الثلاثاء، 9 فبراير 2021

أفعال المدح والذم:

 


نِعْمَ، وَبِئْسَ، وَسَاءَ، وَحَبَّذَا وَلَا حَبَّذَا:

نعْمَ وَبِئْسَ، فعلان جامدان، أحدهما وهو "نعم" لإنشاءِ المدْح، والثاني لإنشاءِ الذم، نحو: نِعْمَ القَائِدُ خَالِدٌ، وَبِئْسَ الرَّجُلُ سَلِيمٌ. وهما ملازمان للمضي، لا يتصلان بضمير، ولا يلحقهما أيّ تغيير. وهما، بخلاف بقية الأفعال، يتطلبان اسما مخصوصا بالمدح أو بالذم، وهذا الاسم في المثالين السابقين "خالدٌ وسليمٌ". كما يتطلبان فاعلا، وهو في المثالين "القائد والرجل".

فاعلهما:

1-يكون فاعل "نعم وبئس" إما معرفا بأل الجنسية أي التي تستغرق الجنس كله وتشمَله، نحو: نعم الطالبُ وحيدٌ، أو مضافا إلى ما فيه أل، نحو: بِئْسَ رَفِيقُ الطَّالِبِ خَالِدٌ، أو مضافا إلى مضاف إلى ما فيه أل، نحو: نِعْمَ ابْنُ خَالِ المُعَلِّمِ وَحِيدٌ.

2-يكون فاعل "نعم، وبئْسَ" ضميرًا مستترًا وجوبًا مميزًا إمّا بنكرة منصوبة على التمييز، نحو: نِعْمَ طَالِبًا خَالِدٌ، إِمّا بلفظ "ما"، نحو: نعم ما خالدٌ.

فالفاعل في الجملتين الأخيرتين ضمير مستتر جوازًا تقديره "هو"، طالبا تمييز منصوب، أو ما نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز.

وإذا كان الفاعل اسمًا ظاهرًا لا ضميرًا، فلا يؤتى بالتمييز إلّا إذا كان لمجرد التأكيد، نحو: نِعْمَ الرَّجُلُ رَجُلًا خَالِدٌ، فرجلا تمييز منصوب للرجل أتي به للتوكيد.

ويجوز إدغام ميم "ما" بميم "نعم"، وحينئذ تكسر عين "نعم" وتشدد الميم، فتقول: نِعِمَّا خَالِدٌ.

المَخْصُوصُ بالمدح أو بالذم:

المخصوص بالمدح أو بالذم هو الاسم المقصود بهما ولا يكون إلّا معرفة-كما مر-أو نكرة مفيدة، نحو: نِعْمَ الطَّالِبُ طَالِبٌ، يَحْتَرِمُ رِفَاقَهُ (طالب هو الاسم المخصوص بالمدح، وهو نكرة ولكنها مفيدة لأنها موصوفة بجملة نِعْمَ رفاقه)، وهو يذكر بعد فاعل "نعم وبئس، نحو: يحترم الخليفة عمر، فعمر هو المخصوص بالمدح.

يعرب الاسم المخصوص مبتدأ والجملة قبله خبره، أو خبر لمبتدأ محذوف وُجوبًا تقديره: الممدوح عمر، أو هو عمر.

وإذا تقدم المخصوص على فعل المدح أو الذم، أصبح مبتدأ لا غير وما بعده خبر، نحو: عُمَرُ نِعْمَ الخَلِيفَةُ.

وقد يحذف المخصوص إذا دل عليه دليل مما سبقه، وكذلك بعد "ما"، نحو قوله تعالى: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ العَبْدُ) (أي أيوب)، ونحو: شكرته شكرا نعما، أي نِعِمَّا الشُّكْرُ.

ولا يجوز تقديم المخصوص على فاعل "نعم" أو "بئس"، فلا يقال: نِعْمَ خَالِدٌ الرَّجُلُ، بدلًا من: نِعْمَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، إنما يجوز تقديم المخصوص على الفعل فيصبح مبتدأ لا غير، نحو: العِلْمُ نِعْمَ المُقْتَنَى، وحينئذ لا لزوم لمجيء اسم مخصوص بعده.

سَاءَ:

كل ما قِيلَ في "نعم، وبئس" يصح في "سَاءَ"، نحو: سَاءَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، وهو جامد مثلهما ويطلب فاعلا كفاعلهما بشروطه، ومثله ما كان على وزن "فُعُلَ"، نحو: ظَرُفَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، خَبُثَ الطَّالِبُ سَلِيمٌ.

وقد يجر فاعله بالباء الزائدة، كقول الطرماح:

حُبَّ بالزَّور الذي لا يُرَى * منه إلّا صَفحةٌ أو لِمام.

الزَّوْرُ: الزائر، والصفحة: الجانب، واللِّمام: جمع اللِّمة وهي الشعر يجاور شحمة الأذن. والمعنى: مَا أَجْمَلَ الزَّائِرَ السَّرِيعَ التَّرَحُّلِ ! وأصله: حَبُبَ الزَّوْرُ فزاد الباء، وضم الحاء لأنه يجوز أن تفتح فيه الحاء "حَبَّ" أو أن تنقل ضمة الحرف الأوسط إلى الحرف الأول "حُبَّ".

حَبَّذَا وَلَا حَبَّذَا:

الأول بمعنى "نِعْمَ"، والثاني بمعنى "بِئْسَ"، نحو قول الشاعر:

ألا حَبَّذَا عاذري في الهوى * ولَا حَبَّذَا الجاهلُ العاذِلُ.

فالأولى تُشعِر بأن الممدوحَ محبوبٌ وقريبٌ من النفس، وهي مؤلفة من "حَبَّ" فعل ماض جامد مبني على الفتح، و"ذَا" اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل "حَبَّ". وإذا أريد الذمُّ، جِيءَ بلا حبّذا، نحو: لَا حَبَّذَا المُقَصِّرُ، ولا يجوز تقديم الاسم المخصوص عليهما أبدا ولا التمييز، فلا يقال: خَالِدٌ حَبَّذَا، ولا: رَجُلًا حَبَّذَا خَالِدٌ. ويجب في "ذا" أن يكون فاعل (حب" بلفظ الإفراد والتذكير أيا كان المخصوص، مذكرًا أو مؤنثًا، مفردًا أو مثنًّى أو جمعًا.

إذا حذف اسم الإشارة من "حبذا" جعل المخصوص فاعلا، نحو: حُبَّ/ حَبَّ فَنُّ الرَّسْمِ، ويجوز أن يجر بباء زائدة، نحو: حبَّ بِفَنِّ الرَّسْمِ، فيكون مجرورًا لفظًا مرفوعًا مَحَلًّا على الفاعلية-كما مر-ويجوز أن يقع بعد "حبذا" نكرة منصوبة على التمييز لإزالة الإبهام في اسم الإشارة، نحو: حَبَّذَا رَجُلًا خَالِدٌ. كما يجوز أن تقع الحال، نحو: حَبَّذَا خَالِدٌ دَارِسًا، وتقدم فتقول: حَبَّذَا دَارِسًا خَالِدٌ.

ويجوز حذف مخصوص "حبذا" كما في مخصوص "نعم"، وإذا اقترنت "ذا" الإشارية بحب وجب فتح الحاء.

ولا يجوز أن تدخل على مخصوص "حبذا" نواسخ الابتداء والخبر، وهي: كان وأخواتها، وظن وأخواتها (أفعال القلوب)، وإنّ وأخواتها، فلا يقال: حبذا طالبا كان سليم.

ما يلحق بنعم وبئس:

يؤذي كل فعلٍ معنًى خاصًّا به، فالأفعال: نجح، كرم، عظم، يدل كل منها على معنى خاص وهو النجاح والكرم والعظمة، وهذا المعنى خالٍ-كما هو واضح-من معاني المدح أو الذم أو التعجب. ولكن هذه الأفعال قد تؤدي معاني المدح أو الذم والتعجب مع معناها الخاص، وتفترق عن "نِعْمَ، وَبِئْسَ" إذْ يدلان على المدح أو الذم خالييْن من التعجب، فإذا قلت: فَهُمَ الطَّالِبُ سَالِمٌ، وقلت في الذم: خَبُثَ السَّارِقُ سَعِيدٌ فكأنك قلت: نِعْمَ الفَاهِمُ سَالِمٌ، وَبِئْسَ السَّارِقُ سَعِيدٌ- مع دلالته على معناه الأصلي والتعجُّب، ولهذا يطبق على الفعل الثلاثي-غير المضعف بعد تحويله إلى "فَعُلَ" جميع ما يطبق على "نِعْمَ، وَبِئْسَ"، ويجب أن يتوفر شرطان في الفعل حتى يدل على المدح أو الذم مع التعجَّب فوق تأديته معناه الخاص:

أولًا: يجب أن يكون مستوفيا شروط صِياغة التعجُّب.

ثَانيًا: أن يكون على وزن "فَعُلَ"، نحو: عَظُمَ، كَرُمَ، حَسُنَ، فإذا لم يكن في الأصل على هذا الوزن، نحو: فَهِمَ، جُعِلَ: فَهُمَ، بَرَعَ: بَرُعَ، جَهِلَ: جَهُلَ.

ويلاحظ أنّ كل ثلاثي مضموم العين لا يكون إلّا لازمًا، فإذا حولنا فعلا ثلاثيا من صيغته الأصلية إلى صيغة "فَعُلَ" أصبح لازمًا وجامِدًا لا مضارع له ولا أمر ولا مشتقات أخرى.

وإذا كان الفعل معتل الآخِر، مثل: رَمَى، وَغَزَا، وَرَضِيَ، قلبت آخِره واوًا عند نقله إلى باب "فَعُلَ"، نحو: رَمُوَ، وَغَزُوَ، وَرَضُوَّ.

وإن كان معتلَّ العيْن، نحو: جَادَ، طَارَ، سَاءَ، بقي على حاله.

ويجوز أنْ تُسَكَّنَ العينُ، فتقول: ظُرْفَ خَالِدٌ حَدِيثًا، ونحو قول الشاعر:

لا يمنع الناسُ مني ما أردت ولا * أعطيهمُ ما أرادوا حُسْنَ ذا أدبا.

الواو هنا للمعية، وكان ينبغي فتح الياء في "أعطيَهم" وبقيت ساكنة لضرورة الوزن.

إن الشاعر يقول ذلك في معرض التعجُّب الإنكاريّ، فينكر على نفسه أن يعينه الناس ولا يعينهم، وهذا دليل على أن ما يجري مجرى "نعم وبئس" يفيد التعجُّبَ كما يفيد المدحَ.

وما يلحق بنِعْمَ وَبِئْسَ من وزن "فَعَلَ" جامد مثلهما-كما أسلفنا-وفاعله كفاعلهما، غير أنه يمكن أن يأتي خاليًا من "أل"، نحو: عَظُمَ خَالِدٌ.

كما يجوز أن يكون الفعل بلفظ واحد للجميع، نحو: المُجْتَهِدَةُ حَسُنَ فَتَاةً، والمُجْتَهِدَانِ حَسُنَ فَتَيَيْنِ، وَالمُجْتَهِدُونَ حَسُنَ فِتْيَانًا، وَالمُجْتَهِدَاتُ حَسُنَ فَتَيَاتٍ، وهكذا... كنِعْمَ وَبِئْسَ تَمَامًا.

كما يجوز أن تقول: المُجْتَهِدَةُ حَسُنَتْ فَتَاةً، وَالمُجْتَهِدَانِ حَسُنَا فَتَيَيْنِ، وهذا لا يجوز في "نِعْمَ وَبِئْسَ"، إلّا في تأنيث الفعل بالنسبة إلى الفاعل، فتقول: نِعْمَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، وَنِعْمَتِ المَرْأَةُ عَائِشَةُ أَوْ نِعْمَ المَرْأَةُ عَائِشَةُ.

ويمكن جر هذه الأفعال بالباء الزائدة إنْ كان اسمًا ظاهرًا، فيكون مجرورًا لفظًا مرفوعًا مَحلًّا، نحو: حَسُنَ بِالصَّدِيقِ مُصَاحَبَةً؛ أَيْ حَسُنَ الصَّدِيقُ مُصَاحَبَةً.

وإذا كان فاعل هذه الأفعال ضميرًا، صح رجوعه إلى شيء سابق فيطابقه وُجُوبًا، أو إلى التمييز المتأخر عنه فلا يطابقه، نحو: أَخُوكَ حَسُنَ رَفِيقًا، ففي الفعل "حَسُنَ" ضمير يصح رجوعه على "أَخُوكَ" المتقدم، أو على التمييز "رَفِيقًا" المتأخر عنه، ففي رجوعه السابق تجب المطابقة، فتقول: أَخَوَاكَ حَسُنَا رَفِيقَيْنِ، إِخْوَتُكَ حَسُنُوا رِفَاقًا، أُخْتُكَ حَسُنَتْ رَفِيقَةً، أُخْتَاكَ حَسُنَتَا رَفِيقَتَيْنِ، أَخَوَاتُكَ حَسُنَّ رَفِيقَاتٍ، وعند عودته إلى التمييز المتأخر فلا مطابقة، بل يبقى مفردًا مذكرًا كما هو الحال في فاعل "نِعْمَ وَبِئْسَ" إذا كان ضميرًا مستتِرًا، فتقول في كل الأمثلة التي وردت "حَسُنَ".

والثلاثي المضعف يبقى على حاله، نحو: شَدَّ المُنَاضِلُ مُكَافِحًا. ويمكن حذف الفتحة من أول الفعل لتحل مكانها الضمة التي في عين الفعل، فتقول: شُدَّ المُنَاضِلُ (أَوْ شُدَّ بِالمُنَاضِلِ) مُكَافِحًا، وَحُبَّ الجُنْدِيٌّ (أَوْ حُبَّ بِالجُنْدِيِّ) بَطَلًا.

فوائدُ:

1-إن "ما" الواقعة بعد "نِعْمَ" ثلاثة أنواع:

أ-مفردة ليس بعدها شيء، نحو: شَكَرْتُهُ شُكْرًا نِعِمَّا، وهي هنا معرفة تامة في محل رفع فاعل والمخصوص محذوف، أي نِعْمَ الشَّيْءُ الشُّكْرُ.

ب-متلوة بمفرد، نحو: نِعِمَّا هِيَ، وهي هنا معرفة تامة في محل رفع فاعل وما بعدها هو المخصوص، أَيْ نِعْمَ الشَّيْءُ هِيَ، ولك أن تعتبرها تمييزًا أيضًا وهو المرجح.

ج-متلوة بجملة فعلية، نحو: (نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ)، فما نكرة في موضع نصب على التمييز موصوفة بالجملة بعدها، والمخصوص محذوف، أَيْ نِعْمَ شَيْئًا يَعِظُكُمْ بِهِ ذَلِكَ القَوْلُ، وجاز أن تكون فاعلا والجملة بعدها صفة لمخصوص محذوف، والتقدير: نِعْمَ الشَّيْءُ شَيْءٌ يَعِظُكُمْ بِهِ.

2-بعض النحاة يجيز اعتبار "ما" بعد "نعمَ وبئسَ وساءَ" اسما موصولا مبنيا على السكون في محل رفع فاعل "نعم" والجملة بعدها صلة.

3- تؤكد "حَبَّذَا" توكيدا لفظيا، كقول الشاعر:

ألَا حبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا * حَبِيبًا تَحَمَّلْتَ مِنْهُ الأَذَى.

4-أرى من الأفضل اعتبار "ما" في جميع الحالات نكرةً تامّةً في محل نصب على التمييز، وإراحة الأذهان من جهد لا طائل تحته بتاتا ولا فائدة ترجى منه، فإذا كان ما بعد "ما" جملة أعربت هذه الجملة صفة لما، وعسى أن يستساغ هذا الرأي فنريح الدارسين من هذا العناء المضني.

5-ينبغي أن يكون المخصوص بالمدح أو الذم من جنس فاعل "نِعْمَ وَبِئْسَ" لأنه إذا لم يكن من جنسه لم يكن به تعلق، ففي قولك: نِعْمَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، خالد من جنس الرجال.

6- يَا حَبَّذَا خَالِدٌ: يَا: حرف تنبيه (أو حرف نداء) والمنادى محذوف، تقديره: يَا قَوْمُ حَبَّذَا خَالِدٌ.

7-أصل "نِعْمَ" نَعِمَ، وأصل "بِئْسَ" بَئِسَ، فلما نقلا لغرض المدح والذم جمدا فلم يتصرفا، وَسَاءَ يَسُوءُ: قَبُحَ، فلما نقل إلى الذم جمد أيضًا فلم يتصرف كما لم تتصرف "بِئْسَ".

وأجاز بعضهم قيام الاسم الموصول مقام فاعل "نعم أو بئس" فيكون هو الفاعل، نحو: نِعْمَ الَّذِي يَفْعَلُ الخَيْرَ خَالِدٌ، وَبِئْسَ مَنْ يُقَصِّرُ فِي حَقِّ وَطَنِهِ سَلِيمٌ.

8- يجوز أن يتصل المخصوص في "نعم وبئس" بنواسخ المبتدأ والخبر، نحو: كَانَ خَالِدٌ نِعْمَ المُعَلِّمُ، وَنِعْمَ الرَّجُلُ ظَنَنْتُ سَعِيدًا. فجملة نعم المعلم في محل نصب خبر كان وسعيدا المفعول الأول لِظَنَّ وجملة "نعم الرجل" في محل نصب مفعول ثان لظنَّ، وخالد  وسعيد في المثالين هما المخصوصان بالمدح ولكنهما أعربا حسَب موضعهما في الجملة.

9- يشترط في تمييز الضمير الواقع بعد "نعم أو بئس" أن يكون قابلا لِ "أَلْ" لأنه محول عن فاعل مقترن بها، ففي قولك: نِعْمَ رَجُلًا خَالِدٌ، الأصل: نِعْمَ الرَّجُلُ خَالِدٌ، ولهذا فإنّ "مِثْلَ أَوْ أَيَّ أَوْ غَيْرَ" لا تصلح أن تقع تمييزا لأنها لا تقبل "أَلْ".

10- إن كلمة "ما" أو "مَنْ"، نحو: نِعْمَ مَا تَفْعَلُهُ، ونحو: نِعْمَ مَنْ تَشْكُرُهُ، الواقعتيْن بعد "نعم وبئس" تعربان في محل نصب على أنهما تمييز للضمير المستتر في "نعم وبئس" ، وقيل إنَّ كُلًّا منهما فاعل، وفي "ما" يقول ابنُ مالك:

وَمَا مُمَيِّزٌ وَقِيلَ فَاعِلُ * فِي نَحْوِ نِعْمَ مَا يَقُولُ الفَاضِلُ.

و "مَنْ " هنا موصولية أو نكرة تامة، أو نكرة موصوفة، أي نِعْمَ الَّذِي تَشْكُرُهُ أَوْ نِعْمَ شَخْصًا تَشْكُرُهُ.

11- مَرَّ بنا أن الاسم المخصوص بالمدح أو بالذم يمكن أن يعرب مبتدأ مؤخرًا خبره الجملة المؤلفة من فعل المدح أو الذم وفاعلهما، أو أن يعرب خبرا لمبتدأ محذوف تقديره "هُوَ"، نحو: نِعْمَ الخُلُقُ الإِحْسَانُ، فالإحسان مبتدأ مؤخر وجملة "نِعْمَ الخُلُقُ" في محل رفع خبر له، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الإحسان.

وهناك إعراب قديم آخَرُ هو خير منهما، فقد أعربوا الاسم المخصوص بدلا من فاعل "نعم أو بئس" فيكون الإحسان في الجملة السابقة بدلا من الخُلُق؛ بدل كل من كل، وهو إعراب سهل وصحيح وَحَبَّذَا لو أخذ به النحويون.

12- حَبَّذَا الإخلاصُ: حَبَّ، فعل ماض جامد لإنشاء المدح، و"ذا" الإشارية فاعله، والإخلاص مبتدأ مؤخَّر، وجملة "حبذا" خبره، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير هو الإخلاص، ولكن لا يجوز أن تعرب بدلا من فاعل "حَبَّ".

(المرجع، بتصرف: المرجع في اللغة العربية. لعلي رضا. دار الفكر).

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2403):

  25491- مُسَاهَمَةٌ (إِسْهَامٌ، مُشَارَكَةٌ، اشْتِرَاكٌ): une participation, une contribution, un apport . مُسَاهَمَةٌ فِي نَفَقَاتٍ: parti...