فكرة هذا العنوان مستوحاة من
برنامَج، بعنوان: "في فلك الممنوع"، تبثُّه قناة فرنسا 24 يعالج بعض
القضايا الاجتماعية الحسّاسة الخاصة بما يُطلَق عليه "اللّا مَساس/ أوالمسكوت
عنه/ le tabou"، أردتُ من هذا العنوان-مع
أن مدلوله قد يختلف قليلا أو كثيرا عن دلالة ما نحن بصدد الحديث عنه- تنبيه الإخوة الأشقاء في السعودية والإمارات
والبحرين وقطر على خطورة التراشق بالاتهامات المتبادلة بدعم الإرهاب والفكر
المتطرف. وكأن اختيار هذا العنوان جاء من باب إثارة فضول (curiosité)
القارئ الكريم ليتجاوز قراءة العنوان إلى قراءة المُعنوَن (نص المقال).
ليس من مصلحة قطر أن تعمل على إقناع العالم بأن الدول الثلاث (السعودية
والإمارات والبحرين) دعمت أو تدعم الإرهاب والفكر المتطرف، سواء أكان ذلك بطرق
مباشرة أم غير مباشرة. وفي الوقت نفسه، ليس من مصلحة الدول الثلاث إقناع العالم
بأن قطر دعمت أوتدعم الحركات المتطرفة وتمدها بالمال والأسلحة...ففي ذلك تشويه
لسمعة الدول العربية والإسلامية، في هذا الوقت الذي يحاول بعض أعداء الإسلام إلصاق
تهمة "الإرهاب" بالمسلمين دون غيرهم.
تقتضي مصلحة جميع الأطراف الحد من الآثار السلبية التي قد تترتب على كشف
أسرار الماضي، خاصة ما أصبح منها متجاوزا. إنّ كشف الإخوة لأسرارهم-في مثل هذه
الحالة-يشبه كشف أحد الزوجين لأسرار شريك حياته بعد الطلاق، وليس ذلك من القيم
الإسلامية الفاضلة ولا من العادات العربية الأصيلة...ثم إنّ الأشقاء الخليجيين لم
يصلوا بعدُ-لله الحمد-إلى مرحلة الطلاق...ولعل ما حدث-في أسوء تقدير- يكون طلاقا
رجعيا على كل حال...من المفيد-في جميع الحالات-ترك خط رجعة سلس إلى ما كانت عليه
هذه الدول من انسجام وتعاضد، حتى لا نندم على بعض الإجراءات التي اتخذناها في حالة
غضب.
إنّ مصطلح "الإرهاب"، ما زال من المصطلحات الفضفاضة التي لم نجد
لها تعريفا دوليا دقيقا...وذلك بسبب تداخل مفهومه عند بعض الناس-بمفهوم مقاومة
الشعوب للاحتلال الأجنبي (الحالة الفلسطينية على سبيل المثال)...
إننا جميعا ضد الإرهاب (إرهاب الأفراد وإرهاب الدول) في مفهومه المتجسد في
قتل الأبرياء وترويعهم وتفجير الطائرات والسفن والمؤسسات والمباني العامة والخاصة وأماكن
العبادة، من مساجد وكنائس وغيرها.
إننا متفقون جميعا، باستثناء مُنحَرفِي الفكر منا -هداهم الله- على نبذ
العنف والغلو والتطرف، بجميع أشكاله وأنواعه، لأنّ العنف ما دخل أمرا إلّا شانه.
مع التذكير بضرورة عدم التدخل في
الشؤون الداخلية للدول، ممّا يضمن لها المحافظة على أمنها واستقرارها وممارسة
سيادتها على أراضيها.
نرجو أن يتقبَّل أشقاؤنا في الخليج هذه النصائح النابعة ممّا نكنه لهم
جميعا من محبة واحترام وتقدير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق