الجمعة، 11 أكتوبر 2019

مقتطفات من كتاب "فقه اللغة" للثعالبي (295):



في: أسرار العربية.

فِي اللَّامَاتِ:

"اللَّامُ": تَقَعُ زَائِدَةً فِي قَوْلِكَ: وَإِنَّمَا هُوَ ذَلِكَ.
وَمِنْهَا "لَامُ التَّأْكِيدِ، وَإِنَّمَا يُقَالُ لِهَذِهِ "اللَّامِ": لَامُ الابْتِدَاءِ، نحو قولِه عَزَّ وَجَلَّ: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ) 13/ الحشر.
وَمِنْهَا فِي خَبَرِ "إِنَّ"، نحوُ قولك: إِنَّ زَيْدًا لَقَائِمٌ.
وَفِي خَبَرِ الابْتِدَاءِ، كما قال رؤبة بن العجاج:
 أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ * تَرْضَى مِنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ.
وَمِنْهَا "لَامُ" الاسْتِغَاثَةِ (بالفتْح)، كقولك: يَا لَلنَّاسِ !، فَإِذَا أَرَدْتَ التَّعَجُّبَ فَبِالكَسْرِ.
ومنها "لَامُ" المِلْكِ، كقولك: هَذِهِ الدَّارُ لِزَيْدٍ.
وَ"لَامُ" المُلْكِ، كقولِه تَعالَى: (للهِ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) 284/ البقرة.
وَ"لَامُ" السَّبَبِ، كقولِه تعالَى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) 9/ الإنسان. أَيْ: مِنْ أَجْلِهِ (عن الكسائي)، وكقوله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) 14م طه. أَيْ: مِنْ أَجْلِ ذِكْرِي.
وَ"لَامُ" عِنْدَ، كقوله عَزَّ وَجَلَّ: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) 78/ الإسراء. أَيْ: عِنْدَ دُلُوكِهَا.
ومنها "لَامُ" بَعْدَ، كقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلّم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ".
ومنها "لَامُ" التَّخْصِيصِ، كقولك: الحمدُ للهِ. فهذه "لَامٌ" مُخْتَصَّةٌ في الحقيقة بالله. ومِثْلُها قولُه تعالَى: (وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ) 19/ الانفطار.
ومنها "لَامُ" الوقت، كقولهم: لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ كَذَا، أَوْ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ كَذَا.
قال النابغة:
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا * لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا العَامُ سَابِعُ.
ومنها "لَامُ" التَّعَجُّبِ، كقولهم: لِلهِ دَرُّهُ !، وَيُقَالُ: يَا لِلْعَجَبِ !، معناهُ: يَا قَوْمُ تَعَالَوْا إِلَى العَجَبِ!. وقد تَجْتَمِعُ التي لِلنداءِ والتي للتعجُّب، كما قال الشاعر: أَلَا يَا لَقَوْمِ لِطَيْفِ الخَيَالِ (حُرِّكت "الميمُ" في "لقوم" بالضم والكسر، باعتبارها مقصودةً بالنداءِ أو مضافةً إلى ياء المتكلِّم، فحُذِفت الياءُ).
ومنها "لَامُ" الأمر، كما تقول: لِيَفْعَلْ كَذَا، وَلِيُطْلِقْ ذَلِكَ. وفي القرآن الكريم: (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) 29/ الحج.
ومنها "لَامُ" الجَزَاءِ، كقوله عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) 1، 2/ الفتح.
ومنها "لَامُ" العَاقِبَةِ، كما قال اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا) 8/ القصص. وَهُمْ لَمْ يَلْتَقِطُوهُ لِذَلِكَ، ولكنْ صارتِ العاقِبَةُ إلَيْهِ.
 وقال سابقُ البَرْبريُّ:
وَلِلمَوْتِ تَغْذُو الوَالِدَاتُ سِخَالَهَا * كَمَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَسَاكِنُ.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2406):

  25521- مَسْبَكٌ (قَالَبُ سَبَائِكَ: moule à faire des lingots ): une lingotière . سَبِيكَةٌ (ج. سَبَائِكُ): un lingot . 25522- مَسْبَكَة...