في: أسرار العربية.
فِي اللَّامَاتِ:
"اللَّامُ": تَقَعُ زَائِدَةً فِي
قَوْلِكَ: وَإِنَّمَا هُوَ ذَلِكَ.
وَمِنْهَا "لَامُ التَّأْكِيدِ،
وَإِنَّمَا يُقَالُ لِهَذِهِ "اللَّامِ": لَامُ الابْتِدَاءِ، نحو قولِه
عَزَّ وَجَلَّ: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ) 13/
الحشر.
وَمِنْهَا فِي خَبَرِ "إِنَّ"،
نحوُ قولك: إِنَّ زَيْدًا لَقَائِمٌ.
وَفِي خَبَرِ الابْتِدَاءِ، كما قال رؤبة بن
العجاج:
أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ *
تَرْضَى مِنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ.
وَمِنْهَا "لَامُ" الاسْتِغَاثَةِ
(بالفتْح)، كقولك: يَا لَلنَّاسِ !، فَإِذَا
أَرَدْتَ التَّعَجُّبَ فَبِالكَسْرِ.
ومنها "لَامُ" المِلْكِ، كقولك:
هَذِهِ الدَّارُ لِزَيْدٍ.
وَ"لَامُ" المُلْكِ، كقولِه
تَعالَى: (للهِ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) 284/ البقرة.
وَ"لَامُ" السَّبَبِ، كقولِه
تعالَى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) 9/ الإنسان. أَيْ: مِنْ أَجْلِهِ
(عن الكسائي)، وكقوله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) 14م طه. أَيْ: مِنْ أَجْلِ
ذِكْرِي.
وَ"لَامُ" عِنْدَ، كقوله عَزَّ
وَجَلَّ: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) 78/
الإسراء. أَيْ: عِنْدَ دُلُوكِهَا.
ومنها "لَامُ" بَعْدَ، كقولِه
صلَّى اللهُ عليه وسلّم: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا
لِرُؤْيَتِهِ".
ومنها "لَامُ" التَّخْصِيصِ، كقولك:
الحمدُ للهِ. فهذه "لَامٌ" مُخْتَصَّةٌ في الحقيقة بالله. ومِثْلُها
قولُه تعالَى: (وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ) 19/ الانفطار.
ومنها "لَامُ" الوقت، كقولهم:
لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ كَذَا، أَوْ لِأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ كَذَا.
قال النابغة:
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا *
لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا العَامُ سَابِعُ.
ومنها "لَامُ" التَّعَجُّبِ،
كقولهم: لِلهِ دَرُّهُ !، وَيُقَالُ:
يَا لِلْعَجَبِ !، معناهُ:
يَا قَوْمُ تَعَالَوْا إِلَى العَجَبِ!. وقد تَجْتَمِعُ التي لِلنداءِ والتي
للتعجُّب، كما قال الشاعر: أَلَا يَا لَقَوْمِ لِطَيْفِ الخَيَالِ (حُرِّكت
"الميمُ" في "لقوم" بالضم والكسر، باعتبارها مقصودةً بالنداءِ
أو مضافةً إلى ياء المتكلِّم، فحُذِفت الياءُ).
ومنها "لَامُ" الأمر، كما تقول:
لِيَفْعَلْ كَذَا، وَلِيُطْلِقْ ذَلِكَ. وفي القرآن الكريم: (ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) 29/ الحج.
ومنها "لَامُ" الجَزَاءِ، كقوله
عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ
مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) 1، 2/ الفتح.
ومنها "لَامُ" العَاقِبَةِ، كما
قال اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ: (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ
عَدُوًّا وَحَزَنًا) 8/ القصص. وَهُمْ لَمْ يَلْتَقِطُوهُ لِذَلِكَ، ولكنْ صارتِ
العاقِبَةُ إلَيْهِ.
وقال
سابقُ البَرْبريُّ:
وَلِلمَوْتِ تَغْذُو الوَالِدَاتُ سِخَالَهَا
* كَمَا لِخَرَابِ الدَّهْرِ تُبْنَى المَسَاكِنُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق