في: أسرار العربية (الحلْقة الأخيرة من المقتطفات).
فِي الوَاوَاتِ:
قَدْ تَكُونُ "الوَاوُ" زَائِدَةً
فِي الأَوَّلِ. وَقَدْ تُزَادُ ثَانِيَةً، نَحْو: كَوْثَرٌ. وثالثةً، نحو: جَرْوَلٌ.
ورابعةً، نحو: قَرْنُوَةٌ. وخامسةً، نحو: قَمَحْدُوَةٌ.
وَمِنَ الوَاوَاتِ، "وَاوُ"
النَّسَقِ وَهُوَ العَطْفُ، كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا.
وَ"وَاوُ" العَلَامَةِ لِلرَّفْعِ،
كَقَوْلِكَ: أَخُوكَ، وَالمُسْلِمُونَ.
وَ"الوَاوُ" الَّتِي فِي قَوْلِكَ:
لَا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَتَشْرَبِ اللَّبَنَ. وقول الشاعر:
لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ
*...
وفي التنزيل العزيز: (وَلَا تَلْبِسُوا
الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) 42/ البقرة.
وَمِنْهَا "وَاوُ" القَسَمِ فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) 1/ النجم. (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ
البُرُوجِ) 1/ البروج. (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) 1/ الشمس.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الحَالِ،
كَقَوْلِكَ: جَاءَنِي فُلَانٌ وَهُوَ يَبْكِي. أَيْ: فِي حَالِ بُكَائِهِ. وفي
القرآن الكريم: (تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا
يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) 92/ التوبة.
وَمِنْهَا "وَاوُ" رُبَّ، كَقَوْلِ
رُؤْبة: وَخَاتِم الأَعمَاقِ خاوِي المُخْتَرَقْ *... أَيْ: رُبَّ خَاتِم
الأَعماقِ.
وَمِنْهَا "الوَاوُ" بِمَعْنَى
"مَعَ"، كَقَوْلِكَ: اسْتَوَى المَاءُ وَالخَشَبَةَ. أَيْ: مَعَ
الخَشَبَةِ. وَلَوْ تَرَكْتَ النَّاقَةَ وَفَصِيلَهَا لَرَضَعَهَا. أَيْ: مَعَ
فَصِيلِهَا.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الصِّلَةِ،
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ) 4/ الحجْر. وَالمَعْنَى:
إِلَّا لَهَا.
وَمِنْهَا "الوَاوُ" بِمَعْنَى
"إِذْ"، كَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: (وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ
أَنْفُسُهُمْ) 154/ آل عمران. يُرِيدُ: إِذْ طَائِفَةٌ. كَمَا تَقُولُ: جِئْتُ
وَزَيْدٌ رَاكِبٌ. تُرِيدُ: إِذْ زَيْدٌ رَاكِبٌ.
وَمِنْهَا "وَاوُ" الثَّمَانِيَةِ،
كَقَوْلِكَ: وَاحِدٌ، اثْنَانِ، ثَلَاثَةٌ، أَرْبَعَةٌ، خَمْسَةٌ، سِتَّةٌ،
سَبْعَةٌ، وَثَمَانِيَةٌ. وفي القرآن الكريم: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ
كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالغَيْبِ
وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) 22/ الكهف. وكما قال تعالى، في
ذِكْرِ جَهَنَّم: (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) 71/ الزمر،
بِلَا "وَاوٍ" لِاَنَّ أَبْوَابَهَا سَبْعَةٌ. وَلَمَّا ذَكَرَ
الجَنَّةَ، قَالَ: (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ
خَزَنَتُهَا) 73/ الزمر. فَأَلْحَقَ بِهَا "الوَاوَ" لِأَنَّ
أَبْوَابَهَا ثَمَانِيَةٌ، وَ"وَاوُ" الثمانيَة مُسْتَعْمَلَة في
كَلَامِ العَرَبِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق