السؤال:
ما الفرق بين: الخَلْف، والخَلَف ؟
الجواب، والله أعلم:
الخَلْفُ (بسكون اللام)، مِنْ مَعَانِيهِ:
الظَّهْرُ. وَالقَرْنُ يَأْتِي بَعَدَ القَرْنِ. وَالوَلَدُ الطَّالِحُ (فَخَلَفَ
مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا) 59/ مريم. وَالرَّدِيءُ مِنَ القَوْلِ. وَفِي المَثَلِ:
"سَكَتَ أَلْفًا، وَنَطَقَ خَلْفًا"، يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُطِيلُ
الصَّمْتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِالخَطَإِ/ بِالخَطَأِ. وَمَحْبِسُ
الدَّوَابِّ خَلْفَ البَيْتِ. ج. أَخْلَافٌ، وَخُلُوفٌ.
الخَلَفُ (بفتح اللام): العِوَضُ وَالبَدَلُ.
يُقَالُ، فِي الدُّعَاءِ: "اللهُمَّ اجْعَلْهُ لَهُ بِالخَلَفِ":
بِالعِوَضِ وَالبَدَلِ. وَالوَلَدُ
الصَّالِحُ. يُقَالُ: "إِنَّهُ الخَلَفُ الصَّالِحُ": الذُّرِّيَّةُ
الصَّالِحَةُ. وَيُقَالُ: هَذَا مَا أَخَذَهُ الخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ":
اللَّاحِقُ عَنِ السَّابِقِ.
خَلَفَ فُلَانًا يَخْلُفُهُ خَلْفًا (بسكون
اللام): صَارَ خَلْفَهُ. وَأَخَذَهُ مِنْ خَلْفِهِ. وَيُقَالُ: خَلَفَهُ بِخَيْرٍ
أَوْ بِشَرٍّ: ذَكَرَهُ بِهِ فِي غَيْرِ حَضْرَتِهِ. خَلَفَ لَهُ بِالسَّيْفِ:
جَاءَ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبَهُ.
خَلَفَ فُلَانًا يَخْلُفُهُ خَلَفًا (بفتح
اللام)، وَخِلَافَةً: جَاءَ بَعْدَهُ فَصَارَ مَكَانَهُ، وَكَانَ خَلِيفَتَهُ
(الخَلِيفَةُ: مَنْ يَخْلُفُ غَيْرَهُ وَيَقُومُ مَقَامَهُ. ج. خَلَائِفُ،
وَخُلَفَاءُ). وَيُقَالُ: خَلَفَهُ فِي قَوْمِهِ (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ
هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ
المُفْسِدِينَ) 142/ الأعراف.
وَيَرَى بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ
الخَلَفَ (بفتح اللام)، يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الخَيْرِ وَيَقِلُّ فِي
غَيْرِهِ. وَالخَلْف (بسكون اللام) يَكْثُرُ اسْتِعْمَالُهُ فِي الشَّرِّ وَيَقِلُ
فِي غَيْرِهِ. يُقَالُ، مَثَلًا: "خَيْرُ خَلَفٍ لِخَيْرِ سَلَفٍ. وَلَا
يُقَالُ: خَيْرُ خَلْفٍ...يُقَالُ: الخَلَفُ مِنَ الصَّالِحِينَ/ أَوْ مِنَ
الأَخْيَارِ. وَلَا يُقَالُ: الخَلْفُ مِنَ الأَخْيَارِ، بَل الخَلْفُ مِنَ
الطَّالِحِينَ أَوْ مِنَ الأَشْرَارِ.
ومع ذلك، فقد يُقال: بِئْسَ الخَلَفُ (بفتح
اللام) هُمْ، أَيْ بِئْسَ البَدَلُ.
وورد الخَلْف (بسكون اللام) في الجانب
المحمود، في قول حسّان بن ثابت:
لَنَا القَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ
وَخَلْفُنَا * لِأَوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ.
ويدعم الرأي القائل باستعمال الخلْف (بسكون
اللام) في الجانب المذموم، ما جاء في أبيات رِثاء قالها لبيد في أخيه لأمّه/ أربد
بن قيس العامري، يقول فيها:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمِ
* وَبَقيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ.
لَا يَنْفَعُونَ وَلَا يُرْجَى خَيْرُهُمْ * وَيُعَابُ
قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق