دَأَبَ الناس على البحث عن أبلغ ما قاله الشعراء العرب
في مختلِف الأغراض الشعرية، من ذلك قول جرير، في المدح:
أَلَسْتُم خيْرَ مَن ركِب المَطايا* وأَنْدَى
العالَمِينَ بُطونَ رَاحِ...وقوله، في الفَخْرِ:
إِذا غضِبَت عليكَ بَنو تَمِيمٍ* حسبْتَ النّاسَ كلهمُ
غِضابَا... وقوله، في الغزل الرقيق:
إنّ العيونَ التي في طرفها حَوَرٌ* قتلننا ثم لم يحيين
قتلانَا* يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به* وهن أضعف خلق الله أركانَا. وفي رواية:
وهن أضعف خلق الله إنسانا. وقوله، في الذم:
فغض الطرفَ إنكَ من نُمَيْرٍ* فلا كعبًا بلغتَ ولا
كِلابَا...
وفي مجال الذم، فإنّ مِن أقذع ما سمعته من الشعر
الحسانيّ"لغْنَ" هذا "الْگافْ":
آدَمَ وامَّانَ حَوَّ* أَرْخَسْ ذُرِّيّتْهُمْ دَمَّكْ*
وابْنِ عَمَّكُ وانْتَ هُوَّ* أَرْخَسْ دَمَّكْ في ابْنِ عَمَّكْ.
ملحوظة:
امّان حوّ: أُمُّنا حَواء(أُمّ البَشَر). أَرخس(براء
مرققة): أسوأ، وأوضع. دَمَّك: أصلك، ومَحْتِدُك. ابن عمك: بنو عمومتك.
و"وَرْخَسْتْ"، في الحسانية: بِئْسَ. يقال"ورخست" بفلان: بئس
الرجُل. وبئس: فِعْلٌ جَامِدٌ للذَّمِّ، ضد: نِعْمَ في المدح. وفي الحسانية:
"وَخْيَرْتْ"(براء مرققة) بفلان: نِعْمَ الرجُل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق