لقد تعرض وطننا العربي في السنوات الأخيرة لتدمير يكاد يكون
ممنهَجًا.
غير
أنّ الخطير في هذا التدمير، هو أنه لم يقتصر على تدمير الحجر وقتل وتشريد البشر،
بل إنه امتد إلى تدمير الثقة بين الناس على جميع المستويات.
تدمير الثقة بين المرأة
والرجل، بين المرء وزوجه، بين الأخ وأخيه، بين مكونات الشعب الواحد، بين شرائح
المجتمع ومكوناته، بين الحاكم والمحكوم، بين الموالاة والمعارضة السياسية، بين
أجنحة الحزب الواحد، بين أعضاء الحكومة، بين المواطن والحكومة، بين المواطن
والمعارضة، إلخ.
وكان لموريتانيا نصيبُها من
هذه الآفة.
لقد فقدنا الثقة بلغتنا
العربية التي هي وعاء فكرنا وسجل تراثنا، فقدنا الثقة بالعلماء والمفكرين
والمثقفين والكتاب والمدونين، فقدنا الثقة برب الأسرة وبالأسرة نفسها ومكانتها
الاجتماعية، فقدنا الثقة بالمعلِّم وبالتعليم، فقدنا الثقة بالطب وبالطبيب، فقدنا
الثقة بالدواء، فقدنا الثقة بالتاجر، والقائمة طويلة.
نرجو أن يتمكن الرئيس
الموريتاني المنتخب/ محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، من إعادة بناء الثقة
بين الموريتانيين.
ولعل البَلسَمَ الشافي لهذه
العلة، يتجسد في العدل بين المواطنين كافة.
وفقنا الله وإيّاه لما فيه
خير البلاد والعباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق