يُنصَبُ المُضارعُ إذا سَبَقه أحَدُ النَّواصِبِ، وهِيَ أَربعةُ أحرُفٍ:
أَنْ، لَنْ، كَيْ، إِذَنْ، نحو: أُرِيدُ أَنْ أَنْجَحَ، لَنْ أَرْضَى، جِئْنَ كَيْ
يَتَعَلَّمْنَ، إِذَنْ اُكْرِمَكَ جَوَابًا لِمَنْ قَالَ: سَأَزُورُكَ. وجميعُ هذه
الحروفِ تُخَصِّصُ المُضارعَ للاستقبالِ.
فَأَنْجَحَ: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَنْصُوبٌ، وعلامَةُ نَصْبهِ الفتحةُ
الظاهرةُ (فهوَ منصوبٌ لَفْظًا). وأَرْضَى: فِعْلٌ مُضارعٌ منصوبٌ، وعلامةُ نصبهِ
الفتحةُ المُقَدَّرَةُ على الألِفِ للتعذُّرِ (فهوَ منصوبٌ تَقْدِيرًا).
ويَتَعَلَّمْنَ: فِعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ على السكونِ، لاتصالهِ بنونِ النِّسْوَةِ في
مَحَلِّ نَصْبِ بِكَيْ (فهوَ منصوبٌ مَحَلًّا).
أَنْ:
حرْفٌ مَصْدريٌّ وحَرْفُ نَصْبٍ واستقبالٍ، وإِنَّمَا سُمِّيتْ مَصْدَرِيَّةً
لأنَّها تُسْبَكُ مع الفعلِ بعدها فيتألف منهما مصدرٌ له مَحَلٌّ مِن الإعرابِ،
نحو قولِهِ تعالَى: "يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ"،
والتَّقْدِيرُ: يُرِيدُ اللَّهُ التَّخْفِيفَ عنكم.
وإذا وَقَعَتْ "أَنْ" بَعْدَ فِعْلِ يَقِينٍ، كَعَلِمَ وَرَأَى
وَوَجَدَ وغَيْرِها، وَجَبَ رَفْعُ الْفِعْلِ المُضارعِ الواقعِ بعدها لأنّها
تكونُ حِينَئِذٍ مُخَفَّفَةً مِنَ الثَّقِيلَةِ، كقولِهِ تعالى: "عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى"، أي أنَّه سيكونُ منكم مرضَى، فإِنْ مخففة مِن "أَنَّ"
وليستْ ناصبةً للفعلِ المضارعِ واسْمُها ضَمِيرُ الشَّأْنِ مَحْذُوفٌ كما رأيْنا.
وإذا وقعتْ "أَنْ" بعدَ ظَنٍّ ونَحْوِهِ مِن أَفْعَالِ الرُّجْحَانِ
(ظَنَّ، خَالَ، حَسِبَ)، جَازَ فِي الفعلِ بَعدَها:
1-النَّصْبُ على أنّها مِن نواصِبِ المضارعِ، كقولِهِ تعالى: "وَحَسِبُوا
أَن لَّا تَكُونَ فِتْنَة"
2-الرَّفْعُ على أنَّهَا مُخَفَّفَةٌ مِن الثَّقِيلَةِ ، وقُرِئَت الآيةُ
الكريمةُ: "وَحَسِبُوا أَن لَّا تَكُونُ فِتْنَة". وَيُرَجَّحُ النصْبُ
عند عدَمِ وُجودِ فاصِلٍ بَيْنَ "أَنْ" والفِعلِ، كقوله تعالى:
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا". ويَتَعَيَّنُ الرفْعُ عندما يَقعُ
بين "أَنْ" والفعلِ فَاصِلٌ غير "لَا" كَقَدْ، والسِّينِ،
وسَوْفَ، نحو: ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ يَنْجَحُ خَالِدٌ. حَسِبْتُ أَنْ سَيَفُوزُ خَالِدٌ. خِلْتُ أَنْ سَوْفَ تَذْهَبُ إِلَى الحَفلَةِ.
لَنْ:
حَرْفُ نَفْيٍ ونَصْبِ واسْتِقْبَالٍ، نحو: لَنْ أُقَصِّرَ فِي خِدْمَةِ
وَطَنِي.
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ لعلي رضا. دار الفكر).
ملحوظة:
التَّتِمَّةُ في دَرْسِ لاحِقٍ، إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق