السبت، 23 فبراير 2013

الرقيب اللغويّ (7)




يقول الشاعر (ولعله: الأخطل)
لا يُعْجِبَنَّك مِنْ خَطِيبٍ خُطْبَةٌ  +++++++   حَتَّى يَكُونَ مَعَ الْكَلَام أَصِيلَا
إنَّ الْكَلَامَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّمَا +++++++جُعِلَ اللِّسَانُ عَلَى الْفُؤَادِ دَلِيلَا
وفي ضوء ما في هذين البيتين الشعريين الجميلين، من حثّ على الأخذ بناصية اللغة والتمكّن منها ( والشعر ديوان العرب)، يسرني أن أتواصل مرة أخرى مع القارئ الكريم، من خلال نماذج، من الأخطاء اللغوية التي نقع فيها في أحاديثنا وكتاباتنا، مع اقتراح الصيغ  المناسبة، من وجهة نظري ، والمدعومة – في بعض الأحيان- بشواهدَ مما ورد في القرآن الكريم، وفي المُعْجَمَات( المَعاجِم ) والكتب اللغوية المُعتمَدة . وذلك على النحو الآتي:
1- الصَّحَفِيُّ:
من يأخذ العلم من الصحيفة لا عن أستاذ . ومن يُزاول حِرفة الصِّحافة. مُحْدَثَة (المعجم الوسيط).
وسأكتفي هنا بالتعليق على المعنى الثاني ، الذي هو مُزاوَلة حِرْفَة الصِّحافة.
لقد كَثُر الحديث في المدة الأخيرة حول النسبة الصحيحة لمن يزاول هذه الحرفة، ولهذا أريد أن أذكِّر القارئ الكريم ببعض القواعد المتعلقة بالموضوع.
‌أ-  صحيفة، اسم على وزن ( فَعِيلة)، تُحذَف تاؤه وتحذف ياؤه ويُفتَح الحرفُ الثاني منه، عند النسبة إليه، وتُضَاف إليه ياءُ النسبة، مكسور ما قبلها . وعند تطبيق هذه القاعدة ، نقول : صَحَفيّ  (بفتح الصاد والحاء). وفَعَلِيٌّ في فعيلة التُزم. وشَذَّ قولُهم في (سَليقَة) : سَلِيقِيّ.
‌ب-      صُحُف، إذا نُسِب إلى الجَمْع أُعِيدَ إلى مُفرَدِه ، ومُفرَدُ (صُحُف): صَحِيفَة ، وعند تطبيق القاعدة السابقة الخاصة بالنسبة إلى ( الصحيفة)، نقول: صَحَفِيّ (بفتح الصاد والحاء كذلك).
‌ج-        صِحَافَة ( بكسر الصاد) : مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة أو مجلة. مُحدَثَة. والنسبة إليها. صِحَافِيّ (المرجع السابق).
‌د-          البَصْرِيُّونَ ، لا يُجِيزُون النسبةَ إلى الجمْع ويَشترِطُون إعادتَه إلى المفْرد، والكُوفيُّون ، يُجيزون النسبة إلى جمع التكسير، ويجيز مجمع اللغة العربية بالقاهرة النسبة إلى الجمع مُطلَقا. الخلاصة: قل : صَحَفيّ، وصِحافيّ، وصُحُفيّ، وحَكِّمْ ذَوْقَكَ.
وأشير إلى أنه يقال ، إنّ أول من استعمل هذا الاصطلاح (الصحافة) هو:  الشيخ نجيب الحداد، مؤسس جريدة " لسان العرب" بالأسكندرية. ولعل من الألفاظ التي كانت تُطلَق على الصِّحافة، عند دخولها إلى الوطن العربيّ، لأول مرة، في مطلع القرن التاسع عشر، لفظ ( الوقائع)، ويُستنتَج ذلك من " جريدة الوقائع المصرية"، كما سماها رفاعة الطهطاويّ.
