الأحد، 4 أغسطس 2019

مقتطفات مختارة من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي (280):



في: أسرار العربية.

فِي الجَمْعِ يُرَادُ بِهِ الوَاحِدُ:

مِنْ سُنَنِ العَرَبِ الإِتْيَانُ بِذَلِكَ، كما قال تَعَالَى:

(مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللهِ) 17/ التوبة. وَإِنَّمَا أَرَادَ المَسْجِدَ الحَرَامَ.

وقال عَزَّ وَجَلَّ: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا) 72/ البقرة. وَكَانَ القَاتِلُ وَاحِدًا.

فِي أَمْرِ الوَاحِدِ بِلَفْظِ أَمْرِ الاثْنَيْنِ:

تَقُولُ العَرَبُ: افْعَلَا ذَلِكَ، وَالمُخَاطَبُ وَاحِدٌ.

كما قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) 24/ ق.
 وَهُوَ خِطَابٌ لِمَالِكٍ، خَازِنِ النَّارِ.

وكما قال الأعشى:

وَصَلِّ عَلَى خَيْرِ العَشِيَّاتِ وَالضُّحَى * وَلَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ وَاللهَ فَاعْبُدَا.
يُقَالُ إٍنَّهُ أَرَادَ: وَاللهَ فَاعْبُدَنْ. فَقَلَبَ النُّونَ الخَفِيفَةَ أَلِفًا.

وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ).

فِي الفِعْلِ يَأْتِي بِلَفْظِ المَاضِي وَهُوَ مُسْتَقْبَلٌ وَبِلَفْظِ المُسْتَقْبَلِ وَهُوَ مَاضٍ:

قال اللهُ عَزَّ ذِكْرُهُ: (أَتَى أَمْرُ اللهِ) 1/ النحل. أَيْ: يَأْتِي.

وقال جَلَّ ذِكْرُهُ: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى) 31/ القيامة. أَيْ: لَمْ يُصَدِّقْ وَلَمْ يُصَلِّ.

وَقَال عَزَّ مِنْ قَائِلٍ، فِي ذِكْرِ المَاضِي بِلَفْظِ المُسْتَقْبَلِ: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) 91/ البقرة. أَيْ: لِمَ قَتَلْتُمْ.

وقال تَعَالَى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ) 102/ البقرة. أَيْ: مَا تَلَتْ.

وَقَدْ تَأْتِي كَانَ بِلَفْظِ المَاضِي، وَمَعْنَى المُسْتَقْبَلِ، كَمَا قَال الشَّاعِرُ:

فَأَدْرَكْتُ مَنْ قَدْ كَانَ قَبْلِي وَلَمْ أَدَعْ * لِمَنْ كَانَ بَعْدِي في القصائد مصنفا. أَيْ: لِمَنْ يَكُونُ بَعْدِي.

وفي القرآن الكريم: (إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) 106/ النساء. أَيْ: كَانَ، وَيَكُونُ، وَهُوَ كَائِنٌ الآنَ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2784):

  29291- مُلَازِمٌ/ لَازِمٌ (صِفَةٌ): inhérent . مَسْؤُولِيَّةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِوَظِيفَةٍ: responsabilité inhérente à une fonction . تَلَاز...