السبت، 26 أكتوبر 2019

مقتطفات من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي (299):



في: أسرار العربية (الحلْقة الأخيرة من المقتطفات).

فِي الوَاوَاتِ:

قَدْ تَكُونُ "الوَاوُ" زَائِدَةً فِي الأَوَّلِ. وَقَدْ تُزَادُ ثَانِيَةً، نَحْو: كَوْثَرٌ. وثالثةً، نحو: جَرْوَلٌ. ورابعةً، نحو: قَرْنُوَةٌ. وخامسةً، نحو: قَمَحْدُوَةٌ.
وَمِنَ الوَاوَاتِ، "وَاوُ" النَّسَقِ وَهُوَ العَطْفُ، كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا.
وَ"وَاوُ" العَلَامَةِ لِلرَّفْعِ، كَقَوْلِكَ: أَخُوكَ، وَالمُسْلِمُونَ.
وَ"الوَاوُ" الَّتِي فِي قَوْلِكَ: لَا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَتَشْرَبِ اللَّبَنَ. وقول الشاعر:
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ *...
وفي التنزيل العزيز: (وَلَا تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) 42/ البقرة.
وَمِنْهَا "وَاوُ" القَسَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) 1/ النجم. (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ البُرُوجِ) 1/ البروج. (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) 1/ الشمس.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الحَالِ، كَقَوْلِكَ: جَاءَنِي فُلَانٌ وَهُوَ يَبْكِي. أَيْ: فِي حَالِ بُكَائِهِ. وفي القرآن الكريم: (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) 92/ التوبة.
وَمِنْهَا "وَاوُ" رُبَّ، كَقَوْلِ رُؤْبة: وَخَاتِم الأَعمَاقِ خاوِي المُخْتَرَقْ *... أَيْ: رُبَّ خَاتِم الأَعماقِ.
وَمِنْهَا "الوَاوُ" بِمَعْنَى "مَعَ"، كَقَوْلِكَ: اسْتَوَى المَاءُ وَالخَشَبَةَ. أَيْ: مَعَ الخَشَبَةِ. وَلَوْ تَرَكْتَ النَّاقَةَ وَفَصِيلَهَا لَرَضَعَهَا. أَيْ: مَعَ فَصِيلِهَا.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الصِّلَةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ) 4/ الحجْر. وَالمَعْنَى: إِلَّا لَهَا.
وَمِنْهَا "الوَاوُ" بِمَعْنَى "إِذْ"، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) 154/ آل عمران. يُرِيدُ: إِذْ طَائِفَةٌ. كَمَا تَقُولُ: جِئْتُ وَزَيْدٌ رَاكِبٌ. تُرِيدُ: إِذْ زَيْدٌ رَاكِبٌ.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الثَّمَانِيَةِ، كَقَوْلِكَ: وَاحِدٌ، اثْنَانِ، ثَلَاثَةٌ، أَرْبَعَةٌ، خَمْسَةٌ، سِتَّةٌ، سَبْعَةٌ، وَثَمَانِيَةٌ. وفي القرآن الكريم: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) 22/ الكهف. وكما قال تعالى، في ذِكْرِ جَهَنَّم: (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) 71/ الزمر، بِلَا "وَاوٍ" لِاَنَّ أَبْوَابَهَا سَبْعَةٌ. وَلَمَّا ذَكَرَ الجَنَّةَ، قَالَ: (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا) 73/ الزمر. فَأَلْحَقَ بِهَا "الوَاوَ" لِأَنَّ أَبْوَابَهَا ثَمَانِيَةٌ، وَ"وَاوُ" الثمانيَة مُسْتَعْمَلَة في كَلَامِ العَرَبِ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2405):

  25511- مَسَبَّةٌ (شَتِيمَةٌ، إِهَانَةٌ): une injure, une insulte . سُبَابٌ (شَتِيمَةٌ): un blasphème . نَكَبَاتُ الزَّمَنِ (أَضْرَارُ السّ...