في: أسرار العربية.
فِي البَاآتِ:
منها "بَاءُ" الزيادة. وقد
تَقَدَّمَ ذِكرُها، وَيُقالُ لبعضها "بَاءُ" التَّبعِيض، كما قال عَزَّ
ذِكرُه: (وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ) 6/ المائدة. أَيْ: بَعْضَهَا.
ومنها "بَاءُ" القَسَم، كقولهِم:
بِاللهِ، وَبِالبَيْتِ الحَرامِ، وَبِحَياتِك.
ومنها "بَاءُ" الإلْصَاق، كقولك:
مَسَحْتُ يَدِي بِالأَرْضِ.
ومنها "بَاءُ" الاعْتِمَال، كقولك:
كَتَبْتُ بِالقلَم، وَضَرَبْتُ بالسَّيْف. وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ هذه والّتي
قبلَها: سَوَاءٌ.
ومنها "بَاءُ" المُصَاحَبَة، كما
تَقولُ: دَخَلَ فُلانٌ بِثِيَابِ سَفَرِهِ، وَرَكِبَ فُلَانٌ بِسِلَاحِه. وفي
القرآن الكريم: (وَقَدْ دَخَلُوا بِالكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ) 61/
المائدة. وَاللهُ أَعْلَمُ.
ومنها "بَاءُ" السَّبَبِ، كقوله
تعالَى: (وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ) 13/ الروم. أَيْ: مِنْ أَجْلِ
شُرَكَائِهِمْ. وكما قال عَزَّ وَجَلَّ: (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا
يُشْرِكُونَ) 59/ المؤمنون. أَيْ: مِنْ أَجْلِهِ.
ومنها "البَاءُ" الدَّاخِلَةُ
عَلَى نَفْسِ المُخْبِرِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا لِغَيْرِهِ، كقولك: رَأَيْتُ
بِفُلَانٍ رَجُلًا جَلْدًا، وَلَقِيتُ بِزَيْدٍ كَرِيمًا، تُوهِمُ أَنَّكَ لَقِيتَ
بِزَيْدٍ كَرِيمًا آخَرَ غَيْرَ زَيْدٍ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، وَإِنَّمَا أَرَدْتَ
نَفْسَهُ، كما قال الشاعر:
إِذَا مَا تَأَمَّلْتَهُ مُقْبِلًا * رَأَيْتَ
بِهِ جَمْرَةً مُشْعِلَهْ. وفي القرآن الكريم: (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) 59/
الفرقان.
ومنها "البَاءُ" الوَاقِعَةُ
مَوْقِعَ "مِنْ" و"عَنْ"، كما قالَ عَزَّ وَجَلَّ: (سَأَلَ
سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ) 1/ المعارج. أَيْ: عَنْ عَذَابٍ وَاقِعٍ. وكما قال
جَلَّ اسْمُه: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ) 6/ الإنسان. أَيْ: مِنْهَا.
ومنها "البَاءُ" التي في مَوْضِعِ
"فِي"، كما قال الأعشى:
مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأَطْلَالِ *
وسؤالي، فهل تَردُّ سؤالي؟ أَيْ: فِي الأَطْلَالِ.
وقال آخَرُ:
وَلَيْلٍ كَأَنَّ نُجُومَ السَّمَا "
بِهِ مُقَلٌ رَنَّقَتْ لِلهُجُوعِ. أَيْ: فِيهِ.
ومنها "البَاء" الَّتِي فِي
مَوْضِعِ "عَلَى"، كما قال الشاعر:
أَرَبٌّ يَبُولُ الثَّعْلَبَانُ بِرَأْسِهِ *
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ. أَيْ: عَلَى رَأْسِهِ.
ومنها "بَاءُ" البَدَلِ، كما
تَقُولُ: هَذَا بِذَاكَ، أَيْ: عِوَضٌ وَبَدَلٌ مِنْهُ.
كما
قال الشاعر:
إِنْ تَجْفُنِي فَلَطَالَمَا وَاصَلَتْنِي *
هَذَا بِذَاكَ فَمَا عَلَيْكَ مَلَامُ.
ومنها "بَاءُ" التَّعْدِيَةِ،
كقوْلِكَ: ذَهَبْتُ وَرَجَعْتُ بِهِ.
ومنها "البَاءُ" بِمَعْنَى
"حَيْثُ"، كَقَوْلِهِمْ: أَنْتَ بِالمُجَرَّبِ. أَيْ: حَيْثُ
التَّجْرِيبُ.
وفي كِتابِ الله عَزَّ وَجَلَّ: (فَلَا
تَحْسبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ) 188/ آل عمران. أَيْ: حَيْثُ
يَفُوزُونَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق