في: أسرار العربية.
فِي الفَاآتِ:
منها "فَاءُ" التَّعْقِيبِ،
كَقَوْلِهِمْ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ، فَعَمْرٍو، أَيْ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَلَى
عَقِبِهِ بِعَمْرٍو.
وكما قال امرُؤُ القَيس: بِسْقْطِ اللِّوَى
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ.
ومنها "الفَاءُ" تَكُونُ جَوَابًا
لِلشَّرْطِ، كما يُقالُ: إِنْ تَأْتِنِي فَحَسَنٌ جَمِيلٌ، وَإِنْ لَمْ تَأْتِنِي
فَالعُذْرُ مَقْبُولٌ. ومنه قولُه تعالَى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا
لَهُمْ) 8/ محمد.
وَقَالَ صَاحِبُ كِتَابِ الإِيضَاحِ/ أبو القاسم
الزجاجي: "الفَاءُ" الَّتِي تَجِيءُ بَعْدَ النَّفْيِ، وَالأَمْرِ،
وَالنَّهْيِ، وَالاسْتِفْهَامِ، وَالعَرْضِ، وَالتَّمَنِّي، يَنْتَصِبُ بَعْدَهَا
الفِعْلُ.
فَمِثَالُ النَّفْيِ: مَا تَأْتِينِي
فَأُعْطِيَكَ. ومنه قولُه عَزَّ وَجَلَّ: (وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ
شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) 52/ الأنعام.
وَمِثَالُ الأَمْرِ، كَقَوْلِكَ: ائْتِنِي
فَأَعْرِفَ بِكَ.
وَمِثَالُ النَّهْيِ، كَقَوْلِكَ: لَا
تَنْقَطِعْ عَنَّا فَنَجْفُوَكَ. وفي القرآن الكريم: (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) 81/ طه.
وَمِثَالُ الاسْتِفْهَامِ، كَقَوْلِكَ: أَمَا
تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنَا.
وَمِثَالُ العَرْضِ: أَلَا تَنْزِلُ
عِنْدَنَا، فَتُصِيبَ خَيْرًا.
وَمِثَالُ التَّمَنِّي: لَيْتَ لِي مَالًا فَأُعْطِيَكَ!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق