في: أسرار العربية.
في إِجرَاءِ ما لا يعقلُ ولا يَفْهَمُ مِنَ
الحَيَوَانِ مَجْرَى بَنِي آدَمَ:
ذلك مِن سُنَنِ العَرَبِ. كما تقول:
"أَكَلَونِي البَرَاغِيثُ".
وكما قال عَزَّ وَجَلَّ:
(يَا
أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ) 18/ النمل.
وكما قال سُبحانهُ وتَعَالَى:
(وَاللهُ
خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى
أَرْبَعٍ) 45/ النور.
ويقال، إنه قال ذلكَ تَغْلِيبًا لِمَنْ يمشي
على رِجْلَيْنِ، وَهُمْ بَنُو آدَمَ.
وَمِنْ سُنَنِ العَرَبِ تَغْلِيبُ مَا
يَعْقِلُ، كَمَا يُغَلَّبُ المُذَكَّرُ عَلَى المُؤَنَّثِ إِذَا اجْتَمَعَا.
في الرجوع عن المُخَاطَبة إلى الكِنايَة ومِن
الكِنايَة إلى المُخَاطَبة:
العَرَبُ تَفْعَلُ ذلك، كما قال النابغة:
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ
* أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الأَمَدِ.
فقالَ: يَا دَارَ مَيَّةَ، ثُمَّ قال: أَقْوَتْ
(أي: خَلَتْ مِن أهلِها).
وكما قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:
(حَتَّى إِذَا
كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحِ طَيِّبَةٍ) 22/ يونس.
فقال: "كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ"،
ثُمَّ قال: "بِهِمْ".
وكما قال عَزَّ وَجَلَّ:
(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ).
فَرَجَعَ مِنَ الكِنَايَةِ إِلَى
المُخَاطَبَةِ. كَمَا رَجَعَ فِي الآيَة المُتَقَدِّمَةِ، مِنَ المُخَاطَبَةِ
إِلَى الكِنَايَةِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق