السؤال:
ما تعليقكم على قول بعضهم:
"أُرسِلت إلينا رسالةٌ مِن طَرَفِ فلان"، بدل "أرسَل إلينا فلانٌ رسالة" ؟
أليس في هذا تأثر باللغات الأجنبية ، الإنجليزية مثلا ؟
وهل هذا الأسلوب مقبول في لغة الضاد ؟
وهل تتفقون مع من خطأ مستخدمي هذا الأسلوب؟
الجواب، والله أعلم:
للسؤال صلة بالأحكام المتعلقة بنائب الفاعل (ما لم يُسَمَّ فاعلُه).
وجاء في كتابي "المرشد في تجنُّب الأخطاء اللغوية وتصويب الشائع منها"، ص. 22، ما يأتي:
متى حُذِفَ الفاعلُ وناب عنه نائبُه، فلا يجوز أن يُذْكَرَ في الكلام ما يدل عليه، فلا يُقالُ: عُوقِبَ الكَسُولُ مِن المُعَلّم، بل يُقالُ: عُوقِبَ الكسولُ، وذلك لأنّ الفاعلَ إنما حُذِفَ لِغَرَض مّا، فذِكْرُه بعد ذلك مُنافٍ لذلك الغرض، فإن أردتَ إظهارَه أتيتَ بالفعل مَعْلومًا فقلتَ: عاقَبَ المُعلّمُ الكسولَ.
والذي جعلني أذكِّر بهذه القاعدة، هو ما أسمعه يوميا في نشرات الأخبار –على سبيل المثال- من تراكيبَ منافيةٍ لهذه القاعدة.
إننا عند ما نقول: شُرِبَ اللبنُ، ونسكت. فمعنى ذلك أننا نجهل مَن شَرِبَ اللبن، أو لا نريد التصريح به. فإن عرفنا من شرِب اللبنَ وأردنا أن نذكُر اسمَه، قلنا: شَرِبَ زَيدٌ اللبنَ، بَدَلًا من: شُرِبَ اللبنُ مِن طَرَفِ زَيْدٍ.
كما نقول: وَشَّحَ الرئيسُ السفيرَ بوسام رفيع، بدلًا من: وُشِّحَ السفيرُ بوسام رفيع من طرف الرئيس.
وعلى الرُّغْم من أنّني لا أُخَطِّئ ما يَرِد في هذه الأساليب الحديثةِ من ذكر ما يدل على نائب الفاعل – ربما تأثّرًا ببعض اللغات الأجنبية- فإنني أُفضِّل الالتزامَ بالقواعد العربية المعروفة، مُراعاةً للدقة.
وبالنسبة إلى الشطر الثاني من السؤال:
لقد توصلتُ-من خلال البحث- إلى أنّ من الأحسن عدم التسرُّع في الحكم على الأشياء.
ومن الأشياء التي ينبغي لنا تجنبها-في مجال اللغة العربية-ما نسمعه عند بعضهم من أقوال من نوع: هذه الكلمة، أو هذه التعابير لا وجودَ لها، ولم تنطق بها العرب، وغير مقبولة في اللغة العربية !
ولعلَّ الصواب أن نقول: الفصيح أو الأفصح، أو الأفضل، أو الأجود كذا...إلّا إذا كان الخطأُ بيِّنًا، لا يحتمل أيّ تأويل. ثم إنّ العربية لغة غنية في مفرداتها، وفي أساليبها، وفيها الفصيح والأفصح والشاذ والنادر والمهجور...، ومن الصعوبة بمكان، بل من المستحيل أن يُحيطَ شخصٌ بكل ذلك.
وكما تفضَّلَ السائل، فإنّ هذه الأساليب فيها تأثر باللغات الأجنبية، لكنَّ في هذا التأثر إغناءً للغة العربية، ولا عيب في التأثِير والتأثُّر بين اللغات (وهو ما يعرَف بالتقارُض اللغويّ).
ثم إنّ اللغة الحيّة تنمو وتتطور بتطور أنماط العيش ومستجِدات العصر.
الخلاصة: لكل إنسان أسلوبُه، ولكل مقام مقال.
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، ولغة العِلم والمعرفة، ولغة المستقبَل، بإذن الله.
أليس في هذا تأثر باللغات الأجنبية ، الإنجليزية مثلا ؟
وهل هذا الأسلوب مقبول في لغة الضاد ؟
وهل تتفقون مع من خطأ مستخدمي هذا الأسلوب؟
الجواب، والله أعلم:
للسؤال صلة بالأحكام المتعلقة بنائب الفاعل (ما لم يُسَمَّ فاعلُه).
وجاء في كتابي "المرشد في تجنُّب الأخطاء اللغوية وتصويب الشائع منها"، ص. 22، ما يأتي:
متى حُذِفَ الفاعلُ وناب عنه نائبُه، فلا يجوز أن يُذْكَرَ في الكلام ما يدل عليه، فلا يُقالُ: عُوقِبَ الكَسُولُ مِن المُعَلّم، بل يُقالُ: عُوقِبَ الكسولُ، وذلك لأنّ الفاعلَ إنما حُذِفَ لِغَرَض مّا، فذِكْرُه بعد ذلك مُنافٍ لذلك الغرض، فإن أردتَ إظهارَه أتيتَ بالفعل مَعْلومًا فقلتَ: عاقَبَ المُعلّمُ الكسولَ.
والذي جعلني أذكِّر بهذه القاعدة، هو ما أسمعه يوميا في نشرات الأخبار –على سبيل المثال- من تراكيبَ منافيةٍ لهذه القاعدة.
إننا عند ما نقول: شُرِبَ اللبنُ، ونسكت. فمعنى ذلك أننا نجهل مَن شَرِبَ اللبن، أو لا نريد التصريح به. فإن عرفنا من شرِب اللبنَ وأردنا أن نذكُر اسمَه، قلنا: شَرِبَ زَيدٌ اللبنَ، بَدَلًا من: شُرِبَ اللبنُ مِن طَرَفِ زَيْدٍ.
كما نقول: وَشَّحَ الرئيسُ السفيرَ بوسام رفيع، بدلًا من: وُشِّحَ السفيرُ بوسام رفيع من طرف الرئيس.
وعلى الرُّغْم من أنّني لا أُخَطِّئ ما يَرِد في هذه الأساليب الحديثةِ من ذكر ما يدل على نائب الفاعل – ربما تأثّرًا ببعض اللغات الأجنبية- فإنني أُفضِّل الالتزامَ بالقواعد العربية المعروفة، مُراعاةً للدقة.
وبالنسبة إلى الشطر الثاني من السؤال:
لقد توصلتُ-من خلال البحث- إلى أنّ من الأحسن عدم التسرُّع في الحكم على الأشياء.
ومن الأشياء التي ينبغي لنا تجنبها-في مجال اللغة العربية-ما نسمعه عند بعضهم من أقوال من نوع: هذه الكلمة، أو هذه التعابير لا وجودَ لها، ولم تنطق بها العرب، وغير مقبولة في اللغة العربية !
ولعلَّ الصواب أن نقول: الفصيح أو الأفصح، أو الأفضل، أو الأجود كذا...إلّا إذا كان الخطأُ بيِّنًا، لا يحتمل أيّ تأويل. ثم إنّ العربية لغة غنية في مفرداتها، وفي أساليبها، وفيها الفصيح والأفصح والشاذ والنادر والمهجور...، ومن الصعوبة بمكان، بل من المستحيل أن يُحيطَ شخصٌ بكل ذلك.
وكما تفضَّلَ السائل، فإنّ هذه الأساليب فيها تأثر باللغات الأجنبية، لكنَّ في هذا التأثر إغناءً للغة العربية، ولا عيب في التأثِير والتأثُّر بين اللغات (وهو ما يعرَف بالتقارُض اللغويّ).
ثم إنّ اللغة الحيّة تنمو وتتطور بتطور أنماط العيش ومستجِدات العصر.
الخلاصة: لكل إنسان أسلوبُه، ولكل مقام مقال.
مع تحياتي للمهتمين بلغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم، ولغة العِلم والمعرفة، ولغة المستقبَل، بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق