في: أسرار العربية.
فِي الجَمْعِ بَيْنَ شَيْئَيْنِ اثْنَيْنِ،
ثُمَّ ذِكْر أَحَدِهِمَا فِي الكِنَايَةِ دُونَ الآخَرِ وَالمُرَاد بِهِ
كِلَاهُمَا مَعًا:
مِنْ سُنَنِ العَرَبِ أَنْ تَقُولَ:
"رَأَيْتُ عَمْرًا وَزَيْدًا وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ"، أَيْ عَلَيْهِمَا.
قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ) 34/
التوبة.
وَتَقْدِيرُ الكَلَامِ: وَلَا يُنْفِقُونَهُمَا
فِي سَبِيلِ اللهِ.
وقال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ
لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا) 11/ الجمعة.
وَتَقْدِيرُهَ: انْفَضُّوا إِلَيْهِمَا.
وقال جَلَّ جَلَالُهُ: (وَاللهُ وَرَسُولُهُ
أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) 62/ التوبة.
وَالمُرَادُ: أَنْ يُرْضُوهُمَا.
فِي جَمْعِ اثْنَيْنِ مِنْ شَيْئَيْنِ:
مِنْ سُنَنِ العَرَبِ، إِذَا ذَكَرَتِ
اثْنَيْنِ أَنْ تُجْرِيَهُمَا مجْرَى الجَمْعِ، كَمَا تَقُولُ عِنْدَ ذِكْرِ
العُمَرَيْنِ وَالحَسَنَيْنِ: "كَرَّمَ اللهُ وُجُوهَهُمَا".
وكما قال عَزَّ ذِكْرُهُ: (إِنْ تَتُوبَا
إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) 4/ التحريم.
وَلَمْ يَقُلْ: قَلْبَاكُمَا.
وكما قال عَزَّ وَجَلَّ: (وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) 38/ المائدة.
وَلَمْ يَقُلْ: يَدَيْهِمَا.
فِي جَمْعِ الفِعْلِ عِنْدَ تَقَدُّمِهِ عَلَى
الاسْمِ:
رُبَّمَا تَفْعَلُ العَرَبُ ذَلِكَ،
لِأَنَّهُ الأَصْلُ. فتقول: جَاؤُونِي بَنُو فُلَانٍ، وَأَكَلُونِي البَرَاغِيثُ.
وقال الشاعر:
رَأَيْنَ الغَوَانِي الشَّيْبَ لَاحَ
بِعَارِضِي * فَأَعْرَضْنَ عَنِّي بِالخُدُودِ النَّوَاضِرِ.
وقال آخَرُ:
نَتَجَ الرَّبِيعُ مَحَاسِنًا *
أَلْقَحْنَهَا غُرُّ السَّحَائِبِ.
وفي القرآن الكريم: (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى
الَّذِينَ ظَلَمُوا) 3/ الأنبياء.
وقال جَلَّ ذِكْرُهُ: (ثُمَّ عَمُوا
وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) 71/ المائدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق