الأحد، 18 أكتوبر 2020

بَابُ مَا زِيدَ فِي الكِتَابِ:

 


تَدْخُلُ فِي "عَمْرٍو"- فِي حَالِ رَفْعِهِ وَجَرِّهِ- الوَاوُ؛ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ "عُمَرَ"، فَإِذَا صِرْتَ إِلَى حَالِ النَّصْبِ لَمْ تُلْحِقْ بِهِ وَاوًا؛ لِأَنَّ "عَمْرًا" يَنْصَرِفُ، وَ "عُمَرَ" لَا يَنْصَرِفُ؛ فَكَانَ فِي دُخُولِ الأَلِفِ فِي عَمْرٍو، وَامْتِنَاعِهَا مِنْ دُخُولِهَا فِي عُمَرَ فِي حَالِ النَّصْبِ فَرْقٌ، فَلَمْ يَأْتُوا بِفَرْقٍ ثَانٍ؛ فَإِذَا أَضَفْتَهُ إِلَى مَكْنِيٍّ (المَكْنِيُّ: مُصْطَلَحٌ نَحْوِيٌّ عِنْدَ الكُوفِيِّينَ يُقْصَدُ بِهِ الضَّمِيرُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ مِنَ النُّحَاةِ) لَمْ تُلْحِقْ بِهِ وَاوًا فِي شَيْءٍ مِنْ حَالَاتِهِ؛ فَتَقُولُ: "هَذَا عَمْرُكَ"، وَ"عَمْرُنَا" لِأَنَّ المُضْمَرَ مَعَ مَا قَبْلَهُ كَالشَّيْءِ الوَاحِدِ، وَهُوَ كَالزِّيَادَةِ فِي الحَرْفِ؛ فَكَرِهُوا أَنْ يَجْمَعُوا فِيهِ زِيَادَتَيْنِ؛ فَإِذَا قُلْتَ: "لَعَمْرُ اللهِ" لَمْ تُلْحِقْ بِهِ وَاوًا؛ فَإِذَا أَرَدْتَ عُمْرًا مِنَ عُمُورِ الأَسْنَانِ لَمْ تُلْحِقْ بِهِ وَاوًا؛ لِأَنَّهُ لَا يَقَعُ فِيهِ لَبْسٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى فَرْقٍ.

وَ"أُولَئِكَ" زِيدَ فِيهَا وَاوٌ؛ لِيُفْرَقَ بِهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ "إِلَيْكَ"، وَ"أُولِي" أَيْضًا بِوَاوٍ.

وَ"مِائَةٌ" زَادُوا فِيهَا أَلِفًا؛ لِيَفْصِلُوا بِهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ "مِنْهُ"، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ: "أَخَذْتُ مِئَةً" وَأَخَذْتُ مِنْهُ"؛ فَلَوْ لَمْ تَكُنِ الأَلِفُ لا الْتَبَسَ عَلَى القَارِئِ.

وَتَكْتُبُ "يَأُوخَيَّ" مُصَغَّرًا بِوَاوٍ مَزِيدَةٍ؛ لِيُفْرَقَ بِهَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ "يَا أَخِي" غَيْر مُصَغَّرَةٍ.

وَزَادُوا أَلِفَ الوَصْلِ بَعْدَ الوَاوِ لِيُفْرَقَ بِهَا بَيْنَ وَاوِ الجَمِيعِ وَوَاوِ النَّسَقِ، وَقَدْ بَيَّنَّا ذَلِكَ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَ الكِتَابِ.

(المرجع: أدب الكاتب لابن قتيبة. اعتنى به وراجعه/ د. درويش جويدي. المكتبة العصرية. صيدا. بيروت).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

دليل المترجم (2423):

    25691- مُسْتَمِيتٌ/ جَسُورٌ/ جَرِيءٌ/ مِقْدَامٌ (صِفَةٌ): impavide, intrépide . قِتَالٌ مُسْتَمِيتٌ: combat à mort . اسْتَمَاتَ (طَابَ...