في: أسرار العربية.
فِي الجَمْعِ يُرَادُ بِهِ الوَاحِدُ:
مِنْ سُنَنِ العَرَبِ الإِتْيَانُ بِذَلِكَ،
كما قال تَعَالَى:
(مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا
مَسَاجِدَ اللهِ) 17/ التوبة. وَإِنَّمَا أَرَادَ المَسْجِدَ الحَرَامَ.
وقال عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ
نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا) 72/ البقرة. وَكَانَ القَاتِلُ وَاحِدًا.
فِي أَمْرِ الوَاحِدِ بِلَفْظِ أَمْرِ
الاثْنَيْنِ:
تَقُولُ العَرَبُ: افْعَلَا ذَلِكَ،
وَالمُخَاطَبُ وَاحِدٌ.
كما قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (أَلْقِيَا فِي
جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) 24/ ق.
وَهُوَ خِطَابٌ لِمَالِكٍ، خَازِنِ النَّارِ.
وكما قال الأعشى:
وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ العَشِيَّاتِ
وَالضُّحَى * وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا.
يُقَالُ إٍنَّهُ أَرَادَ: وَاللهَ
فَاعْبُدَنْ. فَقَلَبَ النُّونَ الخَفِيفَةَ أَلِفًا.
وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ).
فِي الفِعْلِ يَأْتِي بِلَفْظِ المَاضِي
وَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ وَبِلَفْظِ المُسْتَقْبَلِ وَهُوَ مَاضٍ:
قال اللهُ عَزَّ ذِكْرُهُ: (أَتَى أَمْرُ
اللهِ) 1/ النحل. أَيْ: يَأْتِي.
وقال جَلَّ ذِكْرُهُ: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا
صَلَّى) 31/ القيامة. أَيْ: لَمْ يُصَدِّقْ وَلَمْ يُصَلِّ.
وَقَال عَزَّ مِنْ قَائِلٍ، فِي ذِكْرِ
المَاضِي بِلَفْظِ المُسْتَقْبَلِ: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ
قَبْلُ) 91/ البقرة. أَيْ: لِمَ قَتَلْتُمْ.
وقال تَعَالَى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو
الشَّيَاطِينُ) 102/ البقرة. أَيْ: مَا تَلَتْ.
وَقَدْ تَأْتِي كَانَ بِلَفْظِ المَاضِي،
وَمَعْنَى المُسْتَقْبَلِ، كَمَا قَال الشَّاعِرُ:
فَأَدْرَكْتُ مَنْ قَدْ كَانَ قَبْلِي وَلَمْ
أَدَعْ * لِمَنْ كَانَ بَعْدِي في القصائد مصنفا. أَيْ: لِمَنْ يَكُونُ بَعْدِي.
وفي القرآن الكريم: (إِنَّ اللهَ كَانَ
غَفُورًا رَحِيمًا) 106/ النساء. أَيْ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَهُوَ كَائِنٌ الآنَ،
جَلَّ ثَنَاؤُهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق