يقول السائل الكريم:
ما جواب مَن قال لك: كيف حالُك ؟
الجواب، والله أعلم:
حَالُ الشيْءِ: صِفَتُهُ. وحالُ الإنسانِ: ما
يختصُّ به مِن أُمُورِهِ المُتغيِّرَةِ الحِسِّيَّةِ والمعنويَّةِ.
كَيْفَ حَالُك/ أو كيف أَحْوالُك: سُؤالٌ عن
صِحَّةِ المَرْءِ، وعن أُمُورِه المختلِفةِ.
والحالُ: يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. ويُقالُ:
"إِنَّ الْحَالَ يُغْنِي عَنِ السُّؤَالِ". كما يقال: "لِسَانُ
الْحَالِ أَبْيَنُ مِنَ الْمَقَالِ".
يقول/ أبو العلاء المعرّي:
حَالِيَ حَالُ الْيَائِسِ الرَّاجِي * وإنّما
أرْجِعُ أَدْراجِي.
ويقول/ أبو البقاء الرندي:
وَهَذِهِ الدّارُ لا تُبْقِي على أَحَدٍ *
ولَا يَدومُ على حالٍ لها شَانُ.
ويقول المتنبي:
عِيدٌ بِأَيَّةِ حَالٍ عُدْتَّ يَاعِيدُ...
وبعد هذه الجولة حولَ معنى "الحال"
وبعض السِّيَاقَات التي تَرِدُ فيها، نَثْرًا وشِعْرًا، أقول للسائل الكريم إنّه
يمكن أن يُجِيبَ السؤالَ (أو يُجيب عَنْهُ) بما يُناسِبُ حَالَه (أو حَالَتَه)، مع
مُراعاة مَنزِلة السائل منه.
يمكن، على سبيل المثال لَا الحَصْر، أن يقول:
نِعْمَ الحالُ، لله الحمد، أو: بِخَيْرٍ، لله الحمد والشكرُ، أو: بخير وعافية. هذا
إذا كان أَمْرُه كذلك، أو كان يتظاهر-تَفاؤُلًا- بأنّ أمورَه على ما يُرام، أو لا يريد أنْ يَبُوحَ بأسراره
للسائل. ويمكن-عندَ الاقتضاء-أن يقول، مَثَلًا: لَسْتُ عَلى ما يُرام، إذا كانت
حالُه كذلك ولا يجدُ ما يمنعُه من البَوْحِ بحقيقة أمره. يمكن أيضًا أن يشرح
أمرَه، كأن يقولَ: إنه مريضٌ، أو قَلِقٌ، أو تؤرّقه مشكلات من نوع معيَّن، أو عليه
دُيُونٌ تُثقِل كاهلَه، أو نحو ذلك.
وقد يقول قائل إنّ هذا النوع من الأسئلة، لا
يستحق الرَّدَّ عليه، لبداهته. بل قد يذهب أحدهم إلى أن يحكم بأنّ السائل غير جادٍّ، لكنني أنظر
إلى الموضوع نظرة مختلفة. أرى أنّ هذا البرنامج التفاعليّ "سؤال وجواب"،
موجَّه إلى جميع القرّاء على اختلاف مستوياتهم المعرفية. وقد حَرَصْتُ على عدم
ذِكْر اسم السائل، حتّى يسألَ عمّا يعنُّ له دون أن يشعر بأيّ حَرَجٍ، بصرف النظر
عن مستوى السؤال أو قصد السائل من سؤاله. والله أعلم بالقصد.
وأشير بهذا الخصوص إلى أنني أحاول في إجابتي
عن سؤال من هذا المستوى (مستوى عاديّ)، أن اُطَعّم الجواب بمعلومات إضافية تفيد
القراء الآخرين المتابعين للبرنامج.
مع تحياتي لجميع القراء الكرام المهتمين
بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، ولغة العلم والمعرفة، ولغة المستقبل،
بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق