الاثنين، 2 ديسمبر 2019

تعليق وتعليق على التعليق:



علق أحد الأصدقاء على تدوينة لي، بعنوان: "حول موضوع إثبات تاء التأنيث أو إسقاطها عند مخاطبة النائبة البرلمانية"، فكتب: هل يكفي أن نقول *نائب* ونحن نخاطب *نائبة* لأنها صفة كما يقول البعض، وهل يقاس ذلك على ماورد في شعر حسان بعد حادثة الإفك عن عائشة رضي الله عنها وعنه؛ في قوله: حصان رزان ما تزن بريبة...؟
التعليق:
أذكِّر القراء الكرام بأنني حاولتُ -في التدوينة المذكورة- أن أرفع الحرَج الذي قد تقع فيه المرأة وهي تسمع كلمة لها دلالة لغوية قدحية، ولم أُركِّز على تخطئة مَن ينادي "النائبة" بصيغة المذكر "النائب". وجاء في آخر التدوينة، المشار إليها:
"أعتقد أننا، لكي نضع حدًّا لهذا الجَدَل (أوالتّرَف اللغويّ)، يجب أن نحتكم إلى اللغة وقواعدها.
وما دامت الكلمة تأخذ معناها من السياق الواردة فيه، فلا مُسَوِّغ للاستغناء عن تاء التأنيث في غير المواضع المنصوص عليها في المراجع اللغوية والنحوية.
إننا عندما ننادي باسم النائبة "فلانة" لتتحدث في جلسة برلمانية، على سبيل المثال، فمن الواضح أنها نائبة عن الشعب الذي انتخبها، وليست نائبة بالمعنى القدحيّ المشار إليه مِن قبْلُ.
ومع ذلك، فإن في الأمر مُتَّسَعًا، ولا داعي لتضييق واسِعٍ. ثمّ إنّ اللباقة تقتضي الابتعاد عن المحظور من الألفاظ-حسَب عادات وتقاليد أهل كل لغة- ويتأكد الأمر بالنسبة إلى المرأة التي تستحق منا جميعًا كل التقدير والاحترام والتبجيل، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة".
تكملة البيت المذكور وشرح بعض الكلمات الواردة فيه (للأصدقاء المهتمين):
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تَزُنُّ بِرِيبَةٍ * وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الغَوَافِلِ.
حَصَانٌ: مُحْصَنَةٌ عَفِيفَةٌ.
حَصُنَتِ المَرْأَةُ حِصْنًا، وَحَصَانَةً: عَفَّتْ. وَتَزَوَّجَتْ. فَهِيَ حَصَانٌ. ج. حُصُنٌ. وَأَحْصَنَ المَرْأَةَ: زَوَّجَهَا. فَهِيَ مُحْصَنَةٌ. وفي القرآن الكريم: (وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ).
رَزَانٌ: الرَّزَانُ: الوَقُورُ مِنَ النِّسَاءِ. امْرَأَةٌ رَزَانٌ: ذَاتُ ثَبَاتٍ وَوَقَارٍ وَعَفَافٍ، رَزِينَةٌ فِي مَجْلِسِهَا. وَيُقَالُ: رَجُلٌ رَزِينٌ، وَامْرَأَةٌ رَزَانٌ، وَرَزِينَةٌ.
زَنَّ (يَزُنُّ زَنًّا) فُلَانًا بِخَيْرٍ أَوْ بِشَرٍّ: اتَّهَمَهُ.
غَرْثَى: جَائِعَةً، بِمَعْنَى أَنَّهَا لَا تَغْتَابُ النَّاسَ، لَا تَشْبَعُ مِنْ لُحُومِهِمْ. فِي إِشَارَةٍ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّتًا فَكَرِهْتُمُوهُ).
الغَوَافِلُ: جَمْعُ "غَافِلَةٍ": أَيْ، الغَافِلَة عَن الشَّرِّ وَالفَوَاحِشِ.
وفي ختام التعليق، أذكّر الأصدقاء من محبِّي اللسان العربي المبين، أنّ لغتنا العربية الجميلة، تفتح صدرها لكل هذه الصيَغ، فهي "البحر في أحشائه الدُّرُّ كامن". ولا يجوز أن ننفر الناس من اللغة.
أشكر الأخ الكريم/ عثمان جدو (صاحب التعليق)، بارك الله فيه، على تفاعله الإيجابي مع النُّتَف التي أنشرها ، على أمل أن يستفيد منها بعض الأصدقاء (من غير المتخصصين).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2401):

  25471- مَسَاكٌ/ مِسَاكٌ (إِمْسَاكٌ، مَسَاكَةٌ، بُخْلٌ، شُحٌّ): avarice, ladrerie . مَسَّاكٌ (بَخِيلٌ، شَحِيحٌ): avare, ladre . أَبْرَصُ/...