السبت، 8 مارس 2014

الزَّجْر عن التّجَسُّس وُسوءِ الظنِّ:



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا ".
(أخرجه: البخاريّ، ومسلم، وأبو داود، والترمذيّ، ومالك في الموطإ).

وقال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه، فإنه من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنه، ولم يتعب قلبه، فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه، وتعذر عليه ترك عيوب نفسه، وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم وأعجز منه من عابهم بما فيه، ومن عاب الناس عابوه، ولقد أحسن الذي يقول:

إذاأنت عبت الناس عابوا وأكثروا*عليك وأبدَوا منك ما كان يُستَرُ
وقد قال في بعض الأقاويل قائل*له منطق فيه كلام مُحَبَّرُ(مُزَيَّن)
إذا ما ذكرت الناس فاتْرُكْ عيوبهم*فلاعيب إلا دون ما منك يُذكَرُ
فإن عبت قومًا بالذي ليس فيهم* فذلك عند الله والناس أكبرُ
وإن عبت قومًا بالذي فيك مثلُه*فكيف يَعيب العُورَ من هو أعورُ؟
وكيف يعيب الناس من عَيْبُ نفسه* أشدُّ إذا عدَّ العيوب وأنكرُ؟
متى تلتمس للناس عيبًا تجد لهم* عيوبًا، ولكنَّ الذي فيك أكثرُ
فسالمهمُ بالكفِّ عنهم، فإنهم* بعيبك من عينيك أهدى وأبصرُ.

(المرجع: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء/للإمام الحافظ أبي حاتم محمّد بن حبّان البُسْتيّ.تحقيق، الشيخ خليل مأمون).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2852):

  29971- مُنَاوَشَةٌ (اشْتِبَاكٌ؛ وُقُوعٌ اشْتِبَاكٍ مَحْدُودٍ): une escarmouche, une échauffourée . 29972- مُنَاوَلَةٌ (في الديانة المسيح...