الجمعة، 8 يونيو 2018

الجار سابگ الدار:


قرأتُ ذات مرة هذا النص على قناة "الموريتانية"، وقد لفت نظري أنه تحريف للمَثل المعروف:
"الجار قبل الدار".
يبدو أنّ أحدهم قد اختار هذا العنوان لحلقة من عمل مسرحيّ، ظنًّا منه أنّ "سَابِگْ" أفضل من: قَبْلَ !، للفت نظر المشاهد وحثه على المتابعة.
من المؤسِف أنّ بعضهم يظنون، ربما بحسن نية-وهم مخطئون في ذلك-أنّ لَفْتَ نظر المستهلك وترغيبَه في اقتناء بضاعة أو متابعة عمل فنيّ، يقتضي-لغير ضرورة- إقحام كلمة عامّيّة أو أجنبية في الكلام أو في النص المَكتوب.
ولا أستبعد، في هذا الإطار، أن نقرأ مستقبَلًا: "الرفيق سابگ الطريق"، بدل: "الرفيق قبل الطريق"، أو: "الجار آفان الدار"، أي: avant. و"الرفيق آفان الطريق" !
وبصرف النظر عن دعوتنا إلى استعمال اللغة العربية الفصحى، بدل العامية أو اللغة الأجنبية، فإنّ: "الجار قبل الدار"، أوضح-للبيظان ولغيرهم ممّن يفهمون العربية- وأفضل بكثير-وبكل المعايير-من: "الجار سابگ الدار".
ثم إنه من المتعارَف عليه، أنّ المَثَلَ لا يجوز تغيير صيغته ولا ترتيب كلماته ولا تصويب خطإ في بنيته الأصليّة.
وعلى سبيل المثال، فإن المثل: "جاءوا على بكرة أبيهم"، أي جَمِعًا، لا يجوز أن يعدّل إلى: "جاءوا على ناقة أبيهم"، أو: "على بكرة أبيهم جاءوا".
والمثل: "الصَّيْفَ ضيّعتِ اللبنَ"، أي ضيعت الفرصة السانحة في وقتها، لا يجوز تعديله بحيث نقول: "ضيَّعنا اللبنَ في الصيْف"، أو نحو ذلك.
والمثل: "مُكرَه أخاك لا بطل" الذي يُضرَب لمن يُجبَر على القيام بعمل وليس أهلًا له ولا شجاعة له عليه، لا يجوز أن يصبح: "مكره أخوك لا بطل". مع أنّ هذه الصيغة أفضل من الناحية النحوية.
نرجو من محبي لغتنا العربية الجميلة، أن يتجنبوا-قدر المستطاع-هذه الأساليب المستهجَنة، لما تحمله من دعاية مجّانية للعامية، ولما تُلحِقه من ضرر بالغ باللسان العربي المبين.
وفي خدمة لغة القرآن الكريم، لغة الأدب والعلم والمعرفة والمحبة والسلام، فليتنافس المتنافسون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2385):

  25311- مَزَّقَ إِرْبًا: mâchurer . مَزَّقَ إِرْبًا إِرْبًا: hacher en pièces . مَزَّقَ قِطَعًا: mettre en charpie . 25312- مَزَّقَ الل...