السبت، 27 يوليو 2019

مقتطفات مختارة من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي (278):



في: أسرار العربية.

فِي الجَمْعِ بَيْنَ شَيْئَيْنِ اثْنَيْنِ، ثُمَّ ذِكْر أَحَدِهِمَا فِي الكِنَايَةِ دُونَ الآخَرِ وَالمُرَاد بِهِ كِلَاهُمَا مَعًا:

مِنْ سُنَنِ العَرَبِ أَنْ تَقُولَ: "رَأَيْتُ عَمْرًا وَزَيْدًا وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ"، أَيْ عَلَيْهِمَا.

قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ) 34/ التوبة.
وَتَقْدِيرُ الكَلَامِ: وَلَا يُنْفِقُونَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ.

وقال تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا) 11/ الجمعة.
وَتَقْدِيرُهَ: انْفَضُّوا إِلَيْهِمَا.

وقال جَلَّ جَلَالُهُ: (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) 62/ التوبة.
وَالمُرَادُ: أَنْ يُرْضُوهُمَا.

فِي جَمْعِ اثْنَيْنِ مِنْ شَيْئَيْنِ:

مِنْ سُنَنِ العَرَبِ، إِذَا ذَكَرَتِ اثْنَيْنِ أَنْ تُجْرِيَهُمَا مجْرَى الجَمْعِ، كَمَا تَقُولُ عِنْدَ ذِكْرِ العُمَرَيْنِ وَالحَسَنَيْنِ: "كَرَّمَ اللهُ وُجُوهَهُمَا".

وكما قال عَزَّ ذِكْرُهُ: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) 4/ التحريم.
وَلَمْ يَقُلْ: قَلْبَاكُمَا.

وكما قال عَزَّ وَجَلَّ: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) 38/ المائدة.
وَلَمْ يَقُلْ: يَدَيْهِمَا.

فِي جَمْعِ الفِعْلِ عِنْدَ تَقَدُّمِهِ عَلَى الاسْمِ:

رُبَّمَا تَفْعَلُ العَرَبُ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ الأَصْلُ. فتقول: جَاؤُونِي بَنُو فُلَانٍ، وَأَكَلُونِي البَرَاغِيثُ.
وقال الشاعر:
رَأَيْنَ الغَوَانِي الشَّيْبَ لَاحَ بِعَارِضِي * فَأَعْرَضْنَ عَنِّي بِالخُدُودِ النَّوَاضِرِ.
وقال آخَرُ:
نَتَجَ الرَّبِيعُ مَحَاسِنًا * أَلْقَحْنَهَا غُرُّ السَّحَائِبِ.

وفي القرآن الكريم: (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) 3/ الأنبياء.

وقال جَلَّ ذِكْرُهُ: (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) 71/ المائدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2784):

  29291- مُلَازِمٌ/ لَازِمٌ (صِفَةٌ): inhérent . مَسْؤُولِيَّةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِوَظِيفَةٍ: responsabilité inhérente à une fonction . تَلَاز...