سألني أحد الأصدقاء عن الأحكام الخاصة بحَيْثُ.
الجواب، والله أعلم:
حَيْثُ: ظَرْف للمكان، تُضاف للجمل وتتصل بها(مَا) الكافّة، فتتضمن معنى الشرْطِ وتجزم فِعْليْنِ، كما في قول الشاعر: حَيْثُ ما تستقمْ يقدرْ لك الل*هُ نجاحا في غابر الأزمانِ. وقيل إنها ترد ظرف زمان كما في البيت(المعجم الوسيط).
وجاء في"المرجع للغة العربية لعلي رضا": حَيْثُ: ظرف مكان مبنيّ على الضم، نحو: ادرس حَيْثُ يطيب لكَ. وهي تلازم الإضافة إلى الجملة الفعلية، أو الاسمية، نحو: ادرس حَيْثُ خالد يدرس. ولا تضاف إلى المفرد، فإذا جاء بعدها مفرد رُفِعَ على أنه مبتدأ خبره محذوف، نحو: اجلس حَيْثُ الأستاذُ، أي حَيْثُ الأستاذُ جالسٌ. وقد تُجَرّ بمِنْ أو إلَى، نحو قوله تعالى: (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ). واذهب إلى حَيْثُ تشاءُ. ونَدَرَ جرها بغير(مِن وإلى). وإذا لحقتها(مَا) الزائدة، كانت اسم شرط جازم، نحو: حَيْثُمَا تذهبْ أذهبْ معكَ. وقد ترِدُ للزمان، كقول الشاعر: للفتى عقل يعيش به* حَيْثُ تهدي ساقه قدمه. وقد تأتي مفعولا به، نحو: (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتِه) 125/ الأنعام. فهي هنا مجردة عن الظرفية، وهو نادر، إذ المعنى أنه سبحانه يعلم نفس المكان المستحق لوضع رسالاته(الرجاء قراءة"رِسَالَاتِهِ" في الآية الكريمة).
ملحوظة: يرد في مصادرَ مختلفةٍ، أنّ إضافة(حَيْثُ) إلى الجملة الفعلية أكثر من إضافتها إلى الجملة الاسمية، ويندر أن تضاف إلى المفرد(وقد أُشِيرَ- في المرجع السابق- إلى أنها لا تضاف إلى المفرد).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق