موضوع اليوم: ضَمِير الفَصْلِ.
يتوسط أحيانا، بين المبتدإ وبين الخبر أو ما
أصله مبتدأ وخبر، ضمير الفصل، نحو: خالد هو المُهَذَّبُ، ووجدت خالدًا هو
الصّادِقَ، ويراد بذكره أن يَنفيَ عن الخبر فكرة النّعْت، فالمهذب هنا: خبر وليس
نعتا لخالد. وضمير الفصل: حرف لا مَحَلَّ له من الإعراب، وهو كذلك يفيد معنى
التوكيد. ويتصرف ضمير الفصل تصرف الضمائر، بحسَب ما يعود إليه، إلّا أنه ليس
ضميرا. وسمي ضمير فصْل، للفصْلِ بين الخبر وبين ما يُظَنّ أنه نعْت، فلو قلت:
خالدٌ الشجاعُ، قد يَظنّ السامعُ أنّ(الشجاع) نعت لخالد وأنك ستتمّ الجُملةَ، أمّا
إذا قلت: خالد هو الشجاعُ، أيْقنَ السامعُ أنّ الخبرَ هو(الشجاع). ولفظ(هو) الذي
توسط بين المبتدإ والخبرِ: ضمير فصْل حرف لا محل له من الإعراب. وقد عمد بعض
المُعْرِبِينَ إلى إعراب(ضمير الفصل) مبتدأً ثانيًّا، في مثل (خالد هو الشجاع)
وجعل(الشجاع) خَبَرًا له، وجملة(هو الشجاع) خبر للمبتدإ الأول(خالد).
ملحوظة: إذا لحقت ياء المتكلم الظرف(لدن)،
توسطت نون الوِقاية بينه وبينها، كقوله تعالى:(قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي
عُذْرًا)، ويقل حذفها، فقد قرأها بعضهم:(قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِي عُذْرًا)76/
الكهف. والكثير في: قد وقط(اللتين بمعنى: حسبي) ثبوت نون الوقاية، نحو: قَدنِي
وقَطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق