سؤال وجواب:

السؤال:

ما معنى قولهم: فُلَانٌ حَاطِبُ لَيْلٍ؟

الجواب، والله أعلم:

مُخَلِّطٌ فِي كَلَامِهِ (لِأَنَّ حَاطِبَ اللَّيْلِ لَا يُبْصِرُ مَا يَجْمَعُ فِي حَبْلِهِ فَيَخْلِطُ بَيْنَ الجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ)، يَتَكَلَّمُ بِالغَثِّ وَالسَّمِينِ، أَوْ يَجْنِي عَلَى نَفْسِهِ لِعَدَمِ تَفَقُّدِ أَمْرِهِ وَكَلَامِهِ، يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَمُرُّ بِخَاطِرِهِ (يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَجُولُ فِي خَاطِرِهِ، يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَهْجِسُ فِي صَدْرِهِ).

يقول/ ابن الدمينة:

وَإِنَّ لِسَانًا لَمْ تُعِنْهُ لَبَابَةٌ * كَحَاطِبِ لَيْلٍ يَجْمَعُ الرَّذْلَ حَاطِبُهْ.

وَيُوصَفُ المِكْثَارُ بِأَنَّهُ كَحَاطِبِ لَيْلٍ، لِأَنَّهُ رُبَّمَا تَكَلَّمَ بِمَا فِيهِ هَلَاكُهُ.

ولقد أحسن من قال:

احْفَظْ لِسَانَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ * لَا يَقْتُلَنَّكَ إِنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ فِي المَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لِسَانِهِ * كَانَتْ تَخَافُ لِقَاءَهُ الأَقْرَانُ.

وَيُوصَفُ مَنْ يَأْخُذُ كُلَّ مَا سَمِعَ، وَيَطْلُبُ العِلْمَ بِلَا حُجَّةٍ وَلَا دَلِيلٍ، بِأَنَّهُ حَاطِبُ لَيْلٍ.