشيخ/ الدكتور عبد الرحيم القاوش، جزاه الله خيرا، وقفتُ عليها في يوتيوب (you tube)؛ فقد استفدتُ كثيرا من مضمونها، ونقلتُ بعض الأمثلة التي ذكرها المحاضر لتِبيان القواعد المتعلقة بالموضوع. أنصح القراء الكرام بالرجوع إلى هذه المحاضرات النافِعة الماتِعة، لتكتمل لديهم الصورة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرباط في 22 من رمضان 1442ه/ 5 مايو 2021م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هناك 3 تعليقات:

  1. جميل جدًا ، جزاك اللهُ خيرًا

    ردحذف
  2. هل يمكن الحصول على نسخة ابيداف؟

    ردحذف
  3. بارك الله فيكم ونفع بكم.

    ردحذف

دليل المترجم (2415):

  25611- مُسْتَصْلَحٌ/ أَرْضٌ مُسْتَصْلَحَةٌ (تَمَّ إِحْيَاؤُهَا لِلزِّرَاعَةِ): terrain défriché . اسْتِصْلَاحُ الأَرَاضِي (إِحْيَاؤُهَا لِ...