تكون لعدة معانٍ:
1-أن تكون نافية، وتدخل على الجملة الفعلية، مثل
قوله تعالى في التنزيل العزيز: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ
الخُلْدَ). وَ(قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ اُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي). وتدخل
على الجملة الاسميّة، مثل قوله سبحانه: (وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ
أَنْ يُعَمَّرَ). وقد يكون الخبر بعدها منصوبًا، نحو: (مَا هَذَا بَشَرًا).
2-أن تكون مع الجملة بعدها في موضع مصدر،
وتسمَّى مصدريةً، نحو قوله تعالى في التنزيل العزيز: (وَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ
الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ): بِرُحْبِهَا. وَ(عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ): عَنَتُكُمْ. وقد يُلحظ الوقت مع المصدرية، فيقال لها:
مصدريّة ظرفيّة، نحو قوله تعالى: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا
دُمْتُ حَيًّا): مُدَّةَ دَوامِي حَيًّا.
3-أن تكون استفهامًا، ويُسأل بها عَمَّا لا
يَعْقِل، نحوُ: (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى). ويجب حذف ألف
"مَا" الاستفهامية وإبقاء الفتحة إذا سُبِقَت بحرف جر، نحو قوله تعالى:
(فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ المُرْسَلُونَ)، وقوله: (فِيمَ أَنْتَ مِنْ
ذِكْرَاهَا). وقوله: (لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ). وربما سُكِّنت الميم،
وهو خاصٌّ بالشعر، كقول الشاعر:
يَا أَبَا الأَسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي *
لِهُمُومٍ طَارِقَاتٍ وَذِكَرْ.
وإذا رُكِّبت "مَا" الاستفهامية مع
"ذَا" لَمْ تحذفْ ألفها، نحوُ: لِمَاذَا جِئْتَ؟ لأنّ ألفها قد صارت
حَشْوًا.
4-أن تكون بمعنى الجَزاء، وتٌسمّى شرطيّةً،
كما في التنزيل العزيز: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ).
5-وللتعجُّب، نحو: مَا أَحْسَنَ هَذَا! . وفي
التنزيل العزيز: (قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ).
6-وبمعنى "الذي" لغير العاقل، كما
في التنزيل العزيز: (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ). وربما
تستعمل "مَا" في موضع "مَنْ"، من ذلك قوله في التنزيل العزيز:
(وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ).
7-وللإبهام، نحو: أعطني كتابا ما: أعطني أيَّ
كتاب كان. وجاء لأمر ما: لأمر من الأمور. ومنه ما في التنزيل العزيز: (إِنَّ اللهَ
لَا يَسْتَحْيِ أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا).
8-ولها استعمالات خاصة غير هذه:
أ-تجيء بعد الأفعال الماضيَة الثلاثة
الآتيَة: "طَالَ، وَقَلَّ، وَكُثُرَ"، فلا تحتاج هذه الأفعال إلى فاعل.
ويجيء بعد "مَا" فعل، نحو: طالما انتظرتك.
ب-وكذلك تجيء بعد "رُبَّ" فيليها
الفعل، كقول أمية بن أبي الصلت:
ربما تكره النفوسُ من الأم رِ له فُرْجةٌ
كحَلِّ العِقالِ.
ج-وبعد "بَيْنَ"، مثل:
بنما نحن بالأَراك مَعًا * غذْ أَتَى راكبٌ
على جمله.
د-وتُزاد بين الجار والمجرور، كما في التنزيل
العزيز: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ). وَ: (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ
أُغْرِقُوا).
(المرجع: المعجم الوسيط، الصادر عن مَجمَع
اللغة العربية بالقاهرة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق