يقول السائل الكريم:
كيف نضبط بالشكل التام البيتين الآتيين:
أبلغ نصيحة أن راعي أهلها * سقط العشاء به على سرحان
سقط العشاء به على متقمر * طلق اليدين معاود لطعان؟
مع التكرم بشرح بعض الكلمات الواردة في البيتين.
الجواب، والله أعلم:
"سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانٍ":
مَثَلٌ عربيٌّ.
يُضْرَبُ في طلب الحاجة يؤدّي صاحبها إلى التلف.
قال أبو عبيد: أصلُه أنّ رجلًا خرجَ يلتمِس العَشَاءَ،
فوقعَ على ذِئْبٍ فأكله، وقال الأصمعي: أصلُه أنّ دَابَّةً خرجت تطلب العَشاءَ،
فلقيها ذئبٌ فأكلها، وقال ابن الأعرابي: أصل هذا أنّ رجلًا يقال له سرْحَان بن
هزلة كان بطلًا فاتكًا يَتَّقيه الناسُ، وكان يحمي واديًا، فقال رجلٌ يومًا: والله
لأرْعِيَّنَّ إبلي هذا الوادي ولا أخاف سرحان بن هزلة فورد بإبله ذلك الوادي، فوجد
به سِرحان وهَجَم عليه فقتله، وأخذ إبله وقال:
أَبْلِغْ نَصِيحَةَ أَنَّ رَاعِيَ أَهْلِهَا * سَقَطَ
العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانِ
سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ * طَلْقِ
اليَدَيْنِ مُعَاوِدٍ لِطِعَانِ.
شرح بعض الكلمات:
نصيحة: اسم امرأة. سِرْحَانٌ: ذِئْبٌ (حسب رواية كل من
أبي عبيد، والأصمعي)، أو اسم رجل (حسب رواية ابن الأعرابي). والشطر الأول من البيت
الثاني (سقط العشاء به على متقمر): مَثَلٌ عربي أيضًا، يعبّر عن المعنى نفسه الوارد
في عجز البيت الأول (أي: سقط العشاء به على سرحان).
تَقَمَّرَ: خرج في الليلة المُقْمِرة يطلب الصيدَ. فهو
مُتَقَمِّرٌ (ولعل المتقمِّر: من أسماء الأسد).
تَقَمَّرَ الرجلَ: أتاه في الليلة القمراء.
تَقَمَّرَ الطيرَ: عَشَّاها بالنار في الليل ليصيدَها.
تَقَمَّرَ الطيْرَ والظباءَ: تَصَيّدَها في ضوء القمر.
ويقول أحد الشعراء:
سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى مُتَقَمِّرٍ * حَامِي
الذِّمَارِ مُعَاوِدِ الأقْرَانِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق