الخميس، 14 يوليو 2016

قمة "الأمل" بانواكشوط وتنقية الأجواء السياسية العربية:




في عهد التكتلات البشرية العالمية، لم يعد مَقبُولا ما نشاهده من تشتُّت و تَمزُّق في الجسم العربيّ، و تباعد في المواقف يصل- في بعض الأحيان- إلى حد التنافُر و التناقض، دون مراعاة للمصالح العليا للأمة العربية .
إننا أمام مشهد عربيّ مُعقَّد، تتصارع فيه أطراف متعددة مدفوعة بالبحث-بكل الوسائل المتاحة- عن مصالح داخلية وخارجية .
ولعل من الحكمة أن نعدَّ العُدةَ لمواجهة ما يفرضه هذا الوضع الحَرِج من تحديات تكاد تكون غير مسبوقة.
ولعل هذا الظرف الدقيق الذي تتعرض فيه بعض الأقطار العربية لتدمير ممنهَج أتى على الأخضر واليابس، يجعل من تنقية الأجواء السياسية العربية أولوية الأولويات. 
 ولمّا كانت قوتُنا تكمن في وحدتِنا،  فإنّ من أهم ممهِّدات الوصول إلى الوحدة المنشودة، العمل على إزالة كل ما من شأنه أن يُحدِث سوءَ تفاهم بيننا. ثُمّ إنّ ما يجمعنا أكثر بكثير-لله الحمد-ممّا يفرقنا.
مِن ذلك-على سبيل المثال لَا الحصر- وحدة العقيدة، واللغة، والعادات والتقاليد، والماضي المشترك، ووحدة المصير، والتطلع إلى مستقبَل أفضل.
 إنّ مسوؤلية الحكومات والشعوب العربية، تقتضي – كل من موقعه- أن يجدوا الحلول المناسِبة ، بالسرعة الممكنة ، للقضايا العالقة التي تشكل عقبة في طريق تفعيل العمل العربيّ المشترك.
يجب أن نشخّصَ-بدقة وموضوعية- القضايا التي تختلف حولها وجهات نظرنا ، فالتشخيص نصف العلاج...ثمّ بعد ذلك ، تأتي مرحلة تناوُل العلاج الناجع.
ولا بُدّ، في هذا المجال، من المكاشَفة والمصارحة ووضع النقاط على الحروف ، حتى لا نظل نعلل أنفسنا بالأماني، معتقدين أنّ الزمن كفيل بحل مشكلاتنا.
 إنّ ذلك يدخل في باب ما يُعرَف بسياسة النعامة، ومقولة: كم من حاجة قضيناها بتركها .
إنّ الأمر أخطر من أن يُترَك للزمن...وإذا كان الرماد يغطي الجمر، والرياح ساكنة، فلا يجوز أن ننام بجواره لأنّ الرياح قد تهبّ، ونحن نيام، وتنسف الرماد عن الجمر فيشب حريق قد لا نستطيع إطفاءه، لأننا لم نكن حازمين ، وعند ذلك ينطبق علينا المثَل العربيّ:"الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللّبن".
 لا بدّ من كشف المستور والتعامل بشفافية مع القضايا ،لاستئصال جذور الداء. 

المطلوب من القمة العربية (قمة الأمل)، المقرر أن تحتضنها انواكشوط في أواخِر الشهر الجاري (يوليو/ تموز 2016م)، أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بتبديد الغيوم المخيِّمة على العلاقات البينية لبعض الدول العربية.
وبذلك يكون البيت العربيّ قادرا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
تلك هي رغبة الشعوب العربية، ولا يجوز أن تكون الشعوب في وادٍ وقادتُها في وادٍ آخرَ.
والله وليّ التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2791):

  29361- مُلْتَئِمٌ (صِفَةٌ): réparé . لَأَمَ شَيْئًا: réparer quelque chose . 29362- مُلْتَبِسٌ/ مُبْهَمٌ (اسْمٌ وَصِفَةٌ): équivoque . م...