إِذَنْ:
هِيَ حَرْفُ جَوَابٍ وجَزَاءِ ونَصْبِ واسْتِقْبالٍ، نحو: إِذَنْ تَنْجَحَ،
جَوَابًا لِمَنْ قال: سَأَجْتَهِدُ. وسُمِّيَتْ بذلك لأنها تَقَعُ جَوابًا وجَزاءً
لكلامٍ سابِقٍ.
وهيَ لا تَنْصِبُ إلّا بثلاثةِ شروطٍ:
1-إذا كانتْ في صَدْرِ الجوابِ الذي يُجابُ به، فيجِبُ رَفْعُ الفِعلِ في مثلِ:
خَالِدٌ إِذَنْ يُكْرِمُكَ.
2-أن تكون متّصِلَةً بالفعلِ.
3-أن يكون هذا الفعلُ مستقبَلًا، نحو: إِذَنْ أُكَافِئَكَ، جَوَابًا لِمَنْ قال: سَأَجْتَهِدُ. وقد اجتمعَتْ في
المِثالِ الشروطُ الثلاثةُ، فَإِذَنْ: مصدرة (احتلتْ صدرَ الكلام)، ومتصلة بالفعل،
والفعل في المثالِ يدلُّ على المستقبَلِ فَلوْ دلَّ على الحالِ لَوَجَبَ رَفعُهُ.
وقد أَجازوا الفصْلَ بينها وبيْنَ الفعلِ بِ"لَا" النّافيةِ،
نحو: إِذَنْ لَا أَتَأَخَّرَ عَنْ مساعدَتِكَ. وبِ"الْقَسَمِ"، نحو:
إِذَنْ وَاللَّهِ أُكافئَكَ، أَوْ بِهِمَا مَعًا، نحو: إِذَنْ
وَاللَّهِ لَا أَتَأَخَّرَ. وقد أجاز بعضُهم الفصْلَ بين إِذَنْ والفِعلِ ب"النِّدَاءِ"
والظَّرْفِ والجارِّ والمَجْرُورِ، نحو: إِذَنْ يافلان تَنْجَحَ، جَوابًا لِمَن
قال: سَأَجْتَهِدُ. ونحو: إِذَنْ يوم الجمعة أزُورَكَ. ونحو: إِذَنْ-بالاجتهادِ-تَبْلُغَ
الْمَجْدَ.
وإذا سَبَقت "إِذَنْ" الواوُ أَوْ الفاءُ
جَازَ رَفْعُ المضارعِ بعدَها أَوْ نَصْبُهُ، والرفْعُ هو الغالِبُ.
وإذا قلتَ: إِنْ تَجْتَهِدْ تَفُزْ وَإِذَنْ
تَفْرَحْ، جَزَمْتَ "تَفْرَحْ" عَطْفًا على جَوَابِ الشَّرْطِ "تَفُزْ"
وتُلْغِي "إِذَنْ" كأنها لم تكن، ويكون التقديرُ: إِنْ تَجْتَهِدْ
تَفُزْ وتَفْرَحْ، ذلك لأنها لَمْ تَحْتَلَّ صَدْرَ الكلامِ، أَمَّا كتابتها:
فالمشهور أن تُكتَبَ بالنّونِ مُطْلَقًا (إِذَنْ)، وقِيلَ تُكتَب بالنونِ إذا كانت
ناصِبةً للمضارعِ وبالألِف منونةً (إِذًا) إذا كانت مهملَةً، وفي الحاليْنِ تُبدل
نونُها أَلِفًا عند الوقْفِ.
كَيْ:
حَرْف مصدريّ وحرف نصْب واستقبال، وهي كَ"أَنْ"
تُسْبَكُ مع ما بعدَها فيكون منهما مَصْدَرٌ، نحو: جِئْتُ لِكَيْ أَسْتَفِيدَ،
والتقدِيرُ: جِئْتُ لِلاسْتِفَادَةِ.
وهيَ في الغالِبِ متصلة بلامِ الجَرِّ-كما رأينا-فإن
لم تكن متصلة بها فلا تقدّر تقديرًا، ففي قولِكَ: جِئْتُ كَيْ أَتَعَلَّمَ،
التقدِيرُ: جِئْتُ للتعلُّمِ، بتقديرِ لامِ جَرٍّ قَبْلَ "كَيْ".
يتبع...
(المرجع في اللغة العربية، بتصرف/ لعلي رضا).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق