السؤال:
كيف تُكتَب كلمة "شيء"؟، بنقطتيْن
أم بدونِهما؟
الجواب، والله أعلم:
جاء في القاموس المحيط، في مادة
"شيأ"، ما يأتي:
شِئْتُهُ أَشَاؤُهُ شَيْئًا وَمَشِيئَةً
وَمَشَاءَةً وَمَشَائِيَةً: أَرَدْتُهُ، والاسْمُ: الشِّيئَةُ، كَشِيعَةٍ، وَكُلُّ
شَيْءٍ بِشِيئَةِ اللهِ تعالى. والشَّيْءُ: م، ج: أَشْيَاءُ وَأَشْيَاوَاتٌ
وَأَشَاوَاتٌ وَأَشَاوَى (بفتح الواو وحُكي كسرُها أيضًا)، وَأَصْلُهُ: أَشَائِيُّ
بِثَلَاثِ يَاآتٍ، وَقَوْلُ الجوهرِيِّ: أَصْلُهُ أَشَائِيُّ بِالهَمْزِ، غَلَطٌ لِأَنَّهُ
لَا يَصِحُّ هَمْزُ اليَاءِ الأُولَى لِكَوْنِهَا أَصْلًا غَيْرَ زَائِدَةٍ، كَمَا
تَقُولُ فِي جَمْعِ أَبْيَاتٍ: أَبَايِيتُ، فَلَا تُهْمَزُ اليَاءُ الَّتِي بَعْدَ
الأَلِفِ، وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى أشايا، وحُكِيَ أشْيايا، وأشاوِهُ غَرِيبٌ لِأَنَّهُ
لَيْسَ فِي الشَّيْءِ هَاءٌ، وَتَصْغِيرُهُ: شُيَيْءٌ، لَا شُوَيْءٌ، أَوْ
لُغَيَّةٌ عن إدْرِيسَ بنِ مُوسَى النَّحْوِيِّ. وحكايَة الجوهرِيِّ عن الخَلِيلِ أَنَّ
أَشْيَاءَ فَعْلاءُ، وَأَنَّهَا جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ، كَشَاعِرٍ وَشُعَرَاءَ...
إلى آخره، حِكايَةٌ مُخْتَلَّةٌ ضَرَبَ فِيهَا مَذْهَبَ الخَلِيلِ عَلَى مَذْهَبِ
الأَخْفَشِ، وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَهُمَا. وذلك أَنَّ الأَخْفَشَ يَرَى أَنَّهَا
أَفْعِلَاءُ، وَهِيَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ وَاحِدِهِ المُسْتَعْمَل كشاعر وشعراء
فإنه جمع على غير واحده لأنَّ فاعِلًا لا يُجْمَعُ على فُعَلاءَ. وأمّا الخليلُ
فيرى أنها فَعْلاءُ نائِبَةٌ عن أَفْعَالٍ، وبَدَلٌ منهُ، وجَمْعٌ لواحِدِها
المستعمل وهو شَيْءٌ. وأَمّا الكِسَائِيُّ فيرَى أنها أَفْعَالٌ، كَفَرْخٍ
وأَفْرَاخٍ، تُرِكَ صَرْفُها لِكَثْرَة الاستعمالِ لأنها شُبِّهَتْ بِفَعْلَاءَ في
كَوْنها جُمِعَتْ على أَشْيَاوَاتٍ فَصَارَتْ كَخَضْرَاءَ وَخَضْرَاوَاتٍ (كصحراء
وصحراوات)، فحِينَئِذٍ لَا يَلْزَمُهُ أَنْ لا يَصْرِفَ أَبْنَاءً وَأَسْمَاءً،
كَما زَعَمَ الجوهرِيُّ، لأَنهم لم يَجْمَعُوا أَبْنَاءً وَأَسْمَاءً بالألِف
والتاءِ.
وجاء في كتاب "المرجع في اللغة العربية
لعلي رضا" بخصوص منع "أشياءَ" من الصرف (أي من التنوين)، ما يأتي:
في منع أشياء من الصرف، آرَاءٌ ثلاثةٌ:
1-رأي الخليل بن أحمد وسيبويه، وهو أنها اسم
جمع لا جمع وأصلها: شيئاء، قدمت اللام (أي الهمزة) على الفاء (أي الشين) كراهة
اجتماع همزتيْن بينهما حاجز غير حصين وهو الألف فأصبحت أشياء على وزن لفعاء بدلا
من فعلاء فمنعها من الصرف نظرًا إلى الأصل وأن همزتها الأخيرة زائدة.
ويؤيد هذا الرأي أنها جُمِعت على: أشياوات، كما جُمِعت صحراء على:
صحراوات، وذلك قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ وفي فعلاء الاسمية.
2-مذهب الكِسائي أنها جمْع شيْء، كبيت أبيات،
فوزنها: أفعال، ومنعها من الصرف على توهم أن همزتها زائدة للتأنيث، كحمراء مع أنها
أصلية، كأبناء، كما توهم في معيشة ومصيبة أن ياءهما زائدة، كياء قبيلة، فهمزت في
الجمع وقيل: مصائب ومعائش، والقِياس: مصايِب ومعايِش.
3-مذهب الأخفش والفراء أن أصلها أشياء، جمع
شيء المخفف من شيِّئ على وزن بَيِّن وأبيناء، فوزنها أفْعِلاء، حذفت الهمزة ثم
قلبت كسرة الياء فتحة لمناسبة الألف فصارت أشياء، والمنع من الصرف حينئذ في موضعه.
والجمهور، على مذهب الخليل وسيبويه. انتهى الاستشهاد.
ملحوظة:
الإملاء العربي يختلف عن رسم المُصحَف الشريف في أشياءَ كثيرةٍ.
في رسم
المُصحَف، نجد كلمة "شىء" بدون النقطتين المألوفتيْن في الإملاء الخاص
باللغة العربية،
وينبغي
لنا أن نفرق بين الاثنين (الإمْلاءَيْنِ) فنكتب كلمة "شيء" بنقطتين في
منشوراتنا.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق