الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

في مبادئ علم الأدب:



الأدب: عِبارة عن معرفةِ ما يُحتَرز به من جميع أنواع الخطإ. وهو قِسمان: طبعيٌّ وكسبيٌّ.

الطّبعيُّ: ما فُطِر عليه الإنسانُ من الأخلاق الحسنة والصفات المحمودة، كالكرَم والحِلم.

الكسبيُّ: ما اكْتسبهُ بالدَّرْس والحفظ والنَّظر.

موضوعه: الكلامُ المنظُومُ والمنثُورُ  من حيثُ فصاحتُه وبلاغتُه.

غايتُه: الإجادة في فَنّي المنظوم والمنثور على أساليبِ العربِ، وتهذيبُ العقل وتذكية الجنَان.

فائدته: يعصمُ صاحبَه من زَلَّةِ الجهل، ويُرَوِّض الأخلاقَ ويُلَيِّن الطبائعَ، ويُعِين على المُرُوءة، وينهض بالهِمَم إلى طلب المعالي والأمور الشريفة.

أركانه أربعة:

الأول: قُوى العقل الغريزيَّةُ، وهي خمسٌ:

1-الذَّكَاءُ (الاستعداد التامّ لإدراك العلوم والمعارف بالفكر).

2-الخَيَالُ (قوة باطنة تحفظ صور المحسوسات).

3-الحافِظة (قوة من شأنها حفظ ما يدركه العقل من المعاني فتذكّره عند الحاجة، ولذلك سُميتْ ذاكرةً).

4-الحِسُّ (قوة يتأثر بها الإنسانُ من صور المدركات، كاللَّذّة والألم).

5-الذَّوْقُ (قوة غريزية لها اختصاص بإدراك لطائف الكلام ومحاسنه الخفية، وتحصل بالمثابرة على الدرس، وبالممارسة لكلام البُلغاء وتَكراره على السمع والتفطّن لخواص معانيه وتراكيبه، وبتنزيه العقل والقلب عمّا يُفسِد الأخلاقَ والآدابَ).

الثاني: معرفة الأصول، وهي مجموع قَوانين الكتابة، وفيها تِبْيَانُ طُرُقِ حُسْنِ التّأليف وضُرُوبِ الإنشاءِ وفنون الخِطابَة.

وتنقسم هذه الأصولُ إلى قسمين: عامّة وخاصّة.

العامّة: كالتآليف الأدبية، من مَنظوم ومَنثور في أغراضٍ شَتَّى.

الخاصّة: كالتآليف المفردة بالرّسائل أو بالأمثال.

الثالث: مطالعة تصانيفِ البُلغاءِ بالتّأني والتَّبَصُّرفيها ليدَّخِر الكاتبُ كلَّ لفظ مُؤْنِقٍ شَريفٍ وكلَّ معنًى بديعٍ بحيثُ يتصرَّف بهما عند الضرورة.

وشروطها ثلاثة:

الأول: أن يستقلَّ المُطالِعُ ببعض علماء اللُّغة وأئمة الأدب فيقتصر على درسهم حتى يَنسِجَ على مِنوالهم.

الثاني: أنْ يُطِيلَ النظرَ في هذه المُطالَعة ويردّد مرارًا ما استحسنهُ من تصانيفهم كي يُرَوِّضَ الذهنَ في حلَبة سباقهم فيقفَ على غريب أُسلُوبهم وعجيب تركيبهم.

الثالث: أن ينتقيَ منها شيئا ممّا استجاده (وجده جيدا) من اللفظ الحُرّ والتَّراكيب الصحيحة والمعاني البليغة، لتكون ذُخْرًا لذاكرته ومِهمازًا لقريحَته.

الرابع: الارْتياضُ، وهو التّدرُّب بوجوه الإنشاء بأن تتوسَّعَ في شرح بعض المعاني فتُبيّنه بأوجُه شتَّى وتُنَمّقه بأشكال البديع...، وأن تَحْذُوَ حَذْوَ المتقدّمين في أوضاعهم باستعمال ألفاظهم ومَعانيهم، وبأنْ تَحُلَّ النَّظْمَ فَتَأْتِيَ به نَثْرًا أَنِيقًا، وتعقدَ النَّثْرَ فتصُوغَه صَوْغًا رَشِيقًا.

(المرجع، بتصرّفٍ: جواهر الأدب في أدبيّات وإنشاء لُغة العرب. تأليف/ السيِّد أحمد الهاشميّ. دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع. بيروت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2409):

  25551- مُسْتَجْوِبٌ/ سَائِلٌ/ مُسْتَفْهِمٌ/ أَوْ فَاحِصٌ شَفَهِيٌّ (اسْمٌ وَصِفَةٌ): interrogateur . مُسْتَجْوِبٌ (سَائِلٌ، مُسْتَفْهِمٌ، ...