الثلاثاء، 29 يوليو 2014

سؤال وجواب:



سألني أحد القراء الكرام عن مدى صحة التعبير: ليهنأك الأمر...
الجواب، والله أعلم:
في المعجمات، توجد: هَنَأَ، وهَنِئَ، وهَنُؤَ، وهَنَّأَ. هَنَأَه بالعيد: قال له: لِيَهْنَأْكَ: أي ليَسُرَّكَ. هَنِئَ بولده: فرِح به. يقال: لِيَهْنَأْ قلبُك بولدك. هَنُؤَ العملُ: تيسر من غير مشقة. ولا عناء. هَنَّأَ: هنّأه بالعيد: دعا له بالهناء وأن يكون مَبْعَث سرور له. وقال له: لِيَهْنِئْكَ هذا العيد(وردت الصيغة الأخيرة "ليهنئك"في المعجم الوسيط الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

لن ينجح الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال ما داموا متفرقين:





لا أحد يستطيع أن يتحمل مناظر أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ "تُشوَى" تحت لهِيب القنابل الحارقة التي صبّها الجيش الإسرائيليّ على المدنيين العُزَّل في غزة، لكن- في المقابل- لا أحد يستطيع أن يلوم المقاومة الفلسطينية على التصدي للعدوان، بدلا من الاستسلام. وعلى مَن يرفع شعار"السَّلام"، بين العرب وإسرائيل، أن يفرق بين السلام والاستسلام. ولعل ما حققته المقاومة في هذه المعارك غير المتكافئة، يجعلنا نؤمن بأنّ الفلسطينيين قادرون-بعون من الله، ومهما كانت التضحيات-على تكبيد العدو الغاصب خسائر فادحة لم يكن يتوقعها، بل إنهم قادرون على دحره. غير أنّ ذلك لن يتأتّى إلّا بتضافر الجهود الفلسطينية والعربية، وتوحيد المواقف على المستويين الداخليّ والخارجيّ. إن سياسة"فرق تسد" التي وقع في فخها إخوتنا في فلسطين الحبيبة، قد أضرت بالقضية الفلسطينية العادلة. وممّا زاد الطينة بِلة ما يقع في بعض الأحيان من اصطفاف عربيّ مع هذا الفريق أو ذاك، وما يعيشه عالمنا العربيّ حاليا من أوضاع صعبة لا يتسع المقام لتفصيلها.
لقد أثبتت التجارب أنّ تماسك الجبهة الداخلية في أيّ بلد، كفيل بالصمود أمام أيّ خطر خارجيّ. كما أثبتت أنّ توحيد المواقف داخل أيّ مجموعة بشرية يكسبها قوة ومَهابة في تعاملها مع المجموعات البشرية الأخرى.
وانطلاقًا من هذا التصور، فإنني أطلب من جميع القيادات والفصائل الفلسطينية(فتح وحماس وغيرهما) أن يحرصوا على وحدتهم، منطلقين من أن ما يوحدهم أكثر ممّا يفرقهم، ومن أنّ الهدف واحد، وإن تعددت الوسائل والطرائق. ومن هنا، فإنّني أناشد كل الحكماء والسياسيين والمفكرين والمثقفين الفلسطينيين-وهم كثر- أن يحتكموا إلى العقل، وأن يدخلوا في حوار جادّ وصريح-وهم محاورون مرموقون-من أجل الوصول إلى اتفاق تام ونهائيّ حول القضايا الأساسية المتعلقة بالأسلوب الأمثل لتحرير الأرض وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. والله الموفق.

الاثنين، 28 يوليو 2014

سؤال وجواب:



سألني أحد القراء الكرام، هل الأصح والأولى أن نقول: عيد سعيد، أم عيدا سعيدا؟
الجواب، والله أعلم:
إذا وردت العِبارتان خارج سِياق يقتضي استعمال إحداهما وترك الأخرى، فلكَ أن تختار(حَكِّمْ ذوقكَ)، وكلتا العِبارتين متعلقة بمحذوف. ففي الأمر متسع، ولا داعي لتضييق واسع. يمكن أن تكتب أو تقول: عيد سعيد، بتقدير: عيدك عيد سعيد، بإذن الله. أو: عيد سعيد عيدك هذا. أو: هذا عيد سعيد، أو: إنّه عيد سعيد، إلخ. وكل ذلك من باب التفاؤل والرجاء والتمني. ويمكن أن تكتب أو تقول: عيدا سعيدا، بتقدير: أرجو لك، أو اتمنى لك عيدا سعيدا، أو: عيدا سعيدا أتمناه لك. ولكن لا يجوز-على الأصح- أن تقول أو تكتب، مثَلًا: أتمنى لك عيد سعيد، بل: أتمنى لك عيدا سعيدا. كما لا يجوز أن تقول: كان العيد في السنة المنصرمة عيد سعيد، بل: كان العيد في السنة المنصرمة عيدا سعيدا.

الأحد، 27 يوليو 2014

هل تقوم موريتانيا وتونس بمبادرة لتفعيل اتحاد المغرب العربيّ؟


في الوقت الذي عجزت فيه الدول العربية-مجتمعةً- عن توحيد مواقفها السياسية من القضايا الحيوية للأمة، يجب محاولة تفعيل التكتلات العربية الجهوية، تمهيدًا لتفعيل جامعة الدول العربية التي كان القادة العرب يجتمعون تحت مظلتها، لتدارس الأوضاع الراهنة. وما دام ذلك لم يحدث، لتدارس الوضع الخطير المترتب على العدوان الإسرائيليّ الغاشم على غزة، فمعنى ذلك أنّ وظيفة الجامعة معطَّلَة إلى حين. وذلك طبعًا بسبب الاختلاف الحاد في وجهات النظر العربية، وموقف بعض الدول العربية من المقاومة الفلسطينية. وللتخفيف من هذا التمزُّق الذي أضرّ بالجسم العربيّ وبالمصالح العليا للأمة، فإنّ على دول اتحاد الغرب العربيّ أن تقوم بمحاولة لإعادة الدفء إلى العلاقات المغاربية. ومادام إخوتُنا الليبيون منشغلين بأوضاعهم الداخلية، فإنّ موريتانيا وتونس هما البلدان المغاربيان المرشَّحان للقيام بمبادرة في هذا الاتجاه، تبدأ بالعمل على تنقية الأجواء بين البلدين الشقيقين(المغرب والجزائر)، تمهِيدًا لمساعدة ليبيا الشقيقة في ترتيب أوضاعها الداخلية، وُصُولًا إلى القيام بدور فاعل في إعادة اللحمة العربية.

الأربعاء، 23 يوليو 2014

فائدة لغوية(الفرق بين الفهرس والفهرست):



الفِهْرِس(index)= الفِهْرِست. ويكمن الفرق في أنّ: الفهرس: معرَّب "فهرست" الفارسية. والمعرَّب: هو اللفظ الأجنبيّ الذي غيره العرب، بالنقص، أو الزيادة، أو القلب(حدث التغيير هنا بالنقص، أي حذف التاء). والفهرست: من الدَّخِيل، وهو: اللفظ الأجنبيّ الذي دخل العربية دون تغيير، مثل: الأكسجين، والتيليفون، والفهرست، إلخ. ومع أنّ اللغة العربية تفتح صدرها-عند الحاجة- للمعرّب وللدخيل معًا، فإن المعرَّب يُفضَّل على الدخيل. علمًا بأنّ الكلمة المعرَّبة تُعدّ/ تُعتبَر عربيةً، تخضع لقواعد اللغة، ويجوز فيها الاشتقاق والنحت، وتستخدم فيها أدوات البدء والإلحاق، مع موافقتها للصيغة العربية.

الأحد، 20 يوليو 2014

سؤال وجواب:



سألني أحد القراء الكرام عن الفرق بين: السنة والعام والحول.
الجواب، والله أعلم:
إنني أميل إلى أن هذه الكلمات أو الاصطلاحات تقع في باب ما يعرف بالترادف(synonymie). مع ملاحظة أنّ بعض الباحثين في المجال اللغويّ يقولون إن الترادف غير موجود، لكننا في بعض الأحيان لا نستطيع فهم الفروق الدقيقة(nuances) الموجودة بين معاني ما نسميه ترادفا. ثم إنني اطلعت منذ فترة على آراء واجتهادات حول هذا الموضوع، منشورة إلكترونيا، لكنها لم تقنعني بالفروق الجوهرية بين مفهوم هذه الاصطلاحات، ولم يتضح من خلالها ما قد يكون بينها من عموم وخصوص.
وجاء في المعجم الوسيط، الصادر عن مجمع اللغة العربية، ما يأتي: السنة: مقدار قطع الشمس البروجَ الاثني عشر، وهي السنة الشمسية. وتمام اثنتي عشرةَ دورةً للقمر، وهي السنة القمرية. وفي العرف العام: كل يوم إلى مثله من القابل من السنة الشمسية. والجدب والقحط. والأرض المجدبة. ج. سنوات، وسِنَون. والعام: السنة. ج. أعوام. والحَوْل: السنة. ج. أحوال. وجاء في معجم ألفاظ القرآن، الصادر عن المَجْمَع نفسه، ما يأتي: العام كالسنة إلّا أنّ الكثير استعمال السنة في الحول الذي يكون فيه الجدب، ويعبر عن الجدب بالسنة، على حين يكثر استعمال العام في الحول الذي فيه رخاء وخِصْب. ولعل في بعض مواضع ورود العام في القرآن الكريم ما يؤيد ذلك.

ملحوظة: في اللغة الإنجليزية، يعبر عن السنة والعام والحول بكلمة واحدة-حسب علمي-هي: year . وفي اللغة الفرنسية، يعبر عنها بكلمتيْن، هما: an, année.

الجمعة، 18 يوليو 2014

غزة تحترق والعرب نائمون !



   يتعرض اليوم أهلنا بغزة الصامدة– كان الله في عونهم – لعدوان غاشم، يواجهونه بشجاعة  منقطعة النظير، ويضحون بالشهداء والجرحى، متصدين لضربات العدو بصدور عارية، لا يفت في عضدهم الدمارُ الذي أصاب المنشآت و منازل الأبرياء العزل التي دُمّرت على رؤوسهم، من قبل غزاة محتلين لا يميزون  بين  طفل أو امرأة أو شيخ مسن مسالم، و لا يراعون الحد الأدنى مما يفرضه القانون الدولي من عدم استهداف المدنيين العزل في أثناء الحروب التي تقع بين جيوش نظامية، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بمدينة  صغيرة تتعرض لحصار ظالم طال أمده، و تُفْرَض عليها حرب غادرة غير متكافئة يشنها جيش نظاميّ مدجج بالسلاح. وفي هذا الظرف العصيب، الذي تعيشه غزة وكل الأراضي الفلسطينية، نرى هذا الصمت العربيّ الرهيب واللامبالاة تجاه حرب الإبادة التي تشن على هذا البلد العربيّ الشقيق، وتجاه قضية فلسطين التي كانت تعد في يوم مّا قضيةَ العرب الأولى. و مع أنني على ثقة من أن النصر سيكون في النهاية حليف هؤلاء الأبطال الفلسطينيين الذين يقاتلون باستماتة لا مثيل لها، و يستشهدون دفاعا عن النفس و العِرض و المال، فإنني أتأسف و يعصرني الألم عندما أرى هذا الموقف العربيّ الغريب. فما الذي جرى لأمتنا العربية ؟
إن الجواب عن هذا السؤال، أو التساؤل، لا يحتاج إلى كبير عناء، فالحال، كما يقال، يكفي عن السؤال.
لقد وقعت الأقطار العربية – للأسف الشديد – في "فخ" سياسة "فرِّق تَسُد". و دون العودة بعيدا إلى الوراء، لشرح ما تعرض له الوطن العربي من مؤامرات و دسائس و مخططات تقسيم و تجزئة، وتجزئة المُجَزَّإ، أرى أن انفراط العِقد – في الآونة الأخيرة – بدأ  بوضع مخططات جعلت العراق يحتل الكويت، لإعطاء مسوِّغات لاحتلال العراق و تدمير إمكاناته العسكرية و الاقتصادية، و ما ترتب على ذلك من انشقاقات في مواقف الدول العربية. ثم جاء ما عُرف ب "الربيع العربي" المتجسد في إزاحة بعض النظم العربية، و اللجوء في بعض الحالات إلى  الاستعانة – من أجل ذلك- بالجيوش الأجنبية (كما حدث في ليبيا بعد العراق). وما ترتب على ذلك من انشقاقات جديدة في الصف العربيّ. و دون الحكم على مآلات هذا "الربيع العربي" التي لا يعلمها إلا الله وحده، فإن النتائج الماثلة للعيان هي أن الوضع في عالمنا العربي لا يسر إلا العدو. فما زالت الحرائق مشتعلة في البلدان التي سقطت فيها الأنظمة، و في الأقطار التي ما زالت أنظمتها تقاوم السقوط. كما أنّ الحرائق في بلدان أخرى ما زالت تنتظر هبوب أي رياح لإزاحة الرماد عن الشرر لتشتعل.  و في جميع الحالات ، فقد تعددت الأسباب و الموت واحد. لقد تفرق العرب وأهملوا التخطيط الاستراتيجيّ المشترك وتنكروا لشعار:(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)، وأصبحوا يتقاتلون فيما بينهم، على مستوى كل قطر، من أجل الوصول إلى الحكم، و حتى لو كلفهم ذلك اللجوء إلى الانقلابات العسكرية و القضاء على معارضيهم السياسيين بالقتل و السجن و التشريد...و الله وحده القادر على إخراج غزة سالمة من هذه المحنة، أمّا العرب فلا يعول عليهم لأنهم في ورطة حقيقية تتجلى في الانشغال بفتات السلطة، معتمدين-من أجل الوصول إليها- شعار: الغاية تبرر الوسيلة.

دليل المترجم (2354):

  25001- مَرْكَبٌ جَوِّيٌّ (مُنْطَادٌ مُوَجَّهٌ): un aéronef . 25002- مَرْكَبُ الدَّلِيلِ (مَرْكَبُ إِرْشَادِ السُّفُنِ، سَفِينَةُ إِرْشَا...