السؤال:
ما
رأْيُكم في وصْف الإنْسان بأنّه خَلُوقٌ، للتعبير عن حُسْنِ خُلُقِهِ ؟
الجواب، والله أعلم:
الخُلُقُ: السَّجِيَّةُ والطَّبْعُ وما يجري
عليه المَرْءُ مِن عادَةٍ لا زِمةٍ. وبعبارة أخرى: حالٌ للنَّفْس رَاسِخَةٌ تصْدر
عنها الأَفعالُ مِن خيْرٍ أَو شَرٍّ مِن غير حاجة إلى فِكْرٍ ورَوِيَّةٍ.
وفي التنزيل العزيز: (وَإِنَّكَ لَعَلَى
خُلُقٍ عَظِيمٍ) 4/ القلم. ويُجْمَعُ الخُلُقُ عَلَى: أَخْلَاق. وفي الحديث
النبويّ الشريف: "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ
الْأَخْلَاقِ". وتَتَجَسَّدُ الأَخلاقُ-بصفة عامّة- في الآداب والسُّلوكِ
الحَسَنِ.
خَلُقَ فُلَانٌ: حَسُنَ خَلْقُهُ وتَمَّ.
يَنْصَرِفُ المَعنَى هنا إلى: الخِلْقَةِ (الفِطْرَة)، يقال: عَيْبٌ خِلْقِيٌّ:
موجود خِلْقَةً (من أصْل الخِلْقَة)، وليْس بعارِضٍ. بمعنى أنّ :خَلُوق (صيغة
فَعُول) من هذه المادة، قد لا تعبِّر عن حُسْن الخُلُق.
وتَخَلَّقَ بِخُلُقِ غيرهِ: تَطَبَّعَ بما
ليس مِن خُلُقِهِ وتَكَلَّفَ ذلك. وتَخَلَّقَ الكَذِبَ: اخْتَلَقَهُ.
والخَلُوقُ: الخِلَاقُ: نَوْعٌ مِن الطِّيبِ،
أَعْظَمُ أجزائهِ الزَّعْفَرَانُ.
وبِنَاءً على ما تَقَدَّمَ، ودُون تَخْطِئَة
التعبير المذكور في السؤال (والعِلم عند الله)، فَلَعَلَّ من الأَفضل وصْف الإنسان بِحُسْن الخُلُقِ،
أَو بِسُمُوِ الأخلاق، أَو بكَرَمِهَا، أَو بأنه ذُو أخلاقٍ عاليةٍ، أَو على
خُلُقٍ (إسْوَةً بما ورد في القرآن الكريم). مع وصْفنا لخُلُقِ هذا الإنسان بما
نشاء، كأن نقول، مَثَلًا: على خُلُقِ رَفِيعٍ، أَو كَبِيرِ، أَو عَالٍ، أَو سَامٍ،
إلخ.
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة،
لغة القرآن الكريم، ولغة العلم والمعرفة، ولغة المستقبَل، بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق