تابعتُ برنامَجا،على إحدى الفضائيات، اُعِدَّ بمناسبة اليوم العالميّ للغة العربية(18 كانون الأول/ديسمبر). و قد فُوجِئتُ بأنّ أحد المتحدِّثين ، من تونس الشقيقة، يقول إنّ 95 في المائة من مواطني هذا البلد العربيّ الأصيل، يعَبِّئون الصُّكُوكَ(الشيكات)المصرفية باللغة الفرنسية.
لا أدري-في الحقيقة-مدى دقّة هذه النسبة. و على افتراض أنّ هذه المعلومة صادرة عن مصدر موثوق به، فإنّ الأمر يدعو إلى دقّ ناقوس الخطر، وإجراء دراسات وإحصاءات مشابهة في البلدان العربية كافّةً، و في مختلِف القطاعات، لمعرفة مدى استخدام المواطن العربيّ للغته في حياته اليومية.
و في ضوء هذه الإحصاءات، يمكن رسم سياسة لغوية عربية لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي توحي بعدم الثقة في اللغة العربية. و لا شكّ في أنّ ضعف استعمال اللغة العربية في هذه القطاعات الحيوية، هو أصل الداء.
و نظرا إلى أنّ اللغة تعيش بالاستعمال، فإنّ من واجبنا جميعا أن نعيد النظر في سياسة التعريب في الوطن العربيّ، هذه السياسة التي لن تقوم لها قائمة، قبل اتخاذ قرار سياسيّ ، عاجل وحاسم وملزم، باستعمال اللغة العربية في التعليم الجامعيّ، وفي الادارة، وفي سائر المرافق الحيوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق