الجمعة، 24 يناير 2014

الطريق إلى تعلُّمِ الكتابةِ:



إنّ الطريقَ إلى تعلُّمِ الكِتابةِ على ثلاثِ شُعَبٍ: الأولى: أن يتصفَّحَ الكاتبُ كتابة المتقدِّمِينَ ويطّلعَ على أوضاعهمْ في استعمالِ الألفاظِ والمعانِي ثمَّ يحذوَ حذْوَهم، وهذه أدنى الطبقاتِ عندي.

والثانية: أن يمزجَ كتابةَ المتقدمين بما يستجيدهُ لنفسهِ مِنْ زيادة حسنهِ إمّا في تحسينِ ألفاظ أو في تحسينِ معانٍ، وهذه هي الطبقة الوسطى وهي أعلى من التي قبلها.

والثالثة: أن لا يتصفّحَ كتابةَ المتقدمين ولا يطّلع على شيء منها، بل يصرفَ همَّه إلى حفظ القرآنِ الكريم وعدّةٍ من دواوين فحول الشُّعراءِ ممنْ غلبَ على شِعْره الإجادَةُ في المعاني والألفاظِ، ثم يأخذَ في الاقتباسِ فيقومُ ويقعُ ويخطئ ويصيبُ ويضلُّ ويهتدي حتى يستقيمَ على طريقةٍ يفتتحُها لنفسهِ. وأخلق بتلك الطريق أن تكون مبتدعةً غريبةً لا شركةَ لأحد من المتقدمين فيها. وهذه الطريقُ هي طريقُ الاجتهادِ وصاحبُها يُعَدُّ إمامًا في فنّ الكِتابةِ إلّا أنها مستوْعِرةٌ جِدًّا ولا يستطيعُها إلّا مَن رزقَهُ اللَّهُ لِسانًا هَجَّامًا وخاطرًا رَقَّامًا. ولا أريدُ بهذه الطريقِ أن يكونَ الكاتبُ مرتبِطًا في كِتابتهِ بما يستخرِجُهُ مِن القرآنِ الكريم والشّعْرِ بحيْثُ إنّه لا يُنشِئُ كتابًا إلّا من ذلك بَلْ أريدُ أنّهُ إذا حفِظَ القرآنَ وأكْثَرَ مِنْ حِفْظِ الأشعارِ ثم نَقَّبَ عن ذلك تنْقِيبَ مُطَّلِعٍ على معانِيهِ مفتشٍ عن دفائنِهِ وقلَّبَهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ عرفَ حينئذٍ مِنْ أينَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ فيما يُنشِئُهُ مِنْ ذاتِ نفسِهِ واستعانَ بالمحفوظِ على الغريزة الطبيعيَّةِ.

(المرجع: جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب" عن المثل السائر باختصار".تأليف/ السيِّد أحمد الهاشميّ. دار الجيل للنشر والطباعة والتوزيع.بيروت).

هناك 4 تعليقات:

  1. هل لك ان تساعدني في نسج كلماتي الادبية
    انا استهوي الكتابة لكنني في اول طريقي اليها
    لا اعرف قواعدها واساسياتها
    وكيف اصبح كاتبه ناجحه ؟

    ردحذف
  2. هل لك ان تساعدني في نسج كلماتي الادبية
    انا استهوي الكتابة لكنني في اول طريقي اليها
    لا اعرف قواعدها واساسياتها
    وكيف اصبح كاتبه ناجحه ؟

    ردحذف

دليل المترجم (2416):

  25621- مُسْتَعْبَدٌ/ مُسْتَرَقٌّ (صِفَةٌ): asservi . اسْتَعْبَدَ (اسْتَرَقَّ): asservir, tenir en esclavage . عُبُودِيَّةٌ (رِقٌّ): esclav...