الاثنين، 1 سبتمبر 2014

في الزجر عن التحاسُد والبغضاء:



قال رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم: "لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانَا".
وقال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها: فإنّ أهونَ خِصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد ما حكم الله جلّ وعلا لعباده، ثم انطواءُ الضمير على إرادة زوال النِّعَم عن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلّا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه وهيهات أن يساعد القضاء ما للحساد في الأحشاء. وقال: بئس الشعار للمرء الحسد، لأنه يورث الكمد، ويورث الحزن، وهو داء لا شفاء له. والحاسد إذا رأى بأخيه نعمة بُهت، وإن رأى به عثرة شمت، ودليل ما في قلبه كمين على وجه مبين، وما رأيتُ حاسدًا سَالَمَ أحدًا. والحسد داعية إلى النكد، ألا ترى إبليس؟ حسد آدم فكان حسده نكدًا على نفسه، فصار لعينًا بعدما كان مكينًا، ويسهل على المرء ترضِّي كل ساخط في الدنيا حتى يرضى، إلّا الحسود، فإنه لا يرضيه إلّا زوال النعمة التي حسد من أجلها.
وممّا قِيل نَظْمًا في الحسد:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه* فالقوم أنداد له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهها* حسدًا وبغيًا: إنه لدميمُ
وترى اللبيب مُحَسّدًا لم يَجْتَلِب* شتم الرجال، وعِرضه مشتومُ.
ويقول آخَر:
إنّ العرانين تلقاها مُحَسَّدَةً* ولن ترى للئام الناس حُسَّادُ.
ملحوظة: العرانين: أشراف الناس وسادتهم.
(المرجع، بتصرف: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ للإمام الحافظ أبي حاتم محمد بن حبّان البُسْتيّ. تحقيق/ الشيخ خليل مأمون شيحا. الناشر: دار الكتاب العربيّ. بيروت. لبنان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2408):

  25541- مُسْتَبْعِدٌ: qui exclue, qui rejette . اسْتَبْعَدَ (أَقْصَى): exclure . اسْتَبْعَدَ (طَرَحَ، رَفَضَ): rejeter . صَدَّ العَدُوَّ: r...