الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

سؤال وجواب:



بعث إلَيَّ أحدُ القراء الكرام بما يأتي:
الأستاذ الجليل، أرجو التكرم بإلقاء الضوء على معنى كلمتَي: "التَّقوِيم"، و"التّقْيِيم"، فقد أُثِيرَ جَدَلٌ كبير- في ندوة حضرتُها مُؤخَّرًا- حول مدى صِحّة: التَّقْيِيم.

الجواب، والله أعلم:
التَّقْوِيم: مصدر الفعل: قَوَّمَ. يقال: قَوَّمَ البِضاعةَ: قَدَّرَ ثَمَنَهَا/ قَدَّرَ سِعْرَهَا. قَوَّمَ الرُّمْحَ: أَزَالَ اعْوِجَاجَه. قَوَّمَ الخَطَأَ: صَحَّحَه، إلخ.
وأَجَازَ مَجمَع اللغةِ العربية بالقاهرة، الإتيان بفعل"قَيَّمَ"، بحيث نقول: قَيَّمَ الشيْءَ تَقْيِيمًا: قَدَّرَ قِيمَتَهُ. ويجِيء "التقييم"، في المعجمات/المعاجم الحديثة-في بعض السياقات- بمعنى"التقويم". وبصفة خاصة عند ترجمة كلمة:"évaluation"، و يفضِّل بعضهم استعمال"التقويم"-في جميع الحالات- على أساس أنه الأفصحُ(وهو رأي وَجِيه). وقد تبنّت مؤتمرات التعريب رأي المَجْمَع، فجعلت "التقويم" و"التقييم" مترادِفَيْن، في بعض السياقات. ولا ينطبق ذلك على المعاني المتعلقة بالتصحيح، والتهذيب، وإزالة الاعوجاج، وجعل الشيء مستقيما...بل يقتصر على: تقدير القيمة... وعلى كل حال، فلا ينبغي-من وجهة نظري المتواضعة- الاعتراض-فيما يخص التشريع اللغويّ- على قرارات مجامعنا اللغوية. وللمتخصص-في اللغة- أن يُحَكِّمَ ذوقَه، عند اختيار المصطلح(أو اللفظ) الذي يناسب الحال والمقال. وذلك على غِرار مقولة: "المرء فقيه نفسه، إذا فَقُهَ". مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الأحد، 28 سبتمبر 2014

سؤال وجواب:



سألني أحد القراء الكرام عن رأيي في: "الحمدلة و"البسملة".
الجواب، والله أعلم:

تدخل الصيغتان في باب"النَّحْت". نَحَتَ الكلمةَ: أخذَها وركَّبَها من كلمتيْنِ أو كلمات، نحو: بَسْمَل يُبَسْمِلَ بَسْمَلَةً: إذا قال: "بسم الله الرحمن الرحيم". وحَوْقَلَ يُحَوْقِلُ حَوْقَلَةً: إذا قال: "لا حولَ ولا قوة إلّا بالله". وهَيْلَلَ يُهَيْلِلُ هَيْلَلَةً: إذا قال: "لَا إلَهَ إلّا اللهُ". وحَسْبَلَ يُحَسْبِلُ حَسْبَلَةً: إذا قال: "حسبي الله...". وحَيْعَلَ يُحَيْعِلُ حَيْعَلَةً: إذا قال: "حَيَّ على الصلاة، أو حي على الفلاح"، إلخ. مع ملاحظة أنّ النحتَ ينبغي أن لا يخرج عن نطاق المفهومية، بحيث لا يستغلق فهمُه على الناس. ثُمّ إنّ الإكثار منه غير مسْتَسَاغ، حتى لا يؤثّر-سَلْبًا- في جمالية اللغة. ويستحسن الاكتفاء منه-لغير ضرورة-بالمسموع والشائع، مثل: برمائيّ(بَرّيّ مائيّ)، زَمَكَانِيّ(زمانيّ مكانيّ)، إلخ. مع الإشارة إلى أنّ خاصية الاشتقاق، في اللغة العربية، تُعَدّ أهَمَّ وسيلة من وسائل(أدوات) توليد الألفاظ، ممّا يفيد كثيرا في إيجاد كلمات أو مصطلحات حديثة مناظرة لمثيلاتها في اللغات المكتوبة بالحرف اللاتينيّ، على سبيل المثال. ومن الملاحظ أنّ هذه اللغات تعتمد على الإلصاق، بحيث تزيد حرفا(أو أكثر) في أول الكلمة أو في وسطها أو في نهايتها، لتحصل على معنى جديدٍ، بينما تعتمد اللغة العربية على الاشتقاق-أساسًا-قبل اللجوء إلى وسائل التوليد الأخرى، من مَجَازٍ ونحْت وتعريب، وغير ذلك. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

سؤال وجواب:



بعث إلي أحد القراء الكرام بما ياتي:

"أستاذنا الفاضل(ما كنت لأفشي السر)،اللام هنا -اختلفنا فيها - فهل هى للجحود أم للتعليل ؟...
الجواب، والله أعلم:

من المعلوم أنّ"اللَّامَاتِ أَنْواعٌ، ومنها الداخلة لَفْظًا على الفِعل لتوكيد النفي، مسبوقة ب: "ما كانَ"، أو ب: "لَم يَكُنْ"، الناقصتيْن، نحو: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ) 179/ آل عمران، و: (لَمْ يَكُن اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)... ويُسَمِّيها أكثرُهم"لَامَ الجُحودِ" لملازمتها الجَحْد/ الجُحود(أي: النفي). وأصل(وما كان الله ليطلعكم على الغيب): (ما كان الله يطلعكم)، ثم أدخلت اللام لتقوية النفي، لذلك فهي(أي اللام) حرف زائد مؤكِّد، ويُنصَبُ الفعلُ بعده ب"أَنْ" مُضمَرة. وأعتقد أنّ هذا الوصف ينطبق على اللام المشار إليها في السؤال(ما كنت لأفشيَ السر). مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

سؤال وجواب:



سألني أحد القراء الكرام عن جمْع"الْحَمْد".
الجواب، والله أعلم:

الْحَمْدُ: مَصْدَر، كما هو معلوم. حَمِدَهُ يَحْمَدُهُ حَمْدًا: أثنى عليه بالجميل(أي أنّ"الحمد": الثناءُ بالجميل). ومثلُه:"الشُّكْرُ"، وهو: عِرْفان النعمة وإظهارُها والثّناءُ بها. والشكْرُ من الله: الرّضا والثواب. والأصل في المصدر أنه لا يُجْمَع(وقد أجاز مجمع اللغة العربية جمعه إذا تعددت أنواعه). ويخضع جَمْع المصادر-بصفة عامة- للسّماع. إذا سُمِع الجمعُ: علَّلَه النحويون باختلاف أنواعه.... وإذا لم يُسْمَعْ: عَلّلُوه بأنّه باقٍ على المصدرية(أي أنه مؤكد ومطلق ودالٌّ على حَدَث مجرّد). وأنا شخصيا، لم أسمع بجمع "الحمد". ويبدو لي-والله أعلم-أنّ هذا المصدرَ "الحمد" مصدر مؤكّد-كغيره من المصادر المطلَقة- باقٍ على مصدريته، أي أنه لم يخرج عن هذا النطاق. ثم إنّ المصدر جِنْسٌ، والجِنسُ يدل بلفظه على ما يدل عليه الجمع(من كثرة)، ما دام لم يُعْدَل به عمّا وُضِعَ له أصلًا. وإذا أردتَ أن تضيف إلى"الحمد" ما يؤكد الكثرة، يمكن أن تقول، على سبيل المثال: حمدًا كثيرًا، إلخ. والعِلم عند الله. ويمكن أن أتوسع في الموضوع لاحقًا، إن شاء الله. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الخميس، 25 سبتمبر 2014

سؤال وجواب:



بعث إليَّ أحدُ القراء الكرام بالسؤال الآتِي:

أستاذَنا الفاضل، ما هو جَمْعُ "امْرَأَةٍ ؟

الجواب، والله أعلم:

امْرَأَة، ومَرْأَة، ومَرَة، هي: الأُنْثَى مِن بَنَاتِ آدَم. وامرأة الرّجُل: زَوْجُه/ أو: زَوْجَتُه. وأكثر ما تستعمل غير مقرونة بِأَلْ، منكرة أو مُضافة. المُثَنَّى: امْرَأَتَانِ(في حالة الرفع)، كما ورد في قوله تعالى: (فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ...)282/ البقرة. وامْرَأَتَيْنِ(في حالة النصب)، كما ورد في قوله تعالى:(وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ)23/ القصص. وامْرَأَتَيْنِ، كذلك(في حالة الجر).
الجَمْع: نِسَاءٌ، ونِسْوَة(وبعض المُعجَمات الحديثة، تُضِيف: نِسْوَانٌ).
النُِّسْوَة(بكسر الميم وضمها): اسْم لجماعة إناث الأناسي، واحدتها: امْرَأَة، كالقومِ واحده: الْمَرْءُ. وفي التنزيل العزيز:(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ)30/ يوسف.
النِّسَاء: اسم جمع المَرْأَةِ على غير لفظها، كالنِّسْوَة. ويرى بعض العلماء أنَّ"النِّسَاء": جمع "نِسْوَة"، ومِن ثَمَّ إذا نُسِبَ إلى "النِّسَاء" قِيلَ: نِسْوِيٌّ، بالرّدّ إلى الواحِدِ، ولا يُقالُ: "نِسَائِيٌّ". وأنبِّهُ على أنّ هذا هو مذهَب البصريين الذين لا يُجِيزون النسبةَ إلى الجمْعِ. ويُجِيز الكوفيون النسبة إلى جمْع التكسير. ويُجِيز مَجمَع اللغة العربية بالقاهرة النسبة إلى الجمع مطلقًا، وحَسَنًا فَعَل. وجمع"امرأة"على"نساء" يَرِد كثيرا في القرآن الكريم، و الأحاديث النبوية الشريفة، والأدب والشعر...، ولا داعي للإتيان بأمثلة على صحته.

ملحوظة:
الإنسان(الكائن الحيّ المفكِّر): جمعه: أَنَاسِيّ، أصله: أَناسين(عن: مَجمَع اللغة العربية بالقاهرة).

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

تَهْنِئَة وتَنْبِيه:


1-التهنئة:
أُهَنِّئُ مُنْشِئِي الكلام ومُسَطِّرِيهِ في صفحاتهم وحِساباتهم على "الفيس بوك" بتحسّن مستوى كتاباتهم(في الآونة الأخيرة)، وباهتمامهم المتزايد بسلامة اللغة العربية التي يُعبِّرون بها عن أفكارهم وآرائهم ومشاعرهم، آمِلًا أن يحرصوا -باستمرار- على مراجعة النصوص وتمحيصها قبل نشرها. وليَعْلموا أنّ القارئَ يَتأثَّر-سَلْبًا أو إيجَابًا- بما يقرأ، عن طريق التقليد والمحاكاة، وهنا تكمن خطورة نشْر النصوص غير المنقَّحَةِ، لأنّها "مُعْدِيَّةٌ".
وبِنَاءً على هذه الجهود الموفقة، سيتوقف "الرقيب اللغويّ"-موقتًا- عن الجَوَلان/التَّجْوال(بفتح التاء) في "الفيس بوك"، مُكْتَفِيًّا- في الوقت الراهن- بالجولات العشْر السابقة.
2- التنبيه:
مازال بعض الإخوة الكتّاب والمدونين بحاجة إلى بذل جهود إضافية، من أجل التمكّن من كتابة الهمزة بطريقة صحيحة، وبصفة خاصة: معرفة الفرق بين همزة الوصْل وهمزة القطْع. ويسرني، بهذه المناسبة، أن أذكِّرَهم بالقواعد الأساسية المتعلقة بالهمْزتيْنِ المذكورتيْنِ. وذلك على النحو الآتي:
1- همزة الوصل ، هي همزة تُزَادُ في أول الكلمة المبدوءة بساكن، والغرض منها أن يُتوَصَّلَ بها إلى النطق بالساكن...وهي : سَمَاعِية و قِياسِية .
السماعية في عشرة ألفاظ ، وهي : ابنٌ ، ابنةٌ ، ابنمٌ ( بمعنى ابن ) ، اثنان ، اثنتان ، امرؤ ، امرأةٌ ، اسم ، استٌ ، ايمُنُ اللّه ( وايْمُ الله عبارة عن ايمُنٍ محذوفة النون ) .
و القياسية تكون في أول ماضي الخماسيّ و السداسيّ و أمرهما و مصدرهما وأمر الثلاثيّ ، نحو : انطَلَقَ ، اسْتَخْرَجَ ، انطَلِقْ ، اسْتَخْرِجْ ، انطِلَاقٌ ، اسْتِخْرَاجٌ ....
2- همزة القطع ، هي همزة زائدَة في أول الكلمة ، نحو : أكْرم . وهي لاتسقط أبدا ، لا في دَرَج الكلام ( بخلاف همزة الوصل ) و لا في قَطْعه . و هي قِياسِية ، تكون في بعض الجموع ، نحو : أولاد ، أنفُس ، إلخ .
و تكون في الماضي الرباعيّ و أمره و مصدره ، نحو : أَخْرَجَ ، أَخْرِجْ ، إِخْرَاج ، إلخ .
و في المضارِع المُسْنَد إلى المُتكلِّم المُفْرَد ، نحو : أَكْتُبُ ، أُجَاهِدُ ، أَنطَلِقُ، أَسْتَخْرِجُ ، إلخ .
و في وزْن أفْعل التّفضيل ، نحو : أَفْضَلُ و أَعْظَمُ، إلخ .
و في الصفة المشَبَّهة على وزن أفعل ، نحو : أحمَر ، أعوَر ، إلخ .
وهي مفتوحة دائما - كما رأينا - و تكون مضمومةً في المضارع من الفعل الرباعيّ ، مكسورة في مَصْدَرِهِ ، نحو : أُكْرِمُ ، إِكْرَام ، أُحْسِنُ ، إِحْسَان ، إلخ.
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

سؤال وجواب:


بعث إلي أحد القراء الكرام بما يأتي:
أستاذي الكريم، أود أن أسألكم: هل يمكن أن نقول إنّ جمع "مُدِير" هو: "مُدَرَاء"؟ وهل صحيح أنّ "المُدَراء": هم من يَمْتهِنون جمعَ المَدَرِ (أي الطين) ؟ و ماهو جمع "مُدِير " ؟
الجواب، والله أعلم:
المُدِيرُ، يُجْمَعُ على: مُدِيرِين، في حالة النصب والجر، وجمعه-في حالة الرفع- هو: مُدِيرُونَ(علامة الرفع في هذا الجمع: الواو، وعلامة النصب والجر: الياء). وجمعه على: مُدَرَاء، من الأخطاء الشائعة(على الأرجح). وبعض المُعجمات/ المعاجم الحديثة، تسمح بجمعه على: مُدَرَاء (على غير قياس). وأنا شخصيا-من خلال البحث-أرى أنّ هذا الجمع(مدراء)، من الأخطاء الشائعة. والمَدَرُ: مَدَرُ البِناءِ: قِطَعُ الطينِ اللَّزِج المتماسكِ. والمَدِيرُ: مَكَانٌ مَدِيرٌ: مَمْدُور، أي مُسَوًّى بالطّينِ. ولا أستطيع إثبات أنّ المُدَراء هم من يمتهنون جمع المَدَر. مَدَرَ الحوضَ/ ومَدَّرَه: سَدَّخِلَالَ حِجارته بالمَدَر، ومن هنا يمكن أن نُطْطلِق على مَن يقومون بهذه العملية، اسم: المَدَّارِينَ(وقد يدخل في ذلك: مَن يمتهنون جَمْعَ المَدَرِ، ولا أستطيع الحَسْمَ في الموضوع).

سؤال وجواب:


بعث إليَّ أحدُ القراء الكِرام بما يأتي:
أستاذي الفاضل : جزيت خيرا على ما تقدمه من إفادة كبيرة و دروس للمحافظة على سلامة اللغة و السليقة ... و عندي سؤال لفضيلتكم .. درج الإعلام بصورة خاصة على استخدام تعبير (تَماثلَ للشفاءِ ) و حين أفكر في أنّ التماثل هو الاتِّصاف بصفة و التشابه معها و ليس لها، فإننا لا يمكن أن نقول: تَماثلَ للشيء، بل تماثل معه، أي: (تماثل الشفاء ) أرجو إفادتي بالصحيح من العبارتيْن. و لكم فائق التقدير و الاحترام.
الجواب، والله أعلم:
تَمَاثَل الشيئان: تَشَابَهَا. وتَمَاثَلَ العَلِيلُ من عِلّته: قَارَبَ البُرْءَ، فَصَارَ أشْبَهَ بالصحيحِ، كأنه هَمّ بالنهوض. يقال: تَمَاثَلَ المَرِيضُ من مَرضه: قَارَبَ الشِّفَاءَ. ولا أستطيع الحكمَ بخطإ الصيغة الشائعة(تماثل للشفاء)، فقد نجد تأويلا لللام في:"للشفاء" يجعل المعنى يستقيم. فاللام لها مَعَانٍ مختلفة، تحتاج إلى بحث مفصَّل. مع أنّ ما يرد في المُعجمات/ المَعاجم، هو ما أشرتُ إليه. وبذلك يكون اتّباعُه الأفْصَحَ والأصحَّ. ويمكن التعبير عن هذه الحالة ب: نَقِهَ مِن مرضه: يَنْقَهُ نَقَهًا، ونُقُوهًا(وبعض المعجمات تضيف: نَقَاهَة، وهي الشائعة الآن): بَرِئَ ولا يزال به ضَعْف(entrer en convalescence,relever de maladie).

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

وجهة نظر:



يطالب بعض المتحاملين على اللغة العربية بإعادة النظر في قواعد كتابتها، لما تتسم به من جمود وتعقيد(من وجهة نظرهم)، قائلين-على سبيل المثال-إنّ كتابة الهمزة تطرح إشكالات يجب تجاوزها. وينصح بعضهم بتطعيم الفصحى بالعامية لأنها هي اللغة الحية(لغة الشارع)، بل يذهبون إلى المطالبة بأن تحل العامّيّة محل الفصحى في التعليم...!
ويتلخص رأيي بهذا الخصوص في:
1- لا مجال للعبث بقواعد اللغة العربية المستقرة، الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ. فاستقرار قواعد اللغة لا يعني جمودها، ما دامت تفتح صدرها للمفردات الجديدة وتتعامل معها بواسطة أدواتها التوليدية المعروفة. ثمّ إنّ تغيير قواعد الكتابة العربية لا يحل المشكلة-إن كانت هناك مشكلة أصلا-بل إنه يعقدها، لأنّ معناه وضع قواعد جديدة تختلف عن القواعد التي تواضع الناس عليها عبر الزمن، ممّا يشوش على المتمكنين من هذه القواعد-في الوقت الراهن-ويمنع الأجيال القادمة من فهم التراث المكتوب بالقواعد الأصلية. ومن المؤكد أنّ هذه القواعد الجديدة لن تكون أفضلَ من القواعد التي وضعها السلف. 2-يجب الحرص-عند الكتابة- على استعمال لغة عربية فصيحة(سليمة). وفي حالة الاستعانة بكلمة أجنبية أو عامّيّة-للمزيد من التوضيح- يجب أن توضع بين مزدوجتين لتمييزها عن العربية الفصحى، مع الإقلال-قدر المستطاع- من اللجوء إلى هذا النوع من وسائل الإيضاح. 3- مع احترامي لوجهات النظر القائلة إنّ الهمزة-تطرح إشكالات، فإني لا أشاطرهم الرأي، فقواعد رسم الهمزة واضحة وسهلة، لكن إهمال اللغة العربية وتهميشها في مجال التعليم والإدارة...، جعل الناس لا يهتمون بدراسة قواعدها. وهذا هو كل ما في الأمر. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الأحد، 21 سبتمبر 2014

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(10):




جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...لا يعلم الإنسان حقا مَن هُم أحِبائه إلّا في الظروف الطارئة...". الصواب: ...أَحِبّاؤُهُ...
2-"...لَمْ أَرَى أجمل مِن...". الصواب: ...لَمْ أَرَ...(يُحذَف حرفُ العلة، لدخول"لَمْ" الجازمة).
3-"...مساجدنا تعاني من فوضى عارمة...". الأفضل: ...تعاني فوضى...وكذلك: تقاسي كذا: أفضل من: تقاسي من كذا..أي أنّ الفعلَ إذاكان متعديا بنفسه، فلا داعي لتعديته بحرف الجر، إلّا إذا كان ذلك يتضمن زيادة في المعنى، على وَفْقِ قاعدة/ أو مَقولة: إذا زادَ المَبْنَى زادَ المَعْنَى.
4-"...أرجوا التوفيق والفوز للفريق العربيّ...". الصواب: ...أرجو...(تحذف الألف).
5-"...منذوا (ومثلها: منذو) أن رحل عنها جيل المشيِّدِين...". الصواب: ...مُنْذُ، أو: مُذْ...(تحذف الواو والألف من الصيغة الأولى، وتحذف الواو من الصيغة الأخرى).
6-"...إنشاء الله...". الصواب: ...إن شاءَ الله...
7-"...لأنّه يفضحهم في الملئ...". الصواب: ...فِي الْمَلَإِ...
8-"...قامَ باستقبال موجات النازحين السوريون...". الصواب:...النازحِينَ السّورِيين...
9-"...مَعَ إختلاف الأزمنة...". الصواب:...مع اختلاف...(همزة وصل).
10-"...سواء أكان غنيا أو فقيرًا...الأفصح والأصح: سواء أكان غنيا أم فقيرا...(تستخدم"أم" بعد همزة التسوية، بدل:"أو"، ويَرِدُ ذلك كثيرا في القرآن الكريم).

مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

السبت، 20 سبتمبر 2014

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(7):




جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...تَطْفُوا عليها...". الصواب: تطفو...(تُحذَف الألِفُ).
2-"...الْفِيئَوِيّ...". الصواب: الفِئوي...(نسبة إلى الفِئَةِ). مع ملاحظة أنّ "الفِيئة: الرَّجْعَة).
3-"...إلى هؤلاء جميعًا هل تعلموا أنّ هناك...". الصواب: ...هل تَعْلَمُونَ...
4-"...في الواقع المعاش...". الصواب: في الواقع المَعِيش...
5-"...الرُّؤساءُ دَأبُو على إشعال الحرب...". الصواب: ...دَأَبُوا...(تُضاف الألِفُ).
6-"...تكون بداية لحملت الرئاسيات...". الصواب:...لحَمْلة...
7-"...فقاتلو التي تبغي...". الصواب: فقاتلوا...(تضاف الألِف).
8-"...ما هو الإختراع...بعد إنتهاء إختراع...". الصواب:...الاختراع(همزة وصل)، وكذلك: انتهاء، واختراع.
9-"...سَتَكُونُ لديْهِ فِكرتيْنِ...". الصواب: ...فِكْرَتَانِ...(اسم كان).
10-"...كانت متحدة إسمها المقاومة...". الصواب:..اسمها...(همزة وصل).
ملحوظة: ما زال بعض المدونين الكرام بحاجة إلى بذل مجهود أكبر، من أجل كتابة الهمزة بطريقة صحيحة، مع التركيز على عدم الخلط بين همزتَي الوصل والقطْع. وأذكرهم ببعض القواعد المتعلقة بهذا الموضوع:
1- همزة الوصل ، هي همزة تُزَادُ في أول الكلمة المبدوءة بساكن، والغرض منها أن يُتوَصَّلَ بها إلى النطق بالساكن...وهي : سَمَاعِية و قِياسِية .
السماعية في عشرة ألفاظ ، وهي : ابنٌ ، ابنةٌ ، ابنمٌ ( بمعنى ابن ) ، اثنان ، اثنتان ، امرؤ ، امرأةٌ ، اسم ، استٌ ، ايمُنُ اللّه ( وايْمُ الله عبارة عن ايمُنٍ محذوفة النون ) .
و القياسية تكون في أول ماضي الخماسيّ و السداسيّ و أمرهما و مصدرهما وأمر الثلاثيّ ، نحو : انطَلَقَ ، اسْتَخْرَجَ ، انطَلِقْ ، اسْتَخْرِجْ ، انطِلَاقٌ ، اسْتِخْرَاجٌ ....
2- همزة القطع ، هي همزة زائدَة في أول الكلمة ، نحو : أكْرم . وهي لاتسقط أبدا ، لا في دَرَج الكلام ( بخلاف همزة الوصل ) و لا في قَطْعه . و هي قِياسِية ، تكون في بعض الجموع ، نحو : أولاد ، أنفُس ، إلخ .
و تكون في الماضي الرباعيّ و أمره و مصدره ، نحو : أَخْرَجَ ، أَخْرِجْ ، إِخْرَاج ، إلخ .
و في المضارِع المُسْنَد إلى المُتكلِّم المُفْرَد ، نحو : أَكْتُبُ ، أُجَاهِدُ ، أَنطَلِقُ، أَسْتَخْرِجُ ، إلخ .
و في وزْن أفْعل التّفضيل ، نحو : أَفْضَلُ و أَعْظَمُ، إلخ .
و في الصفة المشَبَّهة على وزن أفعل ، نحو : أحمَر ، أعوَر ، إلخ .
وهي مفتوحة دائما - كما رأينا - و تكون مضمومةً في المضارع من الفعل الرباعيّ ، مكسورة في مَصْدَرِهِ ، نحو : أُكْرِمُ ، إِكْرَام ، أُحْسِنُ ، إِحْسَان ، إلخ.

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(9):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-أَجَابَ على السؤالِ...". الصواب: أَجابَ السؤالَ، أو: أجاب عن السؤالِ، أو: رَدَّ على السؤال...
2-"...نَذْهَبُ سَوِيا ونعود سويا...". الصواب: نذهب مَعًا ونعود مَعًا...
3-"...يسكن شُقة في عِمارة كبيرة...". الصواب:...شَقَّة(بفتح الشين).
4-"...لَمْ يَغِيبْ عن العمل...". الصواب: لَمْ يَغِبْ ...(يحذَف حرفُ العِلّةِ، لدخول"لَمْ" الجازمة).
5-"...بها بِئْرٌ واحِد...". الصواب: بها بئر واحدة...(وردت "البئر" مرة واحدة في القرآن الكريم وجاءت مؤنثة).
6-"...مُلْفِت للنظر...". الصواب: لَافِت...(فِعل: لَفَتَ، فهو لافِتٌ).
7-"...سَوِفَ لَنْ أَفْعَلَ كَذَا...". الصواب: لَنْ أفعل كذا...(تُحذَف"سوف).
8-"...لَمْ يَبْقَى إلّا...". الصواب: لَمْ يَبْقَ...(يتكرر هذا الخطأ كثيرا. انظر بند:4).
9-"...تُقِلُّ على مَتنها حوالي ألف شخص...". الأصح والأفصح: تقل على متنها نَحْوَ، أو: زُهَاءَ، أو: قُرَابَةَ، أو: مَا يُقَارِبُ، أو: مَا يُنَاهِزُ ألفَ شخصٍ...

10-"...ابْتَسِمْ لأنَّ لَكَ رَبٌّ تدعوه وتعبده فغيرك يسجد للبقر...". الصواب: ...لأَنَّ لَكَ رَبًّا...(اسم"أنَّ").

ملحوظة:
مع أن الملمِّين بالقواعد الخاصة بعمل ( كان وأخواتها)، مثلا، يعرفون أن هذه الأفعال تدخل على المبتدإ والخبر، فترفع المبتدأ ويُسمّى اسمَها، وتنصب الخبر ويُسَمّى خبرَها، فإن كثيرين يلتبس عليهم الأمر، عندما يحُول جارٌّ ومجرورٌ بين كان واسمها، فيعتقدون أن ما يأتي بعد الجارّ والمجرور هو خبر كان، ولهذا يجب نصبه، فيقولون أو يكتبون، على سبيل المثال: كان في الاجتماع "عددًا كبيرًا" من الشخصيات البارزة. الصواب: كان في الاجتماع عددٌ كبيرٌ....
وتبقى القاعدة ثابتةً، حتى لو قلنا : كان في الاجتماع، الذي امتدّ إلى ساعة متأخرة من الليل ، عددٌ كبيرٌ من الشخصيات البارزة.
الأصل في خبر الأفعال الناقصة أن يكون اسمًا مفرداً صفةً أو موصوفًا، ولكنه قد يكون شبهَ جُملة، ظرفاً أو جاراً ومجروراً. وكل ما حدث هنا، هو أن الخبر ( في الاجتماع) تقدم على الاسم ( عددٌ كبيرٌ...)
وكان بإمكاننا أن نقول : كان عدد كبير من الشخصيات.... في الاجتماع. ونُذَكِّر القارئ الكريم بأن هذه الأفعال التي سُميت ناقصةً، لأنها لا يتم بها الكلام إلا باسمها المرفوع وخبرها المنصوب، فيها الكثير مما يُقال، وننصح بمطالعة بعض المراجع المتخصصة للتوسّع في الموضوع. مع ملاحظة أن الأحكام الخاصة بهذه الأفعال، يختلف بعضُها عن بَعْض . بعضها يتصرف، وقسم منها لا يتصرف، وقسم منها يتصرف تصرفا ناقصا، إلخ.
وما تحدثنا عنه، من كثرة الوقوع في الخطإ في هذا النوع من الأمثلة، يقع أيضا على ألسنة كثيرين وفي كتاباتهم، عندما يتعلق الأمر ب(إنّ وأخواتها) وهي الحروف المشبَّهَة بالفعل، التي تدخل على المبتدإ والخبر فتنصب الأول ويُسَمَّى اسمَها وترفع الثاني ويُسَمَّى خبرها، بحيث نرى أنّ عملَها عكسُ عمل ( كان وأخواتها). وفيها ما يقال، هي الأخرى، ولابد من الاطلاع على المراجع المتخصصة للتوسع في الموضوع. والآن، دعُونا نطبّق المثال السابق على (إنّ). يقول مراسل الجريدة إنّ، في الاجتماع، "عددٌ كبيرٌ" من الشخصيات البارزة. الصواب: يقول مراسل الجريدة إنّ، في الاجتماع، عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة. وتبقى القاعدة ثابتة، حتى لو قلنا، يقول مراسل الجريدة إن في الاجتماع، الذي امتدّ إلى ساعة متأخرة من الليل، عدداً كبيراً من الشخصيات البارزة. وهكذا نقول: لُوحِظ أَنَّ، في كلمات الوفود المشاركة في المؤتمر، نوعاً من الاستعداد للتعاون في جميع المجالات. كما يمكن أن نقول: كان في كلمات الوفود...، نوعٌ من الاستعداد، إلخ.
ونُذَكّر بأن اختيارنا لهذه الصيغ، ليس نابعا من أنها أهمُّ من غيرها، فيما يخص الأحكام المتعلقة بالأفعال الناقصة ( كان وأخواتها)، أو بالحروف المشبَّهة بالفعل (إنّ وأخواتها)، وإنما السبب في اختيارها والتوسع في إعطاء أمثلة عليها، هو كثرة ما نسمعه ونقرأه يوميا من أخطاء في هذا المجال. وقد نبهنا على الموضوع في مقال سابق بعنوان:" عودة إلى مسألة الأخطاء الشائعة"، بالمثالين الآتيين: الخطأ:"قلنا إن، في هذه الإجراءات، "نوعٌ" من البطء.
الصواب: قلنا إن، في هذه الإجراءات، نوعاً من البطء.
الخطأ: كان، في هذه الإجراءات "نوعاً "من البطء.
الصواب: كان في هذه الإجراءات، نوعٌ من البطء.

مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(8):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...مَصْرَع ثلاث رِجال...". الصواب:..ثلاثة...(يقال: ثلاثة رجال، وثلاث نساء).
2-"...كلما ارتفع مستوى ذكاء الإنسان كلما وجد صعوبة في تذكّر المعلومات...". الصواب: كُلَّمَا ارتفع مستوى ذكاء الإنسان وَجَدَ صعوبة...(تكرار"كلما": خطأ).
3-"...مُنَاصِرُوا الوحدة لن...". الصواب: مناصرو الوحدة...(تُحذَف الألفُ).
4-"...تَخْلُوا تماما من مسألة البطاقة...". الصواب: تَخلو تماما...(تحذف الألف).
5-"...تَأثيرات إستفتاء...". الصواب:...اسْتِفتاء...(همزة وصل).
6-"...بَعْضُ المُدَوِّنُون...". الصواب:...بعض المدونين..(مضاف إليه ما قبله، في محل جر، وعلامة جره الياء).
7-"...ما رئيكم في...". الصواب: ما رَأْيُكُم في... ؟
8-"...إعلان يدعوا عمادة بلدية...". الصواب:...يَدْعُو...(تحذف الألف).
9-"...اذْهَبُو فأنتم الطلقاء...". الصواب: ...اذهبوا...(تضاف الألف).
10-"...حُسْنُ النَّوَايَا...الصواب: ...حُسْنُ النّيات...(إنّما الأعمال بالنيات.../حديث نَبَويّ شريف).
ملحوظة:
بعض المدونين، يُخطئون في وضع الألف في غير محلها، ويُغْفِلونها حيث يجب أن تكون، وإلى هؤلاء أهدي القواعد الآتية:
لا تُزاد الألفُ في المواضِع الآتية:
- جمع المذكر السالم المرفوع المضاف، نحو: حَضَر مُدِيرُو المؤسسات.
- في : أولو، ذوو ، بمعنى أصحاب.
- في الأسماء الخمسة: أبو، أخو، حمو، فو، ذو.
- بعد واو الإشباع: هُمُو، أنتُمُو، حقهمو.
- في الأفعال المضارعة التي واوها أصلية، نحو:
- نرجو، ندعو، ندنو ( وإن دلت على جمع)
- أرجو، أدعو، أدنو ( لأنها مفردة بطبيعة المعنى).
- يعلو، يسمو، ( لأنها مفردة بطبيعة المعنى). مع ملاحظة ما يأتي:
إذا ورد الفعل المضارع الناقص الواويّ بصيغتي أمر الجمع أو المضارع الدال على الجمع، أُضيفت الألف، نحو: دنا يدنو: الأمر للجمع: ادْنُوا. المضارع المجزوم للجمع: لم يدْنُوا.
وكذلك الناقص اليائيّ، نحو: بَنَى يَبْنِي. الأمر للجمع: ابْنُوا. المضارع المجزوم للجمع : لم يبنوا. وأيضا، الناقص بالألف: رَضَى يَرْضَى. الأمر للجمع: ارْضَوْا. المضارع المجزوم للجمع: لم يَرْضَوْا. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

سؤال وجواب:




بعث إليّ أحد القراء الكرام بما يأتي:
شكرا جزيلا على الاعتناء باللغة العربية وتصحيحها....لذلك دعوني أسألكم عن صحة المقولة (لحن شائع خير من صواب نادر) فهل هذا يعني أن نكتفي من اللغة بقدر مانتواصل به مع الآخرين، انطلاقا من مقولة: إذا عرفت المقاصد فلا عبرة بالألفاظ؟. أرجو منكم الإفادة في هذا الموضوع. وشكرا.

الجواب، والله أعلم:
مَقُولة: "خطأ مشهور خير من صحيح مهجور"، ليست على إطلاقها. خُذْ-على سبيل المثال-كلمة"مَطَار"، وهو: اسم مكان من: طَارَ(المَطَار: مكان مُعَدٌّ بالوسائل الفَنِّيَّة لصعود الطائرات وهبوطها)، يقول بعض الباحثين اللغويين إنّ قياس اسم المكان من"طَارَ": مَطِير. ومِن ثَمّ فإنّ الصحيح: المَطِير، وليس: المَطَار. وهذا مثال حيّ لصحة هذه المقولة في بعض الأحيان، لأنّ كلمة"المطار" بلغت من الشيوع درجةً تجعل مجرد التفكير في تصحيحها ضربًا من العبَث. بل إنّ فيه تشويشًا على كلمة جميلة واضحة الدلالة. وفي المقابل، فإنّ الأغلبية الساحقة(ربما أكثر من 99 في المائة) من الأخطاء الشائعة يجب تصحيحها، حتى لا تفسد اللغة. وحَبَّذَا لو تمّ التصحيح في بداية ظهور الخطإ قبل أن يصبح مشهورا. وأشير هنا إلى أنّ مقولة: إذا فُهِم المقصود، فارفع ما شئتَ وانصبْ ما شئتَ، ليست صحيحة. فلا بد من المحافظة على القواعد اللغوية. وكذلك مقولة: إذا فُهِمت المقاصد فلا عبرة بالألفاظ. فيجب الحرص على أن تكون الألفاظ مناسِبة للحال والمقال. وقد يحدث أن يخطأ المتحدث في بعض ألفاظ الخطاب فيفهمه السامع على الوجه الصحيح، من خلال السياق، وعندها تَرِد هذه المقولة. ومع ذلك فينبغي للمخاطِبِ(بكسر الطاء)أن يحرص دائمًا على أن يفهمَه المخاطَبُ(بفتح الطاء).

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(6):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...إنّ للسياسةِ مَنْفَذ...". الصواب: ..مَنْفَذًا...(اسم"إِنَّ").

2-"...يَتَّسِعُ خرقُه للرُّوادِ التغييرِ البنَّاءِ...". الصواب: ...لِرُواد التغييرِ البَنَّاءِ...(تُحذَف لامُ التعريف من"الرواد" لأن التعريف حصل بإضافتها إلى التغيير ).
3-"...لا يريدون من الشعبِ جَزاءا...". الصواب: ...جَزَاءً...(تُحذَف الألفُ).
4-"...صَوِّتُو للمرشَّح الشّاب...". الصواب: ...صَوِّتُوا...(تُضاف الألِفُ).
5-"...كُلَّمَا شَرِبْتَ يأخذ الجِسمُ...". الأفصَح: كلما شربت أخذَ الجسمُ...(الأفضل وضع الفِعْلِ في صيغة الماضي، في مثل هذا السياق، لكثرة ورود ذلك في القرآن الكريم).
6"...أرجو من العليِّ القير أن ينصر المظلومين...". الصواب: ...من العليّ القدِيرِ...(يتعلق الأمر هنا-طَبْعًا- بخطإ مطبعيّ، لكن الخطأ المطبعيّ لا يُغتَفَر في مثل هذه الحالة(عندما يتعلق الأمر بالمقدَّس). فلا بُدّ من المراجعة والتدقيق والتمحيص، قبل النشر. ومثله قول أحدهم: نعوبك من النار...يقصد: نَعُوذُ بِكَ من النار(حيثُ سقطت الذال سَهْوًا).
7-"...مَن تريدُ استقبالَه مِن ضيوفِها وشركاءها...". الصواب: وشُرَكَائِها...
8-"...الإنجازات التي لم ترى النورَ...". الصواب: ...لَمْ تَرَ النورَ...(يُحذَفُ حَرْفُ العِلّةِ لدخول"لَمْ"الجازِمة على الفعل).
9-"...اللهم إني أسألك خير هذ اليوم...". الصواب: ...هذا اليوم...(تُضَافُ الألِفُ).
10-"...صَلَّ اللهُ على سيدنا محمد...". الصواب:...صَلَّى...ومثل ذلك: اللهم صلي...والصواب، طَبْعًا: اللهم صلِّ على سيدنا محمد. وما زلتُ أذكِر القرّاء الكرام بهذا الخطإ، لكثرة تكراره في بعض المنشورات الإلكترونية بصفة خاصة.
ملحوظة:
أرجو من القارئ الكريم الانتباه للفرق بين: الصَّواب، الأفْصَح، الأصَح، الأفْضَل. عندما أقول: الصواب: كذا، فمعنى ذلك أنّ العكْسَ خَطَأٌ. والألفاظ الأخرى ترجيحية، حيث يمكن للقارئ أن يحكِّمَ ذوقَه في التفاضل بينها. مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(5):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...زُورُوا أصدقائكم...". الصواب: ...أصْدِقاءَكم...

2-"...ما حسن ما قلت...". الصواب: ...مَا أَحْسَنَ...! (صِيغة التعجُّب).
3-"...فالتباركوا لي...". الصواب: فلتُبَارِكوا...(تُحذَف الألف).
4-"...فالنحافظ عليها...". الصواب:...فلنُحَافِظْ...(تحذف الألف).
5-"...كنت أثناءَ الحملة...". الأفصح: كنت في أثناءِ...
6-"...موزعين على ثلاث صُفوف...". الصواب:...ثلاثة صفوف...(ثلاثة مع المذكر، وثلاث مع المؤنث).
7-"...لا يمكن أن تكون جزء من هذا...". الصواب: لا يمكن أن تكون جزءًا من...
8- البيتُ فاضي وأهله في الراحة...". الصواب: ...فَاضٍ(تُراجَع القواعد الخاصة بالاسم المنقوص)...(وقد أجاز مجمع اللغة العربية أن نقول: بيتٌ فاضِي...والأفصح ما أشرتُ إليه).
9-"...في القرن الواحد والعشرين...". الصواب: في القرن الحادي والعشرين...
10-"...مُؤهَّل لأنْ يحتلَّ مكان مرموق...". الصواب: مؤهل لأن يحتل مكانًا مرموقًا...
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(4):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1- "...تَعْيِين مُدراء...". الصواب: تعيين مُدِيرين(في حالة الجر هذه. ومديرين في حالة النصب كذلك. ومُدِيرون في حالة الرفع).

2- "...ما أحوجنا إلى الإنضباط...". الصواب: ...الانضباط...(همزة وصْل).
3- "...قَبْلَ البَدْأ...". الصواب: قَبْلَ البَدْءِ...
4- "...صُدْفَة سعيدة...". الصواب: ...مُصَادَفَة...
5- "...تَوَاجُدُها في جميع المَرافق...". الصواب: ...وُجُودُها/ أو: تَوَافُرها/ أو: حُضورها، حسب السياق...
6- "...مِعْيَار مِن مَعَايِر الصحة...". الأكثر شيوعا: ...من مَعَايِيرِ الصحة...(على وزن: مِفْعَال: مَفَاعِيل. ومعاير، على وزن: مِفْعَل: مَفَاعِل، والوزنان قياسيان لأوزان"اسم الآلة").
7- "...أَرْبَعِينَ شخص...". الصواب: ...أربعين شخصًا...
8- "...شَاهِدْ تمساح ضخم يبتلع رَجُلًا...". الصواب:... شَاهِدْ تمساحًا ضخمًا...
9- "...حَمَاسُ الشبابِ...". الأصح والأفصح: حَمَاسَةُ الشبابِ...
10- "...باي باي أهل انواكشوط...". الصواب: مَعَ السَّلامَة/ أو: وَدَاعًا/ أو: إلى اللقاء...وفي حالة استخدام كلمة أو عبارة أجنبية، ينبغي وضعها بين مزدوجتين"باي باي". وهذه العادة المستَهجَنة(خلْط الكلمات والعِبارات العربية بألفاظ أو عبارات أجنبية) منتشرة بكثرة- للأسف الشديد- في محادثاتنا اليومية العادية، وتتجسَّد- بضفة خاصة- في الخلط بين العربية والفرنسية في دول المغرب العربيّ(باستثناء ليبيا)، وهو ما أسمِّيهِ"الْعَرَنْسِيَّة". وإليكم هذه الخاطِرة المتعلقة بالموضوع التي سبق أن نشرتُها إلكترونيا:

فِي العالَم العربيّ ، وبصفة خاصّة في دول المغرب العربيّ-باستثناء ليبيا - يتحدث الناس فيما بينهم ، إلا من رحم ربّي ، بمزيج من الكلمات العربية والفرنسية ، ويستوي في ذلك المتعلم والأميّ ، وما بين هذا وذاك ، فنجد - مَثَلًا - مَن يقول : سافَرت ب " التُّومُوبِيلْ " ، بَدَلا مِن : سافرت بالسيارة . ومَن يقول لسائق السيارة : "فَيْرِي آدَرْوَاتْ " ، بدلا من : دُرْ يَمِينًا أو إلى اليمين . ومن يقول أدوات " الْكُوزِينْ " ، بدلا من أدوات المَطبَخ . ونجد الطبيب يقول للمريض : ارْفَعْ " لِيزْيَهْ " ، بدلا من : ارفع عَيْنَيْكَ . أَنصَحُكَ ب " لَسْبُورْ " خاصة " لَامَارْشْ "، بدلا من : أنصحك بالرياضة ، خاصة الْمَشْي أو السيْر على الأقدام .والقائمة طويلة...!
وسبق أن تحدثت عن هذه الظاهرة المُسْتَهْجَنَة ، في الحلقة ( 13) من "الرقيب اللغويّ "، وأعود مرة أخرى إلى الموضوع ، فأقول إنّ هذا النوع من العبث بلغة التخاطب خطير على اللغة ( أيّ لغة)، وخطير على المتحدث باللغة ، لكننا - ربما بحسن نية - لا ندرك هذه الخطورة . من ذلك أنّ هذا السلوك ، يشوِّه اللغة . ثُمّ إنّ من يتعود التعبير بهذه الطريقة المعوجَّة ، لن يستطيع التعبير بلغة سليمة - عند الاقتضاء - سواء أتعلق الأمر باللغة العربية أم باللغة الأجنبية .
أرجو من مُحِبِّي اللغة العربية و المدافعين عنها والمهتمين بسلامة المتداوَل منها ، أن يحاولوا التخلي عن هذه الظاهرة السيئة التي لا نجدها عند الشعوب الأخرى ، وأن يُعَوِّدوا أنفسهم على استعمال الكلمات والمصطلحات العربية المتوفرة ، وأن يتحدثوا بلغة سليمة ، في محيطهم الأسريّ ، ومع الزملاء في العمل ، وفي حياتهم اليومية ، أينما حلوا وارتحلوا . ومن الطبيعيّ بالنسبة إلى الإنسان العربيّ ، أن يكون الحديث - في المواطن المشار إليها وفي غيرها - بلغة عربية سليمة أو بدارجة عربية مهذّبة ( ما يُعرف بدارجة المثقفين ) ، وذلك أضعف الإيمان .

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(3):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:

1- "...كُلُّ شيئ...". الصواب: كل شيء...
2- "...أشعر بإنسانية الأنسان...". الصواب: ...الإنسان...
3- "...أشعر بصدق الأحساس...". الصواب: ...الإحساس...
4- "...الدعْم الذي ما فتأت تقدمُه...". الأكثر شيوعًا:...فَتِئَتْ...(مع أنّ تاء-فَتِئَ-مثلثة في"القاموس". وفي "اللسان": بالفتح والكسر فقط. وفي "المعجم الوسيط": وردت بالكسر فقط(دون الإشارة إلى أنّ التاء مثلة).
5- "...تنفذ خزائنُه...". الصواب: تَنْفَدُ...(بالدال).
6- "...أوْجُه الإختلاف...". الصواب: ...الاختلاف...(همزة وصل وليست همزة قطْع).
7- "...قال فَلَكِيُوا المشروع الإسلاميّ لرصْد الأهلة...". الصواب: فلكيو المشروع...(بحذف الألف).
8- "...كان الإنطلاق نحو...". الصواب: ...الانطلاق...(همزة وصل).
9- "...الجُرْثُومَة التي لَمْ يقضي عليها المضاد الحيويّ...". الصواب: ...لم يَقْضِ عليها...(حذف حرف العلة لدخول"لَمْ" الجازمة على الفعل).
10- ...مكتَب الإستقبال...". الصواب: ...الاستقبال...(همزة وصل).

ملحوظة: يكثر-في التدوينات- الخلط بين همزة الوصْل وهمزة القطع، وإليكم بعض القواعد المتعلقة بالموضوع: 1- همزة الوصل ، هي همزة تُزَادُ في أول الكلمة المبدوءة بساكن،
والغرض منها أن يتوصل بها إلى النطق بالساكن...وهي : سَمَاعِية و قِياسِية .
السماعية في عشرة ألفاظ ، وهي : ابنٌ ، ابنةٌ ، ابنمٌ ( بمعنى ابن ) ، اثنان ، اثنتان ، امرؤ ، امرأةٌ ، اسم ، استٌ ، ايمُنُ اللّه ( وايْمُ الله عبارة عن ايمُنٍ محذوفة النون ) .
و القياسية تكون في أول ماضي الخماسيّ و السداسيّ و أمرهما و مصدرهما وأمر الثلاثيّ ، نحو : انطَلَقَ ، اسْتَخْرَجَ ، انطَلِقْ ، اسْتَخْرِجْ ، انطِلَاقٌ ، اسْتِخْرَاجٌ ....
2- همزة القطع ، هي همزة زائدَة في أول الكلمة ، نحو : أكْرم . وهي لاتسقط أبدا ، لا في دَرَج الكلام ( بخلاف همزة الوصل ) و لا في قَطْعه . و هي قِياسِية ، تكون في بعض الجموع ، نحو : أولاد ، أنفُس ، إلخ .
و تكون في الماضي الرباعيّ و أمره و مصدره ، نحو : أَخْرَجَ ، أَخْرِجْ ، إِخْرَاج ، إلخ .
و في المضارِع المُسْنَد إلى المُتكلِّم المُفْرَد ، نحو : أَكْتُبُ ، أُجَاهِدُ ، أَنطَلِقُ، أَسْتَخْرِجُ ، إلخ .
و في وزْن أفْعل التّفضيل ، نحو : أَفْضَلُ و أَعْظَمُ، إلخ .
و في الصفة المشَبَّهة على وزن أفعل ، نحو : أحمَر ، أعوَر ، إلخ .
وهي مفتوحة دائما - كما رأينا - و تكون مضمومةً في المضارع من الفعل الرباعيّ ، مكسورة في مَصْدَرِهِ ، نحو : أُكْرِمُ ، إِكْرَام ، أُحْسِنُ ، إِحْسَان ، إلخ .
(للمزيد، حول هذه القواعد، انظر: المرجع في اللغة العربية/لعلي رضا).

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(2):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:

1-"...منافِقُوا أمّتنا...". الصواب: منافقُو أمّتنا...(تُحذَف الألِفُ).

2-"...حَوْلَ طبيعةِ مَبدأ شمول المنْهَج...". الصواب: حول طبيعة مبدإ...
3-"...وهوَ وقْت كافي لترك...". الصواب: وَقْتٌ كَافٍ...
4-أصْبَحَ مجرّدَ قصة تروي...". الصواب: قِصّة تُرْوَى...
5-"...ظروف الإنتخابات...". الصواب: ظروف الانتخابات...(همزة وصل).
6-"...وَضْعُ حَدٍّ للافلاتِ من العِقابِ...". الصواب: وَضْعُ حَدٍّ للإفلاتِ من...(همزة قطع).
7-"...يَبْدُوا أنّ رئيس الوزراء...". الصواب: يبدُو أنّ...(تُحذَف الألِفُ).
8-"...ظَنَّ أنّهُ جَمَلا...". الصواب: ظَنَّ أنَهُ جَمَلٌ...(خبر"أَنَّ").
9-"...الحكومة ألغت عطلة يوم الجمعة واستبدلتها بيوم الأحد...". الصواب: ...واستبدلت بها يوم الأحد/ أو: استبدلت يومَ الأحد بها(تقع الباء مع المتروك).
10-"...أعتذِرُ عن الردّ بسبب الانشغال...". الصواب: أعْتذِرُ عن عَدَمِ الرّدّ ...(الإنسان يعتذر عن فِعْلِه. والفِعْل هنا: عَدَمُ الرّدّ). مع خالص الود للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

جولة"الرقيب اللغويّ" في "الفيس بوك"(1):



جاء اليوم في بعض التدوينات ما يأتي:
1-"...لمحاربت "داعش"...". الصواب: لمحاربة...

2-"...لأنَّ جزء...". الصواب: لأنَّ جُزءًا...
3-"...وصار إرتباط بعضها ببعض...". الصواب: وصار ارتباط...
4-"...لهذه المسئلة...". الأكثر شيوعًا: لهذه المسألة...
5-"...يجيب على استشكالاتهم...". الصواب: يجيب عن...
6-"...اللهم صلي علي نبينا محمد...". الصواب: اللهم صلِّ على...
7-"...إشتري دفتر وقلم...أو إبحث عن كتب...". الصواب: اشترِ دفترًا وقلمًا...أو ابحث...
8-"...أكثر من ذالك...". الصواب: أكثر من ذلك...
9-"...نونية إبن القيّم...". الصواب: نونية ابن القيّم...
10-"...تبدأ الأسعار من 199 دولار...". الصواب: 199 دولارًا...
مع خالص الودّ للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الأحد، 14 سبتمبر 2014

من أسرار لغتنا العربية الجميلة:





في الحديث النبويّ الشريف الذي رواه البخاري: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النّاسُ من كلام النُّبُوَّةِ الأولى: إِذا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

قال ابن الأثير: "إذا لم تستح من العيب ولم تخشَ العارَ بما تفعله، فافعل ما تُحَدِّثُكَ به نفسُكَ من أغراضها حسنًا كان أو قبيحًا".

فاصنع ما شئتَ: فيه أمر قد يكون على ظاهره، بمعنى: إذا كان الأمر الذي تريد فعله ممّا لا يُسْتحْيَا مِن فِعْله، لا من الله ولا من الناس، لكونه من الأفعال المستحسَنة دينيا وأخلاقيا، فافعل منه ما شِئتَ. وقد يكون بمعنى الخَبَر، بمعنى أنّ مَن لم يستح صَنَعَ ما شاءَ. وقد يكون بمعنى التوبيخ والذمّ والتهديد والوعيد...

لَمْ تَسْتَحِ/ ولَمْ تَسْتَحْيِ: وجهان سائغان(وفي الفِعليْن: حُذِف حرفُ العِلّة من الفعل المضارع المجزوم ب"لَمْ"). اسْتَحَى يَسْتَحِي اسْتِحْيَاءً، لغة في: اسْتَحْيَا يَسْتَحْيِي اسْتِحْيَاءً. اسْتَحْيَا فُلان فُلانا: خَجِلَ منه، واحْتَشَمَ. ويقال: اسْتَحْيَا منه، واسْتَحَاهُ، واسْتَحَى منه.

مَلْحُوظَةٌ:

اسْتَحْيَا الأَسِيرَ: ترَكَه حَيًّا فلم يقتله. وفي القرآن الكريم: (يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ)46/ البقرة.


الاثنين، 8 سبتمبر 2014

ما ذا يقصد/ صمبا تيام، بالعرب البرابرة في موريتانيا؟




لقد لَفَتَ نظري أنّ رئيس ما يسمّى ب"افْلَامْ"، يُكرِّر باستمرار هذه العِبارة- بمناسبة وبدون مناسَبة- عند حديثه عن العرب في موريتانيا(وهم: الْبِظَانْ، بأبيضهِم وأسْمَرِهم وأسودِهم...). وفي مناظرة، بَثتها قناة "الوطنية" الفضائية(في الأسبوع الأول من شهر أغسطس 2014م)، قال إنّ "النّْمَادِي" هم العرب البرابرة في موريتانيا، فهل يقصد أنّ: "البظان" لا وجودَ لهم، وإنما الموجود هم "النمادي"؟!. أم يريد أن يقول إنّ "النمادي"، الموجود بعضهم في الشرق الموريتانيّ، هم "البظان"، أي العرب البرابرة، وما يوجد بالعاصمة وسائر المدن الموريتانية، شيء آخر(لا هو"بظان" ولا هو"انمادي")؟! ثُمَّ إنّه، عندما يتكلم عن سكان موريتانيا، لا يذكر، في أحاديثه ذات النزعة العنصرية الانفصالية، إلّا شَرِيحتَيْنِ: "العرب البرابرة"، و"البُولَارْ". فهل معنى ذلك أنّه لا يعترف بوجود "السّونِيكَ" و"الْوُولَفْ"؟!
نحن نعلم جميعًا أنّ الأرض الموريتانية تتعايش عليها-عبر التاريخ- المكونات الأربع المذكورة، في أمن وأمان وطُمَأنِينة وانسجام، وما يحدث من خلافات- في بعض الأحيان- بين أفراد من هذه المكونات أمر طبيعيّ يحدث بين أفراد الأسرة الواحدة. ومن يريد رفع شعار النعرات العرقية-من أجل تفجير موريتانيا من الداخل- فليفعل ذلك خارج هذه الأرض الطيبة التي ورثناها جميعًا عن آبائنا وأجدادنا.
حَفِظَ الله موريتانيا من كل سوء.

كيفية افتتاح مواضيع الإنشاء وخِتامها:




*الافتتاح أن تجعلَ مطلعَ الكلام من الشِّعر أوالرسائل دالًّا على المعنى المقصود من ذلك الكلام، إن كان فتحًا ففتحًا، وإن كان هَناءً فهناءً، أو كان عَزَاءً فعزَاءً، وهكذا. وفائدتُه أن يُعْرَفَ من مبدإ الكلام ما المُرَاد منه، فإذا نَظَمَ الشاعرُ قصيدةً فإن كانتْ مديحًا صِرْفًا لا يختصُّ بحادثةٍ من الحوادث، فهو مُخَيَّر بين أن يفتتحها بِغَزَلٍ، وبين أن يَرْتَجِلَ المَديحَ ارتجالًا من أولها. أمّا إذا كان القَصِيدُ في حادثة من الحوادثِ كفتْح مُقفلٍ أو هزيمة جيش أو غيرِ ذلك، فإنهُ لا ينبغي أن يُبدأ فيه بِغَزَلٍ. ومن أدب هذا النوع أن لا يَذْكرَ الشاعرُ في افتتاح قصيدة المديح ما يُتَطَيَّرُ منهُ أو يُسْتَقْبَحُ، لا سيَّما إذا كان في التّهاني، فإنه يكون أشدَّ قبحًا...وإنما خُصَّت الابتداءاتُ بالاختيار  لأنها أوّل ما يطرُقُ السّمعَ من الكلام فإذا كان الابتداءُ لائقًا بالمعنى الوارد بعدَه توفّرت الدّواعي على استعماله.
*والخِتام أن يكون الكلامُ مُؤْذِنًا بتمامه بحيث يكونُ واقعًا على آخر المعنى فلا ينتظرُ السامعُ شيئًا بعدَه. فعلى الشاعِر والناثِر أن يتأنّقا فيه غاية التّأَنُّقِ ويُجوِّدا فيه ما استطاعا لأنه آخر ما ينتهي إلى السّمعِ ويَتَرَدَّدُ صداهُ في الأُذُن ويعلَّق بحواشي الذّكْر...ولذلك ينبغي أن يكونَ الخِتامُ مُمَيَّزًا عن سائر الكلام قبلهُ بنُكْتَةٍ لطيفةٍ أو أسْلُوبٍ رَشِيقٍ أو معنى بليغ. ويُختار له من اللفظ الرقيقُ الحاشيةِ الخفيفُ المحملِ على السمع السَّهلُ الوُرُودِ على الطبع ويتجافى به عن الإسهاب والتّعقيد والثّقل وغير ذلك...وكثيرًا ما يختمُ النّاثِرُ بقوله: "والسلام"، أو: "لاحولَ ولا قوةَ إلّا بالله" أو: "والله المستعانُ"، أو بقوله: "والحمد لله أولًا وآخرًا باطنًا وظاهرًا"، أو : "والله أعلم"، أو غير ذلك. وربما ختم بمَثَلٍ، أو بشيء(بيت على سبيل المثال) من الشِّعْر...
(المرجع، بتصرف: جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب"عن المثل السائر باختصار": تأليف/ السيِّد أحمد الهاشميّ. دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع. بيروت).

دليل المترجم (2382):

  25281- مُزَرَّرٌ (صِفَةٌ): boutonné . سُتْرَةٌ مُزَرَّرَةٌ: veste boutonnée . قَمِيصٌ مُزَرَّرٌ: chemise attachée au moyen de boutons . زِ...