*"لَاوِ":
بَدَأَ يَجفُّ(تنقص رطوبته). يُقالُ: "ارْبِيعْ لَاوِ" أو:
"الْوَ": عُشْبٌ((herbe بدأ يتحول
إلى حشيش(herbes
sèches). واحدته:
حَشِيشَة(une
herbe sèche). العُشْبُ:
الكلأ الرَّطب: ولا يقال له حشيش حتى يَهِيجَ. وفي علم النبات: نبات طريٌّ غير
متخشِّبٍ، ساقه خضراء قليلة الاحتمال. ج. أَعْشَابٌ، وواحدته: عُشْبَة(une herbe). والحشيش: الآفْيُون(l'opium):
مُخَدِّر يُستخرَج من الخشخاش.
*"خَامِرْ": فَاسِد(pourri).
طعام "خامر": مُتَدَعِّصٌ. تَدَعَّصَ اللحْمُ: تَهَرَّأَ من فساده.
ويقال، في الحسانية: "العيش الخامر" أو"الْخَاسِرْ" للوجبة الموريتانية، المشار إليها
من قبلُ في هذا البحث، إذا كانت معدَّة
بطريقة سيئة. وتوصف ب"العيش الصالح" إذاكانت معدَّةً بطريقة جيِّدةٍ.
*"امْدَوْفِ"(كسكس، على سبيل
المثال): بدأ الفساد/ التعَفُّن يظهر في طعمه ورائحته. ولعلّ هذه الصفة
"امْدَوْفِ"، مشتقة من المادة الآتية: دَافَ الدواءَ أو الطِّيبَ
يَدوفُه دَوْفًا: خَلَطه. ويقال: دافه في الماء وبه. ودافه: بَلَّهُ. وسَحَقه. فهو
مَدُوفٌ، أو مَدْوُوفٌ. بمعنى أنّ هذا الفسادَ يحدث للكسكس الذي خُزِّنَ وهو لا
يزال مبلولا. والدليل على هذا أنّ الكسكس المجفَّف بطريقة جيّدة قبل تخزينه لا
يفسد( مثال ذلك، الكسكس المعلَّب الذي يباع في المحلات التجارية. وما يعرف في "الحسانية" ب"
صَايْنَه" التي كان البدويّ يتزود بها في سفره). مع العِلم أنّ الكُسْكُس، أو
الكُسْكُسِيّ: طعام يُتّخَذ من طحين البُرّ(أو نحوِه) المفروك، ويُنضَج على
البُخار( من المولَّدِ: اللفظ الذي استعمله الناس قديمًا بعد عصر الرواية).
*"أَغْجَرْ" أو
"أَقْجَرْ": يقال: فلان "أغجر": فَجٌّ (في طبعه غلظة وخشونة
وجفاء). وقد يكون هذا الوصف مشتق من لفظ (الْغَجَر). جاء في المعجم الوسيط:
الغَجَر: قوم جفاة منتشرون في جميع القارات، يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة،
ويعتمدون في معاشهم على التجارة، والواحد منهم: غَجَرِيٌّ(من الدخيل: اللفظ
الأجنبيّ الذي دخل العربية دون تغيير).
*"دَرَّكْ"(تنطق الكاف جيما
قاهرية): أَخْفَى/ سَتَرَ/ خَبَّأَ/ حَجَبَ/ غَطَّى(cacher).
يقال:"مَانِ امْدَرَّكْ عَنَّكْ شِ": لَا أُخْفِي عليك شيئا.
*"ارْجَعْ أَيْدْ مْنْ ؤرَاهْ وَايْدْ
منْ كدَّامُه": يُضرَب لِمَن يذهب لِشيء ويَعودُ خائبًا. وهو شبيه بمعنى
المَثَل العربيّ: (رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ) الذي يُضرَب عند اليأسِ من الحاجة
والرجوعِ بالخيْبةِ.
*"الِّ مَاهْ افْلَيْدْ مَا تَكلْعُ
الْعِزَّه": قريب من معنى المثل العربي:( العين بَصِيرَة واليَد قصِيرة).
*"رَاصُ امْتِينْ": عَنِيدٌ/ متصلب
الرأي(obstiné,
opiniâtre, entêté, têtu).
"لعْنَادْ" أو"مِتْنْ الرَّاصْ": العِنَاد/ الإصرار/
الاستكبار/تَصلُّب الرأي/ تجاوز الحد في العصيان(obstination).
*"شَمْ" رائحة فم شخص: تأتي هذه
العبارة- إضافة إلى معناها المباشر- بمعنى: كَلَّمَه في موضوع معيَّن، بطريقة غير
مباشرة( عملية اختبار أو جَسّ نَبْض)، لمعرفة مدى استجابته له.
*"فلان "حَامِ رَاصُ" أو"رَاصُ حَامِ": تأتي هذه العبارة- إضافة إلى معناها العاديّ(رأس ساخن/ به حُمّى)- بمعنى: مَجْنون/ مَخْبول/ معتوه(fou). "حمَّانْ الرَّاصْ": الجنون(la folie)، أو: اللمَم: طرف من جنون: accés de folie. ومن معاني اللَّمَم، بالإضافة إلى الجنون: الصغير من الذنوب. ومقاربة الذنْب. وفي التنزيل العزيز:( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ والْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ).
*"الْحَوْلِ": العِمامة( le turban). ج. عَمَائم. "اتْعَمَّمْ": تَعَمَّمَ/اعْتَمَرَ(mettre ou porter le turban): كَوَّرَ العمامة على رأسه. واعْتَمَّ واستَعَمَّ: لبس العمامة.
وفي العامّيّة المغربية، يطلق اسم "الحول" على الكبش أو الخروف، فيقال:
اشتريت"حولِ"(mouton) عيد
الأضحى(le
Grand Baîram). ولعل
ذلك، من كون الخروف مَرَّ عليه حَوْلٌ(سَنَة).
مع ملاحظة أنّ الكبْش(le bélier) يطلق على
الفحل من الضأن، وإذا كان مخصيا(castré, émasculé)
قِيلَ، في"الحسّانيّة": "أَزُزَالْ" أكباش.(ج. الكبش:
أَكْبُش/ أَكْبَاش/ كِبَاش/ كُبُوش).
"كُونْتَنَيْرْ":حَاوِيَّة(container): صندوق توضع فيه البضائع لتُنقَلَ بَرًّا أو بَحْرًا.
*"كُودْرُوهْ"(تنطق الكاف جيما قاهرية): الْقَطْرَانُ/
القار/ الزِّفْت. اقترضت اللغة الفرنسية(le goudron)
من القَطْران. واشتقت منه: القَطْرَنَة(le goudronnage).
مُقَطْرَنٌ(goudronné). قَطْرَنَ(goudronner):
طَلَا بالقطران . والقطران المعدنيّ: نوع من الزِّفتِ يستخدَم لتعبيد الطرق.
والزِّفت: مادة سوداء صلبة، تسيلها السخونة، تتخلف من تقطير المواد القطرانية.
*"اتْرُوتْوَارْ": رَصِيفٌ(un trottoir).ج. أَرْصِفة: حاجز من البناء يمتد على جانبي الطريق. رَصيف محطة(
plate-forme
d'une gare). رَصيفُ
مِيناء، محطة سكة حديدية( quai d'un port, d'une gare de chemin de fer):
حاجز من البناء الوثيق ، تَقِفُ إليه القُطُرُ والسُّفُنُ.
*"شُوسّى"( بسين مُمَالَة):
قَارِعَة الطريق/ وسَط الطريق(la chaussée):
طَرِيق مُعَبَّد.
*"أُورْدِينَاتَيْرْ": حَاسُوبٌ(ordinateur)ج. حَوَاسِيبُ. " اسْكَانَيْرْ": مِفْرَاسٌ(scanner)ج. مَفَارِيسُ: جهاز لتشخيص المرض بالأشعة يعكس معطياتِه على شاشة
حاسُوب. "فَاكْسْ": نَاسُوخٌ(fax, télécopieur).
"إِنْترْنَتْ": شَابِكَة(internet).
"سِيبرْكَافّى"(بفاء مُمالة): مَقْهَى شابِكة(cybercafé). وقد انتشر، في الوقت الراهن، ما أصبح يُعرَف ب: مقاهي "الإنترنت".
و مقهى الشابكة: مكان يمكن لرواده أن يستعملوا الحاسوب للاتصال بالشابكة، ويكون
ذلك عادة مقابل مبلغ من المال.
*"لِيمُونَادْ": شراب الليمون(la limonade): مشروب غازيٌّ. الليمون( le limon).
الليْمونة( le
citron): ثمر
الليمون الحامض. ويعرف، في المغرب، باسم: الحامض. وفي "الحسّانيّة"،
يُتداوَل بلفظه الأجنبيّ" سِيتْرُوهْ". والليمون: شجر مثمر يشمل
نَبَاتِيًّا أنواع البرتقال(oranger)،
والأترج(cédratier)، والنّارَنج(برتقال ثمره حامض)، والليمون الحلو، والليمون الحامض،
وفي كل منها أصناف. وتُسمّى الموالح في مصر، والحوامض( agrumes) في الشام وفي المغرب.
*"دِلْوِيرْ": زَيْت( كلمة مركَّبة
من: دلْ: de
l'+ وِيلْ: huile،
محَرَّفة لامُها إلى راءٍ، أي: de l'huile).
والزيْت: دهن الزيتون( huile d'olive)، ويطلق على
دهن غيره مُقَيَّدًا بالإضافة وغيرها، فيقال: زيت الفُستق/ زيت الفول السودانيّ(huile d'arachide). زيت الخِرْوَع( huile de ricin).
زيت الكتّان( huile
de lin). زيت
السمك( huile
de foie de morue). زيت
السِّمسِم(huile
de sésame)، إلخ.
والزيتون: شجر مثمر زَيْتيٌّ تُؤكل ثمارُه بعد مَلحها، ويُعْصَرُ منها الزيت. ويشيع في
العامية( الحسانية) نطق أسماء هذه الزيوت بألفاظها الأجنبية، على غراركلمة "دِلْوِيرْ"
المشار إليها آنِفًا. ولا تقتصر هذه الظاهرة على أسماء الزيوت، ولا على التعبير
عن المصطلحات العلمية الدقيقة، بل تمتدّ
إلى التراكيب اللغوية العادية. وقد حدثني أحد الزملاء- من باب التَّنَدُّر
والسخرية من هذا السلوك- أنّه سَمِعَ مرّةً طِفلة عربية صغيرة تقول: "مَامَاهْ شَابْوَاهْتِ
تُومْبَاتْ"، أي: أُمّي، لقد سقطت قُبَّعَتِي( maman, mon chapeau est tombé). القُبّعة: خرقة تُخاطُ كالبُرْنس يلبسها الصبيانُ. وضَرْبٌ من
القَلانِسِ يَقي الرأسَ الشمْسَ والمطرَ.
وفِي العالَم العربيّ ، وبصفة خاصّة في دول المغرب
العربيّ-باستثناء ليبيا - يتحدث الناس فيما بينهم ، إلا من رحم ربّي ، بمزيج من الكلمات
العربية والفرنسية ، ويستوي في ذلك المتعلم والأميّ ، وما بين هذا وذاك ، فنجد - مَثَلًا
- مَن يقول : سافَرت ب " التُّومُوبِيلْ " ، بَدَلا مِن : سافرت بالسيارة
. ومَن يقول لسائق السيارة : "فَيْرِي آدَرْوَاتْ " ، بدلا من : دُرْ يَمِينًا
أو إلى اليمين . ومن يقول أدوات " الْكُوزِينْ " ، بدلا من أدوات المَطبَخ
. ونجد الطبيب يقول للمريض : ارْفَعْ " لِيزْيَهْ " ، بدلا من : ارفع عَيْنَيْكَ
. أَنصَحُكَ ب " لَسْبُورْ " خاصة " لَامَارْشْ "، بدلا من : أنصحك
بالرياضة ، خاصة الْمَشْي أو السيْر على الأقدام .والقائمة طويلة...!
وسبق أن تحدثت عن هذه الظاهرة المُسْتَهْجَنَة
، في الحلقة ( 13) من "الرقيب اللغويّ "، المنشورة إلكترونيا ، وأعود مرة
أخرى إلى الموضوع ، فأقول إنّ هذا النوع من العبث بلغة التخاطب خطير على اللغة ( أيّ
لغة)، وخطير على المتحدث باللغة ، لكننا -
ربما بحسن نية - لا ندرك هذه الخطورة . من ذلك أنّ هذا السلوك ، يشوِّه اللغة . ثُمّ
إنّ من يتعود التعبير بهذه الطريقة المعوجَّة ، لن يستطيع التعبير بلغة سليمة - عند
الاقتضاء - سواء أتعلق الأمر باللغة العربية أم باللغة الأجنبية .
أرجو من مُحِبِّي اللغة العربية و المدافعين عنها
والمهتمين بسلامة المتداوَل منها ، أن يحاولوا التخلي عن هذه العادة السيئة ، وأن يُعَوِّدوا
أنفسهم على استعمال الكلمات والمصطلحات العربية السليمة، وأن يتحدثوا بلغة فصيحة ،
في محيطهم الأسريّ ، ومع الزملاء في العمل ، وفي حياتهم اليومية ، أينما حلوا وارتحلوا
. ومن الطبيعيّ بالنسبة إلى الإنسان العربيّ ، أن يكون الحديث - في المواطن المشار
إليها وفي غيرها - بلغة عربية سليمة، أو بدارجة عربية مهذّبة، لا تُسْتعْمَل فيها
كلمات أجنبية يوجد ما يناظرها في اللغة العربية( ما يُعرف بدارجة المثقفين ) ، وذلك
أضعف الإيمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق