الجمعة، 29 أغسطس 2014

اسم الإشارة:




هو ما دلَّ على معيَّن بإشارة محسوسة إليه. وأسماء الإشارة، هي: ذَا: للمفرد المذكر، وذهِ وتهِ: للمفردة المؤنثة، ذان وذين: للمثنّى المذكر، وتان وتين: للمثنى المؤنث، وأولاء وأولَى(بواو غير ملفوظة وبالمد والقصر والمد أفصح): للجمع المذكر والمؤنث العقلاء، نحو قوله تعالى: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون). أو لغيرهم، كقوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤولا)، ولكن الأكثر أن يشار بها إلى العقلاء. وتستعمل(تلك) لغير العقلاء، نحو قوله تعالى: (وتلك الأيام نداولها بين الناس). ويجوز تشديد النون في مثنّى: ذا وتا سواءٌ أكان بالألف أم بالياء، فتقول: ذانِّ وذَينِّ، وتانِّ وتَينِّ.
وينقسم اسم الإشارة إلى ثلاثة أقسام: قريب ومتوسط وبعيد. فما ليس فيه لام البعد وكاف الخطاب يكون للقريب، نحو: هذا مجدٌّ. وما فيه كاف الخطاب يكون للمتوسط، نحو: ذاك أخي. وما فيه كاف الخطاب ولام البعد يكون للبعيد، نحو: اترك ذلك الخطأ. وكثيرا ما تدخل هاء التنبيه على المشار إليه القريب مطلقًا(أي مفردا ومثنى وجمعا)، فيقال: هذا وهذان وهاتِه وهاتان  وهؤلاء، ويغلب دخولها على المؤنثة المفردة المتصلة بكاف الخطاب، نحو: هاتِك. أمّا اسم الإشارة المتصل بلام البعد، فلا تدخل عليه هاء التنبيه. ويجوز أن يفصل بين هاء التنبيه واسم الإشارة بضمير المشار إليه، نحو: ها أنَذا، وها أنتِ ذِي، وها أنتما ذان، وها نحن تان، وها نحن أولاء، وهو أفصح من: ها أنا أو ها أنتِ. ويكثر الفصل بكاف التنبيه، نحو: هكذا...
ومن أسماء الإشارة ما هو خاص بالمكان، وهي أربعة: هنا للمكان القريب، وهناك للمتوسط، وهنالك وثَمَّ وثَمَّةَ للبعيد، وهذه الأسماء تلزم الظرفية فتعرب هنا مبنية  على السكون وثَمَّ وثَمَّةَ مبنيتان على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية وكلها أسماء إشارة للمكان. وقد تأتي في محل جر بحرف الجر، فتقول: ذهبنا من هنا إلى هنالك. وقد تدخل هاء التنبيه على هنا، فتقول: هاهنا وها هناك، وقد تشدد النون، فتقول: هَنَّا وهِنَّا، وقد تسكن الهاء في ذهِ وتهِ، فيقال: ذِهْ وتِهْ، وقد تمد فتشبعُ ذهِ وتهِ أو باختطافها دون مدٍّ. وفي الرفع، نقول: ذان وتان، نحو: جاء هذان الطالبان، ونجحت هاتان الفتاتان، وهما مبنيان على الألف. ونقول، في حالتي النصب والجر: ذين وتين، نحو: رأيت هذين الطالبين، مررت بهاتين الفتاتين، وهما مبنيان على الياء في محل نصب أو في محل جر، وليسا معربين بالألف رفعًا وبالياء نصبًا وجرًّا لأنّ أسماء الإشارة مبنية وليست معربة.
إن كاف الخطاب التي تلحق أسماء الإشارة هي ككاف الضمير في حركتها بالنسبة للمخاطب، تقول: ذاكَ أخوكَ يا تلميذ، وذلكِ أخوكِ يا تلميذة، وذلكما أخوكما يا تلميذان، وذلكم أخوكم يا تلاميذ، وذلكنَّ أخوكنَّ يا تلميذاتُ. وخلاصته أنّ الكاف تكون لمن تخاطبه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع، وما قبل الكاف لمن تشير إليه في التذكير والتأنيث والتثنية والجمع.
والاسم المعرف بأل الواقع بعد اسم الإشارة يعرب بدلًا من اسم الإشارة أو عطف بيان، نحو: هذا الرجلُ ناجح. فالرجل بدل من ذا وبدل المرفوع مرفوع بالضمة الظاهرة(لأنّ ذا هنا اسم إشارة في محل رفع مبتدأ) ويدعى الاسم البدل المشار إليه، ولكن قد يكون المشار إليه ركنًا للجملة وليس بدلًا، نحو: هذا الرجلُ، وأنت تقصد: هذا هو الرجلُ، فالرجل هنا خبر وليس بدلًا.
إذا سبقت ثَمَّ اسم الإشارة للمكان بحرف جر، تكون حينئذ للتعليل غالبًا، نحو: مهندسنا ماهر ومن ثَمَّ استطاع أن يشيد هذا القصر العظيم.
(المرجع في اللغة العربية/ لعلي رضا، بتصرّف).

هناك تعليق واحد:

دليل المترجم (2401):

  25471- مَسَاكٌ/ مِسَاكٌ (إِمْسَاكٌ، مَسَاكَةٌ، بُخْلٌ، شُحٌّ): avarice, ladrerie . مَسَّاكٌ (بَخِيلٌ، شَحِيحٌ): avare, ladre . أَبْرَصُ/...