الخميس، 13 أغسطس 2015

باب: ذكر الحثّ على لزوم العقل وصفة العاقل اللبيب:



قال النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا". (أخرجه الطبراني، والحاكم، وأبو نعيم... وسفسافها: دنيئها وخبيثها)...(وجاء في المعجم الوسيط: السَّفْسَافُ: الرديءُ الحقير من كل شيءٍ. ج. سَفَاسِفُ).
فالعقل به يكون الحظ، ويؤنِس الغربة، ويَنْفِي الفاقَة (الفقر والحاجة)، ولا مال أفضل منه، ولا يتمُّ دِينُ أحد حتى يتم عقله.
والعقل: اسم يقع على المعرفة بسلوك الصواب، والعلم باجتناب الخطإ، فإذا كان المرء في أول درجته يُسمّى أديبًا، ثُمّ أَريبًا، ثم لبيبًا، ثم عاقلًا...
وأفضلُ مواهبِ الله لعباده العقلُ، ولقد أحسن الذي يقول:
وأفضلُ قَسْم الله للمرءِ عقلُهُ * فليسَ من الخيرات شيء يقاربُهْ
إذا كملَ الرحمنُ للمرءِ عقلَه * فقدْ كملتْ أخلاقهُ ومآربُهْ
يعيشُ الفتى في الناس بالعقل، إنه * على العقل يَجْرِي علمهُ وتَجَارِبُهْ
يزيد الفتى في الناس جَوْدَةُ عقلهِ * وإن كانَ محظورًا عليه مكاسِبُهْ.
الأبيات لابن دريد، وهي في ديوانه بتقديم وتأخير. وقد نُسبت الأبيات في العقد، لمحمد بن يزيد المبرِّد. الْقَسْم: العطاء. يُقاربه: يُدانيه. وفي الديوان: فزين الغنى في الناس صحة عقله.
(المرجع، بتصرّف: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/ للإمام الحافظ أبي حاتم محمّد بن حبّان البُسْتيّ (ت.354ه). تحقيق: الشيخ خليل مأمون شيحا. الناشر: دار الكتاب العربيّ. بيروت. لبنان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2409):

  25551- مُسْتَجْوِبٌ/ سَائِلٌ/ مُسْتَفْهِمٌ/ أَوْ فَاحِصٌ شَفَهِيٌّ (اسْمٌ وَصِفَةٌ): interrogateur . مُسْتَجْوِبٌ (سَائِلٌ، مُسْتَفْهِمٌ، ...