2- تَسَلَّمَ واسْتلَمَ:
يقع خلط في بعض الأحيان، عند استخدام هذين الفعلين ومصدريهما (التسلُّم والاسْتِلام)، في سياقات معيَّنة. والذي أريد أن أنبه عليه- بصفة خاصة- هو كثرة استخدام (الاستلام)، في غير محله. نجد، مثلا، وثيقة رسمية، بعنوان : إيصال استلام، أو إيصال باستلام، يُطلَب فيها من الشخص الذي تسلَّم عُهدة مُعيَّنة، أو مالا من شخص آخر، أن يُوقِّع هذا الإيصال، إقرارًا بأنه تسلَّم المالَ، أو الوديعة، إلخ.
كما نسمع من يقول: جرى اليوم حفل التسليم والاستلام بين الوزير، المغادر للوزارة، والوزير الجديد. ونجد في نشرة الأخبار من يقول: استلم اليوم فلان رسالة خطية من فلان، إلخ.
ولو رجعنا إلى المعاجم لوجدنا ما يأتي:
تَسلَّم الشيءَ، أخذه وقبضه. واسْتلَم الحاجُّ الحجرَ الأسود بالكعبة: لمسَه بالقُبلة أو اليد (المرجع السابق).
وبناءً على ما تقدم، فإنه من الأفضل أن نُعبِّر عن الأمثلة السابقة، على النحو الآتي: إيصال تسلُّم أو إيصال بتسلُّم، مع أن كلمة: ( إيصال) تكفي، لأنَّ ما يَرِد في الوثيقة يُوحي بالتسلُّم، ولا داعي لِحَشْوٍ لا لُزُومَ له.
جرى اليوم حفل التّسليم والتسلُّم بين الوزيرين. تسلَّم اليوم فلان رسالةً من فلان ، إلخ.
3- وِفْقَ كذا (بكسر الواو) . الصواب: على وَفْقِ ، أو : وَفْقَ ( بفتح الواو). وَفْقُ الشيء: ما لاءمَه. يُقال- مَثَلًا- : الرواية التي طُبِع المُصْحَفُ على وَفْقِها، كما يُقال إن الخليل، أخذ بالحروف وَفْقَ مخارجها.
4- بين دَفَّتَيْ الكتاب  ( بفتح الدال).
الدَّفَّة ( بفتح الدال): الجَنْبُ من كل شيء أو صفحته: يقال : بات يتقلّب على دَفَّتَيْهِ، ومنه: دَفَّتا المُصْحَف ( المرجع السابق) . ويخطئ من ينطقها بكسر الدال.
5- ربيع الثاني: الأفضل: ربيع الآخِر (بكسر الخاء)، يقال ( الثاني) في الذي له ثالث ورابع، إلخ. والآخِر في الذي لا ثالث له ولا رابع ولا خامس، إلخ.
6- قل: كُلُّ الرجال سَافَرَ، أو: كل الرجال سَافَرُوا ( كِلاهُما صحيح، أو كلاهما صحيحان)
7- لا يفوتني إلَّا أن أشكركم. الصواب: لا يَفُوتُني أنْ أشكرَكُمْ.
وحَبَّذَا لَوْ تَنبَّهَ القراءُ الكرامُ لِهَذا النوع من الأخطاء.
فَات الأمُر فُلانا، لم يُدْركْهُ. ويقتضي المقام هنا أن نقول للمخاطَب إنَّ شُكرَه لَمْ يَفُتْنا، بدلا من أن نقول له إننا أدركنا كلَّ شيْء إلا شكرَه، بمعنى أنّ شُكرَه فاتَنا ولم ندركْه.
8- فلان يُعَدُّ بِمَثابَة أبي
المَثابَة: البيت أو الملجأ. وفي التنزيل العزيز: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنا" (المرجع السابق).  ويرى بعض المهتمين بالأغلاط اللغوية أنّ الأفصح، في مثل هذا السياق، أن نقول: فلان يُعَدّ بِمَنزلة أبي، وذلك اعتمادا على معنى (المثابة) الوارد في المعاجم. ولكن لو رجعنا إلى كتب التراث، لوجدنا أن:( بمثابة) تُستعمل بمعنى: بمنزلة، بموضع، بمكانة، إلخ.
وقد أشرتُ في مقال سابق بعنوان: "عودة إلى مسألة الأخطاء الشائعة في اللغة العربية" إلى أن اللغة  العربية لغة سماعية، قبل أن تكون قياسية، والسماع يُرجَع فيه إلى التراث المدوَّن في كتب اللغة، للاطلاع على ما اسْتُعْمِلَ في زمن الاحتجاج، ولا يكفي الاعتماد فقط  على المعاجم وكتب النحو والصرف، بل لابد من الرجوع إلى القرآن الكريم، والحديث  النبويّ الشريف، والشعر العربيّ، وكلام الفُصَحاء العرب.
9- فوَّض الأمرَ إلى فلان: جعل له التصرف فيه  ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) 44/غافر.
ونسمع من يقول أو يكتب: فوضتُ فلانا بالأمر. والأفضل: ما أشرت إليه.
10- تعرفت على فلان.
الأفضل : تَعَرَّفْت إليه ، أو : تَعَرَّفْت بِهِ.
11- فعلتُ هذا الأمرَ غَيْرَ مَرَّةٍ : أي : أكثر من مرة واحدة. وبعضهم يفضل الصيغة الأولى، بحيث نقول: رأيتُه غيرَ مرة، بدلاً من: رأيته أكثر من مرة، وجاءني غيرُ واحد، بدلاً من: جاءني أكثرُ من واحد.
12- تكلَّم بِاسْم فُلان، أو باسم المؤسسة، إلخ.
أُنَبِّهُ عَلَى إثبات همزة الوصل (الألف) في مثل هذا السياق، وحذفها في البسملة الكاملة (بسم الله الرحمن الرحيم).
13- المَأزِق ( بكسر الزاي) ،
يُستعار للدلالة على موقف حَرِج. ومعناه الأصليّ: الضيق ومكان الحرب. ويُخطئ من يقول: المَأزَق ( بفتح الزاي).
14- قَبِل الشيْءَ قَبولا ( بفتح القاف) : أخذه عن طِيبِ خاطِر.
 والقَبول ( بفتح القاف): الرضا بالشيء ومَيْل النفس إليه. وهو مصدر ( قَبِل) (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ) 27/ آل عمران.
ولهذا يجب فتح قاف ( القبول)، بدلا من ضمها.
15- عَشرَة
يُرَجَّحُ في شِين عشرة أن تُسكَّنَ مع المؤنَّث وتُحرَّك مع المذكَّر، فنقول: عَشْر نساء (بسكون الشين) وعَشَرَةُ رجال (بفتح الشين).
(...تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ)196/ البقرة. (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) 160/ الأنعام.
16- مُكَرهٌ أخاك لا بَطَل
يُضرَب هذا المَثل لمن يُحمَل على ما ليس أهلاً له، وليس من شأنه ولا في مقدوره القيام به.
من المعلوم أن المُعْرَب بالحروف من الأسماء ثلاثة أنواع:  المثنى، وجمع المذكر السالم، والأسماءالخمسة: (أبٌ، أخٌ، حَمٌ، فُو، ذُو). ودون الخوض في التفاصيل المتعلقة بإعراب هذه الأسماء ، أريد فقط أن أنبه على أن مجيء (أخاك) في المَثَل، المشار إليه، بدلا من (أخوك) سببه هو أنّ مِنَ العرب من يجعل ( أب، أخ،  حم) مقترنةً بالألف  دائما، في حالات الإعراب الثلاث، ويعربها إعراب الاسم المقصور بحركات مقدَّرة على الألف سواء أكانت  مضافة أم لم تضف ( المرجع في اللغة العربية لعلي رضا).
وهو شذوذ لا يقاس عليه، المتعارف عليه، هو أن نقول: جاء أخوك، ورأيت أخاك، ومررت  بأخيك، إلخ .
ولا يعني هذا أن نغيِّر في بِنْية المَثَل، بحيث نقول: مُكرَه أخوك لا بطل، لأن المَثَل تعبير اصطلاحيّ، يجب الالتزام بصيغته كما هي، ولا يمكن تغيير بنْيته ولا ترتيب كلماته.
17- قَطُّ
من الحالات التي تُوجَد عليها ( قَطُّ)، أن تكون ظَرْفَ زمان لاستغراق الماضي،  وتختص بالنفي، يقال: ما فعلت هذا الأمرَ قَطُّ. ونسمع من يقول: ما فعلت هذا الأمر أبداً. الأفضل : لَنْ أَفعلَ هذا الأمرَ أبدًا، والسبب في ذلك، هو أنّ ( أبدا) ظرف زمان يدل على الاستقبال والاستمرار، عكس ( قَطّ) التي هي للماضي على سبيل الاستغراق، كما أسلفت.مع ملاحظة أنّ ، شوقي ضيف ، في " تيسيرات لغويّة" ، يرى أنّه لا بأس من استخدام " أبَدًا" لتأكيد نفي الفعل في الماضي ، كما تستخدم لتأكيد نفي الفعل في المستقبل . ويستدل على ذلك بالآية الكريمة : " وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَ حَدٍ أَبَدًا " . ومع ذلك ، فالأولى احترام القاعدة المشار إليها .
18- لا يَجِبُ أن تفعل كذا.
 نسمع من يقول : لا يجب أن نسمح بالتدخل الأجنبيّ في  شؤوننا الداخلية . لا يجب أن تَسُبَّ أخاك، إلخ. ومن خلال السياق يتضح أن المتحدث (أو الكاتب) يريد أن يقول: يجب أن لا نسمح بكذا، يجب أن لا تَسُبَّ أخاك، إلخ. وأريد أن أبيِّن أنّ الفرق شاسعٌ بين التعبِيرَيْن. في التعبير الأول، نفْيٌ للوجوب، وفي الثاني إثبات له . ومن الواضح، في التعبيريْن المشارِ إليهما، أنه يجب علينا أن نمنع الأجنبيّ من التدخل في شؤوننا الداخلية، أي: يجب علينا، ويتحتّم، أن لا نسمح له بذلك، كما يجب على الشخص أن لا يَسُبَّ أخاه، إلخ. فلو  قلنا لشخص: لا يجب أن  تَسُبَّ أخاك،  فكأنما نقول له: سبُّك  لأخيك غَيرُ واجب عليك، فافعل ما شئت، سُبَّه أولا تَسُبَّه، مع أن المفروض أن نُبيِّن له أنه إذا سَبَّه فهو آثِم، بمعنى أنه  يجب عليه أن لا يَسُبَّه ، بدلا من أن نقول له: لا يجب  أن تَسُبَّه، وهذا النوع من الأخطاء يشبه ما أشرت إليه آنفا في رقم (7).
19- البَخُور ( بفتح الباء) : ما يُتَبخَّر به من عود ونحوه ( المعجم الوسيط).
وقد نبهت، غَيْرَ مرة، في مقالات سابقة، على أن كثيرا من الأخطاء اللغوية التي نقع فيها ناتج من محاكاتنا وتقليدنا لما نسمعه أو نطلّع عليه مكتوبا، بطريقة غير سليمة. وتكمن خطورة هذه الظاهرة، في أن معنى الكلمة العربية قد يتغير بتغير حركات بعض حروفها. وسأضرب أمثلة لذلك، على النحو الآتي:
20- الخَصْلَة ( بفتح الخاء) : خُلُق في الإنسان. وجمعها خِصَال.
الخُصْلَة ( بضم الخاء) الشعَر المُجْتمِع. وجمعها خُصَل.
21- مَأْرِب ( بكسر الراء): مدينة يمنية ( قديما)، أقِيمَ بها سَدّ مأرِب المشهور. ومَأْرَب (بفتح الراء) حاجة، وكذلك : إرْبَة ومأْرَبة. والجمع مآرِب (قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى) 18/طه.
22- أنْف ( بفتح الهمزة وسكون النون) : عضو التنفُّس والشم.
وأُنُف ( بضم الهمزة والنون): جَدِيدٌ. يوصَف به المذكَّر والمؤنَّث .
23- الأَكْلَة (بفتح الهمزة وسكون الكاف وفتح اللام): المرّة من الأكل.
والأُكَلَة ( بضم الهمزة وفتح الكاف واللام): الأَكَّالُ.
والأَكِلَة ( بفتح الهمزة وكسر الكاف وفتح اللام): الحِكَّة.
24- ثَمَّ ( بفتح الثاء): اسم يُشار به بمعنى: هناك ( وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّه) 115/ البقرة.
وثُمَّ ( بضم الثاء) : حرف عَطْف يدل على الترتيب مع التراخي في الزمن.
25- الحُجَّة ( بضم الحاء): الدليل والبرهان.
والحجة (بفتح الحاء وكسرها): المرة من الحَجّ. وتأتي ( بكسر الحاء) بمعنى السنة. وجمعها حِجَج.
- الخَبَر (بفتح الخاء والباء) : الكلام الذي يفيد به المتكلمُ السامعَ، وجمعه أخبار.
والخُبْر ( بضم الخاء وسكون الباء)): المعرفة ببواطن الأمر. ومنه خَبَرَه يَخْبُره خُبرًا وخِبْرةً فهو خبير، أي عارف ببواطن الأمور.
والذي أرمي إليه، من خلال هذه الأمثلة، هو حثُّ القارئ الكريم على الحرص على نطق الكلمة بطريقة صحيحة، حَسَبَ وُرودها في السياق، لأنّ الكلمة تأخذ معناها مِمّا حَوْلَها. ويقتضي الحِرْصُ على الفَهْم والإفْهَام أن تُنطَقَ بكيفية سليمة.
وقد اهتم السلف بهذا الموضوع اهتماما كبيرا. من ذلك  القصيدة المشهورة التي عُرِفت ب "مثلث قطرب" الذي يتناول كلمات تتشابه، رسْمًا، لكن يختلف نُطْق الحرف الأول منها، نحو: الجَدّ ( بفتح الجيم): والد الأب، والجِدّ (بكسر الجيم): ضِدّ اللعب، والجُدّ (بضم الجيم) : البئر، إلخ. وتُوجَد منظومة جميلة لقصيدة مثلث قطرب، نظمها عبد العزيز المغربيّ- جزاه الله خيرا- أنصح المهتمين بالاستزادة من "لآلِئِ " اللغة العربية –لغة القرآن الكريم- أن يطلّعوا عليها، عن طريق محرّك (google.com) ، من خلال كتابة (مثلث قطرب)، بحروف عربية.
وقبل أن أختم هذه الحلقة من " الرقيب اللغويّ"، لابد من الإشارة إلى أنني لا أريد أن أشنِّع على من يُخطِئ مِن العامَّة، لأنّ الخطأ صفةٌ من صفات البشر، حتى إن المتخصِّصِين في اللغة يقعون في الأخطاء. والذي أرمي إليه، هو حثّ العرب والمسلمين على الاهتمام بسلامة هذه اللغة الجميلة التي كرمها الله بالقرآن الكريم وفضلها به على اللغات الأخرى. يقول ابن قَيّم الجوزية، رحمه الله: " إنما يَعرِف فضل القرآن  من عَرَف كلام العرب". ويقول ابن تيمية، رحمه الله : " ومازال السَّلَفُ يَكْرَهُون تغييرَ شعائر العرب -حتى في المعاملات- وهو التكلُّم بغير العربية إلا لحاجة" ، كما يقول : " اللسان العربيّ شِعار الإسلام  وأهله. واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها  يتميزون".
وما دامت اللغة تحظى بهذه المكانة عند السلف الصالح، فمن واجبنا- عَرَبًا ومُسْلِمِينَ- أن نحافظ على سلامتها ونقائها، وأن نرعاها باستخدامنا لها، في كل أمورنا،  فالعُضْوُ الذي لا يُستخدَم يضعف ثم يموت، وكذلك اللغة. وليست العربية، على كل حال، من اللغات التي ستموت، لأنها محفوظة –بإذن الله تعالى -بحفظ القرآن الذي نزل بها  .
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). صدق الله العظيم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2401):

  25471- مَسَاكٌ/ مِسَاكٌ (إِمْسَاكٌ، مَسَاكَةٌ، بُخْلٌ، شُحٌّ): avarice, ladrerie . مَسَّاكٌ (بَخِيلٌ، شَحِيحٌ): avare, ladre . أَبْرَصُ/...