في: أسرار العربية.
فِي الزَّوَائِدِ وَالصِّلَاتِ الَّتِي هِيَ
مِنْ سُنَنِ العَرَبِ:
مِنْهَا (البَاءُ الزَّائِدَةُ)، كَمَا
تَقَولُ: أَخَذْتُ بِزِمَامِ النَّاقَةِ.
وقال الشاعر الراعي:
سُودُ المَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ
بِالسُّوَرِ. أَيْ: لَا يَقْرَأْنَ السُّوَرَ.
كما قال عنترة:
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ
فَأَصْبَحَتْ. أَيْ: مَاءَ الدُّحْرُضَيْنِ.
وفي القرآن الكريم، حِكَايَةً عن هارُون:
(لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي)
94/ طه.
وقالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: (أَلَمْ يَعْلَمْ
بِأَنَّ اللهَ يَرَى) 14/ العلق. وَالتَّقْدِيرُ: أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ
يَرَى.
وَمِنْهَا (التَّاءُ الزَّائِدَةُ) فِي
"ثُمَّ وَرُبَّ"، وَلَا تَقُولُ العَرَبُ: رُبَّتَ امْرَأَةٍ.
وقال الشاعر:
وَرُبَّتَمَا شَفَيْتُ غَلِيلَ صَدْرِ.
وَتَقُولُ: ثُمَّتَ كَانَتْ كَذَا، كما قال
عَبْدَة بنُ الطَّبيب:
ثُمَّتَ قُمْنَا إِلَى جُرْدٍ مُسَوَّمَةٍ *
أَعْرَافُهُنَّ لِأَيْدِينَا مَنَادِيلُ. أَيْ: ثُمَّ قُمْنَا.
وَتَقُولُ: لَاتَ حِينَ كَذَا.
وفي
القرآن الكريم: (وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ) 3/ ص. أَيْ: لَا حِينَ. وَالتَّاءُ
زَائِدَةٌ وَصِلَةٌ.
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "لَا"،
كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ) 1/ القيامة. أَيْ:
أُقْسِمُ.
وكقول رُؤْبة: في بِئْر لا حَوْرٍ سَرى وَما
شعر. أَيْ: بِئْر حور.
قال أبو عُبيدة: "لَا"، مِنْ
حُرُوفِ الزَّوَائِدِ كَتَتِمَّةِ الكَلَامِ، وَالمَعْنَى إِلْغَاؤُهَا، كَمَا
قَالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: (غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) 7/
الفاتحة. أَيْ: وَالضَّالِّينَ.
وكما قال زهير:
مُوَرِّثُ المَجْدِ لَا يَغْتَالُ هِمَّتَهُ
* عن الرِّيَاسَةِ لَا عَجْزٌ وَلَا سَأَمُ. أَيْ: عَجْزٌ وَسَأَمٌ.
وقال أبو النجم: فَمَا أَلُومُ اليَوْمَ أَنْ
لَا تَسْخَرَا. أَيْ: أَنْ تَسْخَرَا.
وفي القرآن الكريم: (مَا مَنَعَكَ أَلَّا
تَسْجُدَ) 12/ الأعراف. أَيْ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ؟
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "مَا"،
كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) 159/ آل
عمران. أَيْ: فَبِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ. وكقوله: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ)
155/ النساء. أَيْ: فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ. وكقوله عَزَّ وَجَلَّ:
(وَقَلِيلٌ مَا هُمْ) 24/ ص. أَيْ: قَلِيلٌ هُمْ. وكقول الشاعر:
لِأَمْرٍ مَّا تَصَرَّمَتِ اللَّيَالِي *
لِأَمْرٍ مَّا تَصَرَّفَتِ النُّجُومُ. أَيْ: لِأَمْرٍ تَصَرَّفَتْ.
وقد زادت "مَا" في
"رُبَّ"، كَقَوْلِ بَعْضِ السَّلَفِ: رُبَّمَا أَعْلَمُ فَأَذَرُ.
وفي القرآن الكريم: (رُبَّمَا يَوَدَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ) 2/ الحجر.
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "مِنْ"، كما
في قوله تعالى: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا) 59/ الأنعام.
والمَعنَى: وَمَا تَسْقُطُ وَرَقَةٌ. وكما قالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: (وَكَمْ مِنْ
مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ) 26/ النجم. أَيْ: وَكَمْ مَلَكٍ. وكما قال جَلَّ اسمُه:
(وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا) 4/ الأعراف. وكما قال عَزَّ وَجَلَّ: (قُلْ
لِلمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) 30/ النور.
وَمِنْهَا زِيَادَة "اللَّامِ"،
كما قالَ عَزَّ وَجَلَّ: (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) 154/ الأعراف.
أَيْ: رَبَهُمْ يَرْهَبُونَ. وكما قالَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ: إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) 43/ يوسف. أَيْ: إِنْ كُنْتُم الرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ.
وَمِنْهَا زِيَادَة "كَانَ"، كما
قالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: (وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 112/ الشعراء.
أَيْ: بِمَا يَعْمَلُونَ.
وكما قال الشاعر: وَجِيرَانٍ لنَا كانوا كِرَام.
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "الاسْم"،
كقوله تعالَى: (بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا) 41/ هود. وَالمُرَاد، بالله. ولكنهُ
لَمَّا أَشْبَهَ القَسَمَ، زِيدَ فِيهِ الاسْمُ.
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "الوَجْهِ"،
كقوله تعالَى: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ) 27/ الرحمن. أَيْ: وَيَبْقَى رَبُّكَ.
وَمِنْهَا زِيَادَةُ "مِثْل"،
كقوله تعالَى: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ) 10/
الأحقاف. أَيْ: عَلَيْهِ.
وقال الشاعر:
يا عاذِلي دَعْنِيَ مِنْ عَذْلِكا * مِثْلِيَ
لَا يَقْبَلُ مِنْ مِثْلكا. أَيْ: أَنَا لَا أَقْبَلُ مِنْكَ.
وقال آخَرُ:
دَعْنِي مِنَ العُذْرِ فِي الصَّبُوحِ فَمَا
* تُقْبَلُ مِنْ مِثِلِكَ المعَاذِيرُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق