-إِذا عَزَّأَخُوكَ فَهُنْ.
قال أبو عبيد: معناه مُيَاسَرَتُكَ صَدِيقَكَ
ليست بِضَيْمٍ يركبك منه فتدخلك الحميَّة به، إنما هو حُسْنُ خُلُقٍ وتفضُّلٍ،
فإذا عَاسَرَكَ فيَاسِرْهُ.
-أَخَاكَ أَخَاكَ إِنَّ مَنْ لا أخَا لَهُ *
كَساعٍ إلى الهَيْجَا بِغَيْرِ سِلاحِ.
نصَب قولَه (أخاك) بإضمار فعل: أي الْزَمْ
أخاك، أو أكرم أخاك، وقول: "إنّ من لا أخا له"، أرادَ: لا أخَ له، فزاد
ألِفًا لأنّ في قوله "له" معنى الإضافة، ويجوز أن يحمل على الأصل أي أنه
في الأصل "أَخَوٌ" فلما صار "أخًا" كَ "عَصًا" و
"رَحًى" ترك هنا على أصله.
-أَيُّ الرِّجَالِ الْمُهَذَّبُ.
أول مَن قاله النابغةُ، حيث قال:
وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لَا تَلُمُّهُ *
عَلَى شَعَثٍ ، أَيُّ الرجالِ المُهذَّبُ ؟
-أَخُوكَ مَنْ صَدَقَكَ النَّصِيحَةَ.
يعني النصيحة في أمر الدين والدنيا: أي صدقك
في النصيحة، فَحَذَفَ "في" وأوصل الفعل. وفي بعض الحديث:
"الرَّجُلُ مِرْآةُ أَخِيهِ". يعني إذا رأى منه ما يكره أخبره به ونهاه
عنه...
-إِذا تَرَضَّيْتَ أخاك فلا أَخَا لكَ.
التَّرضِّي: الإرضاءُ بِجَهْد ومشقة. يقول:
إذا أَلجأك أخوك إلى أن تترضَّاهُ وتداريه فليس هو بأخ لك.
-إِنْ أَعْيَا فَزِدْهُ نَوْطًا.
النَّوْطُ: العِلاوَة بيْن الجُوَالَقَيْنِ.
يُضرَب في سؤال البَخيلِ وإن كرهه.
-إِنّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ
الْأَبْيَضُ.
يروى أنّ أمير المؤمنين عليا رضي الله تعالى
عنه، قال: إنما مَثَلِي ومثلُ عثمان كمثل أثوارثلاثة كنَّ في أَجَمَة أبيضَ وأسودَ
وأحمرَ، ومعهن فيها أسَد، فكان لا يقدِرُ منهن على شيء لاجتماعهن عليه، فقال للثور
الأسود والثور الأحمر: لا يُدِلُّ علينا في أَجَمَتنا إلّا الثورُ الأبيضُ فإنّ
لونه مشهور ولونِي على لونكما، فلو تركتماني آكُلُهُ صَفَتْ لنا الأجَمة، فقالا:
دونَكَ فكلْه، فأكلَه، ثم قال للأحمر: لوني على لونِك، فدعني آكل الأسود لتصفو لنا
الأجَمة، فقال: دونَك فَكُلْه، فأكله، ثم قال للأحمر: إني آكِلُك لا مَحالَة،
فقال: دعني أنادي ثلاثًا، فقال: افْعَلْ، فنادى أَلَى إني أُكِلتُ يوم أُكِلَ
الثورُ الأبيضُ، ثم قال علي رضي الله تعالى عنه: أَلَى إني هُنْتُ-ويُروَي
وَهَنْتُ-يوم قتل عثمان، يرفع بها صوته.
يُضرَب به الرجُلُ يُرْزَأُ بأخيه.
-الإثْمُ حَزَّازُ القُلُوبِ.
يعني ما حَزَّ فيها وحَكَّها: أي أثَّرَ، كما
قِيل: الإثم ما حكَّ في قلبك وإن أَفْتاكَ النّاسُ عنهُ وأفْتَوْكَ. والحَزَازُ:
ما يتحرك في القلب من الغم، ومنه قول ابن سيرين حينَ قِيل له ما أشدُّ الورع،
فقال: ما أيْسَرَه إذا شككتَ في شيء فدَعْه.
-أَيُّها المُمْتَنُّ عَلَى نَفْسِكَ
فَلْيَكُنْ المَنُّ عَلَيْكَ.
الامتنان: الإنعام والإحسان، يقال لمن يحسن
إلى نفسه: قد جَذَبْتَ بِمَا فَعَلْتَ المنفعةَ إلى نفسك فلا تَمُنَّ به على غيرك.
-الْأَوْبُ أَوْبُ نَعامَةٍ.
الْأَوْبُ: الرجوع. يُضرَب لمن يعجل الرجوع
ويُسْرع فيه.
(المرجع: مجمع الأمثال/ للميداني. قدم له وعلق
عليه: نعيم حسين زرزور. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق