31-جاء في القرآن الكريم: (انْتَهُوا خَيْرًا
لَكُمْ)، وجاء أيضًا: (فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ). فعلى مذهب سيبويه والخليل، يكون
لفظ "خَيْرًا" مَفعولًا به لفعل محذوف، والتقدير: انتهوا وأتوا خيرًا
لكم، وآمنوا وأتوا خيرًا لكم.
32-قال طفيل الغنوي:
وبالسَّهْب ميمونُ النقيبة قولُهُ * لملتمس
المعروف أهلٌ ومرحب.
قوله: مبتدأ. و(أهل): خبر، أو (قوله): مبتدأ،
و(أهل): خبر لمبتدأ محذوف. والتقدير: هذا أهلٌ. والجملة: خبر (قوله).
33-قِيل في جمع (أخت) أخوات، وفي جمع (بنت)
بنات، ولم يقل بنوات كأخوات. والأصل واحد، وهو: أخَوٌ وبَنَوٌ، ذلك لأن بعض
المفردات المحذوفة اللام تُرَدُّ إليها لامُها في التثنية أو الجمع، ففي (أخ)
نقول: اخوان وإخوة وأخوات، إذ الأصل أَخَوٌ، وبعضها لا تُرَدّ إليه اللامُ، نحو:
يَدٌ، أصلها يَدَيٌ، وبنت، أصلها بَنَوٌ، ففي التثنية والجمع نقول: يدان وأختان،
وأَيْدٍ وبناتٌ.
34-إذا قلت: إذا خالد نجح فسوف أكافئه، أعربت
(خالد) فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. والتقدير: إذا نجح خالد نجح. وإذا كان
الاسم منصوبا، نحو: إذا خالدًا علَّمت فسوف ينتفع، أعرب مفعولا به لفعل محذوف
يفسره المذكور بعده. والتقدير: إذا علمتَ خالدًا علمت. وإذا قلت: إذا خالدٌ ضُرِبَ
فسوف ينتقم، أعربنا (خالد) نائب فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. والتقدير: إذا
ضُرِبَ خالدٌ ضربَ.
35-لا تجزم (إذا) الشرطية إلّا في الضرورة
الشعرية، نحو:
وإذا دهتك مصيبة فاصبر لها * وإذا تصبْك
خصاصة فتجمّل.
36- (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ
أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ). حَتّى حرف ابتداء.
37-في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى). (إذا) هنا لا تتضمن معنى الشرط، لكنها ظرف متعلق بالقسَم المقدر على
الأرجح. والتقدير: أقسم والليل إذا يغشى.
38-يعطف بعد (هل) بِ (أو) فقط، نحو قوله
تعالى: (هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا)، ولا
يعطف بعدها بِ (أم) إلّا إذا كانت لطلب التعيين، نحو: هل تزوجت بِكرًا أم ثَيِّبًا.
ولا يجوز أن تدخل على جملة اسمية الخبر فيها فعل، لأنها في الأصل تلزم الفعل، فإن
وجد الفعل في متناولها وجب اتصاله بها لفظا لشدة طلبها له. فلا يقال: هل خالدٌ
حضر، بل يقال: هل حضر خالدٌ، وهل خالد حاضِر.
39-قال أبو طالب، يخاطب الرسول صلى الله عليه
وسلم:
ودعوتَني وزعمت أنكَ ناصح * ولقد صدقتَ وكنتَ
ثَم أمينا.
تكون (زَعَمَ) بمعانٍ كثيرة، فتكون بمعنى
اليقين عند المخاطب-كما جاء في البيت السابق-وتكون بمعنى الاعتقاد، نحو قوله
تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا)، وتكون بمعنى الرُّجْحان أو الشك فيما يرجح كذبه،
فإذا قلت: زَعَمَ اليهودُ كذا، فكأنك قلتَ (كَذَبُوا). والقرينة وحدها هي التي
تحدد معنى (زَعَمَ) والغرضَ منها.
40-رَأَى
القلبِيّة التي بمعنى اعْتَقَدَ وَتَيَقَّنَ، أو بمعنى ظَنَّ (ومثلها الحُلُميّة
أي المنامِيّة وهي التي لا يصيبها إلغاء ولا تعليق)، تَنصِب مفعوليْن، نحو قوله
تعالى: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا)، فمعنى يرونه (هنا):
يَظنّونَه، ومعنى نَرَاه: نَجْزِمُ ونُوقِنُ، فالهاء في كليهما مفعول أول، وبعيدًا
وقريبًا: كل منهما مفعولٌ ثانٍ. وإذا كانت (رَأَى) بمعنى أبصَرَ بعينه، فإنها
تنصِب مفعولًا به واحدًا، وإذا وُجِدَ مَفعولٌ ثانٍ، أُعرِبَ حَلًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق