السبت، 30 أغسطس 2014

سؤال وجواب:


سألني أحد القراء الكرام، السؤال الآتي:
سؤال: في الآية "11" من سورة الجمعة:

"وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" صدق الله العظيم.
التجارة مؤنثة، و اللهو مذكر، لِمَ قال الله سبحانه و تعالى:
"وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا..." و لَمْ يقل "إليهما" بالجمع بينهما، يعني التجارة و اللهو، و لِمَ خصصت التجارة ب"إليها" و لَمْ يخصص اللهو ب "إليه" و تكون الآية "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه..."؟
الجواب، والله أعلم:

ما ورد في الآية الكريمة، معمول به في اللغة العربية، في الجمع بين شيئين(شيأين) ثمّ ذكر أَحدِهِما في الكناية دون الآخر والمراد به كلاهما معًا. يمكن أن تقول، على سبيل المثال: قابلتُ زيدًا وعمرًا وسَلَّمتُ عليهِ، أي عليهما. التقدير في الآية المذكورة: انفضوا إليهما. ومثله: والَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)34/ التوبة. التقدير: ولا ينفقونهما في سبيل الله. ومثل قوله تعالى: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ)62/ التوبة. والمراد: أن يرضوهما. وهذا من أسرار لغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.

الجمعة، 29 أغسطس 2014

اسم الإشارة:




هو ما دلَّ على معيَّن بإشارة محسوسة إليه. وأسماء الإشارة، هي: ذَا: للمفرد المذكر، وذهِ وتهِ: للمفردة المؤنثة، ذان وذين: للمثنّى المذكر، وتان وتين: للمثنى المؤنث، وأولاء وأولَى(بواو غير ملفوظة وبالمد والقصر والمد أفصح): للجمع المذكر والمؤنث العقلاء، نحو قوله تعالى: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون). أو لغيرهم، كقوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولا)، ولكن الأكثر أن يشار بها إلى العقلاء. وتستعمل(تلك) لغير العقلاء، نحو قوله تعالى: (وتلك الأيام نداولها بين الناس). ويجوز تشديد النون في مثنّى: ذا وتا سواءٌ أكان بالألف أم بالياء، فتقول: ذانِّ وذَينِّ، وتانِّ وتَينِّ.
وينقسم اسم الإشارة إلى ثلاثة أقسام: قريب ومتوسط وبعيد. فما ليس فيه لام البعد وكاف الخطاب يكون للقريب، نحو: هذا مجدٌّ. وما فيه كاف الخطاب يكون للمتوسط، نحو: ذاك أخي. وما فيه كاف الخطاب ولام البعد يكون للبعيد، نحو: اترك ذلك الخطأ. وكثيرا ما تدخل هاء التنبيه على المشار إليه القريب مطلقًا(أي مفردا ومثنى وجمعا)، فيقال: هذا وهذان وهاتِه وهاتان  وهؤلاء، ويغلب دخولها على المؤنثة المفردة المتصلة بكاف الخطاب، نحو: هاتِك. أمّا اسم الإشارة المتصل بلام البعد، فلا تدخل عليه هاء التنبيه. ويجوز أن يفصل بين هاء التنبيه واسم الإشارة بضمير المشار إليه، نحو: ها أنَذا، وها أنتِ ذِي، وها أنتما ذان، وها نحن تان، وها نحن أولاء، وهو أفصح من: ها أنا أو ها أنتِ. ويكثر الفصل بكاف التنبيه، نحو: هكذا...
ومن أسماء الإشارة ما هو خاص بالمكان، وهي أربعة: هنا للمكان القريب، وهناك للمتوسط، وهنالك وثَمَّ وثَمَّةَ للبعيد، وهذه الأسماء تلزم الظرفية فتعرب هنا مبنية  على السكون وثَمَّ وثَمَّةَ مبنيتان على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية وكلها أسماء إشارة للمكان. وقد تأتي في محل جر بحرف الجر، فتقول: ذهبنا من هنا إلى هنالك. وقد تدخل هاء التنبيه على هنا، فتقول: هاهنا وها هناك، وقد تشدد النون، فتقول: هَنَّا وهِنَّا، وقد تسكن الهاء في ذهِ وتهِ، فيقال: ذِهْ وتِهْ، وقد تمد فتشبعُ ذهِ وتهِ أو باختطافها دون مدٍّ. وفي الرفع، نقول: ذان وتان، نحو: جاء هذان الطالبان، ونجحت هاتان الفتاتان، وهما مبنيان على الألف. ونقول، في حالتي النصب والجر: ذين وتين، نحو: رأيت هذين الطالبين، مررت بهاتين الفتاتين، وهما مبنيان على الياء في محل نصب أو في محل جر، وليسا معربين بالألف رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا لأنّ أسماء الإشارة مبنية وليست معربة.
إن كاف الخطاب التي تلحق أسماء الإشارة هي ككاف الضمير في حركتها بالنسبة للمخاطب، تقول: ذاكَ أخوكَ يا تلميذ، وذلكِ أخوكِ يا تلميذة، وذلكما أخوكما يا تلميذان، وذلكم أخوكم يا تلاميذ، وذلكنَّ أخوكنَّ يا تلميذاتُ. وخلاصته أنّ الكاف تكون لمن تخاطبه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وما قبل الكاف لمن تشير إليه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع.
والاسم المعرف بأل الواقع بعد اسم الإشارة يعرب بدلًا من اسم الإشارة أو عطف بيان، نحو: هذا الرجلُ ناجح. فالرجل بدل من ذا وبدل المرفوع مرفوع بالضمة الظاهرة(لأنّ ذا هنا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ) ويدعى الاسم البدل المشار إليه، ولكن قد يكون المشار إليه ركنًا للجملة وليس بدلًا، نحو: هذا الرجلُ، وأنت تقصد: هذا هو الرجلُ، فالرجل هنا خبر وليس بدلًا.
إذا سبقت ثَمَّ اسم الإشارة للمكان بحرف جر، تكون حينئذ للتعليل غالبًا، نحو: مهندسنا ماهر ومن ثَمَّ استطاع أن يشيد هذا القصر العظيم.
(المرجع في اللغة العربية/ لعلي رضا، بتصرّف).

الأحد، 24 أغسطس 2014

ما ذا يعني"تجديد الطبقة السياسية"؟



لقد أصبح هذا التعبير مثارَ جَدَل كبير لدى السياسيين الموريتانيين والمهتمين بالشأن العام، وفسره بعضهم بأنه يعني تسليم مقاليد الأمور للشباب من فئة عُمرية معينة، ومنح الشيوخ فرصة الخلود إلى الراحة. ورأيي في الموضوع، أنّ القضية ليست قضية شيوخ وشباب، بل قضية تغيير في العقليات والتوجهات وإلإيديولوجيات، والبرامج... لا بد للشيوخ والشباب أن يتعايشوا، ويعملوا جنبا إلى جنب لتستقيم الأمور وتسير السفينة على هدى: الشباب بحاجة إلى تجربة الشيوخ، والشيوخ بحاجة إلى طاقة الشباب. المطلوب: تعاقب الأجيال على العمل السياسيّ، بطريقة تدريجية وسلسة، بحيث لا يحدث انبتات قسري، وليس الهدف من هذا التعبير: صراع الأجيال على السلطة والعمل السياسيّ، وإنما: حوار الأجيال، وتفاهم الأجيال، وتعاون الأجيال. الشباب هم إخوة الشيوخ وأبناؤهم وأحفادهم، ويقتضي المنطق السليم أن يُحِبوا لهم ما يحبون لأنفسهم. ثم إنّ الوطن يسع الجميع، وتقتضي سنة الحياة أن الإنسان يمرض، ويشيخ، ويضعف، ويعجز، ويموت، ليترك الدور لخلفه. أقول هذا الكلام لأن موضوع إشراك الشباب في العمل السياسيّ-كما أسلفت- مطروح بحدة في الوقت الراهن، وهو أمر محمود ومطلوب، لكن ذلك لا يعني رمي الشيوخ-بعد أن أفنوا شبابهم وزهرة حياتهم في خدمة وطنهم- والاستغناء عن علمهم وحنكتهم، وتسليم كل شيء لشباب لم يعرك بعدُ الأيام ولم تعركه. وإنما المطلوب: وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب. ولا يعني ذلك-بحال من الأحوال-التقليل من قدرات الشباب، ولكن يجب وضع الأمور في نصابها. وهذا هو رأيي على كل حال. والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

الجمعة، 22 أغسطس 2014

الضغط الإسرائيليّ المتصاعد على المقاومة الفلسطينة يجب أن يقابله ضغط عربيّ على إسرائيل:





منذ أن دخل العرب - أو بعضهم على الأصح- في مفاوضات مع إسرائيل حول القضية الفلسطينية، والتنازلات العربية في تزايُد والتعنّت الإسرائيليّ في تصاعُد. ومن المعلوم- وهذا ما اتّضحَ مع مرور الزمن- أنّ الطّرَف المفاوِض يحتاج دائما إلى قوة ضاغطة تجعل كلمتَه مسموعةً، وترغم خصمه على قبول بعض التنازلات المفضية إلى حل توافقيّ. وكانت الفكرة السائدة لدى معظم الفلسطينيين وبعض الجهات العربية الأخرى، أنّ مقاومة الاحتلال تبقى أهمّ ورقة ضغط في أثناء المفاوضات، على أساس مبدإ: يد تحمل السلاح ويد تلوح بغصن زيتون أخضر، تعبيرا عن الرغبة في السلام العادل والدائم. وهو الشعار الذي رفعه الشهيد/ ياسر عرفات، في مرحلة من مراحل الصراع العربيّ الإسرائيليّ. ودون الخوض في المراحل التي مر بها هذا الصراع، أود أن أشير إلى أنّ إضعاف المقاومة ليس في مصلحة القضية الفلسطينية التي من المفروض أن تظلّ- كما كانت- قضية العرب الأولى، ولا يخدم المصلحة العربية العامة. بمعنى أنه ليس في مصلحة أحد، ومخطئ مَن يظن عكس ذلك. أقول هذا الكلام لأنّ الموقف العربيّ الرسميّ من العُدوان الأخير على قطاع غزة لم يكن في مستوى تطلعات الجماهير العربية، من المحيط إلى الخليج،  بل إنّه كان مُحْبِطًا ومثيرا للاستغراب، حيث خيَّم الصمت على جامعة الدول العربية وعلى بعض القادة العرب، واكتفى آخرون بالإدانة، واستنكر آخرون صمت المجتمع الدوليّ...وكان من المفروض أن تسارع الدول العربية إلى عقد اجتماعات عاجلة تشاورية، تمهيدا لاتخاذ قرارات تتناسب مع الحَدَث. ويبدو-للأسف الشديد- أنّ إسرائيل قد استغلّت هذا التراخي العربيّ وفسرته بأنه موافقة ضمنية- من دول عربية وازِنة- على كسْر شوكة"حماس"،  ولو أدّى ذلك إلى القضاء على المقاومة- بجميع فصائلها- ومسح قطاع غزة من الوجود. وكأنّ الغاية تبرر الوسيلة. وهكذا بدأت الآلة العسكرية الإسرائيلية تركِّز قصفها على قادة المقاومة ورموزها، بعد أن عاثت فسادا في القطاع وهدمت المباني على رؤوس ساكنيها، وقصفت المؤسسات والمنشآت الحيوية ولم تَستَثنِ من ذلك المستشفيات ، والمدارس التابعة لهيئة الأمم المتحدة، في تحدٍّ سافِر للمجتمع الدوليّ. ولا شك في أنّ استهداف رموز المقاومة يرمي إلى إضعاف الروح المعنوية لدى السكان الملتفين حول هؤلاء الأبطال الشجعان المستميتين في الدفاع عن حوزة الوطن، والذين يطمحون إلى الظفر بإحدى الحسنيَيْن: النصر، أو الشهادة في سبيل الله، وهم يدافعون عن الأرض والنفس والأهل... المطلوب الآن، هو أن تتحرك الدول العربية، على جناح السرعة، وبكل الوسائل المتاحة وعلى جميع المستويات، من أجل الضغط على إسرائيل حتى تلبّي الحد الأدنى من المطالب العادلة للفلسطينيين. وبذلك نخفف الضغط على اليد الفلسطينية التي تحمل السلاح، ونحمي ظهر المفاوض الفلسطينيّ الذي يلوح بغصن الزيتون الأخضر، ونقابل الضغط الإسرائيليّ على الفلسطينيين بضغط عربيّ فاعل. وذلك أضعف الإيمان.

الخميس، 21 أغسطس 2014

إعراب العَلَم:



1-إذا كان العَلَمُ مفردًا، أُعْرِبَ حَسَبَ مَوْقِعِهِ فِي الجُمْلَةِ، نحو: جاء خالدٌ ورأيت خالدًا ومررت بخالدٍ، فخالد في الجملة الأولى فاعل مرفوع، وفي الثانية مفعول به منصوب، وفي الثالثة مجرور بحرف الجر.

2-إذا كان العلَمُ مُركَّبًا إضافيا، أعرِب الجزءُ الأولُ حَسَبَ موقعه في الجملة، وجُرَّ الجزءُ الثاني بالإضافة، نحو: جَاءَ عبدُ المطلبِ. فعبدُ: فاعل مرفوع، والمطلبِ: مضاف إليه مجرور.

3-إذا كان مركبا مزجيا، فالجزء الأول منه يكون مبنيا على الفتح دائما إلّا إذا كان ياءً فيبنى على السكون وتظهر حركات الإعراب على آخر الجزء الثاني، فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة على أنّ المركب المزجي ممنوع من الصرف، إلّا إذا كان هذا المركب المزجي منتهيا بكلمة"وَيْهِ"، فحينئذ يُبْنَى على الكسر في جميع أحواله، نحو: ازدهرت حضرَ مَوتُ، زرت حضرَ مَوتَ، مررت بحضرَ مَوتَ، حَضَرَ سِيبَوَيْهِ، احترمت سيبويهِ، درست على سيبويهِ.

4-إذا كان مركبا إسناديا، أي جملة فعلية، نحو: جاد المولى(اسم رجل)، وشَابَ قرناها(اسم امرأة)، فحكمه أن يُحْكَى على لفظه، فتقول: جاء جاد المولى، رأيت شاب قرناها، مررت بتأبّطَ شرا. وإعرابه: جاء: فعل ماضٍ، جاد المولى: لفظ محكي في محل رفع فاعل. وفي الثانية(شابَ قَرْناها) في محل نصب مفعول به. وفي الثالثة(تَأَبَّطَ شَرًّا) في محل جر بحرف الجر، دون أن تعربها مفردات.

5-إذا سميت بمُركَّب عدديّ أو ما يجري مجراه من مركبات الظروف والأحوال، نحو: خمسةَ عشرَ، حيصَ بيصَ، بيتَ بيتَ، أبقيتها على بنائها على الفتح وتعربها إعرابها محليا، فتقول: جاءَ خمسةَ عشرَ(تقصد شخصا مسمى بهذا المركَّب) وتقول في إعرابه: جاءَ: فعل ماضٍ، وخمسةَ عشرَ: لفْظ مركَّبٌ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. ورأيت حيصَ بيصَ، حيصَ بيصَ: لفْظٌ مركّبٌ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. ومررت ببيتَ بيتَ(تقصد شخصا يسمّى بيتَ بيتَ)، بيتَ بيتَ: لفظ مركب مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر. ومن العلماء من يعامله في هذه الحالات معاملة الممنوع من الصرف، فيبنى الجزء الأول على الفتح، ويحرك الثاني بالضمة في حالة الرفع، والفتحة في حالتي النصب والجر، والطريقة الأولى أشهر وأقل تكلّفا.

6-إذا سُمِّي شخصٌ بلفظ مثنى، نحو: زيدان، وفرقدان، أعرب إعراب عثمان وحسان من الأسماء الممنوعة من الصرف(الممنوعة من التنوين)، لأنها أعلام مختومة بألف ونون، نحو: جاء زيدانُ، رأيت زيدانَ، مررت بزيدانَ.

7-إذا سَمَّيْتَ بجمع مذكر سالم، فالأشهر أن تلزمه الواو، وتعرب بالحركات على النون منصرفةً أو غير منصرفةٍ. فلو سميت شخصا معيَّنًا(كاتبون)، تقول: جاء كاتبونُ، رأيت كاتبونَ، مررت بكاتبونِ، أو تلزمها الواو وتفتح النون مطلقًا غير منونةٍ، تقول: جاء كاتبونَ: رأيت كاتبونَ، مررت بكاتبونَ، والرأي الثاني أولى، ويكون الإعراب بضمة أو فتحة أو كسرة مقدرة منع من ظهورها واو الجمع المسمى به.

8-إذا سميت بجمع المؤنث السالم، فلك أن تعربه إعراب جمع المؤنث السالم، أي يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة، ويُنَون- ويجوز ألّا ينون- أو يعرب إعراب ما لا ينصرف، فتقول في أذرعات(وهي قرية في حوران): ازدهرت أذرعاتُ مرفوعة بالضمة(بالتنوين أو بدونه). زرت أذرعات منصوبة بالفتحة أو بالكسرة نيابة عن الفتحة( بالتنوين أو بدونه). مررت بأذرعات مجرورة بفتحة نائبة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف أو مجرورة بالكسرة الظاهرة، (بالتنوين أو بدونه).

(المرجع في اللغة العربية/ لعلي رضا. بتصرف/ دار الفكر).

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

رسائل مباشرة من مواطن موريتانيّ عاديّ يحب الخيرَ لبلده:





1-إلى السيد/ رئيس الجمهورية/ المحترم،

أهنئكم بالمأمورية الجديدة وأتمنى لكم التوفيق، وأنوِّه بما أعربتم عنه سابقًا من أنكم رئيس لكل الموريتانيين، وأرجو أن يتجسد ذلك - بشكل ملموس- على أرض الواقع، فموريتانيا بحاجة إلى إشراك جميع أبنائها في تسيير شؤونها وفي الاستفادة من خيرات البلد ومِمّا توفره الدولة من خدمات ومصالح ومنافع...

2-إلى الحكومة الجديدة المحترمة،

أهنئ الوزراء المحترمين بالمهام الموكولة إليهم، وأذكِّرهم بضرورة التمسك  بثوابت الأمة، والعمل على الاستجابة لما ينتظره المواطنون منهم، رافِعِين شعار: الإسلام ديننا،  والعربية اللغة الرسمية في دستورنا، والفرنسية لغة أجنبية على جميع شرائح مجتمعنا، وقوتنا في وحدتنا وتماسك جبهتنا الداخلية، والعدل أساس نجاحنا واستمرار دولتنا، والحوار منهجنا، والمصالح العليا للوطن والمواطن فوق كل اعتبار...

3-إلى الموالاة المحترمة،

ينبغي التخفيف من التركيز على الإشادة بإنجازات النظام، فالشعب يفضل أن يرى الأعمال تتحدث عن نفسها، بدلا من الأقوال، فهذا الخطاب كان سائدا في عهد النُّظم الشمولية الدكتاتورية،  ولم يعد صالحا في عهد النظم الديمقراطية. يجب التركيز على العمل الجاد، والنقد البنّاء، وتوجيه الحكومة عند الاقتضاء، والاستفادة من الآراء المحايدة، فالمحب لا يرى عيوب حبيبه "عين الرضى عن كل عيب كليلة...". مع التخفيف من "شيْطَنة" المعارضة وتسفيه خطابها، فلا موالاة دائمة ولا معارضة دائمة، ومن مصلحة السياسيّ-مهما كان- أن يحتفظ لنفسه بخط  رجعة يؤمِّن له الاحتفاظ بماء وجهه، عندما يقرِّر الانتقال من الموالاة إلى المعارضة أو العكس.

4-إلى المعارضة المحترمة،

لا يختلف اثنان على أهمية المعارضة في العملية الديمقراطية، فكلما كانت المعارضة قوية وفاعلة تعززت الديمقراطية، والعكس صحيح. ثم إنّ المعارضة الموريتانة- برموزها المرجعية وأحزابها العتيدة وقواعدها المتجذرة في المجتمع- قدمت التضحيات الجسام من أجل النهوض بالبلد، وفي ظروف لم تكن مواتية للعمل السياسيّ. وهذا شيء لا ينكره  المُنْصِفون. ومع ذلك، ونحن في بداية مأمورية رئاسية ثانية(وأخيرة بنص الدستور)، ينبغي للمعارضة أن تقف وقفة مع النفس، لمراجعة حساباتها ومواقفها السياسة، على أساس موضوعيّ ينطلق من الواقع السياسي المَعِيش-داخليا وخارجيا-وبطريقة هادئة وهادفة. ويمكن أن تنطلق مراجعة الحسابات هذه من قاعدة"لا غالب ولا مغلوب"، إن وُجِدَت آذان صاغية من الجانب الرسمي الذي بيده مقاليد الأمور في الوقت الراهن. علما بأنني لا أدعو المعارضة إلى التخلي عن المبادئ الأساسية التي تتبناها  والأهداف التي تعمل من أجل تحقيقها، وإنما أدعو إلى نوع من التعامل مع الواقع، من أجل أن ننطلق جميعًا في عملية التنمية الشاملة للبلد، في جو من الاستقرار السياسيّ يضمن مشاركة كل المواطنين  في مكافحة أمراض المجتمع المزمنة المتجسدة في الجهل والفقر والمرض... والله ولي التوفيق.




الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

فوائد لغوية:




تَرِبَ يَتْرَبُ تَرَبًا: أَصَابَهُ التُّرَابُ(ما تفتَّتَ ودقّ من جنس الأرض). وتَرِبَ المَكَانُ: كَثُرَ تُرَابُهُ. وتَرِبَت الرِّيحُ: حَمَلَت تُرابًا. وتَرِبَ يَتْرَبُ تَرَبًا، ومَتْرَبًا، ومَتْرَبَةً: افْتَقَرَ واشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ. والمَتْرَبَة: الفَقْرُ الشَّدِيدُ. ووردت، بهذا المعنى، في قوله تعالى: (أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ)16/ البلد. وأَتْرَبَ يُتْرِبُ إِتْرَابًا(من الأضداد). أَتْرَبَ التَّاجِرُ: قَلَّ مَالُه. وأَتْرَبَ التّاجِرُ مِن تِجارته: كَثُرَ مَالُه فَصَارَ كالتُّراب. والأَوْلَى أن نجعلَ"تَرِبَ" نَقِيضَ"أَتْرَبَ". و في "فقه اللغة وسِرّ العربية" لأبي منصور الثعالبيّ(تحقيق/ د. ياسين الأيوبيّ)، احْتَلَّ"الإِتْرَابُ" الدرجة السادسة في تفصيل الغِنَى وترتيبه، وذلك على النحو الآتي: الكَفَاف* ثُمّ الغِنَى* ثم الإِحْرَاف(عن الفرَّاء)* ثم الثَّرْوَة* ثم الإِكْثَار* ثم الإِتْرَاب* ثم القَنْطَرَة، وهي أن يملك الرجل القَنَاطِيرَ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ(عن ثعلب عن ابن الأَعرَابي). وفي بعض الروايات، قَنْطَرَ الرجُلُ: إذَا مَلَكَ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ. 

دليل المترجم (2354):

  25001- مَرْكَبٌ جَوِّيٌّ (مُنْطَادٌ مُوَجَّهٌ): un aéronef . 25002- مَرْكَبُ الدَّلِيلِ (مَرْكَبُ إِرْشَادِ السُّفُنِ، سَفِينَةُ إِرْشَا...