الجمعة، 10 مايو 2019

عَطْفُ النَّسَقِ:



النَّسَق مصْدر، معناه: الطريقة. ويقال: نَسَقت الكلامَ عطفت بعضَه على بَعْضٍ.

عَطْفُ النَّسَقِ: هو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد أحرف العطف، مثل: قَدِمَ المُعَلِّمُ وَالطَّالِبُ.

وأحْرُف العطف، هي:

الوَاوُ، الفَاءُ، ثُمَّ، حَتَّى، أَمْ، أَوْ، لَا، بَلْ، إِمَّا.

فالأحرف الأربعة الأولى تُشرِك المعطوف مع المعطوف عليه في الحُكْم واللفظ.
ففي المثال السابق، يشترك المعلم والطالب في القدوم.

والأحرف الباقية، تُشرِك المعطوف مع المعطوف عليه لفظا فقط.
فتقول: أُرِيدُ خُبْزًا لَا جُبْنًا، فإنّ الرغبة هنا ثابتة للأول منفية عن الثاني.

يشترط في صحة العطف، أن يصلح المعطوف وما هو بمعناه لتسلط العامل عليه.
ففي قولنا: قَامَ خَالِدٌ وَأَنْتَ، لا يمكن أن يتوجه العامل إلى لفظ أَنْتَ، ولكن يمكن أن يتوجه إلى ما بمعناه وهو التاء هنا مَثَلًا، فتقول: قَامَ خَالِدٌ وَقُمْتَ.

يتبع المعطوفُ المعطوفَ عليه في الإعراب فقط.

ويجوز عطف الظاهر على الظاهر، كما جاء في الأمثلة التي سبقت.

ويجوز عطف المضمر على المضمر، مثل: نَجَحْتُ أَنَا وَأَنْتَ. أو المضمر على الظاهر، مثل: سَلِيمٌ وَأَنَا نَجَحْنَا.
والظاهر على المضمر، مثل: مَا جَاءَنِي إِلَّا أَنْتَ وَخَالِدٌ.

والنكرة على النكرة، مثل: رَأَيْتُ طَالِبًا وَطَالِبَةً، وبالعكس، مثل: جَاءَ رَجُلٌ وَخَالِدٌ، وَأَقْبَلَ يُوسُفُ وَبَائِعٌ.

يجوز عطف الفعل على الفعل، إذا كانا متحديْن في الصيغة النوعية والزمنية، مثل: حَضَرَ وَجَلَسَ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، اعْمَلْ وَاقْتَصِدْ.

كما يجوز عطف الجملة على الجملة، بشرط اتفاقهما بالخبرية أو الإنشائية، ويستحسن اتفاقهما في الفعلية والاسمية، نحو: العَاقِلُ مُحْسِنٌ وَالجَاهِلُ مُسِيءٌ، افْعَلِ الخَيْرَ وَأَرِدْهُ لِلنَّاسِ.

ويجوز اختلافهما، مثل: (يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ).

فَوَائِدُ:

1-لا يحسن العطف على الضمير المرفوع المتصل، بارزًا كان أم مستترًا، إلّا بعد توكيده بالضمير المرفوع المنفصل، مثل: قُمْتُ أَنَا وَخَالِدٌ، أو بعد أن يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه فاصل أيًّا كان، مثل: سَافَرْتُ البَارِحَةَ وَخَالِدٌ، وَ: (مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا)، أمّا الضمير المتصل المنصوب والضمير المنفصل مطلقا فيعطف عليهما بدون هذا الشرط، مثل: رَأَيْتُكَ وَخَالِدًا، مَا قَامَ إِلَّا أَنَا وَخَالِدٌ.

2-إذا عطف على الضمير المجرور، وجبت إعادة العامل سواء أكان حرفا أم اسما ولو فصل بينهما، مثل: هَرَبْتُ مِنْهُ وَمِنْ لُؤْمِهِ، وكذلك (حتى) إذا عطف بها على مجرور، مثل: أَحْسِنْ عَلَى النَّاسِ حَتَّى أَعْدَائِكَ.

3-بعض النحويين ومنهم الفارسي لا يعد إِمَّا في حروف العطف، وقال الجرجاني: عَدُّهَا أي (إِمَّا) في حروف العطف سَهْوٌ ظَاهِرٌ.

4-زعم الأخفش والكوفيون أن (ثُمَّ) تقع زائدة فلا تكون عاطفة البتة، وحملوا على ذلك قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِم الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا)، جعلوا تَابَ عَلَيْهِمْ هو الجواب وثُمَّ زائدة.

5-قد تأتي (أَمْ) زائدة، كقول أحد الشعراء:
يَالَيْتَ شِعْرِي وَلَا مُنْجِي مِنَ الهَرَمِ * أَمْ هَلْ عَلَى العَيْشِ بَعْدَ الشَّيْبِ مِنْ نَدَمِ.

6-يجوز حذف الواو والفاء مع معطوفهما، إذا دل عليهما دليل، كقوله تعالى: (أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ)، أي فضرب فانبجست.

7-يجوز للواو فقط أن تعطف اسما على اسم لا ينفرد وحده بالعمل، مثل: اخْتَصَمَ خَالِدٌ وَسَالِمٌ، فإن الاختصام لا يقوم إلّا باثنين أو أكثر ولا يجوز أن يقع سواه في مثل هذا الموقع.
 وأمّا قول امرئ القيس:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ * بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ،
فقد أنزلت الفاء منزلة الواو.

(المرجع: المرجع في اللغة العربية/ لعلي رضا. دار الفكر).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2784):

  29291- مُلَازِمٌ/ لَازِمٌ (صِفَةٌ): inhérent . مَسْؤُولِيَّةٌ مُرْتَبِطَةٌ بِوَظِيفَةٍ: responsabilité inhérente à une fonction . تَلَاز...